رد: «أشـــرار..الشاشـــة»
زكي رستم «أورسون ويلز الشرق».. عاش ومات وحيداً ومكتئباً
ملامح معبرة.. ونبرة قوية حادة، مؤثرة.. وعينان حادتان كعيون الصقر. لم تمنعهما هذه القوة والحدة من أن تدمع ولم تمنع هذه الملامح اليد التي تضرب أن تتحول إلي يد حانية تربت علي كتف أربع بنات في الفيلم الرائع «أنا وبناتي».
ولد زكي محرم رستم في الخامس من مارس عام ١٩٠٣ في حي الحلمية الجديدة وهو ابن الباشوات والعائلة الارستقراطية العريقة فقد كان والده وجده من باشوات مصر، فوالده محرم باشا من الأعيان وعضو في الحزب الوطني أيام مصطفي كامل وجده كان لواء في الجيش المصري، عاش طفولة عادية ولم تبد عليه أي ميول فنية إلي أن شاهد مسرحية جورج أبيض «أوديب ملكا» وتأثر بها تأثراً شديداً ومنذ هذه اللحظة بدأت علاقته مع الفن حتي أنه كان يحفظ أدوار البطولة في مسرحيات جورج أبيض، اكتفي زكي رستم الفتي الارستقراطي بالحصول علي البكالوريا ولم يحلم بالجامعة حيث كان يداعبه حلم آخر وهو التمثيل الذي كانت تراه عائلات ذلك الزمان أمراً معيباً باعتبار أن الممثل مشخصاتي وهو ما كانت ترفضه عائلات الباشوات والبكوات والعاملين في السلك الدبلوماسي.
إلا أنه لم يعبأ بذلك والتحق بإحدي فرق الهواة مع عبدالوارث عسر الذي تنبأ له بمستقبل كبير في التمثيل إلي أن شاهده جورج أبيض وأعجب به إعجاباً شديداً وضمه إلي فرقته في عام ١٩٢٤ الفرقة والتحق بفرقة «رمسيس» لصاحبها يوسف وهبي ومن فرقة رمسيس إلي فرقة فاطمة رشدي حيث قدم أدوار البطولة أمام فاطمة ومثل معها العديد من المسرحيات.
وكان أول أفلامه الفيلم الصامت «زينب» الذي لعب فيه دور حسن عام ١٩٢٩.
لم تكن له علاقات بأهل الفن بعيداً عن الكاميرا، عاش حياته وحيداً فلم يتزوج فعاش وحيداً إلي أن تملكه الاكتئاب في السنوات الأخيرة من حياته حيث أصيب بضعف شديد في السمع للدرجة التي جعلته يعتزل الناس والحياة والصحافة.
وفي السادس عشر من فبراير عام ١٩٧٢ رحل زكي رستم عن عالمنا إثر أزمة قلبية.
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.
عودة الي الزمن الجميل. منير
|