نرجع للفلكلور أو أسطورة ياسين و بهية ،، و كلامي " عام " :
يا بهيّة و خبريني ،، عَ اللي قتل ياسين
ياسين و بهية ، فلكلور شعبي " قـُتِلَ شِعراً " ، و يكاد لا يخلو شِعر العاميّة في الستينات ، من ياسين و بهيّة ،،،
ياسين " البطلُ الوطني الذي قـُتِلَ غيلة ، و بهية " مَصر "
بهيّة كانت دائِماً رمزاً لمصرَ " المظلومة المكلومة " التي اغتالوا زوجها أو بطلها غيلة ً ..
و أذكر أن الرمز " بهيّة " أثارَ جدلاً موضوعياً بين النقاد ،، فالرمز في الشِعر ، إذا اتفقَ الجميعُ على مرجعيّتِهِ ، لم يعد رمزاً ،، و لم يعد له دِلالة ،، و حينها ، يفقد الرمزُ التِبَـاسَهُ ، و يصبحُ مُجَرَّداً من طاقتِهِ الإبداعية ، و غموضِهِ الخلاَّق
و بهيّة ،، الناس جميعاً أدركوا أنها رمزٌ لمصر ،،
و لأن الأفواهَ كانت مُكممَة ًفي تلك الحِقبة ، كان الشعراءُ و الأدباء ، يميلونَ إلى ترميز الأفكار و المعاني ،، و خاصة في الأدبِ الذي ينحي منحى سياسي ، و سماه البعض " أدب الإسقاط " ، لأنَ الأديبَ كانُ يُسِقطُ على هذا الرمز المِحوري ، كافة الأفكار التي يريد إيصالها كرسالةٍ تـَوْعَوِيّة للجمهور " حِلوة توْعَوِيّة دي " ،، " آل يعني الرسالة الرمزية مش حايفهمها الرُّقباء ، و حايفهمها الشعب "
، و من أشهر الياسينيّات و البَهِيّات ، مسرحية نجيب سرور الشِعرية
الغريب ، أن ياسين لم يكن بطلاً و لا يحزنون ، بل كانَ لصاً و قاطِع طريق
هذه هي الحقيقة المجردة ، بعيداً عن الأسطورة ِالتي يحلو للعامةِ أن يتوسلوا بها !
و الذي قتله ، هو ضابطٌ يُدعَى محمد صالح " أصبحَ وزيراً للحربية فيما بعد " ، قتله في إحدى حملات " الهجّانة " ضد المطاريد و قطاع الطرق ،،
و الأغرب أن بهيّة " زوجُه و أم ولده " ، كانت تُعاني الأمَرَّينِ معه ، و أبدت سعادتها الغامرة بمقتل زوجِها " المُجرِم "
و في نفس السِياق ، فإن أدهم الشرقاوي " البطل الشعبي الأسطوري " لم يكن يختلفُ كثيراً عن ياسين ،،
و لأنه كان يسطو " مِن ضمن ما يسطو عليه " ، على معسكرات الإنجليز ، أو الكامب الإنجليزي ،، فقد جَعَلَ مِنه الشعبُ بطلاً مِغواراً ،، لأنه " يؤذي " المُحتـَل !