إلى الشهيد
لم أكن إلا أنا
و لن يمحو أحد ذكراك
سيسيليا
إنتزعيني من الحقيقة و اقحميني في السراب
و لو بخنجر
أو صفعة الحديد
أصدميني
أغرقيني في جرحي الغائر أكثر و أكثر
أغرقيني
فلقد إعتدت العيش في محراب الجراح
سيسيليا
خذيني إلى قبري
إلى الذكرى
و ناد على الحبيبة تمد يدها
من بين الأزاهر و التراب
إليّ
تعيدني إلى الشمس
إلى الشاطئ و النوارس
إلى البحر الذي
داعب الآثار
و الأطفال
و قصور الرمال
سيسيليا
مناطيد الهواء
خطفت مني الروح
و الهواء
و الماء
و لون السماء
و ضحكات أطفال كم جابت الفضاء
سيسيليا
عيوني عاجية بلا لون
لا يلمحها المارّون
مسافرة
لا يدركها المقيمون
و لا المسافرون
تعزفني
عند محطات رمادية
و أسفل ذلك الجسر
لحن كمان موؤود
تعزفني
و الشوارع تردد
مع الليل
و الأنوار الخافتة
مع الجدران
صدى الحلم الموؤود
إعزفيني
فقطار الأرواح يرحل
و الشرطي يرتقب نوطتي الأخيرة
لكي يطلق الرصاصة الأخيرة
طخ..
سيسيليا
عيوني لآليء البندق المائية
قلب كستناء الحرير
تمددت
على أرض الإسمنت و الحديد
و منها جرت
جداول الياقوت و المرجان
هي ذي ترتحل
بقصة فؤاد تاق إلى الأوطان
عن أرض
عن مناطيد
خطفت منه الروح
و الهواء
و الماء
و لون السماء
و ضحكات أطفال كم جابت الفضاء