| 
				 رد: أزاهير من ديوان عمر أبو ريشة 
 
			
			مشكور من أعماق قلبي على طرح هذا الموضوع الذي أعادنا إلى الزمن الجميل .فكما تستمع لأغنية طربية صُنعت باتقان و احساس عالي , فتتمايل بك الأخيلة والذكريات عند مقطع مؤثر أو جملة موسيقية تلامس الوجدان , فإنك بلا شك ستطرب لقراءة الأدب الرفيع .
 أتذكر أيضا للشاعر المرحوم قصيدة(( نسر)) و تحكي قصة الإنسان الناظر بقلبه لتوالي الأيام في حياته و تعاقب الأحداث والتغيرات التي قد تجعل منه كائنا ذليلا بعد عزّ .وهو المكان الذي لم يخطط للوصول اليه ولكنه وجد نفسه فيه فاقدا لمجده , كالنسر الذي أطاحت به الأيام ليهوي على السفوح وراء جيفة ما .يقول:
 نسل الوهن مخلبيه وأدمت    منكبيه عواصف المقدور
 والوقار الذي يشيع عليه      فُضلة الإرث من سحيق الدهور
 إلى أن يصل إلى قمة التصوير الملحمي للمشهد الإنساني ,حيث يقوم النسر من رماده و يحلّق بالأفق العالي ثمّ يهوي جثّة هامدة على القمة الشمّاء حيث مكانته الرفيعة التي يستحقّها .
 ثمّ يخاطب نفسه التائهة في معترك الحياة :
 أيّها النسر هل أعودُ كما عدتَ      أم السفح قد أمات شعوري .
 
		
		
		 |