رد: حكايتي مع أم كلثوم
كنت متردد من الكتابة ولاكن رد الاستاذ كمال شجعني على ذلك. كنت في سن 10 سنوات سمعت عند جارنا وهو لديه دكان للبقالة كاسيت لاغنية اسأل روحك واعجبت بها فطلبتها منه لكي استنسخها ولاكنه قال لي هو لك لا احتاجه اخذت الكاسيت وانا فرحا وكان كل ما ينتهي اعدتة من جديد وكان التسجيل سريع بعض الشيء وكان صوت ام كلثوم رفيع جدا فحسبة ان هذه الاغنية غنتها وهي صغيرة ثم بعدها تفاجئة انها من اواخر اغانيها وبدات ابحث عن اغانيها وكنت اشتري الكاسيت من اصحاب التسجيلات وكانت الاغاني التجارية المتداولة حتى جمعت كل الذي عند محال التسجيلات وكانت كلها كاسيتات مدتها ساعة.
وذات يوم كنت ذاهب الى العاصمة بغداد التي تبعد 140 كم عن سكناي واذا بي اقرأ يافته مكتوب عليها مقهى السيدة ام كلثوم تقع في شارع الرشيد وبدون تردد دخلت المقهى وكانت عبارة عن مقهى قديم يحتوي على صور كبيرة نادرة لام كلثوم وكان صاحب المقهى يجلس وامامه طاولة كبيرة تحتوي على خمس مسجلات ريل نوع اكاي وكان صوت ام كلثوم لاينقطع من الصباح حتى المساء .دخلت المقهى وانا منبهر لما ارى حتى جلست مقابل صاحب المقهى وجها لوجه وكنت اصغر الحضور لان رواد المقهى من كبار السن وكثير منهم كان يقضي يومه في المقهى لسماع الست وكانت الاغنية في وقتها امل حياتي حفلت لبنان فكنت اتصرف كالمجنون لااعرف ماذا افعل كنت اهز رأسي من شدة الطرب حتى كنت ملفت للنظر وبقيت جالس حتى وقت متاخر دون ان اشعر بجوع ولا ملل وتقدمت الى صاحب المقهى وقلت له كيف احصل على هذه التسجيلات فقال لي عندي كل شيء ولاكن عليك اولا شراء مسجل ريل وانا امدك كل ماتريد قلت له لااعف اين اجده لانه قديم قال انا ابيعك فرحت كثيرا وقلت له ان المبلغ الذي معي لايكفي قال لايهم وفني به عند زيارتك القادمة الى بغداد اخذت المسجل ريل نوع أكاي واعطاني بكرة هدية معه وقال اسمعها جيدا وعدت الى محافظتي ومعي المسجل والبكرة وانا في غاية السرور بمجرد ما وصلت فتحت المسجل ووضعت البكرة التي اعطاني اياها واذا بها رق الحبيب حفلت 3 يناير 1952 كدت اجن لها وانا اسمعها لاول مرة وفي الجهة الثانية من البكرة اغنية اهل الهوى حفلت 3 مايو 1956 وفي اليوم التالي ذهبت الى بغداد ومعي مبلغ من المال الى صاحب المقهى وطلبت منه تسجيلات نادرة وغير مسموعة فرحب بي وكان مسرورا بي لانه لم يتوقع انه يصادف شخص في سني يعشق ام كلثوم بجنون فذهبنا الى بيته الكائن في منطقة راغبة خاتون في بغداد واذا به يدخلني في غرفة فيها كدس من الاشرطة لاتعد ولا تحصى قال لي ماذا تريد فضحكت وقلت اريدها كلها فضحك وقال هذا يكلفك الكثير قلت لايهم ساعمل ليل نهار حتى احصل على المال لكي امتلك هذه المكتبة وحصل ذلك وكنت اذهب الى بغداد كل يوم جمعة لجلب التسجيلات من الرجل الطيب رحمه الله كان اسمه الحاج عبد المعين وكان كل من يعرف انني احصل على هذه التسجيلات من هذا الشخص يستغرب ويقول لي مستحيل لانه محتكر هذه التسجيلال له فقط وكم عرضة علية من الاموال ولاكنه كان يرفض ذالك ولاكنه كان معي مختلف جدا لااعرف هل هو العطف ام التشجيع لان عمري كان لايتناسب انني احمل كل ذلك العشق وحفض كل الاغاني لها كان يندش عندما اتحدث معه عن مكان الحفل واسم المذيع والحركات التي تتصرف بها الست والتي لايشعر بها سوى من غاص في عشقها.
وقد كلفتني هذه التسجيلات اموال طائلة مابين مصاريف السفر الى بغداد وثمن شراء الابكار الريل وكان لي اصدقاء هم اصحاب شاحنات لنقل البضائع كانو يتنقلون بين سوريا ولبنان وباقي الاقطار العربية فكانو يجلبون لي كل ما تمكنو من الحصول عليه من تسجيلات الست مقابل اثمان باهضة كنت ادفعها ولاابالي لشدت عشقي لها رحم الله كوكب الشرق ام لكثوم.
هذه قصتي مع ام كلثوم وعذرا للاطالة
__________________
وشَــــدا الــطـــيرُ وغَــــنـّـــى
وتََـَـنـــاجى و تـَــهــنــــى
|