رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن
( 3 )
وَجَدتـُها .. وَجَدتـُها
حَدَث في ديليس :
رنينٌ متواصلٌ يصدرُ عن موبايل اللورد ، و أخذ اللورد ( يَرطن ) بالإنجليزية ،، جذبتني اللغة التي تستفزني لترجمتها فوريا ،، و إذا باللورد يشتعلُ انفعالاً ،، و يرفعُ صوته زاعقاً بكل ما فيه من قوة :
تلك ال ( طاخ ) هي خبطاتٌ عنيفة ٌ على المائدةِ من كفه النحيل ، تؤكدُ أن حدثاً جللا قد تم على الجانب الآخر من المكالمة ..
خير يا سيادة اللورد ؟! .. أخذ يبحلق فينا مبهورَ الأنفاس ، مبتسماً في ذهول ، أو منذهلاً في ابتسام ، أو ضاحكاً في اندهاش ، أو مندهشاً في ضحِك ( إختاروا إنتوا اللي يعجبكم ) ،، ثم نطق أخيراً :
نجحت التجربة !
و كأنما التاريخ يعيد لنا مشهد إسحق نيوتن و هو يقضمُ التفاحة التي سقطت فوق رأسه ،و هو يقول : وجدتها وجدتها !
هدأت أنفاسه ، ليعلنَ في فخر ٍ نجاح تجربته التي تجري على أرض الولايات المتحدة ، في اتصال جهازىّ كومبيوتر تفصل بينهما مسافة 1000 ميل ، بدون أقمار صناعية أو أىّ لينكات ، و الخلطة السرية تتكون من تضافر موجاتِ ال ( واى فاى / ألترا سونيك / بلوتوث ) ..
و هي ( انقلابٌ ) في عالم الكوميونيكشن ، تـُغني المستخدِم عن شبكات و خدمات شركات الإتصالات في العالم ، فالاتصال عبر الهواتف و النت ، يتم بمجرد وضع شريحة الخلطة السحرية !
في حِسباية سريعة طرأت على ذهن د. أنس ، و استقرت في رأسي أيضا ، سوف تخسر تلك الشركات مليارات الدولارات ، بل سوف تتحول منشآتها إلى ملاعب للجولف ، و تنهار البورصات العالمية لسقوط أسهم تلك الشركات ( الأوفر سيز ) ، و قد يُقدِمُ الخواجة ( سيمنز ) على الإنتحار
و في حِسباية بسيطة أخرى ، توقعنا أن تسارعَ تلك الشركات ، باستئجار بعض المرتزقة من آل كابوني ، ليتم تصفية اللورد ( بعيد عن السامعين ) ،،
و بدا القلقُ على الدكتور أنس الذي يجلس بجوار اللورد( المُستهدَف )، متوقعاً إقتحام ديليس في أىِّ لحظة ، و توجيه المدافع الرشاشة ماركة فيكتور آرمز ، إلى حيث يجلسان
و تحدث السيد اللورد عن إنجازاتِه في هذا المضمار ، إلى أن صعقني بقيمة المبلغ الذي تقاضاه من فرنسا مقابل واحدةٍ من إنجازاته العلمية ( سأترك لخيالكم تقدير المبلغ المُذهِل بالدولار ) ،، و هو يفوق قيمة ما تقاضاه كل رؤساء أمريكا منذ جورج واشنطن ،، إنتهاءاً بالأحمق الأخير ) !