السلام عليكم و رحمة الله تعالى و ربكاته
أخواني أخواتي الأفاضل لا ترموا الحجارة للفنانين... أتمنى أن نحصر الموضوع الجميل هذا على عمليات المقص كيف حدثت و متى و في أي ظروف كما بادر أحونا الاستاذ سيادة الرئيس و أن نبقى على هذا المنهج دون أي محاكمة لأي فنان...
أما عن محاكمة للفنانين فأنا شخصيا أذكر بقاعدة تاريخية معروفة لدى الجميع دون استثناء و مند العشرات من القرون حتى ما قبل التاريخ
أن الفنان يحتاج للحاكم و أن الحاكم يحتاج للفنان... و الأمثلة كثيرة ... ما هياش مصالح مشتركة لكن نقط التوازي بينهما... و القضية لا تخص الفنانين فقط بل تشمل كلا من يشارك في تمجيد و لمعان و بريق الحاكم... فإلى جانب فنانين نجد رجال علم... رسامين.... نقاشين.... مهندسي بناء...و حتى الأديان و الكنائس و بعض رجال الأديان
أما الفنانين و العلماء و غيرهم من رجال الثقافة فلم يجدوا إلا الحاكم لينفق على ظهور انتاجاتهم
لا يو جد في تاريخ المجتمعات الغربية أي عمل أوبرالي أو سينفوني واحد دون طلب و نفقة من الملوك الأمبراطورات و الأمراء
تاريخ أبو نواس و أبو العتاهية و المعري و المتنبي و تاريخ الفنانين و رجال العلم في الأندلس علي سبيل مثال آخر حافل بحكايات و طرائف و نكت في علاقاتهم مع الخليفة و وزرائه و الحكام المفوضين له
و هناك ملايين من الأمثلة في كل المجتمعات و عبر جميع المراحل التاريخة
بلغت القضية إلى أن أطلق لقب حامي الفنون و العلوم على بعض الملوك و الأمبراطورات و الأمراء فيقال عنهم الملك أو الأمير الفلاني حامي الفنون و العلوم
أما اليوم - و ما عدا استثنائات معلومة و محدودة- في هذه المرحلة لا أعرف فنانا واحدا لم يغن في القنوات الرسمية و ما أشبهها للحاكم مهما كان ... ظف إلى هؤلاء رجال الصحافة المكتوبة و الإذاعية و المقروءة إلى جانب السينمائيين
ليس معناه أنني أحاكمهم و لا أنددهم... بالعكس... أود أن أتفهمهم ...و هي ظروف
فلا يصح لنا أن ننظر إليها بأعين القرن ال20 بينما هي وجدت بهذه الظروف أو نوعيتها و التقاليد و العادات و الأصول يرجع ميلادها إلى عشرات قرون مضت