* : فى انتظار حفل اذاعة الاغانى الخميس الاول من شهر بتمبر 2025 (الكاتـب : EgyLoveR1980 - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 03h05 - التاريخ: 05/09/2025)           »          نجاة الصغيرة- 11 أغسطس 1938 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : jackie84 - - الوقت: 00h27 - التاريخ: 05/09/2025)           »          إلهام بديع (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : jackie84 - - الوقت: 00h25 - التاريخ: 05/09/2025)           »          سينما قصر النيل * حيرت قلبي معاك * أنساك *الحب كده * (الكاتـب : tarab - - الوقت: 17h55 - التاريخ: 04/09/2025)           »          اصوات منسية (الكاتـب : هادي العمارتلي - آخر مشاركة : fehersaad - - الوقت: 13h57 - التاريخ: 04/09/2025)           »          فايزة أحمد- 5 ديسمبر 1930 - 21 سبتمبر 1983 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h42 - التاريخ: 04/09/2025)           »          فن التوقيعات (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 07h50 - التاريخ: 04/09/2025)           »          محمد عمر (الكاتـب : abo hamza - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 06h58 - التاريخ: 04/09/2025)           »          الفنان الشعبى صلاح الصغير (الكاتـب : احمد عبدالهادى - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 06h31 - التاريخ: 04/09/2025)           »          وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : عاصم المغربي - - الوقت: 18h49 - التاريخ: 03/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > موسوعة سماعي > ص

ص حرف الصاد

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 01/09/2006, 10h42
adham006
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي مشاركة: صبري مدلل ... المؤذن الصغير

رحل عن 88 سنة في بلدته حلب ... صبري المدلل شيخ المنشدين العرب طوّع المقامات بصوته الفريد
حلب – وضاح محيي الدين الحياة - 22/08/06//


شيعت حلب ابنها الفنان المبدع صبري المدلل الذي توفي مساء السبت الفائت عن عمر ناهز 88 سنة، ودفن في أقدم مقبرة في حلب وهي مقبرة «الصالحين».
ولد صبري مدلل في حلب عام 1918 مع دخول فيصل الأول سورية، في حي المشارقة. كان والده يعمل في الزراعة والتجارة... تعلم على الشيخ في الكتّاب وبرع في ترتيل القرآن، ومن هنا اكتسب قوة الصوت وجماله... كان والده صديقاً لعلاّمة حلب والشرق الموسيقي عمر البطش، الذي سمع الفتى مرة فأعجب بصوته وقام بتدريسه أصول الغناء، وكان يتقاضى عن كل درس مبلغ 50 قرشاً سورياً، وكان ذلك عام 1930، وهذا المبلغ كما يقول صبري كفيلاً بإعالة أسرة ثلاثة أيام. وبعد دروس عدة أعفاه عمر البطش من الأجر كونه تلميذاً متفرداً في التلقي والحفظ.
عند افتتاح إذاعة حلب عام 1949 استدعاه استاذه عمر البطش مع مجموعة من فناني الشهباء ومطربيها، وعلى رأسهم بكري الكردي للعمل معه وكان نشاطاً متميزاً لهذه الإذاعة الفتية وسجل فيها أغاني وأقام حفلات على الهواء مباشرة. ولسوء الحظ لم يحفظ منها أي أغنية. وأعطاه بكري الكردي ألحاناً عدة، لحن «ابعتلي جواب» الذي أشهره ثم غناه بعده محمد خيري وصباح فخري.
ثم كان نجاح آخر في لحن «يجي يوم ترجع تاني»، ثم عمل مع الملحن إبراهيم الدرويش وكاتب إذاعة حلب آنذاك مهوى أفئدة مطربي سورية ولبنان ومصر. في عام 1954 ترك الإذاعة لخلاف مع إدارتها الجديدة واتجه للعمل الحر «بائع مواد غذائية في حي الجديدة» كما كان يقول. وتابع صبري مسيرته. وظل يعشق الكلمة واللحن. وزاره المطرب المنشد ومبدع المدائح النبوية المرحوم فؤاد خانطوماني وعرض عليه تأسيس فرقة إنشاد ديني لمدح محمد (صلى الله عليه وسلّم). ولأنه كان أشهر من أنشد هذا الفن الخاص في بلاد الشام بعامة وحلب بخاصة هنا بدأت نقطة التحول في حياته وأسس فرقة في العام 1954 شاركه فيها: خانطوماني، عمر النبهان، أحمد المدني وكلهم رحلوا.
في مطلع 1960 قدم صبري لحناً لفرقته بعنوان «صلاة الله ذي الكرم على المختار في القدم» فكان أول لحن منهجي لمدائح الرسول وأدخل أدوات عدة لضبط الايقاع كالدف والطبل. وتتالت العروض على فرقته وطافت شهرته الوطن العربي. وجدد الفرقة بأصوات شابة (عبدالرؤوف حلاق، عبدالمهيمن قباني أبو الورد، حسن الحفار، محمد الصابوني وعمر الصابوني).
العام 1974 كانت نقطة تحول في حياة الفرقة، فبعد عشرين سنة من تأسيسها انطلقت نحو العالمية حين سمعها المستشرق الفرنسي السوري الأصل كريستيان بوخه فأثارت إعجابه بفنها وأصالتها ودعاها الى فرنسا عام 1975، وكانت حفلة للذكرى يقول صبري مستذكراً ان كل من حضرها من العرب والمسلمين أبكاه بمدح الرسول.
في عام 1982 اختلف صبري مادياً مع صديقه وتلميذه حسن الحفار، فانفصلت العُرى، وأسس حسن فرقته الخاصة ثم عاد صبري بعد تحريض ابن اخته الفنان محمد حمادية وأسس فرقة جديدة شاركت في حفلات في ألمانيا وفرنسا وهونغ كونغ ولبنان وتونس والمغرب، ونال صبري إعجاباً وشهرة كبيرين.
ولعل المشاركة في «مهرجان الأيام الموسيقية العربية» في باريس مع صباح فخري ووديع الصافي والقارئ الشهير عبدالباسط عبدالصمد أطلقته كأشهر منشد للمدائح في العالمين الإسلامي والعربي. يقول صبري: «بعدما سمع عبدالباسط صوتي في مدح الرسول، قال لي إذا كان صوتي معجزة في قراءة القرآن الكريم فإن صوتك هدية الله لعباده لتمدح مصطفاه محمد (صلى الله عليه وسلّم)».
عاش صبري في حي الجلوم في دار عربية شرقية، ومات فيها. ومن غرائب الصدف انه لم يتعلم النوطة الموسيقية كتابة بل حفظها عن ظهر قلب مما يدل على موهبته الفريدة.
سألته مرة ما أحب الأصوات إليك أجاب: صباح فخري ومحمد خيري، لطفي بوشناق وعبدالوهاب وأم كلثوم وماري جبران وفيروز ونور الهدى ووديع الصافي وصباح وسعاد محمد. أما من الأصوات الجديدة فكاظم الساهر ونبيل شعيل وملحم بركات.
وسألته: من هم أصدقاؤك يا شيخ صبري؟ ضحك، وقال: كل من أحب صوتي. ولكن خلال مرضي الأخير لم يبق إلا القلائل،
رحل صبري المدلل بجسده لكنه باقٍ بفنه وروحه وضحكته الهادئة وطربوشه الأحمر القاني المائل على رأسه وصوته الشجي
المصدر:
http://www.daralhayat.com/society/08...664/story.html
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01/09/2006, 11h22
adham006
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي مشاركة: صبري مدلل ... المؤذن الصغير

صبري مدلل .. الصوت الذي سكت...
من الإنشاد الديني إلى الغناء التراثي



الاربعاء 23/8/2006م
أحمد بوبس


برحيل شيخ المطربين صبري مدلل,تكون الساحة الغنائية العربية قد خسرت حارساً وحافظاً مهماً للتراث الغنائي العربي عامة والحلبي خاصة,ومؤدياً متقناً له,فصبري مدلل يمثل بحق ذاكرة قوية لتراثنا الغنائي العربي,استوعبه استيعاباً كاملاً,وقدمه بصوته القوي الجميل,ونشره ليس في الوطن العربي فقط,بل في أنحاء العالم فكان الفنان الراحل سفيراً فوق العادة لهذا التراث الفني العظيم.




‏‏ وإذا كان المسجد هو المدرسة التي تخرج منها كبار الملحنين العرب أمثال زكريا أحمد وأبي العلا محمد وسلامة حجازي,فإن صبري مدلل لم يشذ عن هذه القاعدة,فمنذ صغره كان يحضر حلقات الذكر,وكانت تشده الأناشيد الدينية فيها,كما كان يبهره الأذان فيذهب إلى الجامع ليسمعه عن قرب,وكان يحلم أن يؤدي الأذان,وفي العاشرة من عمره تحقق حلمه,فقد سمعه شيخ الجامع,وأعجب بجمال صوته,فسمح له أن يؤدي الأذان,وفي سن الخامسة عشرة من عمره,أصبح مؤذن جامع العبارة,وتعرف على عمر البطش,وتعلم على يديه الموسيقا والغناء,فأتقن القدود والموشحات الحلبية,كما تتلمذ على أيدي علي الدرويش وابنه نديم وبكري الكردي,وما لبث أن أصبح مؤذناً للجامع الأموي الكبير في حلب,ووجد في الإنشاد الديني مجالاً رحباً لإظهار مواهبه في الغناء.‏‏

وفي عام 1945 أخذه معلمه عمر البطش إلى إذاعة حلب,فانضم إلى الكورس مردداً,كما كان يؤدي الغناء الإفرادي,فيغني القدود والموشحات,لكن والده لم يرض عن ذلك,فترك صبري الإذاعة واستعاض عنها بتأسيس فرقة للإنشاد الديني عام ,1954وانخرط في الفرقة كبار المنشدين في حلب أمثال حسن الحفار ومحمد وعمر صابوني وفؤاد خانطون وغيرهم,وقدمت الفرقة الكثير من الحفلات في مختلف المناطق السورية,واستمرت الفرقة دينية لمدة عشرين عاماً,وفي عام 1975 شهدت قفزة نوعية,حيث أدخل صبري مدلل إليها فرقة موسيقية,وبدأ بتقديم الغناء التراثي الطربي إلى جانب الإنشاد الديني.‏‏
وكان في ذاك العام يزور حلب الباحث الفرنسي كريستيان بوخيه,وسمع الفرقة في إحدى حفلاتها,فأعجب بها,ودعاها إلى باريس لإحياء عدة حفلات لتبدأ الفرقة بذلك مسيرتها العالمية,وفي عام 1985 قام صبري مدلل بقفزة جديدة في فرقته,فتوسعت في عدد أفرادها وامتد أداؤها إلى كل ألوان الغناء العربي,وأدخل إليها الرقص الشعبي الحلبي مثل رقص السماح والمولوية والسيف والترس واللعب بالبنود,وفي ذاك العام سمع الفرقة وشاهدها الباحث الموسيقي السوري حبيب توما المقيم في أوروبا,فأعجب بها وبأداء صبري مدلل,فدعاه مع فرقته للاشتراك بمهرجان الفن الآسيوي في هونغ كونغ,وتتالت بعدها مشاركة الفنان الراحل وفرقته في مهرجانات وجولات أوروبية,وشملت جولاتها فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا والنمسا وسويسرا واليونان.‏‏

‏‏ وعلى الصعيد العربي شارك صبري مدلل وفرقته في العديد من المهرجانات الكبيرة,ففي عام 1994 شارك في مهرجان بيت الدين في لبنان,وفي عام 1996 شارك بمهرجان جرش في الأردن,وفي تونس شارك أكثر من مرة بمهرجاني المدينة وقرطاج,وفي نفس العام 1996 شارك في المؤتمر والمهرجان الخامس للموسيقا العربية في القاهرة,ويومها كتب عنه جمال الغيطاني في يومياته في صحيفة الأخبار القاهرية يقول: ثمة شيء في صوته وهيئته يذكرنا بصالح عبد الحي,لكنه أكثر حيوية,وإذا كان صباح فخري امتداداً معاصراً للغناء التراثي القديم,فإن صبري مدلل هو التراث نفسه يمشي على قدمين,ويتنفس برئتين,ويشدو بحنجرة قوية متمكنة رائعة الجمال).‏‏





‏‏ أما آخر مشاركات صبري مدلل العربية,فكانت في مهرجان القرين بالكويت عام 1998 فأبهر الكويتيين بأدائه الرائع,وتحدثت عنه الصحف الكويتية مطولاً,من ذلك ما كتبه عبد المحسن الشمري في صحيفة القبس,ومما قاله صبري مدلل الذي عجنته الأيام بحب الفن والغناء الأصيل,قدم لجيل هذه الأيام من أصحاب الأصوات اللاهثة درساً في الأداء).‏‏


