مُشبَّعاً برطوبةِ الصيفِ الخانقة ،، و مُتـَوَجِّساً من شمسِ نهار يوليو الحارقة ،، أشتاقُ إلى بَحرِ " تفانِينِكَ " في كلِّ حين ..
و إذا كانت " نجمة الشمال " التي أتأملها في أمسيات الصيف ، تدلني على موقعكَ في خارطة السماء ،، فليسَ لي " أنا الأَرضِيُّ بامتياز ،، إلا أن أطبعَ قصائدك ،، و أقرأَها على أصدقائي
" المندوهينَ " إلى كلِّ جميلٍ و مُتوَقـِّد ..
و بما إن " حصيرة الصيف واسعة " ، فلنجعَل " البُساط أحمدي "
و خاصّة ، أنني أخاطبك الآن ، من مُنطلق " الشورت و الفالِلـّة "
يا اخويا سيّد ،، أنا مش عارف أتلـَمّ عَليك ..
مع إن أنوار شموع تورتة عيد ميلادك " مِزغلِلة عنيّا " ،،
لكن ما اقدرش " اهَوِّبْ " ناحية الاحتفال ،، و إيدي فاضية ،،
مقامَك عَندي " يـِعلـَم ربنا " أكبر و أبعد مما تراه زرقاءُ اليمامة
و انتَ عارِف " يا سِيد العارفين " ، إن الشـُّعرا بالذات ، بيكون عندهم " الأبلاتين لادِع " ،، و في دماغهم " أرنبة والدة " ..
و بما أن عَدائي لفصل الصيف ، ألعَن مِن عَداء جسّاس للزير سالم ،، إذ تعاني " صواميل مُخـّي " من النعومة ،، و أصيرُ أكثر حمقاً مِن " همبَـقة " الذي تـُضرَبُ به الأمثال
و بما أن " حصيرة الصيف واسعة " كما اتفقنا ،، فإن عملي الذي ينتهي بعد منتصف الليل ، تبدأ معه السهرة مع أصدقاء " ضارِبهُم السِلك مثلي " ،، و خـُد عَندك " هَرْتـَلـَة و تسويف و مُناورات كلامية " ، و كل واحد فينا يهتف بآرائهِ السياسية ، و لا شيشرون في زمانه ،، و يُناوِرُ و يُداهي " و لا ميكيافيللي ف ساعِة تـَجَلـِّي "
و لا تخلو " مُناكفاتـُنا " الليليّة ، مِن تراكيب لغوية " مُثـَكـَّفة "، تتناثرُ على وجه الحوار ، كما يتناثر " الفـُلفـُل الأسود " فوق طبق بيض بالبسطرمة ،، مِن عَيّنة :
" حيث أنَّ ، فلـَرُبّما ، إذ يتحَتـَّم ، هل تـُرى ، السَّوادُ الأعظم ،، الوضعيّة المنطقية ،، الحِراك السياسي ،، صراع الحضارات "
و ما إلى ذلكَ من " هَرش المُخ " ،، إلى أن : يُشقشقَ الفجرُ ، و يَفيضَ على سَوادِ الخميلة " ،، فيعودُ كلٌ مِنا إلى بيتِهِ " شريداً ، مُحطـَّمَ الخطواتِ " كما قال عمنا الكبير كامل الشناوي " عليه رحمة الله "
و حين أعودُ شريداً محطم " الخُطـُوَاتي " ،، و بيني و بين عَملي الصباحي " 4 ساعات " فقط لا غير ،، تنقطعُ عِندي الرغبة في التعامل مع " عالم النت الوسيع " ،، فأنظرُ إلى الجهاز المُغلقِ نظرة ً " مُشمَئنِطة " ،، ثم أتبعُها بحسرةٍ ، قائلاً : واحشني يا سيد الشـُّعَرا
و راس جَنابَك يا عَمي سيّد ،، نِفسي أعمِل زىّ عَمِّنا المُتـَصَوّف المَنسي " بـِشر الحافي " ،،
عارِف بشر الحافي ده عَمَل إيه ؟! ..
كان في يوم من الأيام ،، بيتمَشـَّى في سوق المدينة ، فالتـَفَّ حَوله " العامّة " مِن خلق الله ، و الذينَ عادة ً ما يعتبرونَ الإنسانَ " المُختلفَ " عَبيطاً ،،
و أخذوا يبحلقونَ فيه ، و هم يتوقعون منه تَصَرُّفاً مدهشاً و غريباً ،، فما كان مِن " بـِشر " ، إلا أن وضعَ نعليهِ تحت إبطيهِ ، و قال يا فـَكيييك !
و مِن يومِيها يا سيدي الفاضل ، لم يجد الناسُ له أثراً !
راح فين بـِشر ؟! ما حَدِّش عارِف .. أين اختفى ؟! .. و لا الجـِن الازرق يـِعرَف له طريق جُرّة !
آهو أنا بقى ،، نِفسي و مُنى عيني ،، أفعلها كما فعلها بـِشر ،، أضعُ نـَعلـَىَّ تحت إبـِطـَىّ ،، و يا فـَكيييك ،،
غير أن اختلافي عن بـِشر ، يكمنُ في رغبتي بأن ترسو سفائن روحي " عندك "
واحِشني يا سيّد ..............................." "