أسطورة أغنية إسمها : أوفى حبيب
في سنة 1997 عشر سنين تقريبا على صدور أغنية من غير ليه بأداء الموسيقار محمد عبد الوهاب وتوزيع الفرقة الماسية ، طرح في أسواق القاهرة شريط غنائي للموسيقار فريد الأطرش يحوي أغنية لم يسمعها عشاقه قط إنها أوفي حبيب ، وعلى عكس من غير ليه مرت أوفى حبيب دون ضجيج إعلامي كبير ، إلا أنها أبرزت بالمقابل جانبا أسطوريا آخرفي فن هذا الموسيقار الكبير؛ فإلى عهد قريب كان الاعتقاد سائدا أن الموسيقار لم يترك من أي لحن غيرلحن كلمة عتاب غير المكتمل ، فماهي قصة هذه الأغنية ؟ ولماذا ظلت مختفية مايقارب عشرين سنة بعد رحيل الموسيقار؟
كتب كلمات الأغنية كاتب كلمات مغمورلم يسبق له أن تعامل مع فريد الأطرش إنه طلعت خالد ،وإختلف في تاريخ تلحينها ففيما يورد مالك التسجيل أن فريد باعها له سنة 1961 ، يذهب الباحث الموسيقي السوري الشهير سعد الله آغا القلعة في الحلقة 28 من برنامجه حياة وفن فريد الأطرش أن صوت فريد ظهرفي التسجيل مجهدا بشكل كبيرمما ينبيء في نظره أن الأغنية لحنت قبيل وفاته بقليل، وهناك فئة شككت في نسبة التسجيل إلى فريد كما شكك الكثيرون في التسجيلات التي رفعناها في موضوع فريد الأطرش في نوادر على عوده ، المهم أن اللغزالأول هوأن المنطق كان يقتضي أن يحتفظ فريد بنسخة من تسجيل الأغنية في بيته لكن الورثة لم يجدوها ويحتمل أن يكونوا وجدوها وحجبوها في إنتظار من يدفع أكثر، و شقيقه فؤاد الأطرش صرح في إحدى المرات أن هناك 14 لحنا غير مكتمل لم يؤديها فريد ، لكن إبنه فيصل عاد ليكذب هذه الرواية .
من جانب آخريطرح المسارالذي قطعته الأغنية أكثر من تساؤل ، فالرواية السائدة أن تسجيل الأغنية كان في ملك شخص إسمه أحمد شفلح وإدعى أن فريد باعه الأغنية سنة 1961 ، وأنه باعها سنة 1985وقد تسرب تسجيلها على العود أولا ثم ظلت الأغنية في أدراج المنتج إلى سنة 1997 حين كلف الموسيقارالموجي الصغير إبن محمد الموجي بتوزيع موسيقاها وإدخال التوزيع الموسيقي على تسجيل العود وهكذا صدرت في شريط كاسيط سنة 1997 ليستمع عشاقه إلى جديده 23 سنة بعد غيابه ، ولقد أبرزت هذه الرواية السائدة عدة تساؤلات أطرحها للنقاش :
مع التسليم التام أن الأغنية لفريد لا أعتقد أن الصوت صوته سنة 1961 حين كان في قمة أدائه ، والاستماع إلى أعماله الكلاسيكية الكبرى في تسجيلات الحفلات في الستينات يبرز هذه الحقيقة ، الشيء الذي أجعلني أميل إلى تصديق رواية الدكتور سعد الله آغا القلعة .
إذا كان فريد في قمة عطائه سنة 1961 ، فكيف يقبل بيع عمل له على العود مقابل مال ، وهوالذي لم يكن يعطي لمال الدنيا كلها أية قيمة وكان ينفق على الدعوات والقمار اضعاف ما كان سيجنيه من بيع أغنية .
إذا كان أحمد شفلح إشترى الأغنية سنة 1961 فلماذا لم يبعها إلا سنة 1985ولماذا لم تستغل إلا سنة 1997 ، المنطق كان يقتضي أن تخرج إلى الوجود وفريد مازال في وجدان الناس بشكل جارف لا أن تطرح بعد غيابه بسنوات حيث خف الاهتمام به إلا ممن عاصروه ؟
عملية بيع مثل هذه كانت تقتضي كتابة العقد بين المشتري وفريد وتسجيله حفاظا على حقوق الاول من مطالبات الورثة سيما ان فريد كان مريضا بالقلب ومهدد بالموت في كل حين .
ألا يحتمل أن يكون فريد قد لحن الأغنية إلا أنه لم يقتنع بها إما لحنا أو كلاما فأحجم عن توزيعها وتقديمها ، فغناها على العود في إحدى الجلسات فإقتنصها بعضهم بتسجيل الهواة في غفلة عن فريد وإحتفظ بها ؛ إحتمال آخر؟
ألا يحتمل أيضا أن يكون التسجيل مجرد بروفة إحتقظ بها من سجلوها وسربوها في غفلة عن الورثة ؟
ألا يحتمل كما ذهب ذلك المشككون أن يكون المؤدي مجرد هاو أتقن تقليد فريد عزفا وأداء وهذا إحتمال آخرلايجب أن نغيبه أيضا ؟
كل هذه التساؤلات تبقى معلقة والحقيقة لايعلمها إلا الله ، إلا أن الجميل من كل هذا أن هذه الأغنية كانت أجمل هدية تلقاها عشاق فريد بعد 23 سنة من وفاته ، وأجمل تعليق عن هذه الأغنية كان لحبيبنا وزير السياحة السوري الحالي الدكتور سعد الله آغا القلعة الذي ختم برنامجه عن فريد الأطرش بمايلي : طيلة مسيرته الفنية تنافس فريد الأطرش مع محمد عبد الوهاب وبعد وفاته تنافس معه من قبره في إشارة إلى أن فريد التحق بتوزيع الموجي الصغير لأغنية أوفى حبيب بمحمد عبد الوهاب حين قطع سنوات إعتزاله الطويلة بتوزيع أحمد فؤاد حسن لأغنية من غير ليه .
للإستماع إلى أغنية أوفى حبيب على العود
إضغط هنا
للإستماع إليها بمصاحبة الاوركسترا
إضغط هنا
الكلمات : طلعت خالد
ليه ارتاح بعد ماراح ليه ايامي تكون افراح
ليه ماامسكشي النار بأيديه ليه مايكونشي لقلبي جراح
الليالي من غرامه توهتني والظنون في حبه ياما حيرتني
ولما فكرت ولقيت روحي ظلمته الندم خلاني ابكي واقول ياريتني
من ساعتها قلبي بيدوّر عليه مش حايهدا الا لما حيلاقيه
كانت كلمه حلوه مني بتراضيه كنت ابيعه في لحظه وارجع اشتريه
عمره ماتكلم ولا حتى اشتكـى مهما كانت قسوتي بتزيد عليه
وفي لحظه وحده التقتني بهجره واللي جرى مابقيتش قادر افسّره
واعمــــل أيــــه
كنت فاكر انه خاين في غرامه وافترقنا والخصام زوّد آلامـه
ياما حيّرته وسهّرته الليالي ياما كدّبته ولاسمعتش كلامـه
ليه ماليش مع القلب الطيب نصيب ليه اعيش في الدنيا دي زي الغريب
أي جرح في دنيتي ممكن يطيب الا جرحه مالوش دوا ولالو طبيب
كل ده علشان لقيت القلب حبّـه والعيون قالت عليه اوفـى حبيب
الغريب ازاي قدرت اهجـره واللي حصل مابقيتش قادر اتصوّره .
رد: فريد الأطرش أسطورة وتراث
العرض المتطور
