" 13 "
سيد المشاعلي
علاقتي به ، تشبه علاقة " زهرة الصبّارِ " بالحياة ،، فإذا كانت الصبّارة ُ تعيش عشرات السنين ، تحت درجةِ حرارةٍ قاسية ، فإن زهرتـَها تعيشُ يوماً واحِداً ، أو بعضَ يوم !
مقابلاتـُنا ، تأتي دائماً " في عنق الزجاجة " ، برغم ما لدينا مِن حديثٍ مُمتِعٍ ، يحتاجُ إلى عشراتِ اللقاءات ،،
في كلِّ لقاءٍ يجمعنا ، أحاولُ أن أختطفه من الجميع ، لنتحادَثَ معاً في هواياتِنا المُشتركة ، و منها : القراءاتُ المتنوعة ،، الشـِّعر ،، " الأفلام الهوليودية القديمة " ، و لكن محاولاتي دائماً ما تبوءُ بالفشل ..
هو إنسانٌ " عَذبٌ " بكلِّ ما في الكلمةِ مِن معنى ،، تـَسْري منه الأفكارُ و الآراءُ دونَ جَلـَبَةٍ أو حِدَّة ، بينما تستمتعُ الأذنُ بصوتِهِ الرقيقِ ، و مخارجِ ألفاظِهِ الواضحة
تحدَّثنا عن طبيعة عَمَلِنا " الحكومي " ،، ثم تطرقنا إلى بيرم التونسي ، و مقاماتِهِ الشعريةِ ، و التي يمتعنا بأدائِها بصوتِهِ الذي يتميزُ بالأداءِ الدقيق و التحكم في مخارج اللفظة ، و تطويعه درامياً ، حسب " المقامة "
و لم يحرمنا سيد المشاعلي من صوتِهِ ، فغنى لنا رائعة :" لا تكذبي "
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال