* : المجموعة (الكاتـب : السيد المشاعلى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 21h25 - التاريخ: 10/09/2025)           »          حفل غنائى من إذاعة الأغانى (الكاتـب : د.حسن - - الوقت: 21h17 - التاريخ: 10/09/2025)           »          عبد اللطيف حويل (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 20h43 - التاريخ: 10/09/2025)           »          نوادر ليبية متفرقة (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h26 - التاريخ: 10/09/2025)           »          بنات شمامة فرقة تونسية قديمة (الكاتـب : Ossama Elkaffash - آخر مشاركة : سماعي - - الوقت: 19h09 - التاريخ: 10/09/2025)           »          مليكة مداح (الكاتـب : عطية لزهر - آخر مشاركة : علي دياب - - الوقت: 17h53 - التاريخ: 10/09/2025)           »          صالح عبد الحيّ- 16 أغسطس 1896 - 3 مايو 1962 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : هادي العمارتلي - - الوقت: 14h40 - التاريخ: 10/09/2025)           »          وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 09h54 - التاريخ: 10/09/2025)           »          45 عاما في كواليس ماسبيرو (الكاتـب : الكرملي - آخر مشاركة : توفيق العقابي - - الوقت: 09h01 - التاريخ: 10/09/2025)           »          سعاد محمد- 2 فبراير 1926 - 4 يوليو 2011 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 07h46 - التاريخ: 10/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #31  
قديم 25/10/2008, 18h53
محمد عماري محمد عماري غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:312094
 
تاريخ التسجيل: October 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 21
افتراضي رد: ابراهيم ناجي

لا يسعني الا أن أثني على المجهود الذي يبذله الاستاذ الكريم من أجل أعطاء شاعرنا حقه ...ابراهيم ناجي كما تفضل الا خوة أحد اعمدة مدرسة ابولو التي ساهمت الى جانب مدرستي الرابطة القلمية والعصبة الأندلسية في الا نتقال بالشعر العربي من التقليد والمحاكاة للقدماء الى التجديد شكلا ومضمونا وان كانت مدرسة العصبة قد جددت على مستوى المضمون أكثر من الصياغة...
ونحن نتحدث عن ابراهيم ناجي لا ننسى دور والده عليه ..اذ وفر له من الكتب بمختلف اللغات ما جعله يتزود منها بالكثير من المعارف..تفتقت شاعريته وهو لا يزال صغيلاا ومما قاله وهو في الثالثة عشرة من عمره:
إني ذكرتك باكيا
والأفق مغبر الجبين
والشمس تبدو وهي
تغرب شبه دامعة العيون
والبحر مجنون العباب
يهيج ثائره جنوني
توفي رحمة الله عليه وهو لا يزال في سن العطاء في 25 مارس 1953..وهذا حال جل المبدعين الشرفاء الذين يرحلون في صمت
محمد عماري/الحسيمة/المغرب
__________________
لو أن العالم كله نورس يقتات من زبد البحر
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 25/10/2008, 18h56
الصورة الرمزية محمد الحمد
محمد الحمد محمد الحمد غير متصل  
أميـر النغـم
رقم العضوية:1070
 
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: عربي
الإقامة: جدة
العمر: 50
المشاركات: 592
افتراضي رد: ابراهيم ناجي

في ظلال الصمت

ها أنا عدت إلى حيث التقينا
في مكان رفرفت فيه السعادهْ
وبهِ رفرف الصمت علينا
إن ّ في صمت المحبين عباده
رب لحنٍ قص في خاطرنا
قصةَ الساري الذي غنى سهادهْ
سمتَ السّهلُ ولكن أقبلتْ
من ثنايا السهل أصداءٌ بعيدهْ
كلُّ لحنٍ في هدوءٍ شاملٍ
تشتهي النفسُ به أن تستعيدَهْ
فإذا ما ذهب الليلُ بها
تزخرُ النفسُ بأصداءٍ جديدهْ
*** ***
ناقلاً للنّهر والسهل معاً
قصةً يشرحُها عنك وعني
ما الذي في خصلة راقدة
ما الذي في خطِّه أو كتبِهْ؟
ما الذي في مجلس يألفه
عقد الحب عليه موعده
ربما يبكي أسىً كرسيُّه
إن نأى عنه وتبكي المائده
ولقد نحسبها تسألنا
حين نمضي أفراق لعِدَه؟
وهي لو تملِك كفّاً صافحت
كفَّكِ الغضّة في كل مساء
وعلى خيمته حارسه
عربي الجود شرقي الضيافهْ
وجَد العرس على بهجته
وسناه دونَ وَرْدٍ فأضافهْ
أرجٌ يعبقُ في جُنحِ الدّجى
حملَته نحو عَرْشيْنا الرياحْ
يا لها من حقبة كانت على
قِصَرٍ فيها كآماد فساحْ
نتمنى كلما امتدت بنا
أن يظل الليل مجهول الصباحْ
إنما الدنيا عُبابٌ ضمَّنا
وشطوطٌ من حظوظ فرَّقتنا
ومعاني الحسن تترى وأنا
ناظرٌ فيها لمعنىً خلف معنى
هذه الدنيا هجيرٌ كلُّها
أين في الرمضاء ظلٌّ من ظلالكْ
ولقد تزخر بالنور وكم
من ضياء وهو من غيرك حالكْ
*** ***
أين يا قلبيَ مَنْ قلبي اجتبى
لهواه واصطفاه لي خدينا؟
لم أكن أطمع أن تُضمِر لي
آسياً يُبرئُ لي الجرح الدفينا
*** ***
لا تمِل واسخرْ من الدنيا إذا
شاءت الأيام يوماً أن تميلا
ما الذي مكَّن في القلب الودادْ
ما الذي صبَّك صبّاً في الفؤادْ؟
ما الذي ملَّك عينيك القيادْ
ما الذي يعصف عصفاً بالرشادْ؟
يا لها من حقبة كانت على
قِصَرٍ فيها كآماد فساحْ
ما الذي إن أُقصهِ عنيَ عادْ
طاغياً سِيّان قربٌ أو بعادْ؟
نتمنى كلما امتدت بنا
أن يظل الليل مجهول الصباحْ
ما الذي يخلقنا من عدم
ما الذي يُجري حياة في الجمادْ؟
*** ***
أنا إن ضاقت بيَ الدنيا أفئْ
لثوانٍ رحبةٍ قد وسِعتنا
كم حبيب بَعُدت صهباؤه
وتبقت نفحة من حبَبهْ
في نسيج خالدٍ رغم البلى
عبث الدّهرُ وما يعبث به
أين سلطاني ومجدي والذي
حبُّه مجدٌ وسلطانٌ وعزَّه؟
إنما الدنيا عُبابٌ ضمَّنا
وشطوطٌ من حظوظ فرَّقتنا
أين إلهامي ونوري والذي
أيقظَ القلبَ إلى البَعْثِ وهَزَّه؟
ولقد أطفو عليه قلِقاً
غارقاً في لحظةٍ قد جمعتنا
ومعاني الحسن تترى وأنا
ناظرٌ فيها لمعنىً خلف معنى
هذه الدنيا هجيرٌ كلُّها
أين في الرمضاء ظلٌّ من ظلالكْ
ربما تزخر بالحسن وما
في الدًّمى مهما غلت سحر جمالكْ
ولقد تزخر بالنور وكم
من ضياء وهو من غيرك حالكْ
لو جرت في خاطري أقصى المنى
لتمنيت خيالاً من خيالكْ!
قلت للّيل الذي جلّلنا
والذي كان على السرِّ أمينا
أين يا قلبيَ مَنْ قلبي اجتبى
لهواه واصطفاه لي خدينا؟
لم أكن أطمع أن ترحمني
بعد أن قضَّيت في الوجد السنينا
لم أكن أطمع أن تُضمِر لي
آسياً يُبرئُ لي الجرح الدفينا
لم أكن أعلم يا ليل الأسى
أن في جنحك لي فجراً جنينا
أيها اللائذ بالصمت كفى
وأدِر وجهَكَ لي وانظرْ طويلا
لا تمِل واسخرْ من الدنيا إذا
شاءت الأيام يوماً أن تميلا
ما الذي مكَّن في القلب الودادْ
ما الذي صبَّك صبّاً في الفؤادْ؟
ما الذي ملَّك عينيك القيادْ
ما الذي يعصف عصفاً بالرشادْ؟
ما الذي إن أُقصهِ عنيَ عادْ
طاغياً سِيّان قربٌ أو بعادْ؟
ما الذي يخلقنا من عدم
ما الذي يُجري حياة في الجمادْ؟
كم حبيب بَعُدت صهباؤه
وتبقت نفحة من حبَبهْ
في نسيج خالدٍ رغم البلى
عبث الدّهرُ وما يعبث به
أين سلطاني ومجدي والذي
حبُّه مجدٌ وسلطانٌ وعزَّه؟
أين إلهامي ونوري والذي
أيقظَ القلبَ إلى البَعْثِ وهَزَّه؟
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 26/10/2008, 18h42
الصورة الرمزية محمد الحمد
محمد الحمد محمد الحمد غير متصل  
أميـر النغـم
رقم العضوية:1070
 
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: عربي
الإقامة: جدة
العمر: 50
المشاركات: 592
افتراضي رد: ابراهيم ناجي

قصيدة : آمال كاذبة

لا البراء زار ولا خيالك عادا
ما أكذب الآمال والميعادا
عجباً لحبك يا بخيلة كيف يخلق
من جوانح عابد حُسادا
إني لأهتف حين أفترش المدى
وأرى الجحيم لجانبي مِهادا
آها على الرأس الجميل سلا وأغفى
مطمئنا لا يحس سهادا
فرشت له الأحلام واحتفل الهدوء
يد ومد له الجمال وسادا
يا حبها ما أنت ما هذا الذي
جمع الغريب وألَّف الاضدادا
كم أشرئب إلى سماك بناظري
مستلهماً بك قوةً وعمادا
ولكم أبيتُ على السآمة طاويا
في خاطري شبحاً لها عوادا
فأراك تعبث بي كطفل في السماء
يصرف الأقدار كيف أرادا
ولقد أقول هوى كما بدأ انتهى
فإذا الهوى وافى النهاية عادا
مات الرجاءُ مع المساءِ وإنما
كان المماتُ لحبنا ميلاداَ
ماذا صنعت بناظر لا ينثني
متطلعاً متلفتاً مرتادا
وأنا غريب في الرخام كأنني
آمال اجفان حرمن رقادا
ولقد ترى عيني الجموعَ فما ترى
دنيا تموج ولا تحس عبادا
فإذا رأيتك كنت أنت الناس والأ
عمار الآباد والآمادا
وأراك كل الزهر كل الروض أنت
لديَّ كلُّ خميلةٍ تتهادى
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 26/10/2008, 18h46
الصورة الرمزية محمد الحمد
محمد الحمد محمد الحمد غير متصل  
أميـر النغـم
رقم العضوية:1070
 
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: عربي
الإقامة: جدة
العمر: 50
المشاركات: 592
افتراضي رد: ابراهيم ناجي

قصيدة : المساء

يا غلة المتلهفِ الصادي
يا آيتي وقصيدتي الكبرى
ماذا تركت لديَّ من زادِ
إلا استعادة هذه الذكرى
يا للمساء العبقري وما
أبقى على الأيام في خلدي
شفتاك شفا لوعةً وظما
وجمالك الجبار طوعُ يدي
نمشي وقد طال الطريقُ بنا
ونودُّ لو نمشي إلى الأبدِ
ونود لو خلتِ الحياة لنا
كطريقنا وغدتْ بلا أحدِ
نبني على أنقاض ماضينا
قصراً من الأوهام عملاقا
ونظل ننسج من أمانينا
وشيا من الأحلام براقا
وأظل أسقيها وتملأُ لي
من مورد خلف الظنون خفي
حتى إذا سكرت من الأملِ
وترنحت مالت على كتفي
حلفت بأني مغتد معها
حيث اغتدت وهواي في دمها
فمسحت بالقبلات أدمعَها
وطبعت ميثاقي على فمها


__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 26/10/2008, 19h51
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: March 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 47
المشاركات: 1,757
افتراضي رد: ابراهيم ناجي

صور ابراهيم ناجي


الصور المرفقة
نوع الملف: gif 4116.gif‏ (18.8 كيلوبايت, المشاهدات 11)
نوع الملف: jpg 489280.jpg‏ (15.4 كيلوبايت, المشاهدات 10)
نوع الملف: jpg ابراهيم+ناجي2.jpg‏ (3.1 كيلوبايت, المشاهدات 10)
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 28/11/2008, 22h27
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: ابراهيم ناجي

