أشكر أستاذي منير على طرح هذا الموضوع الهام وإن كان طرحه جالبا للهموم والحديث فيه ذو شجون
من رأيي أن وجود ثورة فنية من عدمها يرجع إلى صلاح أو فساد الذوق العام للحكام والشعوب في آن واحد فالمنظومة الجيدة لا بد وأن تثمر عن أعمال جيدة والعكس صحيح كمثال الشجرة اليافعة اليانعة لا بد لها أن تخرج جيد الثمر رضيت بذلك أم أبت ولذلك يمكن القول أن الثورة الفنية التي بدأت مع بدايات القرن العشرين كان سببها إهتمام الحكام والولاة والشعب أيضا بالفن لسلامة الذوق العام وبعده التلقائي عن التدني فالموهبة وقتها لم تكن وحدها قائمة بذاتها كفيلة بقيام ثورة فنية إن لم تجد الرعاية من الراع والتشجيع من الرعية وهذا ما نفتقده بشده في عصرنا الحالي لعموم فساد الأمزجة على معظم نواحي الحياة في الملبس والمأكل والمشرب والمواد المرئية والمسموعة وما يزيد الصورة قتامة هو تقارب إنعدام هوية وذوق البنية التحتية البشرية من النشئ والشباب.
يا إخواني الكرام الأمة كالجسد الواحد والجسد الواهن الضعيف لن يتستطيع العطاء إلا بالشفاء أولا من كل داء بعدها وبعدها فقط يمكن أن نسأل أين نحن من الفن أما الآن فلا يجدر ولا يحق لنا أن نسأل هذا السؤال لأن مقومات الفن غائبة لحين إشعار آخر.