وعلى الصعيد المحلي فإن مشاركته بمهرجان الأغنية السورية مع فرقته عام ,1998عندما قدم أولاً وصلة من القدود والموشحات الحلبية,ثم قدم لوحة المولوية كاملة,وحملت مشاركته عنوان (سهرة حلبية) وكانت أجمل أيام المهرجان وفي عام 2000 كرمه المجمع الموسيقي العربي في مؤتمره السادس الذي انعقد في دمشق وقدمت له التكريم الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية,وكانت وقتها وزيرة الثقافة.‏‏

وعلى الصعيد الشخصي فقد تعرفت على صبري مدلل منذ نحو خمسة عشر عاماً,وكان لي شرف المشاركة معه ببرنامج (خليك بالبيت) في نيسان عام .1998‏‏


***‏‏

شهادات‏‏


خلوق ومهذب‏‏
صباح فخري:‏‏


صبري مدلل رحمه الله أخ وزميل عزيز وهو أكبر مني, كان من الجيل الذي قبلنا, عملنا معاً في إذاعة حلب ضمن الكورس وهو استاذ كبير ومتمكن من الايقاعات والنغمات, وحافظ لكثير من التراث الغنائي العربي مثل الموشحات والأدوار والقصائد. وهو ابن صنعة متمكن من صنعته, استمر في الغناء حتى مابعد الثمانين من عمره, وهذه حالة نادرة.‏‏
أبو أحمد رجل بسيط وطيب وكان يتمتع بخفة دم ومتواضع وكانت تربطني به علاقة جيدة غير باقي الزملاء.‏‏



رحمه الله واسكنه فسيح جنانه‏‏


خسارة للفن‏‏

ابراهيم جودت:‏‏

عملنا معاً في إذاعة حلب ضمن الكورس لعدة سنوات وتعرفت عليه شخصياً ضمن الكورس. كان من الأصوات الجميلة جداً والمتمكنة ثم عمل مؤذناً في جامع العبارة, بعدها انتقل إلى الغناء, كان فناناً متميزاً وقوياً بالنغمات والأوزان وعلى الصعيد الشخصي, كان إنساناً خلوقاً ومهذباً. ومهما تحدثنا عنه لانوفيه حقه, رحيله خسارة لفن الغناء الأصيل, ولنا نحن كفنانين .. رحمه الله.‏‏

حافظة خطيرة‏‏



أمين الخياط:‏‏


صبري مدلل رحمه الله من الفنانين المخضرمين المهمين, تعرفت عليه منذ نحو سبع عشرة سنة. في الجانب الإنساني كان رقيقاً شفافاً, لايحمل أي حقد للناس ومحباً وودوداً لمن حوله.‏‏

وفي الجانب الموسيقي كان متمكناً من فنه تمكناً غير عادي في المقامات والنغمات ولديه حافظة خطيرة.‏‏

فهو يحفظ الكثير الكثير من الأدوار والموشحات والقدود الحلبية وله حضور متميز, واللافت للنظر أنه استمر في الغناء مابعد الثمانين من عمره. وهذه حالة نادرة بين المطربين.‏‏

رحم الله صبري مدلل وأتمنى من الجيل الجديد أن يتخذه قدوة وأن يحتذي به وأن يبقى لنا رمزاً ومثالاً.‏‏

أسلوب خاص‏‏

عبد الفتاح قلع جي:‏‏

خسرت الحياة الفنية الموسيقية والغنائية برحيل صبري مدلل واحداً من أكبر أعلامها المبدعين.‏‏

تميز صبري مدلل بصوته القوي, وحفظه الواسع للتراث وقدرته الفائقة على التصرف في اللحن , والجمع بين الطرب والتعبير, وبراعته في الألحان الكبيرة والدارجة حسب مناخات الحضور كما تميز أيضاً بأسلوبه الخاص في اللحن والأداء شكلاً ومضموناً, وإنه بلباسه التقليدي وطربوشه الأحمر وحركات جسمه الجليلة, تشعر وكأنه يطير في فضاءات النغمات التي يؤديها بأشكال مبدعة مختلفة حتى لتحس بأن جسمه كله قد تحول إلى ايقاع, وأنه يختزل المقامات في الروح والجسد معاً.‏‏

هذا الاسلوب الخاص والمنفرد يظهر أيضاً في تناوله لقصائد وأغاني الأعلام مثل أم كلثوم وغيرها حتى لتشعر بأن اللحن الذي يجيد التصرف فيه بأسلوبه ما خلق إلا هكذا, وهكذا الكبار يرحلون وتبقى الأصوات الكبيرة والذكريات العظيمة خالدة أبداً.‏‏

ظاهرة غير عادية‏‏

سهيل عرفة:‏‏

فقد احتفظ بقدرته على الغناء والوقوف على المسرح لساعات طويلة حتى مابعد الثمانين من عمره محمد عبد الوهاب كان دون سن الستين عندما توقف على الغناء , وتحول الى التلحين استطاع أن ينشر التراث الغنائي في العالم من خلال جولاته على الكثير من الدول الاوروبية . كما زار العديد من الدول العربية‏‏

رحمه الله.. ورذا كان قد رحل عنا بجسده , فسيبقى بينننا بروه وصوته فهو أحد حملة لواء التراث العربي مثل صباح فخري . هو أحد التلاميذ النجباء لعمر البطش وبكري الكردي.‏‏

والمعروف أنه اشتهر متأخراً مع أنه بدأ مسيرته مع الغناء من الخمسينات.‏‏

***‏‏

في موشح الوداع‏‏

ˆ محمد قجه‏‏

تسعة عقود من عمر شيخ المطربين, وأيقونة الإنشاد الديني (صبري مدلل) ابن المدينة العريقة في شتى مناحي الفنون (حلب المحروسة).‏‏

رحلة بدأها مؤذناً في جامع (قسطل الحجارين) في ثلاثينيات القرن الماضي.. وانتقل صوته الساحر بالآذان عبر مساجد عدة منها جامع العبارة, وأهمها الجامع الأموي الكبير, حيث كان يحلو للشيخ صبري أن يجلس أسفل المئذنة وهو يسفح نظراته المتأملة في باحة الجامع الواسعة.. تحط فيها أسراب الحمام الوديعة, وتتناثر هنا وهناك حلقات المنشدين, أو المتحلقين حول شيخ يسألونه ويستفتونه في أصغر الأمور.‏‏

يجلس الشيخ صبري.. وطربوشه الأحمر يهتز مع حركة رأسه الدائبة, وكأن الطرب كان يشمل كيانه كله وليس صوته وحنجرته فحسب.‏‏

نشأ صبري مدلل موسيقياً على يد العلامة عمر البطش, ومنذ مطلع الثلاثينيات كان صبري مدلل يتلقى دروس الموسيقا لدى الشيخ عمر البطش وكانت أجرة كل دقيقة درسية (نصف ليرة سورية), ولكن الشيخ عمر قرر تلقينه الدروس مجاناً نظراً لتفوقه وتميزه.‏‏

وكان لقاؤه بعد ذلك بالمطرب والملحن الكبير بكري الكردي, ثم محمد خير وصباح فخري, وسلسلة لا تنتهي من رجالات الطرب والإنشاد الديني والذكر الصوفي.‏‏

ومنذ أواسط الخمسينيات شرع صبري مدلل في التفرغ للمدائح النبوية من خلال فرقة أسسها لهذا الغرض.. وبدأ يلحن وتتوسع فرقته وتتبلور ميزاتها, وتخرج من هذه الفرقة أصوات ساحرة في مجال الإنشاد منها حسن الحفار وعبد الرؤوف حلاق.‏‏

وكان لابد لهذه الفرقة أن تخرج من نطاق المحلية إلى النطاق العربي والعالمي, فرأينا الشيخ صبري وفرقته يجوبون أقطار العالم, وهو يحمل طربوشه المتميز وينتقل عبر القارات يهز المشاعر بأدائه الساحر الصادق الذي ينفذ إلى الوجدان ويحرك كوامن الحس الإنساني.‏‏

ترك الشيخ صبري أكثر من ثلاثين لحناً في التواشيح الدينية لعل من أشهرها:‏‏

- أنا الإسلام رباني.‏‏

- إلهنا ما أعدلك (من شعر أبي نواس).‏‏

- أحمد يا حبيبي.‏‏

- بلبل الأفراح غرد.‏‏

- ظهر الدين المؤيد.‏‏

- على بيت الله.‏‏

- يا نبي سلام عليك.‏‏

- ميلاد أحمد.‏‏

ولقد كانت رحلات الشيخ صبري إلى مسارح العالم الكبرى القاهرة وباريس وبرلين وسواها مناسبة نقلت هذا الفن الأصيل إلى أنحاء العالم.‏‏

رحمك الله يا أبا أحمد.. أيها الشيخ المدلل الذي حمل في صوته وملامحه صورة التراث.. وبقي بيته في حي (الجلوم) العريق منطلقاً تخرج منه الفنانون والمنشدون ونشروا وهجهم الفني عبر العالم.‏‏

