إذا كنا نعرف المقامات الموسيقية عن طريق أبعادها المختلفة .. وكذلك عن طريق أجناسها ..
فإننا أيضاً نعرفها عن طريق طعمها .. وماتثيره فى النفس من مشاعر وأحاسيس ..
فمن يسمع مقام الصبا .. يشعر بنوع من الحزن والشجن والأسى .. لأنه بالتأكيد لن يمتعنا بوصلة رقص عند سماعه الصبا ..
ولنا فى بعض الأغانى أمثلة .. مثل ( هو صحيح الهوى غلاب ) و ( سماح ) و ( ع الحلوة والمرة ) .. وغيرهم ..
ولكن بعض الملحنين لايلتفت لهذه الخاصية فى المقام .. هو يهتم بالدرجة الأولى بالجملة اللحنية نفسها ..
فنجد عمار الشريعى لحن أغنية ( الشيكولاته ) من الصبا .. بالرغم من أن الكلمات مرحة ومتفائلة .. ولم نشعر معه بحزن الصبا أو شجنه ..
وسنجد أيضاً فى أغنية ( ياللى جمالك عجب ) لمحمد قنديل .. مثلاً أخر .. فهى أغنية تجمع بين جنسى السيكا والصبا .. وهما أعلى المقامات الشرقية فى التعبير عن الحزن والعذاب والأسى .. ولكن اللحن نفسه لم يعطينا هذا الإحساس بما يتلائم مع طبيعة هاذين المقامين ..
وفى رأيى المتواضع .. أن هناك مقام مظلوم وغير مطروق كثيراً فى أغانينا .. يعبر أصدق تعبير عن الحزن والعذاب .. ربما أكثر من الصبا نفسه ..
هذا المقام إسمه ( نهاوند مرصع ) وهو أحد روافد النهاوند .. وإسمعوا أغنية ( علمنى الحب ) لصباح .. من ألحان منير مراد ..
وعلى العكس .. سنجد أغانى حزينة صيغت من مقامات بعيدة عن الحزن ..
فنجد أغنية تخونوه .. وهى أغنية تعبر أصدق تعبير عن العذاب فى الحب .. صيغت من مقام الكرد .. المقام المرح المنطلق ..
وأغنية ( خسارة ) من مقام النهاوند .. وهى أغنية حزينة أيضاً ..
والأمثلة كثيرة .. تحتاج لبعض البحث والتنقيب ..
مما سبق .. نستخلص .. أن الجملة اللحنية المعبرة .. تأتى فى المقدمة قبل إختيار المقام الملائم ..
والملحن الخبير يجيد إستعمال أدواته دون التقيد بقوانين وإلتزامات .. لأن الفن ليس فيه قيود من أى نوع ..
لعلى أكون أجبت عن بعض الأسئلة التى جاءت فى مقال الدكتور ثروت .. وربما تؤدى بنا المناقشات إلى أبواب وتفريعات أخرى للنقاش ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .