كالجداولِ في ترقرقها ، تبدو من الوضوحِ و البساطة ، بما يغرر بفهمنا . فيسوقنا إنسيابها إلى الإنشغالِ ببديعِ منظرها عن التفكيرِ في رحلة الماءِ عبر دورته السرمديّة من بخرٍ و تكثيف.
هل أسميها فزياء الشِعر ، يا أستاذ رائد ؟ فإن فعلت ، تجاوزاً ، هل لي أن أطمح في عطاءٍ منك إسمه : سِر المعادلة ؟ ، معادلة الشِعر هل أنت تكتُبك يا أستاذ ؟ هذا الذي أظنه منذ منحتني شرف محادثتك هاتفياً ، لتتجمع بمخيلتي تفاصيل الصورة التي أهدنيها عارفوك ، و يتزايد اعتزازي بما كان مني ، حين قلت: إن الشاعر رائد عبد السلام ، قنديل ذاتي الإضاءة ، يبذل من زيته الخاص أنواراً لا تخبو إلا ادخاراً لدفقةِ نورٍ آتية نعم يا أستاذ ، هو الشِعرُ "نفسٌ قد قِيلَ من الرحمن" ، كما قال سابقنا الجميل ، المرحوم فتحي سعيد ، في خالدته العجيبة : إلا الشِعرَ يا مولاي ! و المُنزلون عن أكتافهم حمل الإحتراف ، هم أقدر على التحليق ( و هذا من فيزياء الطيران !) ، فحَلِّق أستاذي إن أرواحنا ترقص على خفق جناحيك ، و فرخُ القلبِ يحاول الطيران