خمسة ٌوخمسونَ عامًـا على رحيلِه
إبراهيــــــم ناجـــــــي..
الطائرُ الجَـريحُ الباكـي على الأطلال


( عن " العرَب " القطريّة ، العدد 7223 في السبت 22مارس 2008م )



القاهرة - بشير عيَّاد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

في اللحظة الفاصلة بين عامي 1898 و1899م كان ميلاد الشاعر إبراهيم ناجي، اسمه إبراهيم أحمد ناجي إبراهيم القصبجي، كان أبوه عاملا بشركة البرق «التلغراف»، وكانت شركة إنجليزية إذ كانت مصر تحت الاحتلال الإنجليزي، ولأنه كان شغوفًا بالمطالعة فقد امتلأت مكتبة بيته بأمهات الكتب في العلوم والفنون والآداب، فنشأ الابن -إبراهيم- على حبّ المطالعة وشجعه أبوه على ذلك، فأتقن الطفل -من خلال هواية القراءة- العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية.
نال ناجي الشهادة الابتدائية في العام 1911م بتفوّق ملحوظ، ثم التحق بالمدرسة التوفيقية الثانوية بحي شبرا، حيث مال كليا إلى قراءة كتب الأدب، القصص والروايات والشعر، وبدا مشدودًا إلى شعر أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وقبل أن يتم عامه الـخامس عشر بدأ ينظم الشعر الوجداني الذي ينبئ عن قدوم واحد من أهم شعراء الرومانسية.
بعد الثانوية التحق ناجي بمدرسة -كلية- الطب، ومرَّت السنة الأولى بها بصعوبة بالغة، غير أنه استطاع التفوق في دراسته اعتبارًا من السنة الثانية إلى أن نال شهادة «الدكترة» 1923م وهو ابن الرابعة والعشرين ، وتم تعيينه طبيبًا بالبقع الموبوءة من الريف، من سوهاج إلى المنيا بصعيد مصر ثم إلى المنصورة شمالا.
انضم ناجي إلى " جماعة أبولـُّو " التي أنشأها الشاعر أحمد زكي أبو شادي في سبتمبر عام 1932م، ومع هذا الميلاد صدرت للجماعة مجلة أدبية تحمل الاسم نفسه، وكانت أوّل مجلة خـُصصت للشعر ونقده في الوطن العربي وأحدثت صدى جيّدًا في مصر والأقطار العربية عامة، ومن خلالها أتيح لناجي أن ينشر أعماله الغزيرة بلا حدّ، وكانت أشعاره منذ بداياته تتسم بالذاتية، أي تعبير الشاعر عن مكنوناته بصورة أكثر عمقاً، وفي زمن قياسي أصبح يُشار إليه بلقب «الشاعر العاطفي المبدع» لغزارة قصائده الوجدانية المنسكبة من روح محترقة معذبة.
فوق ذلك أتاحت له المجلة فرصة نشر كل كتاباته الأخرى، من الترجمة إلى التعليقات إلى المتابعات، وأظهرت كلّ جوانبه التي تعبّر عن موهبته الأدبية من ناحية، ومن ناحية أخرى تعدُّد منابعه الثقافية، فقد نشرت «أبولـُّو» أشهر ما ترجم ناجي من الفرنسية وهو قصيدة «البحيرة» للشاعر الفرنسي لامرتين، وأشهر ما ترجم من الإنجليزية وهو قصيدة «أغنية الريح الغربية» للشاعر الإنجليزي شيلي.
بعد صدور ديوانه الأول « وراء الغمام » عام 1934، سافر مع أخيه إلى تولوز في فرنسا ليساعده على الانتساب إلى إحدى الكليات هناك، ومنها سافر إلى لندن لحضور مؤتمر طبي، وبينما كان يجتاز أحد الشوارع، صدمته سيارة، فنقل إلى مستشفى سان جورج، ولبث فيه مدة، وساءت في هذه الفترة حالته النفسية، ليس بسبب إصابته التي عانى منها شهورا لكن بسبب الهجوم العنيف الذي شنه العقاد وطه حسين على ديوانه الوليد « وراء الغمام »، وما كان من ناجي إلا أن يرد على ما وُجِّه إليه من نقد، واشتعلت حرب الرد والرد المضاد وانقسم النقاد والمبدعون (مع وضد)، وانصرف آخرون إلى تحليل قصائد الديوان تحليلاً منصفاً بعيدًا عن الانفعال أو الانتماء إلى معسكر هذا أو ذاك.
ومع بدايات العام 1935 كان ناجي قد قرر الانصراف عن الشعر والأدب، وأصدر كتابه النثري «مدينة الأحلام»، معلناً في مقدمته أنه يودّع الشاعر والفنان والأديب، وبعد صراع مع الإلهام انتصر الشعر على ناجي وأرغمه على كتابته، وبدأت قصائده تنهمر مرة أخرى، وأثبت الشعر بداخله أنه الأقوى.
جاء «وراء الغمام»، كاشفا جُلّ خصائص شعر ناجي والأغراض التي يكتب فيها وهي الطبيعة والغزل والرثاء والمديح والوطنيات، غير أن الخط الذاتي -الوجداني- هو واجهة ناجي، أو «هو ناجي»، فقد أفنى عمره يبكي تجربته الكبرى الخائبة، والمثير للدهشة أن %90 من وجدانيات ناجي على امتداد تجربته الشعرية يجيء في «بحر الرّمل»، تاما أو مجزوءًا، ومعظم هذه التسعين يجيء في مقاطع متساوية، في معظمها كلّ مقطع من أربعة أبيات يحكمها رويٌّ مختلف، وإذا كانت قصيدة «الأطلال» التي جاءت في ديوانه الثاني « ليالي القاهرة» تمثل ذروة ناجي وعصارته الشعرية، فإن بذورها في تربة «وراء الغمام " بدءًا من رائعته «العودة» التي تمثل بالفعل بكاءً على أطلال حقيقية، فها هو يقدّم لها قائلا: «عاد الشاعر إلى دار أحباب له فوجدها قد تغيّرت حالها».
كان الديوان يضمّ عدة قصائد في التكريم وفي رثاء أحمد شوقي، وهي -في معظمها- أشعار مناسبات لا تصمد طويلا إذ يغلب عليها طابع النظم الآلي أو الصناعي المفتقد لحيوية الشعر وسخونته، غير أن الجانب الوجداني / العاطفي في الديوان هو الذي صمد وتجدد مع الأيّام، وأبقى ناجي معنا وبيننا، فلا أحد منا سينسى يوما غناء أمّ كلثوم لأمّ قصائده ( الأطلال ) فيما بعد، وبعد رحيله بـ 13 عاما.
أما « ليالي القاهرة » فهو الديوان الثاني للشاعر إبراهيم ناجي، تلك «الليالي» التي يقصد بها ليالي الحرب العالمية الثانية.. يبدأ الديوان بملحمة (وهي وصف غير دقيق من الشاعر) في 6 قصائد ومقطوعة «من وحي الليالي العصيبة التي خيّم ظلامها الدامس على القاهرة في سنوات الحرب الأخيرة» (الحرب العالمية الثانية)، ثم يقفز مباشرة إلى قمّة شِعره وهي قصيدة «الأطلال» التي تقع في 134 بيتا، والتي وصفها أيضًا بـ «الملحمة».
وقد شاء القدر أن تتخيّر السيدة أمّ كلثوم خمسة وعشرين بيتا منها، أضيفت إليها سبعة أخرى من قصيدة «الوداع» (من «وراء الغمام»، الديوان الأوّل)، وغنتها في 7 أبريل 1966م، أي بعد رحيل ناجي بـ 13عامًا، فأطلقته في أسماع الزمن، رغم أن أنها لم تكن أوّل من غنى شيئًا من أشعاره، ولكنها أمّ كلثوم!!، وقد رددتها في 23 حفلا على مدار ثلاثة أعوام بمصر وخارجها، وأصبحت القصيدة رأس الهرم الكُلثومي، ومن ثمّ رأسَ الغناء العربي، فقد عدتها صحيفة «لوموند» الفرنسية ضمن قائمة أعظم أغنية في (القرن العشرين)، وعنها -أو بها- نال السنباطي المركز السابع على العالم في ذلك القرن!!
وفي الديوان أيضا إحدى قمم تجربته الإبداعية وهي قصيدة «الخريف» التي تقع في 110 أبيات، والمفارقة الغريبة هنا أن الموسيقار محمد عبدالوهاب قد اختار ثلاثة مقاطع من «الخريف» وغناها بعنوان «القيثارة» في عام 1954 م، أي بعد رحيل ناجي بعام واحد.
أمّا «الطائر الجريح» فهو الديوان الثالث للشاعر، ونُشر بعد وفاته، وحوى معظم القصائد التي لم ينشرها ناجي في ديوان «ليالي القاهرة»، ويحفل الديوان بالكثير من القصائد القصيرة وبعض المطولات التي تتقدمها اثنتان هما «في ظلال الصمت» التي يتجلّى فيها حضور «الخريف» وكأنها -قصيدة «الخريف»- أو أحد ظلالها، ثم «ظلام»، والقصيدتان من «أخوات الأطلال « اللائي أشرنا إليهن من ناحية الشكل والمضمون والموسيقى الشعرية.
أثناء توقيعه الكشف على إحدى مريضاته، عصر الـرابع والعشرين من مارس 1953 م، سقط ناجي فوق المريضة، وفارق الحياة في ثوان معدودة تاركا خلفه عمرًا من الشعر، ازداد تألقا واتساعا بأصوات أم كلثوم وعبدالوهاب والسنباطي ونجاة علي وسعاد محمد وكارم محمود.

.................................................. .................................................. ........................
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 28/03/2009, 17h37
الصورة الرمزية رايا
رايا رايا غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:29419
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 90
افتراضي رد: ابراهيم ناجي

رائع يا اخى سامى موضوعك عن الشاعر الرهيب ابراهيم ناجى اللى ممكن تقرا قصائده عشرات المرات ولاتمل.......
وبصراحة انا حبيت ارجع الموضوع للصفحة الاولى بقصيدة

الحياة

جلستُ يوماً حين حلَّ المساءْ وقد مضى يومي بلا مؤنسِ
أريح أقداماً وهتْ من عياءْ وأرقب العالَم من مجلسي!
***
أرقبه! يا كَدّ هذا الرقيب في طيب الكون وفي باطلهْ
وما يبالي ذا الخضم العجيبْ بناظر يرقب في ساحلهْ
***
سيان ما أجهل أو أعلم من غامض الليل ولغز النهارْ
سيستمر المسرح الأعظم روايةً طالت وأين الستار
***
عييتُ بالدنيا وأسرارها وما احتيالي في صموت الرمالْ!
أنشد في رائع أنوارها رشداً فما أغنم إلا الضلالْ !
***
أغمضت عيني دونها خائفاً مبتغياً لي رحمة في الظلامْ
فصاح بي صائحها هاتفاً كأنما يوقظني من منامْ:
***
أنت امرؤٌ ترزح تحت الضنى لم يبق منك الدهر إلا عنادْ!
وكل ما تبصره من سنا يهزأ بالجذوة خلف الرمادْ!
***
وكل ما تبصره من قوى تدوي دويّ الريح عند الهبوبْ
يسخر من مبتئس قد ثوى يرنو إلى الدنيا بعين الغروبْ!
***
انظر إلى شتى معاني الجمالْ منبثة في الأرض أو في السماءْ

ألا ترى في كل هذا الجلال غير نذيرٍ طالعٍ بالفناءْ!
***
كم غادة بين الصبا والشبابْ تأنقّ الصانع في صنعها
تخطر والأنظار تحدو الركاب ولفظة الاعجاب في سمعها!
***
وربما سار إلى جنبها مدّله ليس يبالي الرقيبْ
يمشي شديد العجب في قربها إذا راح يوليها ذراع الحبيبْ!

***

وانظر إلى سيارة كالأجل تخطف خطفاً لا تُبالي الزحامْ
هذا الردى الجاري اختراع الرجلْ هل بعد صنع الموت شيءٌ يُرامْ!
***
وانظر إلى هذا القويّ الجسدْ الباتر العزم الشديد الكفاحْ!
قد أقبل الليل فحيّ الجلد في رجل يدأب منذ الصباحْ
***
أجبت: يا دنياي من تخدعين؟ إني امرؤٌ ضاق بهذا الخداعْ
مزّقتِ عن عيشي . هنيّ السنين لأنني مزقتُ عنكِ القناعْ !
***
إن الجمالَ الساحرَ الفاتنا يا ويحه حين تغير الغضونْ
ويعبثُ الدهر بحلو الجنى وتستر الصبغة إثم السنينْ!
***
وهذه السيارة العاتيهْ وربما الجبار كالبرق سارْ
ما هي إلا شُعَلٌ فانيهْ نصيبها مثل شعاع النهارْ!
***
وارحمتاه للقويِّ الصبورْ يقضي الليالي في كفاحٍ سخيفْ
وكيف لا أبكي لكدح الفقيرْ أقصى مناه أن ينال الرغيفْ!
***
كم صحتُ إذا أبصرت هذا الجهادْ وميسم الذلة فوق الجباهْ
يا حسرتا ماذا يلاقي العبادْ أكُلُّ هذا في سبيل الحياهْ؟!
***
وفي سبيل الزاد والمأكل نملأ صدر الأرض إعوالا
كم يسخر النجمُ بنا مِن عل وكم يرانا الله أطفالا!
***
يا ربِّ غفرانك إنا صِغارْ ندبّ في الدنيا دبيبَ الغرورْ
نسحب في الأرض ذيولَ الص

غارْ والشيبُ تأديبٌ لنا والقبورْ!

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 08/05/2009, 20h14
أحمد شاكر محمود أحمد شاكر محمود غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:419193
 
تاريخ التسجيل: April 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 63
افتراضي رد: ابراهيم ناجي ـ الأطلال شعرا مسموعا

شكرًا للأخ العزيز ،،، أنا نقلت الملف على أساس أنه أغنية الأطلال ، لكن وجدته القصيدة بالكامل ،، الإلقاء جميل ، لكن فيه أخطاء كثيرة في النطق ،، بالإضافة إلى أنه فيه إضافة قصيدة " يا بنانا ساحرا " إلى الأطلال ، وأنا قارنتها بالنسخة المنشورة في صفحة إبراهيم ناجي في سماعي
الأبيات التالية هي قصيدة يا بنانا ساحرا ، وهي ليست من الأطلال .
يا أميري أزف الـبين ومـــازلــت ضــنـيـنـاً
إصـغ لي وانظر ودع كفك في كفي حينا
آه مـن يمناك هذي والـذي مـنها سقينا
عـلـلـتـنا بـالأمـانـي فـشـربـنـا ظـامـئـينا
ثـــم دارت بـالـمنايا فـــوردنــا طـائـعـيـنا
آه مـــــن قــاسـيـة ريـانـة ضـعـفاً ولـيـنا
يـابـنانا سـاحـراً قـد حـكـم الأقــدار فـينا
شــفــتـي مــوتــرةٌ ظـمآنةٌ جـنت جنوناً
وكـــأن الآن كــفـي حـمـلت ثــاراً دفـيـنا
تــتــمـنـاك حــبـيـبـاً عندها العمر سجينا
طـائـراً ألـفى عـلى راحـتـها وكــراً أمـينا
وشــعـاعـاً قـدسـيـاً هــادي الـنـور مـبينا
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 18/09/2009, 20h00
إبراهيم صالح إبراهيم صالح غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:461391
 
تاريخ التسجيل: September 2009
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 12
Thumbs up رد: ابراهيم ناجي ـ الأطلال شعرا مسموعا

تحياتي وأشواقي...

آه آه آه...معاناة قمة هوى مذاب وصرح من وداد هوى بين أجنحة العذاب...

نعم كان صرحاً من خيالٍ فهوى... ولا أُزيد

أشكرك من الأعماق على هذا الإختيار
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 22/09/2009, 07h16
الصورة الرمزية محمدعدلى
محمدعدلى محمدعدلى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:8455
 
تاريخ التسجيل: November 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 229
افتراضي رد: ابراهيم ناجي ـ الأطلال شعرا مسموعا

الف الف شكر اخى الفاضل
__________________
لو كنت تعلمُ ما أقول عذرتني
أو كنت تعلم ما تقول
عذلتكا
لكن جهـلت
مقالتي فعذلـتني
و
علمتُ أنك جاهلٌ فعـذرتكا
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 23h33.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd