* : نهاد طربيّه (الكاتـب : Edriss - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 10h05 - التاريخ: 06/09/2025)           »          كارم محمود- 16 مارس 1922 - 15 يناير 1995 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : أحمد شهاب - - الوقت: 08h54 - التاريخ: 06/09/2025)           »          اصوات منسية (الكاتـب : هادي العمارتلي - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 07h51 - التاريخ: 06/09/2025)           »          فى انتظار حفل اذاعة الاغانى الخميس الاول من شهر بتمبر 2025 (الكاتـب : EgyLoveR1980 - آخر مشاركة : محمد حسام محمود - - الوقت: 07h37 - التاريخ: 06/09/2025)           »          عبادي الجوهر (الكاتـب : ابوحمد - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 07h28 - التاريخ: 06/09/2025)           »          سليم الطبَّاع (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 04h39 - التاريخ: 06/09/2025)           »          فريد الأطرش فتى غلاف في مجلات قديمة (الكاتـب : el kabbaj - آخر مشاركة : أبوإلياس - - الوقت: 23h30 - التاريخ: 05/09/2025)           »          محمد رشيد (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 23h20 - التاريخ: 05/09/2025)           »          ليلى مجدي (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 18h52 - التاريخ: 05/09/2025)           »          بصوت محمد البحر درويش (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : عبدالقادرمحمد - - الوقت: 15h54 - التاريخ: 05/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > أصحاب الريادة والأعلام > الأيكة الكلثومية (31 ديسمبر 1898- 3 فبراير 1975) > في ظلال الأيكة الكلثومية

في ظلال الأيكة الكلثومية مناقشات و اقتراحات

 


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 15/02/2009, 00h04
جميل سلمان جميل سلمان غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:358529
 
تاريخ التسجيل: December 2008
الجنسية: لبنانية
الإقامة: كند
المشاركات: 29
افتراضي فن أم كلثوم

فن أم كلثوم فى الميزان للدكتور أسامة عفيفي..

قيل فى أم كلثوم أن العرب اختلفوا فى كل شيء ما عدا أم كلثوم ومن الصعب والحال هكذا نقد فن هذه القمة الفنية
لكن بإمكاننا النظر إلى فن أم كلثوم كعنصر فى المنظومة الفنية للمجتمع وكقمة يجب أن يكون إلى جوارها قمم أخرى ، ليس فى الغناء الفردى فحسب وإنما فى أنواع الفن الأخرى


المنظومة الموسيقية:
1- الموسيقى المسرحية: الأوبريت ، الأوبرا
2- الموسيقى البحتة:
- الشرقية: السماعى ، البشرف ، اللونجا ، المقدمة ، التحميلة ، التقاسيم
- العالمية الكلاسيكية : السيمفونية ، الكونشرتو ، السوناتا ، الافتتاحية ، القصيد السيمفونى ، موسيقى الحجرة ، الموسيقى العسكرية
- الحديثة: الموسيقى الخفيفة ، الجاز ، الموسيقى الإلكترونية
3- القوالب الغنائية:
- العربية : الموشح ، القصيدة ، الدور ، الطقطوقة ، المونولوج ، الديالوج ، الموال ، الأغنية
- الغربية: البوب ، الروك ، السول ، الكانترى ، الرجى ، الهيب هوب
4- الموسيقى التصويرية: موسيقى الأفلام السينمائية : الروائية ، التاريخية ، الحركية ، الوثائقية
5- الموسيقى التعليمية : الموسيقى الأكاديمية ، الموسيقى المدرسية
6- الموسيقى الاستعراضية : موسيقى المهرجانات ، الموسيقى الرياضية
7- موسيقى الطفل
8- الموسيقى الشعبية : الأغانى الريفية ، الأغانى المدنية ، أغانى الأفراح ، الرقصات الشعبية
9- الموسيقى الدينية: الابتهالات الدينية والتراتيل الكنسية
10- موسيقى البرامج والإعلان
هذه عشرة أنواع رئيسية من الموسيقى تضم عشرات الفروع
بحسبة بسيطة نكتشف أن كل ما قدمته أم كلثوم يندرج تحت واحد فقط من هذه الأنواع ، فقد قدمت القصيدة والدور والموال والمونولوج والأغنية وكل هذه نماذج من الغناء العربى التقليدى الذى يمثل أقل من عشرة فى المائة من المنظومة الموسيقية
لنستبعد أنواع الموسيقى التى لا تحتوى على غناء ، بما أن أم كلثوم مغنية ، ولنر كيف تكون الصورة
كان بوسع أم كلثوم المشاركة فى المد الغنائى المسرحى الذى بدأه سلامة حجازى وطوره سيد درويش وساهم فى بنائه كامل الخلعى وداود حسنى وزكريا أحمد وهم جميعا رواد فى هذا الفن
بدأت أم كلثوم مشوارها الفنى عام 1924 أى فى العام التالى لوفاة سيد درويش ، لكنها عاصرت الخلعى وداود حسنى حتى عام 1938 وزكريا حتى عام 1960، كتب لها الأول بعض الأغنيات ، ولها أغان عديدة من ألحان الأخيرين
- كامل الخلعى وضع ألحان لروايات مسرحية كاملة له وأخرى بالاشتراك مع سيد درويش
- داود حسنى كتب أول أوبرا مصرية
- زكريا أحمد لحن أكثر من ستين أوبريت مسرحى
رغم هذا التواجد لعمالقة الفن الموسيقى لم تقدم أم كلثوم عملا مسرحيا لأى منهم
ورغم معاصرتها لفن سيد درويش لم تقدم عملا واحدا من أعماله الخالدة


تكريس الغناء الفردى
انهمكت أم كلثوم فى الغناء الفردى الذى صعد نجمه بمساهمة قوية من محمد عبد الوهاب وأصبحت المنافسة بينهما هى حديث الوسط والجمهور

إهمال المسرح الغنائى
بإهمال المسرح الغنائى توارى أكبر وعاء فنى يمكنه احتواء الحركة الفنية التعبيرية التى بدأها سيد درويش: فن الأوبريت
- من أوبريتات زكريا أحمد الستين لا يعرف الناس منها غير أوبريت واحد
- صاحب أربعة كتب أكاديمية فى الموسيقى وعشرات الموشحات والأوبريتات كامل الخلعى لا يلحن لحنا واحدا لأم كلثوم ، حتى من قالب الأغنية ، لكنه يكتب لها كلمات أغنيتين ، وينتهى به الحال إلى مسح الأحذية فى مقاهى القاهرة !
- صاحب أول أوبرا مصرية داوود حسنى يلحن عشرة أغان لأم كلثوم منها تسعة أدوار
- أوبريتات سيد درويش الثلاثون ، بل وأدواره ، أهيل عليها التراب بمجرد وفاته وصارت فقط فى ذاكرة من بقى من معاصريه




لماذا الغناء على المسرح أفضل وما أهميته؟
الغناء المسرحى قبل كل شيء هو غناء تعبيرى ، عن مواقف إنسانية متباينة يحددها موضوع الرواية ، ولا يوجد موضوع أحادى الموقف ، هذا يفتح المجال واسعا للتعبير عن كل شيء ، بالرأى والنقد ، ويعطى مساحة واسعة لاستعراض الشخصيات والأحداث والأفكار ، كما يستعرض الماضى والحاضر ويفتش عن رؤى جديدة للمستقبل تهم المجتمع كله ، ولا يقتصر فن المسرح على رق الحبيب أو يا ظالمنى ، أو هذه ليلتى ، هناك قصة ومواقف ورؤية مخرج ومجموعات تتحرك وشخصيات تنفعل وأخرى تتآمر وغيرها تضحى وهكذا.. كل شيء وارد


