* : فى يوم .. فى شهر .. فى سنة (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 00h51 - التاريخ: 07/09/2025)           »          ١٢ مارس ١٩٦٩ ليبيا طرابلس * هذه ليلتي * الأطلال * (الكاتـب : امحمد شعبان - آخر مشاركة : احمد هلال فرج - - الوقت: 23h45 - التاريخ: 06/09/2025)           »          زهيرة سالم- 7 مارس 1942 - 27 ديسمبر 2020 (الكاتـب : jamal67 - آخر مشاركة : عطية لزهر - - الوقت: 17h14 - التاريخ: 06/09/2025)           »          موفق بهجت- 17 مارس 1938 (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 16h10 - التاريخ: 06/09/2025)           »          المطربة سحر (الكاتـب : ADEEBZI - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 15h44 - التاريخ: 06/09/2025)           »          اصوات منسية (الكاتـب : هادي العمارتلي - آخر مشاركة : fehersaad - - الوقت: 14h50 - التاريخ: 06/09/2025)           »          نهاد طربيّه (الكاتـب : Edriss - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 10h05 - التاريخ: 06/09/2025)           »          كارم محمود- 16 مارس 1922 - 15 يناير 1995 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : أحمد شهاب - - الوقت: 08h54 - التاريخ: 06/09/2025)           »          فى انتظار حفل اذاعة الاغانى الخميس الاول من شهر بتمبر 2025 (الكاتـب : EgyLoveR1980 - آخر مشاركة : محمد حسام محمود - - الوقت: 07h37 - التاريخ: 06/09/2025)           »          عبادي الجوهر (الكاتـب : ابوحمد - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 07h28 - التاريخ: 06/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > مقالات في الموسيقى

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 15/03/2009, 05h28
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 85
المشاركات: 568
افتراضي أخطر اعترافات ليلي مراد

فى ذكرى ميلاد ليلى مراد (فبراير 1919) صباج الخير نعيد نشر أخطر اعترافات ليلي مراد
أخطر اعترافات ليلي مراد : اعتزلت الغناء .. رغم إرادتي
ليلى مراد «الإنسانة» والفنانة دراما مثيرة! لاينتهى الحديث عن مشوارها الغنائى الرائع، وأفلامها السينمائية البديعة، كانت ليلى مراد نادرة الظهور الإعلامى، ولن تجد لها حواراً تليفزيونياً، لكن المذيعة اللامعة الراحلة «آمال العمدة» نجحت فى تسجيل مشوار حياتها عبر 16 شريطاً، منذ حوالى ثلاثين عاماً. هذا الحوار النادر ضمنته الزميلة اللامعة «حنان مفيد» فى كتابها «ليلى مراد سيدة قطار الغناء». فى ذكرى ميلاد ليلى مراد (فبراير 1919) وفى ذكرى رحيل «آمال العمدة» 13 مارس نعيد نشر أهم ما فى الحوار الإنسانى الرائع، وهو بكل تفاصيله مادة إنسانية وفنية نادرة تستحق القراءة!. (.......)
آمال العمدة: لو عاد قطار الزمن إلى الوراء فهل ستختارين نفس المشوار ونفس الأشخاص والوقائع التى حدثت فى حياتك
! - ليلى مراد: سأختار نفس الحياة التى عشتها لكن بتفكيرى الحالى، وبالتجارب التى مرت بى وكنت سأتقبل كل شىء بعقل أكبر، لأننى استفدت من تجاربى مما يجعلنى لا أتصرف بشكل خاطئ ولا أتعجل ولا أتهور.
آمال العمدة: ما الذى كنت ستقومين بتعديله فى حياتك الشخصية والفنية
- ليلى مراد: أول شىء هو المادة، فأنا مسرفة جداً وأنفقت أموالاً زائدة علي اللزوم وهذا ما لم أكن لأفعله بتفكيرى الحالى، وأيضاً فى المسائل الزوجية، فأنا أعرف أنه كان لابد أن أتحلى بالمزيد من العقلانية وأنظر للمستقبل وأتحمل ما حدث لى.
آمال العمدة: هل يمكن أن تقدمى صورة من قريب لأنور وجدى الفنان، والمبدع، والزوج، والذى ظل صديقاً لك بعد انفصالكما حتى آخر أيام عمره
- ليلى مراد: لم يكن زواجنا موفقاً أبداً، لكن كنا متفاهمين جداً فى فننا، فما من شك فى أنه هو الذى جعلنى أحب الأفلام الاستعراضية لأنه هو الذى علمنى الكثير والكثير من أساليب التمثيل.
آمال العمدة: هل يمكن القول إن أنور وجدى هو الذى اكتشف مواطن الجمال فى فنك
- ليلى مراد: من الناحية الاستعراضية فقط، وليس كصوت أو كغناء، إنما كان هو البادئ بعمل الفيلم الاستعراضى قبل كل المخرجين، وهو الذى اكتشف أننى أستطيع عمل فيلم استعراضى ناجح وتبعه الباقون.
آمال: كلنا نعلم من هو أنور وجدى الفنان، لكن من هو أنور وجدى الإنسان الذى عرفته ولا نعرفه نحن جمهور المشاهدين
- ليلى: كان أنور وجدى إنسانا عصبيا جداً لكنه كان طيباً لدرجة غير عادية، وكان هذا سبب ما تحملته منه خلال فترة زواجنا لأنه كان يثور جداً وبعد قليل ينسى كل شىء وكأنه لم يكن، وأنا بطبعى أيضاً قلبى طيب جداً، لكن كانت تحدث بعض الأشياء التى لم أستطع تحملها، فكان يتصرف بعض التصرفات التى لم أتحملها وكان هذا سبب الخلاف بيننا من الناحية الزوجية، أما هو كفنان فهو رجل عبقرى وبعيد النظر، ولو كان قد عاش كل هذه السنين لكان قد صعد إلى القمر وصور فيلماً فوقه.
هل أنت متسامحة فى حياتك
- جداً ودائماً أقول أن ربنا موجود ولم أفكر أبداً فى أى شىء حدث لى إطلاقاً، والأمل هو كل شىء فى حياتى ورحمة ربنا كبيرة وأنا سيدة مؤمنة جداً.
لو سألتك عن أمنية تحملينها بداخل قلبك وتتمنين البوح بها مرة واحدة فقط.. فماذا تقولين
- أتمنى أن أرجع لجمهورى مرة أخرى، وأغنى وأعود كما كنت ليلى مراد بالصورة التى يعرفوننى بها، ويسمعوننى ويصفقون لى مرة أخرى، وهذا هو كل ما أتمناه، لأنى حزينة لابتعادى عن جمهورى، فأتمنى أن أرجع ليلى مراد من جديد.
فى فترة التأمل التى تقضينها، ولأنك مشدودة للفن بخيوط لا يمكن أن تقطع فمن المؤكد أنك تتابعين النجوم الجدد، فإذا سألتك عن هانى شاكر وعفاف راضى.. فماذا تقولين
- أنا سمعت هانى شاكر قبل أن يغنى تقريباً فى حفلات عامة، فكان الأستاذ الموجى يكلمنى فى التليفون وأسمعه غناء هانى وهو على فكرة يملك صوتاً جميلاً ولكن ينقصه أن يعيش أحداثاً خاصة به وهذا سيكسب صوته الأشياء التى تنقصه، أما عفاف راضى فإن صوتها صوت أوبرالى فأنا أنصحها أن تفعل كما فعلت فأنا كنت أغنى فرنساوى فى المدرسة فذهبت واستمعت للفقهاء والمغنين القدامى والأغانى القديمة والمواويل والتواشيح والأشياء التى يجب أن تحفظها أى مطربة حتى إذا دخلت امتحاناً وسئلت إن كانت تحفظه تقوم بغنائه فوراً، وسماع القديم سيفيد صوت عفاف راضى جداً.
هل تشاهدين محمود ياسين فى السينما
- أنا من المعجبين جداً بمحمود ياسين وفنه وتمثيله الجاد جداً، فهو يثق فى كل كلمة يقولها، وأهم ما فيه صوته فهو يمتلك صوتاً من أجمل الأصوات. الحقيقة أن الذين عملت معهم كانت تنقصهم أشياء موجودة الآن فى محمود ياسين، فهناك أشياء فى رجولته وطريقة تمثيله كانت تنقص بعض الممثلين، فكنت أشعر بأن هناك شيئاً ينقص البطل ولا أعرفه، لكنى وجدت هذا النقص فى محمود ياسين يجوز فى صوته أو فى صدقه فى الأداء لكنى لا أعرف ما هو، وطبعاً أتمنى التمثيل أمامه، لكن هذا يحتاج لقصة تفصيل كل حسب سنه، فأنا كنت سأقوم بتمثيل قصة الأستاذ إحسان عبدالقدوس «دعنى لولدى» مع عبدالحليم حافظ، فمن المؤكد أن يحل محله محمود ياسين.
للموسيقار «محمد عبدالوهاب» آراء كثيرة فى الفن، هو يرى أن الفنان لابد أن يكون مقلاً فى الظهور للناس فى أماكن عامة ولابد أن يكون بخيلاً بصداقاته أحياناً ويعيش فى عزلة فنية حتى يؤدى أعماله الفنية بإبداع، فهل تسيرين على هذا النهج
- الحقيقة أننى لست لهذه الدرجة، لكنى فعلاً لا أحب الظهور كثيراً فى المجتمعات والأماكن العامة، وبعد اعتزالى أصبحت أظهر أكثر للناس، وللحق فإن كل من يرانى يسعد جداً وهذا يسعدنى أيضاً. حينما كنت أعمل لم أكن أظهر أبداً كما يقول الأستاذ عبد الوهاب، فلم أكن أحضر فى أى مناسبات اجتماعية ولا أذهب لأماكن عامة ولا مسارح، على العكس كنت فى بعض الأحيان أتمنى الذهاب لمسرح الريحانى مثلاً ولكن لا أذهب، فلم أكن أحب أن يرانى الناس كثيراً بالفعل لأن هناك فيلماً سيعرض لى، فيستحسن ألا يرى الناس الفنان كثيراً حتى يذهبوا ليروه فى السينما.
بالنسبة لسلوكك فى حياتك الخاصة، هل كنت تختلفين عن بقية الناس
- بالنسبة للأكل مثلاً فأنا أحب الأكل جداً وحينما امتنعت عن الأكل من أجل الفن كدت أن أموت من الجوع، وأيضاً لم أكن أحب الملابس العارية خلال التمثيل بل أحب الاحتشام فهناك ملابس جميلة محتمشة فلم لا ألبسها، وأيضاً فإن تصرفاتى مع العمال فى الاستديو جعلتهم لا ينسوننى حتى الآن ولا يزالون يفتقدوننى حتى الآن، وذلك أننى كنت أول من يدخل الاستديو قبل المصور والمخرج ولم يحدث فى تاريخى أن لا منى أحد على تأخرى، بل كنت كلما اشتهر أخشى على نفسى أكثر وأحافظ على سمعتى أكثر، وكنت أتناول طعامى مع العمال فكنت أدخل حجرة العمال، وكان هناك عامل فى استوديو مصر اسمه عواد وكان شيخ العمال كلهم، فكنت قبل صعودى لحجرة الماكياج أدخل حجرة عواد وأتناول معه إفطاره من الفول لأننى كنت سعيدة جداً بالعمل معهم لأن هؤلاء العمال هم السينما وهم الذين يصنعون النجوم.
ألم تكونى تتصرفين كنجمة
- إطلاقاً فأنا كنت ألتزم بالمواعيد، وأحفظ الدور وإن أخطأت أعتذر فوراً قبل أن يلفت المخرج نظرى وأعيده مرة أخرى، وأنفذ أوامر المخرج بحذافيراها ولا أتدخل فى السيناريو أو الأبطال على العكس فكنت أعطى كل شىء للمخرج وأمتثل لكل إنسان فى موقعه. كان الطلب الأساسى بالنسبة لى هو أن يلحن الأستاذ عبدالوهاب أغنياتى. - هناك واقعة حدثت بينى وبينه فى بداية عملى معه فى أول فيلم وهو «يحيا الحب» فأتذكر أنه فى فيلم «يحيا الحب» كان هناك لحن اسمه «ياما أرق النسيم» وكنت أنا طفلة لا أفهم فى النغمات والألحان، فحفظت اللحن وذهبت لتصويره، وكان الأستاذ عبدالوهاب فى أوروبا، وبينما أصور اللحن وحدى أوقف المخرج التصوير وقال إنه لن يستطيع استكمال الفيلم إلا بعد عودة الأستاذ عبدالوهاب، فغضبت وعدت للبيت، واتصل الأستاذ عبدالوهاب فور عودته بوالدى وقال له إننى أخطأت لأننى أؤدى اللحن بصوت فيه حزن ودعاه لاصطحابى إليه لسماع اللحن مرة أخرى، وكان عندى الشجاعة أن أقول للأستاذ عبدالوهاب إن اللحن نفسه حزين، وطبعاً تعجب أبى من أن ابنته الصغيرة تعاند الأستاذ الكبير فغنيت اللحن وقلت له إننى أشعر إننى أقول هذه الجمل بحزن لأن اللحن نفسه حزين، وكان الأستاذ عبدالوهاب يمسك بالعود فترك العود وسلم علينا ومشى، وفى اليوم التالى كان قد عاد بنفس اللحن على نغمة أخرى، ولهذا فأنا غير حبى وحب عائلتى للأستاذ محمد عبدالوهاب فأنا أحمل له هذه الواقعة وهذا ما يجعله باستمرار خير معين ألجأ إليه باستمرار لأننى أستريح له أخلاقياً وفنياً كأب روحى لى.
ما أقرب لحن لقلبك، والجملة الموسيقية التى ارتبطت تماماً بذاكرتك وقلبك
- هناك لحن لا يفارقنى بكلامه ونغماته فى كل حياتى وهو لحن «مين يرحم المظلوم ويحاسب الظالم»، وهو أيضاً للأستاذ عبدالوهاب فهى جملة تقال لكل شخص فى الدنيا وفى كل ظرف ولكل سن فلا تضيع منى أبداً واللحن نفسه دائماً أتذكره فى كل مناسبة سواء حزينة أو سعيدة.
الــدنيــا ظلمتنـــى
هل تشعرين أن الحياة ظلمتك بقدر ما أعطتك
- بل ظلمتنى أكثر مما أعطتنى.
وهل أعطيتها أنت أكثر مما أخذت منها
- نعم
كيف ظهر صوت ليلى مراد فى الإذاعة
- أنا غنيت قبل الإذاعة فى حفلات عامة كثيرة، غنيت حوالى سنة وكان عمرى وقتها 14 عاماً، وبذلت فى هذه السنة مجهوداً كبيراً جداً لأن شكلى كان ضيئلاً جداً وكان سنى صغيراً وكان والدى ينظم لى حفلات فى وجه قبلى فطفت وجه قبلى محطة محطة من بنى سويف إلى ما بعد أسوان، وكنا ننظم الحفلات على حسابنا لأننا لم نكن نملك المال اللازم، وكنا ننظمها لحسابنا لأن معظم المتعهدين لم يكونوا يدفعون لنا أى مقابل، ولم تكن هناك ميكروفونات، وكنت أسمع فى بعض الأحيان كلام إعجاب أتأذى منه، وما كان يؤثر فى جداً أننى كنت أجد البعض قد جاء من قرى أخرى مشياً على الأقدام ليسمعوا أغنياتى، وهذا درس لكل مبتدئ لكى يعلم أنه لا أحد يستطيع صعود السلم مرة واحدة أبداً، ومن سيصعده مرة واحدة فلابد أن يسقط مرة واحدة أيضاً، وأنا استغرقت عاماً كاملاً فى غناء هذه الأغنيات القديمة حتى اشتهرت ولمع اسمى فى الأفراح والحفلات العامة، حتى سمعنى الأستاذ عبدالوهاب وكنت معجبة به طول عمرى وسمعنى وأنا أغنى «يوم ما بنيت قصر الأمانى» وهى إحدى أغنياته وصعب جداً أداؤها لكنى قلتها بإحساس لأننى كنت أحفظها بكل كلماتها وحركاتها وقفلاتها، فتعجب الأستاذ عبدالوهاب وتساءل كيف تغنى هذه الطفلة ألحانى بهذا الشكل
ثم قدم التهنئة لوالدى وأكد له أنه يتوقع ليس مستقبلاً باهراً، ووقع معى عقد اسطوانات. وكنت فى منتهى الرعب، لأن الجمهور فى أى فرح أو حفل كان يصفق ويصرخ لكن الموقف أمام الأستاذ عبدالوهاب يختلف، وحينما أعجب بى وأصر على أن أكمل طريقى الفنى وأن يوقع معى عقد اسطوانات كنت فى منتهى السعادة.
وماذا عن بداية دخولك مبنى الإذاعة المصرية
- بعد عام ونصف العام من عملى فى الأفراح والحفلات أرسلت لى الإذاعة المصرية لأعمل فيها وفور دخولى للإذاعة رأيت أم كلثوم وكان والدى صديقاً لها، وكنت خائفة جداً لأن كان عندها تسجيل وسألت والدى إن كانت ستسمعنى فقال لى أنها جاءت لتسجيل خاص بها، لكن هذا لم ينه خوفى خاصة أننى حينما دخلت حجرة التسجيل وجدتها تجلس لتسمعنى فزاد خوفى، فلقد عرفت من كبار الفنانين أن هذا الخوف هو أساس النجاح، وهو الخوف، النابع من فرط الإخلاص للعمل.
من كان مدير الإذاعة فى هذا الوقت
- أعتقد أنه كان الأستاذ مدحت عاصم، وأتذكر أيضاً أننى كنت أغنى يوم الثلاثاء مع الشيخ محمد رفعت - رحمه الله - فكنت أنزل من الإذاعة أجد شارع الشريفين - بدون مبالغة - مسدوداً من المقاهى التى يجلس الناس ليستمعوا لأغنياتى فيها، وكانوا يأتون ليسمعونى بالقرب من الإذاعة لكى يرونى ويسلموا على، فكنت أبكى من السعادة،
قلت إن عدم ظهورك منذ عشرين عاماً على المسرح ليس خطأك، إذن فهو خطأ مَنْ
- هو خطأ المسئولين عن الفن فى الإذاعة والتليفزيون ومؤسسة السينما، الحقيقة أننى احتجبت حوالى خمس سنوات لأنى أصبت فى وقت من الأوقات بالسمنة، ولكن بعدها عدت لرشاقتى ووزنى الذى لا يتعدى 61 كيلو وبذلت محاولات لدى مؤسسة السينما ولم يكن ينقص إلا أن يقولوا لى «فوتى علينا بكرة مش فاضيين النهاردة»، فأنا أتذكر أننى تقدمت لمؤسسة السينما وذهبت لهم بنفسى بعد أن أخذت موعداً بالتليفون وذهبت وقابلت الأستاذ عبدالحميد جودة السحار فرحب بى جداً وحدد لى موعداً ذهبت إليه فيه ووجدته ينتظرنى فعرضت عليه مسألة رجوعى للسينما فرحب جداً، وقال إنه سعيد لأن السينما والفن سيعودان مرة أخرى، وخرجت أنا بعد هذه المقابلة العظيمة وأنا فى منتهى السعادة، لكن مرت الشهور بلا رد، فاتصلت مرة أخرى وذهبت للمسئولين هناك فتحججوا بحجج كثيرة واستغرقت هذه المحاولات عامين كاملين مرة يقولون إنه لا يوجد سيناريو جاهز ومرة يقولون إنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة الأفلام الاستعراضية التى تشبه أفلامى القديمة حتى انتهت هذه المحاولات بعد 13 سنة.
وما الجديد عندك لكى تقدميه لجمهورك
- هناك عشرات الأفكار التى ستنفذ إذا أتيحت لى الفرصة، ولقد سمعت شائعات عن أننى طلبت مبالغ وأجوراً كبيرة من الإذاعة والتليفزيون، وطبعاً هذا ليس حقيقياً لأننى عرضت نفسى وأكدت أننى أقبل أى أجر يعرضونه علىَّ على أن يأتوا لى بالملحنين والمؤلفين والموسيقيين الذين أطلبهم.
هل تشاهدين أفلاما استعراضية فى الوقت الحالى
- الأستاذ حسن الإمام أخرج لسعاد حسنى بعض الأفلام الاستعراضية الجيدة، لكن ينقصها شىء، فسعاد حسنى ممثلة ممتازة وتمتلك وجهاً جميلاً وأداء جيداً فى كل الأدوار، لكن ما ينقص فيلمها الاستعراضى أن سعاد حسنى لا يمكن أن تقول ما تقوله ليلى مراد وهو الغناء، فسعاد حسنى لا تستطيع غناء المواويل والقصائد والتواشيح، فالأستاذ عبدالوهاب كان ينادينى بلقب «فقية» بسبب ما تعلمته من كبار المقرئين فوالدى كان يصحبنى للصوانات لكى أسمع الشيخ على محمود والشيخ رفعت وكل الشيوخ الكبار فى المآتم والأفراح لكى أتعلم منهم القفلة، التى لا يمكن لأى مطربة تغنى الكلمات الخفيفة أن تقولها، لذلك فإن أفلام سعاد حسنى الاستعراضية ينقصها الصوت والطرب.
نقلة إلى بطلة أخرى من بطلات الأفلام الاستعراضية وهى الفنانة وردة فكيف ترينها
- صوت وردة قوى جداً وهى تؤدى بشكل جيد وتغنى كل ما يلحن لها، لكن تفقد 70% فى التمثيل، فهذا يأتى حسب ما خلق الله الإنسان، فلقد خلق الله فى موهبة الصوت وشدة إحساس مع صوتى نفعنى فى حياتى، فوردة تغنى بشكل جيد لكنها لا تندمج فى التمثيل.
ما هو أقرب أفلامك إلى قلبك
- أحب فيلمين إلى قلبى هما «شاطئ الغرام» لأن مرسى مطروح تحتل فى قلبى مكانة رفيعة خاصة حينما علمت أنهم يطلقون اسمى على المكان الذى غنيت فيه أغنية «رايداك» والفيلم الآخر هو فيلم «غزل البنات» مع الأستاذ نجيب الريحانى الذى لا يمكن أن يظهر فيلم مثله الآن.
أنـــا والريحانـى
ما هى قصتك مع نجيب الريحانى
- حينما أشاهد الفيلم «غزل البنات»، ورغم أننى عشت كل ما فيه وشاهدته مئات المرات إلا أننى أضحك على المواقف التى جمعت بينى وبين نجيب الريحانى، من المواقع التى لا أنساها هو آخر مشهد فى الفيلم، فمن المفروض أن أعود للأستاذ أنور الذى أحبه فى الفيلم وهو يودعنى ويربت على كتفى ويبكى ويمسح دموعه، فكنت فى كل مرة نعيد فيها تصوير المشهد أبكى معه وطبعاً من المفروض ألا أبكى بل أكون سعيدة لأننى سأعود لحبيبى وفى كل مرة كان المخرج يعيد التصوير حتى جاءنى وهمس فى أذنى سائلاً: لماذا تبكين هل تحبيه
والحقيقة أننى لم أكن أستطيع مقاومة دموعى لأننى كنت أشعر أننى سأفارق نجيب الريحانى بالفعل، وللأسف فقد فارقنا فعلاً خلال تصوير الفيلم، وأيضاً كان نجيب الريحانى جارى فى نفس العمارة وذات مرة قال لى جملة لا أنساها أبداً، فذات مرة كنت معه فى الأسانسير وعلى باب الأسانسير قال لى بالحرف «يابنتى أنا نفسى أعمل فيلم معاكى قبل ما أموت»، فقلت له إننى أتمنى ذلك، لكن لم يخطر ببالى فعلاً أن يكون تعاوننا فى فيلم عظيم كفيلم «غزل البنات» وبالفعل عمل الفيلم معى ورحل.
هل الأستاذ عبدالوهاب هو أكثر من يعرف قدرات صوتك ويضعك فى الإطار الذى ترضين فيه عن نفسك فنياً
- نعم هو ذلك، والأغنية التى شعرت بها جداً والتى شعر بها الجمهور أيضاً هى أغنية الحب جميل، فأنا أشعر أن هذه الأغنية هى أقصى ما يناسبنى.
هل تغنين الأغانى الخاصة بك فى منزلك
- ليلى مراد: طبعاً أغنيها، فأغنى أى أغنية أشعر بها فى الحالة التى أمر بها وليس شرطاً أن تكون من أغنياتى بل لأى مطرب أو ملحن آخر. ف نفسى أرجع ليلى مراد
قرار اعتزالك ألم يكن قراراً خاصاً بك
- اعتزالى لم يكن قرارى الخاص أبداً بل كان رغماً عنى.
هل هناك سن معينة لاعتزال المطرب
- الصوت له عمر ولكن يمكن الحفاظ عليه وتدريبه، لكن هناك سنا لا يمكن بعدها أن يغنى.
ما الذى تنتظرينه من الحياة
- ليلى مراد: أن أعود ليلى مراد.
أتصور أن الوسط الفنى أيامكم كان فيه جو ألفة وصحبة يفتقده الفنانون الكبار هذه الأيام، فهل من الممكن أن تحكى لى عن الجو الأسرى لأيام زمان
- نحن فعلاً أصبحنا الآن منفصلين عن بعضنا ولم نكن كذلك، فكان كل الفنانين والفنانات يندمجون معاً ويتقابلون من وقت لآخر فى سهرات خاصة فى رمضان، فكانت توجد قرابة بيننا خاصة إذا كان الفنانون يمثلون معاً فيلماً مشتركاً، فكنا نحزن حينما نعلم أننا أنهينا التصوير وإذا أنهينا التصوير مبكراً فى يوم ما نستكمل سهرتنا معاً فى مكان آخر، لكنى أسمع الكثير عن العلاقة بين الفنانين حالياً بشكل يدهشنى لأننا لم نكن كذلك أبداً، فكانت توجد أسمهان وكنت أنا صديقتها جداً رغم تنافسنا الفنى لدرجة أننى كنت أتلقى منها ورداً بعد كل حفل أنجح فيه، كانت تحضر حفلاتى فى بعض الأحيان بصحبة شقيقها فريد الأطرش، أما الآن فلا أشعر بهذا الشعور بين فنانينا أبداً.
أنت تذكريننى بكلمات قالتها لى الفنانة «تحية كاريوكا» عن الفن زمان والفن الآن، فقالت إنه كانت تربطكم روح الحب والود، أما الآن فأهم شىء هو التحدى وسرقة الكاميرا
- تحية من أحب الصديقات لى، فلقد عملت معها فى عدد من الأفلام، وأنا كنت من أشد المعجبين بها حتى من قبل أن أقوم بالتمثيل معها، وتصادف أن عملت معها فى أحد أفضل أفلامى وهو شاطئ الغرام، فلقد قضينا أوقاتاً من أجمل ما يمكن فى مرسى مطروح وليالى لا تنسى كنا نرفض النوم حتى لا يمر الوقت.
من المؤكد أن هذه الأيام لن ينساها أهالى مرسى مطروح أيضاً بدليل إطلاقهم على الصخرة اسم صخرة ليلى مراد
- نعم ويطلقون عليها أيضاً اسم صخرة شاطئ الغرام، وأتذكر أنه فى ليلة من الليالى كنت سأصور أغنية رايداك وكنت سأغنيها على أساس «عايزاك والنبى عايزاك» فاستثقلت كلمة عايزاك، وحينما استعديت لغناء الأغنية غيرنا الكلمة من عايزاك إلى رايداك، وليلة غناء الأغنية كنا نسمع شريط الأغنية حتى أصوره فى اليوم التالى، فتخيلى أننا كنا نسمع الأغنية فى الفندق خلال العشاء وفوجئنا قبل تصوير الأغنية فى اليوم التالى أن مرسى مطروح بأكملها كانت تغنى «رايداك والنبى رايداك» لدرجة أن المخرج قال إنه ضَمَنَ نجاح الفيلم حينما رأى الجميع يغنون الأغنية حتى قبل تصويرها.
هل هناك فرق بين السمِّيعة زمان والسمِّيعة اليوم
- ليلى مراد: السميعة هم السميعة لأنها هبة من عند الله لكن الأهم أن يجد السميع ما يسمعه ويطربه.. لقد أكرمنى الله زيادة عن كل الناس، ولست أنا من يقول ذلك بل كل الناس لأن الله وفقنى فأعطانى صوتاً ووجهاً مقبولاً فأحب الناس وجهى فى الشاشة وصوتى وروحى فوفقنى الله فى هذه المميزات الثلاث التى أتمنى أن أراها فى أحد ولهذه المميزات وصلت للمجد الكبير، وهذا اعتبره رضا من الله لأن أمى كانت تدعو لى باستمرار أن يحبنى الناس.
أنا ماليش حظ.. فى الزواج
هل تؤمنين بالحظ
أم تشعرين بأن الإنسان بشكل أو بآخر مخير
- الدنيا ميزان لا تعطى الناس كل شىء، فلابد أن يكون هناك ميزان لتعطى كل شخص مميزات معينة، ولقد أعطانى الله أشياء كثيرة تكفى لأن أكون سعيدة لكن لم يكن لى حظ فى زواجى، لكنه عوضنى فى أشياء أخرى كثيرة وأنا لست طماعة بل أشكر الله على ما منحه لى.
ألم تعرفى معنى السعادة فى يوم من أيام تجاربك الثلاثة فى الزواج
- للأسف لم يكن لى حظ أبداً فى حياتى الزوجية، فلم يكن هناك تفاهم فى تفكيرنا.
هذا على الرغم من أن أنور وجدى كان فناناً وكان يمكن أن يتفهم وضعك كفنانة وأن تكونا ثنائيا فنيا ناجحاً وأيضاً ثنائيا ناجحا فى الحياة
- هذا صحيح لكننى كنت أغير وهو أيضاً كان يغير، وكان يغير أيضاً على عمله ولم أستطع مقاومة ذلك، لأنى كنت أنفق على عائلتى وأرى حب الناس لى ولا أستطيع الامتناع عن الفن.
من الذى ملأ مكان أنور وجدى على الشاشة العربية
- لم يملأ مكانه أحد، فلم يصل أحد حتى الآن لمكانة أنور وجدى.
ماذا لو فكرنا فى فيلم بطولة ليلى مراد ومحمود ياسين، فماذا ستكون قصته
- تكون عن قصيدة سيدة «إتلطشت» فى عقلها ورأته فأعجبت به وأحبته لكن ستكون غلطة كبيرة ويعالجها الفيلم فى النهاية.
وهل نسمى الفيلم «غلطة العمر»
- نعم نسميه «غلطة العمر».
ما هو أميز ما كان فى أنور وجدى، هل وسامته أم رجولته أم أداؤه أم فنه أم فكره السينمائى كمنتج ومخرج
- كل ما قلتيه كان يميزه، فلقد كان فكره سابقاً لأوانه بشكل كبير، وكان بعيد النظر بشكل غير معقول، فكان يقوم بأشياء كنت أقوللى فى نفسى إنها لن تعجب الناس، وحينما أشاهدها- حتى فى وقتنا الحالى- أفاجأ بروعة تفكيره وأنبهر بطريقة وسرعة تفكيره، لكنه كان عصبياً بشكل كبير، وأنا كنت صغيرة حينما كنت زوجة له، ولم أكن أستطيع أن أعذره، فمرضه كان يؤثر على أعصابه جداً، وهذا ما عرفته فيما بعد للأسف الشديد، فلقد قال لى الأطباء إن المرض الذى أصاب كليته كان يصيبه بحالات عصبية كثيرة، ويجوز أننى لو كنت أكبر وقتها فى السن التى تزوجته فيها كنت صبرت عليه لكنه النصيب.
لو عاد قطار الزمن إلى الوراء، هل كنت ستسامحين أنور وجدى، ولا يحدث بينكما انفصال
- نعم لم أكن لأنفصل عنه لأن التجارب علمتنى الكثير، خاصة الصبر، فيجوز كنت فهمته أكثر وسعدت معه.
هل راجعت نفسك بعد انفصالك عن أنور وجدى
- لم أراجع نفسى لأن كل النزاعات التى كانت بيننا بسبب العمل وأنا فنانة وكان يجب أن أعمل مع غيره لأكسب عيشى، فكان باستمرار توجد نزاعات بينى وبينه بسبب العمل.
كيف كنت تشعرين بمعجبات أنور وجدى
- لم أكن أعقل هذه المسألة أبداً مهما حاول إقناعى بأنهن معجبات، وأنه لم يكن بينه وبينهن شيئاً، ولكنى زوجة مخلصة تحبه من كل قلبها وبلا شك يجب أن أكون غيورة جداً مهما حدث.. وهذا حال أى زوجة مخلصة.
وفى فترة أخرى من حياتك كنت ترين حب الناس، ورغبتهم الشديدة فى أن يروك مستمرة على الشاشة.. رغم ذلك فقد امتنعت عن التمثيل وتفرغت للبيت كزوجة وأم ولم تلب طلب الناس
- الحقيقة أنا أحب الأطفال جدا فلما أنجبت تفرغت لأولادى لأننى لم أكن أقوى على فراقهم، فآخر فيلم قمت بتمثيله كنت أترك التصوير فى ستوديو الأهرام وأعود للبيت خمس مرات يوميا لآراهم إلى جانب أننى عانيت من السمنة لوقت طويل وهذا استغرق منى وقتا لكى أعود لوزنى الطبيعى.
هل يمكن أن تحكى لنا عن يوم فى حياتك
- أنا طول عمرى أهتم ببيتى جدا حتى خلال فترة عملى فى السينما لذا فإن يومى كله موجه إلى فنى.
ما ملخص رواية «دعنى لولدى» التى كنت ستقومين ببطولتها مع عبد الحليم حافظ

الرواية للأستاذ إحسان عبد القدوس وتحكى عن سيدة متزوجة من رجل أعمال كبير جدا وهو يوسف وهبى وكان يتركها كثيرا وكان لها ولد فكانت تصطحبه للنزهة فى أوروبا فصادفت رجلا آخر وهو عبد الحليم وكان صوته جميلا فسمعته من الجندول فى فينيسيا وتعرفا وأصبحا يخرجان معا فأحبها هذا الشاب لكنها تحب ولدها ورأت أن عليها ألا تكمل حبها مع هذا الشاب بل لابد أن تعود لبيتها وزوجها الذى تحبهما.
متى شعرت أنك وصلت للقمة
- بعد فيلم «غزل البنات».
ماذا أضاف محمد عبد الوهاب لليلى مراد
- زادنى إحساسا لأنه حساس جدا فى ألحانه، يحفظ الصوت جيدا وألحانه كانت تناسبنى جدا ونقطة الإحساس هى الفارق بينه وبين غيره من الملحنين الكبار الذين لحنوا لى.
ما عيوب ليلى مراد الشخصية
- أنا عاطفية زيادة عن اللازم، وصادقة بشكل غير عادى ورغم أننى أشعر أن المعاملات من حولى تتطلب الكذب إلا أننى أعتبر الكذب جريمة وربيت أولادى على الصدق حتى الآن أنا عاطفية جدا ولذلك اعتبر أنه ليس من الصعب أن أمثل دراما لأننى أتأثر بشدة بأى ظرف يمر به من حولى.
قلبى سبب تعاستى
هل كانت هذه العاطفة أحد عوامل تعاستك فى حياتك
- بلا شك لكن هذا لم يجعلنى أتحكم فيها.
ما أفضل الطرق لكى يصل الفنان بفنه للناس
- الصدق فى الأداء هو الطريق الوحيد، فأنا حينما أشاهد نفسى فى فيلم أصدق نفسى وأتأثر لدرجة أننى أضحك وأتساءل عن كيفية حدوث ذلك، ولهذا السبب فإن كل كلمة مثلتها أوغنيتها وصلت للناس لأننى مقتنعة بها وأحسها بشكل غير عادى، والصدق فى كل شىء لابد أن يوصل ما نريده للناس.
ما أكبر صدمة تلقتها ليلى مراد طوال حياتها
- ليلى مراد: هناك صدمتان كبيرتان فى حياتى، الأولى هى وفاة والدتى لأنها توفيت وأنا صغيرة جدا، ثم أخى الأصغر فقد كان كل حياتى وكان يدير لى أعمالى ومات صغيرا وبشكل مفاجئ أحدث صدمة فى حياتى وحتى بعد ذلك لأنه كان قد كتب رواية لأقوم بتمثيلها ومات يوم أن أنهاها فرفضت تمثيلها وابتعدت عن السينما لمدة عامين لأننى لم أستطع السيطرة على أحزانى بموته وهذه الصدمة مازالت مؤثرة فى حياتى لأنه كان أقرب الناس لى.
هل كانت تتمنين العمل فى السينما الملونة
- نعم كنت أتمنى ذلك، فالألوان كانت ستضفى على أفلامى الكثير.
ما أحلى تعليق سمعته من الناس
- ليلى مراد: كان الناس يقولون إننى طيبة ودمى خفيف وأنا أحب هذا التعليق جدا.
آمال العمدة: نصيحة توجهينها لكل فنان..
- ليلى مراد: أقول لكل فنان أنه مهما كانت هناك هموم فى حياته وصادفه أى مخلوق آخر فعليه أن يبتسم لأن هذه الابتسامة كانت سببا فى حب الناس كلهم لى، فأنا أحسب ألف حساب للجمهور مهما كان فى قلبى هموم ابتسم لكل من يقابلنى.
ماذا عن قيمة الصداقة فى حياة ليلى مراد
- قيمتها كبيرة جدا، لكنها قليلة جدا هذه الأيام وقد تكون معدومة.
فى تصورك ما الذى حدث للناس وجعل الصداقة تنحسر
- ليلى مراد: أعتقد أنه الطمع الذى غلب على الناس فالجيل الجديد من الناس أصبحت أخلاقه غير أخلاقنا.
لو رتبنا الصفات الفنية التى تتسبب فى نجاح أى فنان فماذا نقول..
- أولا الموهبة ثم الصدق وهذا الصدق يتجلى فى أداء الراحل عبد الحليم حافظ الذى كان يغنى بنجاح شديد نتيجة لصدقه، فأنا كنت أظن أنه يتألم فعلا وأنا أسمعه.
من الذى يستطيع انتزاع ضحكة من ليلى مراد
- ليلى مراد: طبعا يأتى نجيب الريحانى فى المقدمة لكنه كان ينتزع ضحكى وبكائى لأنه كان فنانا تراجيديا رائعا كما كان فى الكوميديا لدرجة أننى كنت أبكى فى آخر مشاهد من فيلم «غزل البنات» ولم يكن من المفروض أن أبكى أبدا.
بصراحة وبدون حرج من الذى ملأ مكان ليلى مراد فى السينما المصرية
- ليلى مراد: الحقيقة أنه لا يزال لم يملأ هذا المكان أحد
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16/03/2009, 17h09
الصورة الرمزية صفوان عدرة
صفوان عدرة صفوان عدرة غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:381220
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: سورية
الإقامة: سوريا
العمر: 35
المشاركات: 24
افتراضي رد: أخطر اعترافات ليلي مراد

حسب ليلى مراد عندما أسمعها أحس أنني من عمرها وحسبها أنها تذكرني بقديمي الذي لن يعود أبداً كما كانشكراً لصاحب الموضوع جزيل الشكر
__________________
عندما تذهبين ..... ترق الأغاني
ويسارع نحوي غبار الطريق
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18/03/2009, 22h41
الصورة الرمزية رايا
رايا رايا غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:29419
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 90
افتراضي رد: أخطر اعترافات ليلي مراد

شكرا يا استاذ منير
حوار ممتع
افلام ليلى مراد تمثل اهم افلام كلاسكية وغنائية فى تاريخ السينما
فنانة احترمت فنها واعتزلت مبكرا لتبقى سندريلا الاربعينات والقيثارة فى عيون معجبيها

دا جزء نشر فى جريدة السياسى الاكترونى من مذكرات الكاتب صالح مرسى عن ليلى مراد........يقول

يتحدث عن لقائه بها ويسرد جزء من طفولتها

كأنها على الشاشة ، لم يكن هناك فرق يذكر بين هذه السيدة الجالسة أمامى في مقعد سيارتها الخلفي ، وبين تلك الفتاة الرقيقة العذبة التي واكبت العمر كله ... كانت هي ليلاى ، بابتسامتها الحزينة الغامضة كانت ، بعينيها الباحثتين عن الحقيقة في وجهي ، لا شيء تغير رغم مرور الأعوام .... فقط ، قليل من الامتلاء ... وحفيف الزمن كالنسيم فوق التقاطيع المتناسقة ، كأنه يخشى على الوجه الجميل من أثاره ...
بهذه الكلمات الرقيقة العذبة النابضة بالوجع يقدم صالح مرسي ذكريات الفنانة الكبيرة ليلى مراد ، الصادرة عن دار الهلال في كتابها الشهري عام 1995، بعنوان " ليلى مراد " ، حيث يسرد قصتها على لسانها ، ويحكي لنا ملابسات مقابلته مع الفنانة العظيمة وكيف كانت سمحة الخلق ، مرهفة المشاعر ، تنساب الكلمات على شفتيها كسلاسل الذهب ، وتترقرق العيون بماء الفضة وهي تتذكر أدق تفاصيل حياتها ، الأمر الذي دفع بقلم الكاتب المتمرس صالح مرسي لتدوين هذه التفاصيل ورسم هذه اللحظات بروح مازالت ترتعش بالحياة ، يقول :
ثمة حزن دفين يطل من العينين ، حزن غامض , حزن تغسله الابتسامة التي تسللت إلى الملامح وهى تميل نحوى متسائلة : " قلت لي اسم حضرتك إيه " ؟ !
ما أن ذكرت لها اسمي مرة أخرى حتى اتسعت الابتسامة ، فوق تل من الدهشة حمل إليّ الصوت العذب سؤالا : " أنت اللي بتكتب في صباح الخير " ؟ !
وتنفست الصعداء ، وعندما جاءها الجواب تنفست هي الأخرى الصعداء ، مدت يدها إلى مقبض الباب فأفسحت لها الطريق ، هبطت من السيارة وهى تطلب من السائق أن ينتظر ، سارت بى إلى الحديقة .... جلست فجلست قبالتها ، ها أنا ذا مع الخضرة والماء والوجه الحسن ، في رقة تذيب الصخر ، قالت : " قول لي بقى يا أستاذ ... أنت عاوز إيه بالضبط " ؟ !
فأجبت : عايز أكتب قصة حياتك . ولقد استغرق ما أردته عاما كاملا !! والبداية من الطفولة حيث وجدت ليلي نفسها طفلة تنمو في بيت يسهر فيه كل ليلة مجموعة من شباب الفن ؛ رياض السنباطي ، سيد شطا ، داود حسنى ، زكريا أحمد ، وفى بعض الأحيان كان يأتي حبيبها ومشوقها وحلم أحلامها جميعا ، مطرب شاب خلب الألباب اسمه محمد عبد الوهاب ! . وعندما التحقت بمدرسة " سانت آن " ومن بعدها مدرسة " نوتردام دى زابوتر " لم يكن يشجيها سوى تلك التراتيل في الكنيسة كل صباح ، عندما ينداح صوتها مع زميلاتها منشدات تلك الأناشيد الدينية ، هنا وسط الفتيات من البنات الأكابر والأغنياء والبكوات والباشوات والعز والفخفخة . كانت أحلامها التي بترت ذات يوم في قسوة ، عندما عجز الأب عن دفع المصروفات فتوقفت عن الذهاب إلى المدرسة ! وعندما انقطعت عن المدرسة كان لابد لها من الالتحاق بمدرسة أخرى.. مدرسة من نوع آخر ، مدرسة تدر دخلا ... التحقت ليلى مراد وهى لم تتعد العاشرة من عمرها بمدرسة للتطريز ، وبعد انتهاء شهور الدراسة وقد أتقنت فنون التطريز ، أصبحت لها يومية مقدارها سبعة قروش !!
أصبحت ليلى، وهى في هذه السن ، العائل الوحيد للأسرة ، حتى عندما عاد والدها زكى مراد من أمريكا كانت الدنيا قد تغيرت خاصة في عالم الموسيقي والغناء ، اختفى المسرح الغنائي وسادت الأغنية الفردية ، عاد زكى يجتمع مع شلة الأصدقاء من الملحنين الأفذاذ الذين كانوا لا يزالون في أول الطريق ، والتاريخ هو عام 1932، وبعدما أكل الجميع وشربوا ، وعزفوا وغنوا ، وأوغل الليل ولا أحد يدري من الذي صاح طالبا من ليلى أن تغني . ودوناً عن أفراد العائلة كلها ، كانت ليلى هي شغل أبيها الشاغل منذ عودته من الخارج ، كانت طفلة ضعيفة ، هزيلة الجسد ، نحيلة القوام ، تكره الطعام ، حتى لقد ظن الأب أن بها مرضاً، ولقد كان زكي مراد على استعداد لأن يسمع أي نبأ إلا أن يسمع أن ابنته هذه تغني ، كان على استعداد لأن يصدق أي شيء إلا أن هذه " المفعوصة " تغني ... حملوها في تلك الليلة المجهولة وأوقفوها فوق إحدى الموائد ، وأمسك أحمد سبيع بالعود وسألها : حا تغني إيه يا ليلى ؟
وغنت ليلى .. كانت أغنيتها الأولى أمام جمهورها هذا الصغير ، هي " يا جارة الوادي " . لم تكن تحلم أو يخطر لها على بال أن هذه الليلة سوف تقودها إلى مجد عظيم .
ويواصل مرسي حديثه عن ذكريات ليلى مراد فيقول : بالرغم من إحساسها بالمسئولية تجاه الكبير والصغير فإنها تشعر في أعماقها بأنها تنتمي إلى هذا العالم الآخر ، عالم الراهبات في مدرسة " نوتردام دي زابوتر " حيث زميلاتها وصديقاتها من طبقة تحمل ألقاباً طنانة ، وتحمل مع الألقاب أموالاً بلا حصر ، وتحيا بعيداً عن تلك الموجات المتعاقبة من الفقر والغنى ، وتروح وتجيء على البيت بلا ضابط وعلى غير انتظار . غير أن ارتباطها بالراهبات ازداد عندما انحسرت موجة الغناء نهائياً ، وطغت موجة الفقر ، فكانت عندما عادت إلى البيت في يوم السبت المقدس هذا حيث تجتمع العائلة كلها لا ينقصها فرد من أفرادها ، تكتشف أن ثمة شيئاً في البيت قد اختفى ، ورغم الأثاث البسيط الذي انتقلت به العائلة من العباسية إلى السكاكيني أولاً ، ورغم أن المسكن الجديد لم يكن يتعدى ثلاث غرف فإن الأثاث كان يختفي ، وكانت هي تسأل فلا تجد سوى همهمات أو إجابات مبهمة . لكنها كانت تعرف وتكتم أنها تعرف .
إذا كان مراد ـ الأخ الأكبر ـ قد استقل عن العائلة ووجد عملاً وسكن بيتاً مستقلاً ، فإن عليها ـ بدورها ـ أن ترفع عن العائلة عبء طعامها على الأقل . ولقد انتهى عهدها بالمدرسة إلى الأبد واستنفدت كل الحجج ـ من المرض إلى السفر ثم إلى الزواج من ابن عمٍ لها ـ حتى تقنع الراهبات اللاتي كن يسعين إلى البيت للسؤال عنها ، بأن حياتها قد أخذت مسارها الطبيعي ، كما استنفدت الراهبات كل الأساليب لإعادة هذه الصبية ذات الصوت العذب الذي كان يترنم بالأناشيد في الكنيسة في كل صباح ، انتهى عهدها بالمدرسة وبدأت تبحث عن مهنة تتعلمها ، أي مهنة إلا أن تصبح مطربة .
ووجدت ليلى الحل في مدرسة للتطريز ، أكبت على أشغال الإبرة بلا كلل ، لم يكن هدفها هو القروش السبعة التي تتقاضاها وإنما وجدت في أشغال الإبرة بحراً يقودها ذات يوم إلى شاطئ المجتمع الذي عاشته يوماً في مدرسة نوتردام دي زابور ، ففي بعض أشغال الإبرة ما لا يمكن أن يقتنيه إلا أصحاب القصور والألوف . في البداية كان الأمر صعباً للغاية ، كان زكي مراد فناناً له اسم يدوي مثل الطبل قبل سنوات قليلة ، وكان انتماء فتاته إلى هذه المدرسة التي تعطي أجوراً لبناتها أمراً يحز في نفسه ، وكان استمراره في السكاكيني قد أصبح محالاً بعد أن تراكم أجر البيت وانقطع النور ، فجمع أثاث البيت ذات يوم وهاجر من السكاكيني إلى حدائق القبة .
لقاء ليلى مراد بعبد الوهاب وحبها له
وفي حدائق القبة بدأت الأمور تستقر بعض الشيء ، لم يعد في البيت من الأولاد سوى إبراهيم وملك ومنير وسميحة بعد رحيل مراد ، وكانت ليلى تنكب على الماكينة طوال اليوم ، غير أن أهم ما تذكره ليلى زكي مراد في شقة حدائق القبة ، على الإطلاق ، هو أنها الشقة التي شاهدت فيها محمد عبد الوهاب معشوقها وفتى أحلامها ، وفنانها المفضل ـ حتى آخر يوم في حياتها ـ ولأول مرة ! فعندما جاء عبد الوهاب لم يكن وحده ، كان معه الدكتور بيضا وإيزابيل بيضا ، وكان الثلاثة هم أصحاب شركة " بيضافون " ، ودخلت ليلى تتعثر في خطاها ، فتاة صغيرة نحيلة نحيفة ، بلا صدر ولا ظهر ، من يراها يحسب أنها لم تعرف للطعام مذاقاً ، نظر إليها المطرب الشاب وسألها : تحبي تغني إيه يا ليلى ؟ تمنت لو أنه ظل يتحدث إلى الأبد ، جاءها صوته كأنه تغريد بلبل على غصن شجرة .
أغني : " ياما بنيت قصر الأماني " .
وارتفع حاجبا عبد الوهاب دهشة ، لقد اختارت الدور الصعب : كده مرة واحدة ؟!
أيوه يا أستاذ !
وحتى إذا ما انتهت سمعت صوته آتياً من بعيد ، كأنه يأتيها من عالمها هذه المرة : يا أستاذ زكي ، إنت إزاي مخبّي ليلى عننا الوقت ده كله ؟!
ولا تدري ليلى ما الذي حدث بعد ذلك بالتحديد ، لا تفاصيل ولا أحداث ، غمرتها الأيام بطوفان من العمل فحملتها حملاً إلى حيث رسم لها زكي مراد طريقها : " الأستاذ عبد الوهاب مبسوط منك قوي يا ليلى " ولم ترد عليه ، خفق قلبها لأن المبسوط ـ فقط ـ هو عبد الوهاب ، " إحنا حانبدأ من بكره يا بنتي ، حاتحفظي الأدوار القديمة كلها " .
كان رياض السنباطي فناناً لامع الموهبة ، التقطه زكي مراد بكل خبرته وتجربته وعهد إليه بأغنية يلحنها لابنته ، وقدر للسنباطي أن يكون أول ملحن يضع لحناً خصيصاً لليلى مراد ، وقدر ليلى أن تغني ، أول ما تغني ، أغنية من تلحين السنباطي ، كان مطلع الأغنية يقول : " آه من الغرام والحب آه " . خلف الستار دفعوها دفعاً فسارت كالمنومة ، نظرت حولها تبحث عن أبيها فلم تجده ، كان قد اختفى . رياض السنباطي يقف وسط العازفين وقد تهدلت ملامحه وملابسه ، فليس الامتحان الليلة ككل امتحان ، وقد امتلأ المسرح بالنقاد والفنانين والصحفيين وأصحاب الأسماء الرنانة في عصر كان فيه للاسم معنى يفوق التصور .
بعد خمس سنوات تقريباً من تلك الليلة التي غنت فيها ليلى مراد في مسرح رمسيس لأول مرة في حياتها ، وقع معها محمد عبد الوهاب عقداً لتلعب دور البطولة في فيلم " يحيا الحب " ، كما وفى بوعده ووقع معها عقداً بعشر أسطوانات في مقابل 30 جنيهاً للأسطوانة ، وباتت ليلى أسعد ليالي عمرها على الإطلاق ، لكنها لم تكن تعلم ما يخبئه لها الغد ، لم تكن تعرف أحداً باسم محمد كريم ، ولم تكن تعرف من هو المخرج ، ولم تكن تدري أن المخرج محمد كريم سوف يرفض بإصرار أن تلعب ليلى دور البطولة .
في الموسكي في مكتب شركة أفلام بيضا ، كان عبد الوهاب هناك ، يدق القلب بعنف ، وتهرب الدماء من وجنتيها ، وفي أعمق أعماقها سؤال : هل يقدر لهذا الشاب أن يحبها يوماً كما تحبه ؟! . جلست ليلى أمام عبد الوهاب وأمام آل بيضا صامتة ، لم تكن آتية لتغني ، بل جاءت مع أبيها من أجل شيء آخر ، شيء عرفته في نفس تلك اللحظة ، لقد جاءوا بها لكي يراها المخرج . كان محمد كريم ـ منذ اللقاء الأول ـ غير راضٍ ، فبعد لحظات هز رأسه وقال كلمة واحدة : لا .
هكذا حكم عليها محمد كريم بالإعدام في لحظة ، وهكذا سقط قلب ليلى مراد بين ضلوعها ، وهكذا ازداد صمت محمد عبد الوهاب دون أن تختفي ابتسامته الساحرة ، كان كريم يراها ضعيفة ، ضئيلة ، غير مقنعة ، وبدأت معركة حامية الوطيس كانت كل أسلحة عبد الوهاب فيها كلمة أو كلمتين كل خمس دقائق ، وكانت كلمات كريم مثل قنابل تنفجر : إن ليلى لا تصلح للدور ، إلا أن عبد الوهاب لم يتراجع وظل على موقفه هادئاً ، يقول كلمة أو كلمتين ويترك المجال لمحمد كريم لكي يقول ما يريد ، وغرقت ليلى لأذنيها في المخاوف والأحلام حتى أفاقت على عبد الوهاب وهو يبتسم لها قائلاً : " مبروك يا مدموازيل ليلى ، وإن شاء الله حاننجح نجاح عظيم " . وخرجت ليلى على موعد مع عبد الوهاب ، لكي تحفظ أغاني الفيلم الجديد .
لقد أحبت ليلى مراد في حياتها كثيراً ، لكنها لم تحب رجلاً مثلما أحبت عبد الوهاب ، صنعت أو كانت صدفة بالفعل ، وأصبحا وحدهما : " اسمع يا أستاذ ... أنا عاوزه أقول لك على حاجة " . فوجئ عبد الوهاب بالحديث فالتفت إليها في بطء ، كان يرتدي البدلة والطربوش ، كان أنيقاً وجميلاً ، التفت نحوها وابتسم ، وانفجر غيظها منه القنبلة : " أنا بحبك ، بحبك قوي قوي " . والغريب أنه لم ينطق ، لم يفه بكلمة ، ولم تغرب ابتسامته ، ولا اعترى هدوءه ، أقل تغيير .
ارتجف صوتها وهي تكاد تتوسل : " معناها إيه الضحكة دي ... أنا بحبك " ، بالحرف هذا ما قالته ليلى ، فاختفت ضحكة عبد الوهاب ، وسدد إليها عينيه في غضب ، وجاء صوته صارماً وهو يقول : " أنا أفهم إن دي قلة أدب ، إزاي تتجرئي وتقولي لي كده ؟ " . نهضت ليلى وهي تترنح بالفعل كانت تعلم أن عليها أن تصور مناظر أغنية " ياما أرق النسيم " عصر ذلك اليوم ، صعدت إلى غرفتها بالفندق وقلبها ينزف ، دخلت الغرفة وأغلقت الباب وانخرطت في البكاء .
مع يوسف وهبى
كانت ليلى قد خطت في الطريق خطوات ، هي تترك كل شيء لزكي مراد ليدير الأمر والعقود ويسعى ويناقش ويرفع الجر ، وفي بضع سنوات ارتفع أجر الأسطوانة من 30 جنيه إلى ألف جنيه مرة واحدة ، وكان الفيلم الأول الذي عرضه عليها توجو مزراحي هو فيلم " ليلة ممطرة " أمام يوسف وهبي ، دخلت الاستوديو في اليوم الأول لتقف أمام يوسف وهبي وهي تعلم أنها ليست روز اليوسف و فاطمة رشدي ولا أمينة رزق ، دخلت متعثرة ، لكن يوسف سرعان ما احتواها بصوته العريض وابتسامته وقامته الفارهة ، وهمسه الفرنسي بتلك اللكنة الشديدة الدقة يتسرب إلى أذنيها كالمخدر . لكن لم تحب ليلى يوسف وهبي أبداً ، لم تقع في حبه ، ولقد كادت تقع في حب ممثل آخر اسمه فاخر فاخر ، كان من تلاميذ يوسف وهبي ، وكان ممثلاً عبقرياً وعظيماً ومعروفاً ، وكان شديد الجمال ، شديد الجاذبية ، لكنها كانت قد تعلمت من درسها الأول مع عبد الوهاب ، وتعلمت درساً آخر من يوسف وهبي وهو أن على الفنان أن يحترم نفسه حتى يحترمه الناس ، فقررت أن تخلع الفستان الأسود وخرجت من الأستوديو تحمل نفساً أخرى وقلباً آخر ، وذهبت إلى الخياطة وطلبت فستاناً أبيض اللون .
ماتت الست جميلة ، وتركت ليلى لتواجه مسئولية العائلة كاملة ، هي كل شيء في البيت هي المسئولة عن الكبار والصغار معاً ، حتى الأب قد تقاعد تماماً وأصبح حتى لا يصاحبها إلى الاستوديو والحفلات ، تحولت ليلى إلى أب وأم لكل فرد في الأسرة الكبيرة ... ومرت أيام الحزن ، وغرقت ليلى في العمل والحب معاً ، أكملت فيلم " ليلى " وليس لها سوى حبيبها الأرستقراطي الذي كان يعمل في الخارجية ، والتي أحبته في الإسكندرية ، ثم نوال صديقة العمر ، وشقيقتها ملك ، وأبلة بثينة .. شخصيات أخذت على عاتقها أن تقف بجوار النجمة التي كانت قد أصبحت ذائعة الصيت ، وكان حبها قد ذاع أمره ، ولم يعد الحبيب الدبلوماسي يخفي على عائلته الأرستقراطية ذلك الغرام المشبوب ، وشهدت مناطق القاهرة الخلوية تلك النزهات بالسيارة حيث كانت ليلى تفعل ما تفعله في الأفلام تماماً ، ولم يكن هناك ما يمنع من إتمام الزواج من ابن العز والحسب والنسب والأصل ، من نجمة طبقت شهرتها ـ لا مصر وحدها ـ بل العالم العربي كله ، وصدر قرار العائلة بالموافقة ، وأعلنت الأم رضاها بشرط واحد ، أن تعتزل ليلى الفن نهائياً . ولقد مات الرجل أعزب .. دون زواج .
قصتها مع انور وجدى
دخل أنور وجدي حياة ليلى مراد فصنع معها قصة من أشهر قصص الحب التي عرفتها مصر في النصف الأول من القرن العشرين ، ولقد كانت قصص الحب في ذلك الزمان تملأ الآذان وأعمدة الجرائد والمجلات ، كانت قصصاً عنيفة وصل بعضها إلى حد إطلاق الرصاص ومحاولات الانتحار ، وانتزع أنور ليلى من الفراغ الذي كانت تعيشه ـ رغم أنها كانت تلتقي بالملك فاروق كل يوم ـ ليملأ حياتها تماماً ، ولتبدأ قصة من أغرب وأعذب قصص الحب في ذلك الزمان . وهكذا كانت ليلى حين التقت بأنور وجدي ، كانت قد أصبحت واحدة من شلة الملك فاروق المفضلة ، وكان الملك قد أصبح صديقها ، لم تقع في حبه ، لأنها دائماً تعرف من يكون ومن تكون ، ولأن الحب لم يعد يبهرها ، لم يعد شيئاً يخفق له قلبها وتلتهب من أجله عواطفها نوعاً من التسلية ، وتربت على ترويض الرجال أياً كان وأياً كانت أسماؤهم أو مراكزهم ، بل أصبح الحب ، لكثرة ما عرضت عليها القلوب ، شيئاً يبعث على السأم .

الملك فاروق
أما عن علاقتها بالملك فاروق فيذكر لنا صالح مرسي بعض التفاصيل الصغيرة التي كانت توضح أن ليلى مراد كانت واحدة من شلة الملك وأصدقائه فيقول :
كانت تعرف من هو فاروق ، وكانت تعلم علاقات فاروق في تلك الأيام أثناء الحرب العالمية الثانية ، وقد اجتاحتها الفرحة وهي تبدل ملابسها استعداداً للقاء رجلي القصر في بهو الفندق ، وهبطت السلم إلى البهو في بطء وهدوء لتلتقي بالدكتور يوسف رشاد وبوللي .. وكان الاثنان يطلبان منها ـ باسم الملك ـ أن تحيي حفلاً في سراي رأس التين بعد بضعة أيام . قالا لها : " بلاش فرقة ، مولانا عاوز يسمعك لوحدك " . وأصبح لقاؤها بالملك كل ليلة تقريباً ، برنامجاً يومياً ، كانت تسهر معهم حتى مشارف الفجر ، وما أن تعود إلى غرفتها حتى يدق التليفون ، ويأتيها صوت أحمد حسنين عبر الأسلاك ، ليبدأ معها حديثاً يستمر حتى مطلع النهار ، التقت ليلى بأنور وجدي وقد أصبح أحمد حسنين صديقاً حميماً ومنافساً خطيراً لفاروق ، التقت بهذا الشاب ، وقد خبت أحلامها في الحب تماماً ، وقد تحولت إلى واقع شديد الوضوح ، فهل كان هذا كله ، تمهيداً لن تقع ليلى ـ لأول مرة ـ في حب واعٍ واقعي ؟
اسلامها
أما عن إعلان إسلامها ، تقول ليلي مراد إنها في أحد أيام رمضان سمعت صوت أذان الفجر ، فأحست بشيء غامض يخترق كيانها ، فأيقظت أنور وجدي وسألها ماذا بك ، فأجابته : سامع الأذان ، فقال لها وفيها إيه حنا كل يوم بنسمع الأذان ، فردت وهي كالمسحورة ، لا النهارده له طعم مختلف ، أنا عايزة أعلن إسلامي ، اندهش أنور وجدي وطلب منها التفكير والتروي ، ولكنها أصرت أن تذهب حالا إلي الأزهر لتعلن إسلامها ، وطلب منها وجدي التمهل حتي الصباح ، فظللت مستيقظة تنتظر شروق الشمس حتي ذهبت مع أنور وجدي وأعلنت إسلامها ونطقت بالشهادتين .
طلاقها من انور وجدى
ما أن مضت بضعة أيام حتى كانت قصة الحب بين أنور وليلى قد أصبحت حديث الوسط الفني كله ، ولقد أحدث زواج ليلى من أنور في تلك الأيام ضجة في مصر ، رحبت به الصحف ونسجت حوله الحكايات .. ولكن ما أن مضت شهور حتى بدأت الخلافات بين أنور وليلى ، ولكنها لم تكن خلافات عاطفية ، كان أنور إعصاراً في معاملته المادية ، لم يكن بخيلاً أبداً ولكنه كان تاجراً وعندما أراد أن يعطيها أجراً قليلاً تشاجرا معاً ، وقد كان هذا محتملاً ، لكنه لم يكن كذلك إذا ما جاء لليلى عرض من منتج آخر ، هنا كانت الحياة تتحول إلى جحيم ، إلى أن كان يوم جاءها فيه أحمد سالم ليعرض عليها بطولة فيلم " الماضي المجهول " ، ووقعت ليلى معه العقد ، دبت الخلافات بينها وبين أنور وجدي منذ تلك اللحظة .
ليس الأمر نكتة ، فعندما استيقظت ذات يوم من النوم واستعدت لمغادرة البيت لتصوير بعض المشاهد لفيلم من أفلامها ، وجدت البيت كأنه مقبل على معركة ، كان صوت أنور يتصاعد من المطبخ صارخاً لاعناً ، وكان صوت الأطباق والحلل يتطاير بين الحين والحين ، ووجدت ليلى محمد بكار في صالون البيت فسألته عن سر ثورة أنور ، فأخبرها أنه يطبخ طبخة دمشقية من التي يحبها ، وعادت ليلى تسأل عن السبب في هذه الثورة ، فجاءها صوت أنور من خلفها صائحاً : " البيت ما فيهوش كمون يا ست هانم " .
التفتت إليه ليلى هادئة ، كانت تعلم علم اليقين أن الكمون ليس سبباً للثورة ، قالت " طب وإيه يعني يا أنور ، نبعت نشتري " .
وصرخ أنور : " وإيه يعني .. طب .. إنتي طالق يا ليلى " .
وبهدوء شديد رحلت ليلى من بيت الزوجية إلى فندق سميراميس لتعيش فيه ، وأصبحت في ذلك اليوم مطلقة لأول مرة في حياتها ، وفي اليوم نفسه أرسل أنور ورقة الطلاق ، وفي اليوم نفسه أرسل يستدعي إبراهيم ومنير مراد وظل طوال الليل يتحدث عنها ، ولقد عادت إليه ، فلم يكن من السهل أبداً أن يفترقا ، كانا يبدوان وكأن حياتهما ـ حتى الفنية ـ يمكن أن تستمر وهما منفصلان .
لكن الغيرة تسللت بينهما ، فما زالت ليلى تحمل لعبد الوهاب ذلك العطر القديم الذي عبق حياتها في مطلع الشباب ، ولم يكن أنور مغفلاً أو أبله ولابد أنه استشعر ذلك الميل الغامض الذي تكنه ليلى لعبد الوهاب . وإذا كان هو يغار عليها فمن حقها هي أيضاً أن تبحث خلفه ، وإذا كانت الأنثى تستطيع أن تشم رائحة امرأة أخرى على بعد أميال فإن ليلى مراد تعرف كيف تكشف الأمر برمته في صمت وبهدوء وصبر طويل ، وقد حدث .
كانت قد سئمت الفن وسئمت الإحساس بالمسئولية ، كانت تتوق لن تصبح زوجة وأماً ، وقد أصبحت زوجة وأماً ، وعادت من جديد تحمل مسئولية العائلة ، ولقد مضى منذ ذلك اليوم الذي افترقت فيه عن أنور وجدي ذات صباح باكر في إحدى شقق عمارة الأيموبيليا قرابة عشرين عاماً ، لكن الغريب في الأمر أن القصة بقيت ، ظلت تعيش رغم الطلاق والموت .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22/04/2009, 10h43
الصورة الرمزية نور زايد
نور زايد نور زايد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:297907
 
تاريخ التسجيل: September 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 122
افتراضي رد: أخطر اعترافات ليلي مراد

ليلي مراد سيدة قطار زمن الفن الجميل
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 01h02.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd