مشيت إلى الوراء وقد ارتسمت ابتسامة على شفتيها بينما رسمت الدموع على خديها علامات تملأ أعين الناظر إليها ألما وحسره .. مشيت إلى الوراء تبغى العيش أو الموت فكلاهما يعادل الأخر .. منذ زمن غير بعيد كانت تنشد العيش الهنيئ تحوى فيه نفسها الضائعه .... إعترضها ودق بابها واستقبلها بقهقهة زعزعت أركان قلبها الطاهر ... طاهر من كل درن .. طاهر من كل غى ومن كل شر .. أحبته وقبلته ليكون أمانها فى الحياه .. وأصبح هو كل حياتها .. لا تتكلم إلا عنه ولا ترى إلا هو .. ذاقت من الحنان ألوانا , وكلما زاد الحنان إزداد تعلقها به وحبها إليه وتعلقها به أكثر وأكثر .. كل شيئ من حولها يوحى بالإستقرار والهناء والسعاده والامان لحياتها التى كانت ريشه فى مهب الريح .. أما هو كان شيئا آخر , ألاف الشباب قد لبسه .. .. إلى أن أفاقت يوما وهى تستيقظ على دق عنيف على باب الشقه .. قامت ولم تستغرب أنه ليس بجوارها , ربما يعد كوبا من الشاى ولكنها استغربت حين فتحت الباب لتجد أمامها رجلا غليظ الشكل يقول لها بصوت عال ... أين زوجك يا مدام ليدفع الايجار لقد مر على الشهر سته أيام ...... ما أشد فرحتها وهى تستمع لكلمه زوجك يا مدام .. وما أشد الحزن الذى عاشته حين رأت بطرف عينيها ورقه على المائده وبجوارها مبلغ من المال .. التقطته وبيد مثقله باردة ناولت الرجل الايجار .. أغلقت الباب واستندت اليه فقد بدأ الخوف يدب فى صدرها وبيد مرتعشه التقطت الورقه وقرأت .......... كانت رحلتى معك جميله وأجمل ما فيها جمالك وبراءتك وصبرك .. لكن لن تكونى محطتى الاخيره .. مادت الارض تحت قدميها واستندت إلى أقرب كرسى أمامها لقد اثقلتها أول صدمه فى الحياه .. نفضت عنها العذاب وقررت الرحيل .. إلى أين ؟. الوالدان رحمهما الله والاخ الاكبر تحت سيطره وجبروت زوجته , وجده عجوز ترعى حفيده صغيره لا تقوى على إعالتها وتنتظر كل يوم يد تمد إليها برغيف عيش وكثيرا لا يأتى الرغيف .........