فيم يكون الإبداع؟
يكون الإبداع فى القصة والشعر كما فى الإخراج كما فى التمثيل والموسيقى والغناء
أما الموسيقى فهى تنفعل بكل هذا ، بل ويصبح دورها التعبيرى أهم عنصر فى العمل الفنى وبالتالى فإن مجال الإبداع الموسيقى أوسع بكثير من حالته دون خلفية فكرية كما فى الموسيقى البحتة ، وتزداد أهميتها لكونها مؤثر فورى وقوى نظرا لسرعة توصيلها للشعور بالفكرة ولسرعة استجابة الجمهور للموسيقى عن أى وسط آخر
ويكون الإبداع أيضا فى الإدارة الفنية ، وهذه مسألة هامة للغاية ، إذ أن إدارة عمل فنى كبير تصقل الخبرات وتكتشف المواهب ليس فقط فى التمثيل والغناء ، وإنما فى التمويل والدعاية والتسجيل والتدوين الموسيقى والديكور والإضاءة والملابس والماكياج وفى صيانة القاعة وفى إدارة الجمهور والحضور والفنانين ، حتى فى المحاسبة والضرائب .. القائمة لا تنتهى ، المسرح قاطرة تجر وراءها خبرات شتى وأعمال كثيرة ، وأهم من ذلك كله المساهمة فى تكوين الرأى العام وإثراء الحركة النقدية وإلهام الشباب لإبداعات جديدة متنوعة وثرية
السينما أيضا يمكنها أن تقوم بنفس الدور وربما أكثر لاتساع جمهورها وانعكاس ذلك على نموها وحركتها ، لكن ما قدمته السينما الغنائية العربية بما فيها أفلام أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد فوزى لا يعدو حشو الفيلم بأغان فردية لهذا المطرب أو ذاك ولم يكن أبدا أن كان هدف الفيلم العربى الغنائى رواية أو قصة أو مجتمع أو تاريخ أو جغرافيا ، الأغانى هى الهدف الأوحد والمطرب هو بطل الفيلم حتى وإن كان ممثلا ضعيفا وإن لم يدرس حرفا فى معهد السينما ، وهذا حاصل للآن
من المسئول عن ذلك الضياع؟
ومن كان يفترض أن يحمل مسئولية تنمية الفن ونهضته ودفعه نحو التقدم والازدهار؟
ليس أنا أو أنت بالطبع ، وإنما يتحملها النجوم الكبار الذين دفعوا الفن فى اتجاههم بدلا من أن بندفعوا هم فى اتجاه الفن ، نعم لقد سخروا كل شيء من أجل فنهم الشخصى ومهما كان ذلك الفن مبدعا فإنه يبقى محيزا بشخصية صاحبه
قد نلتمس لأم كلثوم بعض العذر الذى سبق أن التمسناه لعبد الوهاب فى عدم الرغبة فى مواجهة القوى الكابتة للرأى العام ، لكن الفن رسالة ، وهى رسالة مطاطة أفلت بها سيد درويش إلى الجمهور أمام أعين السلطة ورغم سطوتها ، أفلت بها وهو يرى أصحاب الرأى ينفون واحدا يلو الآخر ، أحمد عرابى وسعد زغلول ومحمد فريد وبيرم التونسى ، هؤلاء كان حديثهم حديثا مباشرا أما فى الفن فليس هناك حديث مباشر ، بل هذا هو عين الفن


ملحنون لأم كلثوم
ولننظر إلى من لحن لأم كلثوم غير من ذكرنا ، من المشاهير محمد القصبجى ، ورياض السنباطى ، ثم من الجيل التالى كمال الطويل ومحمد الموجى وبليغ حمدى وسيد مكاوى
ستستثنى الطويل والموجى من هذه القائمة حيث تعرضنا للحديث عنهما فى معرض الحديث عن عبد الحليم حافظ وينطبق على بليغ حمدى نفس الكلام ، ثم نستثنى سيد مكاوى لأنه لم يلحن لها غير أغنية واحدة هى آخر ما غنت وقد جاوز عمرها الستين عاما
ولننظر كيف كانت علاقة أم كلثوم بهؤلاء الأساتذة الكبار .. محمد القصبجى وزكريا أحمد ورياض والسنباطى ، لقد قاطعت كلا منهم لسنوات طويلة ، لا أغان ولا ألحان ولا سلام ولا كلام


الخلاف عادة خلاف مادى له علاقة بأجر الملحن ، ويمكن أن نتوقع أن يحدث مثل هذا كما يحدث فى أى وسط ، لكن أم كلثوم لا تقبل أن يرفع الملحن أجره ..فإن رفض أسقطته من قائمة الملحنين تأديبا له ولتر كيف يعيش إن هو لم يلحن لها


- أستاذ الجميع محمد القصبحى والذى وصف دوما بأنه كان سابق عصره ، يريد أن يقدم تجارب جديدة فى الموسيقى العربية ، ووجد فى صوت أسمهان مبتغاه ، لكن أم كلثوم تعترض ، كيف يلحن لمنافستها؟ تقرر مقاطعة محمد القصبجى وتفوته فرصة التعامل مع أسمهان بموتها المبكر ، لكن أم كلثوم لا تقبل منه ألحانا بعد ذلك وتجلسه كعازف عود فى فرقتها يعزف ألحان تلاميذه ، وهو مكتشف أم كلثوم وأستاذها ومنشئ فرقتها الموسيقية ، ويظل هكذا نحو عشرين عاما حتى مات دون أن يضيف لحنا واحدا


- الشيخ زكريا أحمد الذى وصف بأنه ” الملحن الذى يخيف الملحنين الآخرين” من فرط قدرته وتمكنه تعترض أم كلثوم على طلبه رفع أجره وتقاطعه لمدة ثلاثة عشر عاما ثم يلحن لها أغنية واحدة مات بعدها بعام واحد


- رياض السنباطى ملحن القصائد الخالدة وأقرب الملحنين لأم كلثوم وأكثرهم حظا معها لم ينج من المقاطعة هو الآخر ، وكما هى العادة الخلاف مادى حول أجر الملحن ، لكن مع السنباطى هناك حكاية جديدة
يقول السنباطى فى أحد أحاديثه أن الخلاف كان ماديا ، بينما فى حديث آخر يشير إلى شيء أخطر بكثير ، إن أم كلثوم تطلب منه تغيير جملة أو أكثر فى اللحن ، ومسألة تغيير اللحن هذه مسألة غاية فى الحساسية بالنسبة للملحن ، خاصة إذا جاءت من المطرب ، المهم موقف أم كلثوم الغريب ، إن رفض تقاطعه ، وإن رضخ وقبل التغيير تقاطعه أيضا ! لماذا؟ لأنها يساورها الشك فى قدرة الملحن وتتساءل كيف يقبل برايى إن كان ملحنا قديرا ؟
يهمنا هنا الإشارة إلى ما سبق الحديث عنه من خطورة سيطرة المطرب على عملية الإبداع ، كونه نفسه غير مبدع ، بسيطرته على أدوات الإنتاج الفنى وعلى المبدعين أنفسهم لمصلحته الشخصية
شيء مماثل حدث فى السينما ، فقد سيطر نجم الشباك ، أى الممثل ، على السوق السينمائية ، وأصبح هو الذى يجذب الممول أى المنتج وأصبح الجميع تابعين لهما ، وبالتالى اختفت سينما القصة وسينما المخرج وسينما الموسيقى التصويرية والإبداع الحقيقى ، وبدلا من أن يكون الممثل أحد أدوات الإنتاج أصبح هو موجه العمل كله ، ولذلك لا يستغرب ارتفاع أجور الممثلين إلى تلك الأرقام الخيالية ذات الملايين فى الفيلم الواحد بينما يتقاضى المخرج والسناريست والمصور والمونتير والموسيقى الملاليم
هذا يدخلنا فى دائرة مغلقة ، فالحاجة ستظل تنشب أنيابها فى كل مبدع لا يجد طريقا غير الطريق الذى يرسمه المطرب أو الممثل أى نجم الاسطوانة ونجم الشباك ، ويصبح المنتج بالاتفاق معهما ملكا غير متوج على الساحة الفنية وبفلوسه ينتج ما يشاء ويخرج ما يشاء ويقدم من يشاء ويقتل من يشاء ، ورحم الله الذوق والأذواق والفن ومكارم الأخلاق ، وهذا حاصل الآن




لنخرج قليلا من هذا المقام إلى مقام مختلف
هل يستمع أطفالنا إلى أم كلثوم؟
وإذا حدث إلى أى مدى يطيقون الاستماع إليها؟ ألم يجد أى منا صعوبة ما فى محاولة إقناع أطفاله بالاستماع إلى كوكب الشرق؟ أطفالنا لا يستمعون إلى أم كلثوم ، وإذا استمعوا إليها فإما على مضض وإما استثناء
ربما يدلنا النظر فيما يستمع إليه الأطفال إلى أن هناك صعوبة حقيقية لدى الأطفال فى تذوق فن أم كلثوم ، السر فى ذلك ليس قلة المتوفر منه ولا تسيد الأغانى التجارية لقنوات الإعلام ، وإنما مستوى التعقيد الذى بنيت عليه أعمال أم كلثوم
طفلنا يستمع فى سهولة تامة إلى أغانى سيد درويش المسرحية ويستمتع بها ويحفظها فورا عن ظهر قلب وهى سابقة لفن لأم كلثوم
وطفلنا يستمع أيضا فى سهولة تامة إلى موسيقى موتسارت وبيتهوفن وباخ وهى ليست موسيقى حديثة ، والدليل أن معظم الآلات الموسيقية الإلكترونية التعليمية تضع هذه الموسيقى فى برامجها للتعليم التلقائى والذاتى ، ويمكنك قراءة قائمة الموسيقى المدرجة بأى من هذه الآلات لتجد تلك الأسماء التاريخية وكأنها أصحابها موجودون بيننا اليوم
ويستمع طفلنا إلى موسيقى الإعلانات بانتباه شديد وتمتع كامل
السر فى هذا الانجذاب هو بساطة الخطاب الموسيقى الأساسى فى هذه الأعمال ، وهذا شيء لم يتوفر فى أعمال أم كلثوم التى كان على ملحنيها الاستمرار فى تلبية نهم الجمهور الذى أدمن صوتها إلى الأجود والأصعب والأشد تعقيدا حتى يمكن أن تصدر تلك الآهات من صدور المعجبين

لندع الأطفال جانبا ،
هل يستمع شبابنا إلى أم كلثوم؟
ما هى نسبة مستمعيها من الشباب الآن؟ لم بعد يستمع إلى أم كلثوم غير من عاصروها أو تربوا فى أجواء متذوقة لفنها ، والحقيقة أن هؤلاء الشباب كانوا أطفالا منذ بضع سنوات ، ينطبق عليهم نفس الكلام ، فلم يأتهم فن جيد يستوعبونه ببساطة تلقائية ، وإنما وجدوا البسيط غير الجيد ففضلوا الاستماع إليه عن الجيد المعقد
الآن يثار السؤال ،
هل الموسيقى المعقدة عيب؟
الجواب نعم ولا فى نفس الوقت
نعم لأنها تحتاج إلى جهد فى الاستيعاب ، ولأنها تحتاج إلى ثقافة موسيقية تمكن المستمع من تذوقها ، فى السابق وفى وقت وجود أم كلثوم تم التغلب على ذلك بواسطة الإلحاح السماعى أى إذاعة نفس الأغانى صباح مساء ، لم يقتصر ذلك على أم كلثوم بل عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم وغيرهم ، هؤلاء لم يكن يمر يوم على أى إذاعة عربية دون أن تذيع لهم شيئا ، استمر الحال هكذا سنوات طويلة فتعود الناس عليها وأصبحوا يألفونها ، خاصة أن الإذاعة كانت الممر الوحيد تقريبا إلى آذان الجمهور ، الآن لا يمكن للإذاعة ولا التليفزيون القيام بهذا الدور مع تعدد الوسائل والوسائط
أما إنها ليست عيبا فذلك أمر واضح ، حيث أن الإجادة غالبا تتطلب نوعا من التعقيد
وحتى لا نظلم شبابنا هذا ينطبق أيضا على الشباب فى العالم الغربى فى أميركا وأوربا حيث سيطر السهل الردئ على الساحة وامتنع الجيد المعقد
وتاريخيا عندما بدأ فنانو أوربا الكبار يبحثون عن موسيقى جديدة تخرجهم من دائرة الفنانين المعجزة مثل موتسارت وبيتهوفن ظهر فاجنر وبرامز وفرانز ليست وغيره حتى ريتشارد شتراوس بموسيقى أصعب كثيرا وأقل شعبية ، ثم ظهرت اتجاهات البوب والروك وغيرها وهى أنواع اعتمدت جملا بسيطة وأغان قصيرة واستخدام أكثر للإيقاع ، والآن تنتشر أنواع من الأغانى ليس بها موسيقى على الإطلاق والسبب فى انتشارها يعود إلى اعتمادها على الإيقاع فقط دون الميلودى أى إسقاط أحد عنصرى الموسيقى الأساسيين وبالتالى قل الجهد اللازم لاستيعابها بل ولم يعد من الضرورى حفظها
بالمناسبة ، وعودة إلى شبابنا ، هناك ظاهرة غريبة هذه الأيام ، منظر متكرر ، مطرب يغنى فى قاعة ما ، جميع الحضور من الشباب ، لا يوجد أى شخص فوق الثلاثين ، الجميع وقوف ، وإن كانت هناك مقاعد أهملوها وظلوا وقوفا ، الأغرب أنهم يصفقون بانتظام على وقع معين دون أن يكون لذلك الوقع أى علاقة بإبقاع الموسيقى !
لقد نجحت الموجات الجديدة فى إسقاط الإحساس بالنغم بل بالإيقاع عند الشباب العربى ، هذه المرحلة لم يصل إليها بعد شباب الغرب
هكذا سار الموكب الموسيقى الذى ازدهر فى بداية القرن العشرين تتلاشى روافده شيئا فشيئا إلى أن توقف أو كاد عن السير والسريان


د.أسـامة عفيفى
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19/02/2009, 18h52
بشرى السرور بشرى السرور غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:382147
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: سورية
الإقامة: الإمارات
المشاركات: 11
افتراضي رد: فن أم كلثوم

في الغرب تجد صناعة بالفن و منها صناعة النجوم
يعني المغني يخضع لهذه الصناعة من تأليف لاغانيه و تنظيم لحفلاته و لقاءته و غيرها و اليوم بدأت تزحف هذه الصناعة الى الوطن العربي بداية من برامج اكتشاف النجوم التي تشهر المغني قبل الاحتراف مرورا بتنظيم مسيرته الفنية و تثقيفه و تدريبه موسيقيا ..

اود ان اشطح بخيالي قليلا ..لو ان ام كلثوم و غيرها من العمالقة فرضا قبلوا ان يخضعوا لهذه الصناعة على فرض انها كانت متوفرة ذلك الوقت لكان لدينا من الارث الفني اضعاف ما تركوه لنا ..و لغنت ام كلثوم الاوبريت المسرحي و استمر العمل مع عمالقة التلحين و لكانوا اعطوا اضعاف ما كانوا قد ابدعوه لانهم خضعوا لتلك الصناعة الفنية التي وفرت لهم سبل العيش الكريمة و لم يتنهي المطاف بأحدهم الى مسح الاحذية ..و كرسوا كل جهدهم و تركيزهم بالتاليف و تطوير الاغنية العربية و لغنت ام كلثوم و خرجت لنا بألوان غنائية متطورة اكثر مما قدمته..

هذه الصناعة لو خضعت لها اسمهان لكنا سمعنا لها اغاني بعدة لغات عالمية كما كانت تجيدها نطقا و غناءا.. و لكان القصبجي ابحر بعالم التطوير مستغلا هذا الصوت العبقري بعيدا عن غيرة ام كلثوم..و لما غابت اسمهان لفترات طويلة عن ساحة الغناء و استغلت وقتها القصير في الدنيا بتقديم اضعاف ما قدمته للفن ..

الحقيقة هو انه لم يستغل هذه الصناعة غير السيدة فيروز لانها عملت مع مؤسسة الرحابنة التي لغت من قاموسها النجم الاوحد رغم سطوع نجم فيروز بين العمالقة الذين اشتركت معهم بتقديم الاوبريتات المسرحية او المسرحيات الغنائية و الاسكتشات ..و هذا بحد ذاته خلق روح المنافسة بين قمم الغناء اللبناني فيروز و وديع الصافي و نصري شمس الدين اضافة الى المطربين الذين تخرجوا من المدرسة الرحبانية و هم كثر و خرجوا لنا بأفضل ما لديهم...وهذا ما اوصل السيدة فيروز و الرحابنة الى العالمية ..

الاستاذ جميل مقالتك النقدية اكثر من رائعة
بانتظار جديدك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03/03/2009, 04h50
جميل سلمان جميل سلمان غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:358529
 
تاريخ التسجيل: December 2008
الجنسية: لبنانية
الإقامة: كند
المشاركات: 29
افتراضي رد: فن أم كلثوم

الأخ المحترم بشرى السرور اشكرك جدا على كلامك الطيب وفي ردك نشعر اننا امام انسان دقيق واعي وصاحب رأي ومبدأ فالى الامام اخي الكريم. اما المقال فهو للدكتور أسامة عفيفي كما ذكرت أعلاه وليس لي. وشكرا لك.
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 12h40.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd