أما الطبق " الرئيسي " ، فيحتوي على ذكَرَيّنِ من البَط ّالمُحَمّر ، و قد استقرا على مائدةٍ أخرى ، و كان لهما حضورٌ طاغٍ ، و شخصية كاريزميّة فرضت سطوتها على الجميع !
واحِد " فلحُوس " ممكن يسألني : و إيش عَرَّفك أنهما " ذكرانِ من البط " ؟!
فأقول له ، على طريقة مخاطبة الأعضاء الرسميّة في سماعي : أخي الفاضل ، لعلهما " أنثيَان " ،، و هنا يجدرُ أن نطلق عليهما " بطـّتان " ، و التعويلُ على المَذاقِ لا المُسَمّى
تطوع حسن كشك ب " تفسيخ " ذَكَرَىّ البَط "
حلوة ذَكَرَىّ البَط دي و أعطى لكلِ واحدٍ فينا " نايبُه " أو " مَنابُه " كما نقولها نحن البحراويّة ،،
و استغرقنا في التهامِ ما لذ و طاب ، و كلُّ واحِدٍ فينا ، يتطوعُ لملءِ طبق الآخر بالأصناف المتنوعة ، و قد سقطَ على بنطالي " بنطلوني يعني " كمية وافرة من الطعام ، حتى أنه كان يُمكن صُنع " شوربة " من بنطلون العَبد لله ، بعد غـَلـْيِـِهِ في حَلـّةٍ مناسبة !
أما الآلاتي " المضيف " ، فقد جلسَ بمُحاذاةِ " البطـَّتين " ، و قد استحوَذ على " الزلمُكـَّتـَين " ، متغزلاً في الوِركَين ، و أخذ يُمَصمِصُ في " الهيكلين ِالعظمِييَن " ، و تركهما " نظيفـَيْن " ، فاحترقنا و افترقنا شعلتين ، ثم صِرنا في الليالي دمعتين ، إثنتين ،، يا حبيبي "
مع الإعتذار للشاعر إبراهيم عيسى "
و عندما انجَلـَت المعركة ُ ، كان الهيكلان ، أنظف من هياكل الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بواشنطن !
الوحيد الذي شارَكَ في " المؤاكلةِ " و ليس الأكل ، هو الدكتور ثروت ..
و المؤاكلة ، هي مداعبة الطعامِ دون أكلِه بنـَهَم ، و قد عَرفتُ السببَ ، فبَطـُلَ العَجَب ، فالدكتور ثروت " شِبه نباتي " ، وجبته الأساسية تحتوي على الخضراوات ، و لا مانع من الأسماكِ " البحرية فقط "