***‏‏

في كتاب وفيلم‏‏

بمناسبة احتفالية حلب عاصمة الثقافة الاسلامية هذا العام صدر في حلب كتاب عن الفنان الراحل بعنوان شيخ المطربين صبري مدلل وضعه الموسيقي الحلبي محمد قدري دلال وتضمن الكتاب فصولا لدراسات تحليلية موسيقية لتراث حلب الغنائي وتأثيره على صبري مدلل سواء في غنائه أو ألحانه.‏‏

وفي الفصول المخصصة للحديث عن صبري مدلل تحدث محمد قدري دلال عن أسلوب صبري مدلل في الغناء فقد حافظ على ما ورثه من أساليب الغناء ولم يتصرف إلا في حدود الجماليات ولم يخرج عن الألحان المدونة وتمتع في غنائه بفصاحة اللسان ووضوح اللفظ وسلامة مخارج الحروف ساعده في ذلك تجويده للقرآن الكريم وأدائه للأذان لسنوات طويلة كما أنه أجاد الارتجال في الغناء والارتجال غناء لأبيات شعرية غير ملحنة ويؤديها المطرب بلحن مرتجل.‏‏

وفي فصل آخر تحدث الكتاب عن منهج التدوين والمعالجة الموسيقية لتواشيح صبري مدلل وأورد هذه التواشيح بالكلمات والنوتة الموسيقية مع تحليل موسيقي لكل منها.‏‏

في عام 1999 قام المخرج محمد ملص باخراج فيلم عن الحاج صبري مدلل بعنوان حلب مقامات المسرة وأنتج الفيلم بالتعاون بين شركتي سويدي فيلم في أبو ظبي ودنيا فيلم في دمشق وكان عمر صبري مدلل واحدا وثمانين عاما ومدة الفيلم ثلاث وخمسون دقيقة والفيلم عبارة عن بورتريه عن صبري مدلل نتعرف من خلال شخصيته على المدرسة الحلبية في الغناء وتم عرض الفيلم بعد انتاجه في المجمع الثقافي في أبو ظبي بمناسبة معرض الكتاب.‏‏

***‏‏

التكريم النبيل‏‏

قلائل جدا.. هم الفنانون الذين يكرمون وهم على قيد الحياة, فدائما يتم تذكر المبدعين وتكريمهم بعد رحيلهم إلا أن السيد الرئيس بشار الأسد غير هذه العادة حين قام بتكريم عدد من الأدباء والفنانين وهم أحياء فشاهدوا تكريمهم بأم عينهم, ومن هؤلاء الفنان الراحل صبري مدلل.‏‏

فقد كانت لفتة كريمة من السيد الرئيس نحو سفير الغناء التراثي الأصيل صبري مدلل مرتين:‏‏

الأولى عندما أجري لصبري مدلل عمل جراحي في أحد مشافي حلب فكلف محافظ حلب أن يعوده ويطمئن على صحته وارسل له باقة من الزهور باسمه, والمرة الثانية عندما كرمه وأهدى له منزلا في منطقته حلب الجديدة, وكان ذلك في حزيران من عام .2001‏‏

فبتوجيهات من السيد الرئيس أقيم احتفال كبير في حلب لتكريم صبري مدلل حضره رئيس الوزراء آنذاك مصطفى ميرو ومحافظ حلب وجمهور كبير, وفي الحفل تم تقديم شهادة تقدير للفنان الكبيرة على عطاءاته في مجال الغناء إضافة إلى المنزل الهدية.‏‏

وكان لهذا التكريم وقع رائع في نفس الفنان الراحل, ووقتها قال في تصريح صحفي: ( إنها لسعادة كبيرة تغمرني الآن, اهتز لها وجداني من الأعماق,وقد عبر السيد الرئيس بشار الأسد في هذه المناسبة عما يكنه للفنانين من تقدير ومحبة.‏‏

لقد منحني هذا التكريم دفعة جديدة وقوية لتقديم المزيد من العطاء والتفاني في الاستمرار بالغناء, إنه أعادني إلى عزيمتي قبل ثلاثة عقود خلت).‏‏

***‏‏

ملحناً‏‏

اشتهر صبري مدلل منشدا ومطربا ومؤذنا لكن قليلين يعرفون أنه كان ملحنا مجيدا واقتصرت ألحانه على الأناشيد والتواشيح الدينية, وبلغ عددها ستة وثلاثين نشيدا من أشهرها ( أحمد يا حبيبي), (أشرقت أنوار نبينا), (إلهي ياسميع يا بصير), ( أنا الإسلام رباني) وغيرها...‏‏

ومعظم أناشيد صبري مدلل الدينية في قالب الطقطوقة, أي أن النشيد أو التوشيح يتألف من مذهب وأغصان, حيث يقوم المرددون بتكرار المذهب بعد كل غصن بينما لا نرى تواشيح في قالب الموشح أو قالب القصيدة رغم أن أشعار العديد منها باللغة الفصيحة.‏‏

وتنوعت مواضيع هذه التواشيح ما بين مدائح نبوية مثل ( أحمد ياحبيبي), (في هوى خير العباد), (يانبي سلام عليك) وما بين ابتهال لله عز وجل مثل (الهنا ما أعد لك), (ياإلهي ياسميع يا بصير), (يامن يجيب إذا دعاه) وتناول في تواشيح مناسبات دينية مثل ليلة القدر كما في توشيح (الليلة ليلة القدر).‏‏

وأنشد لشهر رمضان المبارك ( رمضان كريم) وغيرها..‏‏

والذي يستمع إلى ألحان صبري مدلل يلمس قوتها إضافة إلى جزالتها وسلاستها وهذا ما ساعد على انتشارها حتى أن هذه التواشيح انتشرت بين فرق الإنشاد الديني في مختلف المناطق السورية, وحتى في فرق البلدان العربية المجاورة دون أن يعرفوا أنها من ألحان صبري مدلل, وقد جمعت هذه التواشيح في كتاب وصدرت مسجلة بصوت صبري مدلل في أسطوانة ليزرية















رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01/09/2006, 12h08
adham006
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي مشاركة: صبري مدلل ... المؤذن الصغير

أيام مع صبري مدلل



شؤون ثقافية


الجمعة 25/8/2006م
تعود معرفتي بالشيخ صبري مدلل إلى مرحلة الستينات حينما كنا نستمتع بصوته الرخيم تحمله النسائم من مئذنة جامع (العبارة) وسط مدينة حلب وتوزعه في الآفاق عذباً رخياً رائعاً.


كان صوت الشيخ صبري ينطلق وهو يتلاعب بالمقامات الموسيقية يلون من خلالها أداءه الرائع في الآذان.. وكانت فترة الآذان وقتاً ممتعاً لالتقاط الانفاس لدى جوار جامع العبارة حيث يتوقف الناس عن أعمالهم ليصغوا باهتمام وإكبار إلى صبري مدلل ومقاماته الساحرة وهو يؤذن في أوقات الصلاة المعهودة.‏


وحينما كانت تطول بنا سهرات الصيف ونمر وقت السحر من جامع جانب العبارة كان صوت الشيخ صبري ندياً مع خيوط الفجر:‏


ياحي يا قيوم يابديع السموات والأرض‏


يا ذا الجلال والإكرام, يا ذا الطول والإنعام‏


وهو بين آونة وأخرى يرسل صوته في قصائد المدائح النبوية المشهورة فتسمعه تارة يتغنى بشعر ابن الفارض:‏


أبرق بدا من جانب الغور لامع‏


أم ارتفعت عن وجه ليلى البراقع‏


أو لشعر البوصيري :‏


أمن تذكر جيران بذي سلم‏


مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم‏


وحينما انتقل الشيخ إلى الجامع الأموي الكبير. كان قد تربع على عرش الإنشاد الديني, ومن وسط المدينة القديمة حيث تطل القلعة بهيبتها ووقارها. كان صوت الشيخ صبري يملأ أجواء المكان وهو يتلاعب بالمقامات: الحجاز والرست والبياتي والنهاوند.‏


في تلك المرحلة لم نعد نكتفي بسماع الصوت الجميل, وإنما كنا نقصد الجامع الأموي الكبير للقاء الحاج صبري (أبو أحمد) وهو جالس أسفل المئذنة على كرسيه المصنوع من القش, بقامته الرشيقة الدقيقة ووجهه المعروف وطربوشه المترنح فوق رأسه لا يفارقه.‏


وهو في مجلسه يطلق الأحاديث المرحة والنكات, ويرسل المواويل, ويلون أبيات القصائد, ويدندن بالألحان التي تخطر على باله.‏


وتواتر اللقاء بالحاج صبري في الجامع الأموي الكبير, حينما بدأنا في السنوات الأخيرة مرحلة الترميم والتأهيل للجامع بعد صدور القرار الجمهوري بتشكيل لجنة إنجاز لهذا الترميم, وكنت واحداً من أعضائها.‏


وأصبح اللقاء يومياً- تقريباً- بهذا الرجل الفريد بملامحه وصوته ونبله الإنساني.‏


من ناحية أخرى كان الحاج صبري على تواصل كبير معنا في جمعية العاديات, نقيم له الحفلات التي يحضرها أعضاء الجمعية, وابنه البكر أحمد وابن أخته محمد حمدية عضوان ناشطان في الجمعية ونحن نحتفظ في أرشيفنا في الجمعية بعدد كبير من التسجيلات الصوتية والمرئية لحفلات صبري مدلل وهو يغني لجمهور جمعية العاديات.‏


في إحدى زيارات الصديق الأديب جمال الغيطاني إلى مدينة حلب أظهر رغبة شديدة بلقاء الحاج صبري مدلل وكان ذلك قبل ثلاث سنوات, وكان الحاج صبري مريضاً ممتنعاً عن الغناء والأنشاد.‏


والصديق الغيطاني يحب مدينة حلب وقد كتب كتابات جميلة وكثيرة وقد أخبرته بأن الحاج صبري لا يستطيع الغناء الآن, ولكنه أصر أن يلتقيه وإن لم يكن هناك غناء أو إنشاد.‏


اتصلت بابن أخت الحاج صبري, محمد حمدية, وأوضحت له أن الصديق جمال الغيطاني من أهم الأدباء العرب المعاصرين, ولديه رغبة أن يلتقي الحاج صبري عن قرب بعد أن استمع إليه في دار الأوبرا في القاهرة, وفي أماكن أخرى في مصر وهو معجب بصوته وبشخصه المتميز.‏


واتفقنا أن تحضر مجموعة صغيرة من فرقة الحاج صبري إلى منزلي, وأن يحضر هو مستمعاً فقط وكان ذلك.‏


أنشدت الفرقة- بناء على طلب الأديب الغيطاني- وكان الحاج صبري يشكو السعال وبجانبه كأس الزهورات يشربه متمهلاً, وحين وصلت الفرقة إلى موشح (احمد ياحبيبي) رأينا الحاج ينفتل من مجلسه, وبإشارة من يده يسكت الفرقة, وينطلق منشداً موشحه:‏


أحمد ياحبيبي سلام عليك‏


ياعون الغريب سلام عليك‏


جئت بالتوحيد فزت بالتمجيد‏


ياعون الغريب سلام عليك‏


كان الشيخ صبري يغني بكل حواسه بصوته الرقيق, وطربوشه المتمايل, وحركات يديه وهي ترسل الإيقاعات, وتعابير وجهه, لقد تمكن من التغلب على الضغف والمرض والسعال, وانطلق لمدة ثلاث ساعات وهو يطوف بنا على موشحاته:‏


أشرقت أنوار نبينا‏


باسم الله عمرت ليالينا‏


صلاة الله ذي الكرام‏


يانبي سلام عليك‏


وحينما طالبه الأستاذ الغيطاني بأداء أغنيته المحببة: ابعث لي جواب لم يخيب له رجاء, ولكنه قبل أن يشرع في أداء الأغنية التفت إلى جمال الغيطاني وأدار فيه نظرات متفحصة,‏


وقال له بلهجة الأستاذ مخاطباً أحد تلاميذه:‏


يبدو أنك تفهم في الموسيقى يا أستاذ‏


وأجاب الغيطاني: قليلاً يا مولانا‏


وفي زيارة أخرى.. بعد تلك بوقت قصير, جاء الحاج صبري إلى منزلي بناء على رغبة مجموعة من أساتذة الجامعات في اسبانيا وتونس والمغرب كانوا يشاركون في مؤتمر علمي نظمناه في حلب.‏


ويومها لم يستطع الحاج أن يغني طويلاً, كان صوته متعباً, وملامحه توحي بوطء سنوات العمر.‏


رحمك الله يا أبا أحمد رحمة واسعة. لقد كنت واحداً من ركائز التراث الفني الديني, وكان صوتكم لوناً خاصاً فريداً, وسوف تبقى ذاكراك في أذهاننا, وسوف تبقى حركة طربوشك الأحمر لا تفارق مخيلتنا.‏


رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 03h12.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd