في بيتِ الآلاتي ، كان د . أنسَ " نجمَ اللقاء " ، حين " تـَجَلـّى " في عزفِهِ على آلةِ القانون الساحِرة ،،
آلة القانون في حد ذاتِها ، تعد قطعة فنيّة " شكلاً " ،، و آلة ًآسِرة ً و مُغوية ً" موضوعاً " ، تستثيرُ انسجاماً و طرباً يصعبُ تفسيرهما ،، و تشيعُ روحاً شرقيّة ً أصيلة ،، تستفز ُ كوامنَ النفسِ القابعةِ في قمقمِ الاعتياد ، فتنطلقُ الإنفعالاتُ " الجُوَّانِيّة " ، كما ينطلقُ الجـِنـِّيُّ من مصباح علاء الدين !
إستحضرَ الدكتور أنس " أروح لمين " ،، ثم أتحفنا ببعض الموسيقى الشرقيّة المُجرَّدة ،،
أخذتُ أتأملُ أصابعه و هي تجري على الأوتارِ التي تربو على ال " 60 " وَتـَراً ، و تعجبتُ ،، كيف تقعُ الأصابعُ على النغمةِ المُراوِدةِ ، في جزءٍ من الثانية ، حيث تكادُ تنعدم المسافة " الزمنية " بين خيالِ العازفِ ، و لمساتِ أصابـِعِهِ !
كان الدكتور أنس ، حين تهربُ منه إحدى النغمات ، يشرعُ في مطاردتِها ، و الإمساكِ بها ، كأنما يطارِدُ غزالاً أليفاً ، يعرفُ أنه طوع يديه !
كمَن ينسِجُ زخارفَ و " سيميتريّاتٍ " من خيوطِ الحرير ، أخذنا معه في رِحلةٍ أسطوريّةٍ ،، و كان " الوَنـَس " يأتيه من عزفِ الآلاتي على " الأورج " ، و قد تـَعَمَّدَ الآلاتي ، أن " يُخـَدِّمَ " على عزفِ الدكتور أنس ، فيمشي بجوارِهِ أو خلفه " لا أمامه " عَزفاً ..
و قد أخذا يتهامسانِ بمصطلحاتٍ موسيقيّةٍ لضبط النغمات لم أفقه مِنها شيئاً ، مثل : " ماجير ، ركوز ، رست ، مقسوم ، سولفيج ، توماهوك "
أما عمنا الآلاتي ، فقد أشجانا ب " عَلمني الحب " للأخت صباح ، و " إيه هًوَّ ده " لنجاة الصغيرة ،،
و شاركناهُ غِناء ً ، فشـَعْشـَعَ الجَوّ ، و لـَعْلـَعَ المكانُ بأصواتِنا التي تصلحُ للمظاهراتِ لا الغناء