ابن زيدون

[يوسف أبوسالم]

أخت منال
صباح الورد

اسمحي لي في متصفحك هذا
أن أشكرك وأشكر الدكتور أنس البن على تعقيبه الجميل على
كلماتك بحقي

أخانا الأكبر د. أنس ر
تظل دائما ...ذلك الأخ الكبير ..الذي يغمرنا بمودته
ويبادرنا على الدوام ...بشمول رعايته
فكل الشكر والإمتنان ..ودمت لنا ولسماعي

أما عن رسالة إبن زيدون فأقول بعد أن قرأـها مرارا
أي جزالة في اللفظ ..وأي لغة رائقة عذبة ..منهمرة يكتب بها
أن الأسلوب لمبهر
فإن سميته شعرا .... ..ففيه ما ليس في الشعر من قوة اللغة
ورصانة الكلمة ...وفصاحتها
وإن سميته نثرا ....فوالله إنه ..لنثر بديع
وهطول ..رائع ..,فيض لا محدود
ولا يعرف ابن زيدون حق المعرفة إلا بعد قراءة هذه الرسائل
ليتنا ..كتابا ..وشعراء ..ومثقفين ننهل من هذا المعين الذي لا ينضب
وذلك النبع العارم التدفق
وأهمس لكل الذين يكتبون متعجلين في سماعي
إقرأوا تراثكم
واستوعبوه وتعلموا منه
فإنه خير معلم
ولا تغرنكم ...أقاويل الحداثة القادمة من حضارة بوش الكاذبة
ففي تراثكم ما سرقه الغرب وتعلم منه وبنى عليه الجانب الأجمل من حضارته
تحياتي للأخت منال على طرح موضوع إبن زيدون
وللدكتور أنس على ما أفاض به من إسهامات

[منال]

والدي العزيز : د.أنس البن

في البدايه اشكرك على هذا التجاوب السريع , والجهد الكريم في نقل هذه النفائس البديعه .

ثمّ يا أبتي ,ما كل هذه الألقاب لي (أديبه , شاعره) , أين أنا من كل هذا ؟؟
فأنا لا استحق كل هذا أبدا , وأنا بينكم أشعر أني طالبه في أولى صفوف الدراسه , ولتوي اتعلم كيفية رسوم الكتابه ,وانتم الذين اعطمتموني هذا الكرسي الذي خولني للجلوس والتعلم والأستفاده , فأنا تلميذتكم وأبنتكم وانهل من فيضكم , وتشجيعكم لي هو الذي ارجعني لهمهمات وهمسات الكتابه ,, ولازلت في البدايه ولازلت ادرس العروض على يد شاعرنا وأديبنا : كمال عبد الرحمن ,,في هذا الصرح السماعي وادعو من الله أن يعود لنا استاذنا سالما في القريب العاجل إن شاء الله.

فالشكركل الشكر على هذه الشموع المضيئه في عالم الأدب , وهذه الإضاءات المنيره في هذا الموضوع منك ومن شاعرنا الفاضل : يوسف أبو سالم.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحه والتوفيق والنجاح...

[منال]

ملاحظات إنطباعيه وجدانيه للرساله الجديه :

الرساله الجديه من قبل شاعرنا أبن زيدون ,رساله جميله ,استوقفتني للتجول في أرجائها وأنحائها وجذبتني إلى الإبحار في عوالمها وقراءتها ,فلقد شغفت بها وتسمرت في مكاني وأنا أنتقل بين بين بلاغتها وأسالبيها ومعانيها ,حتى عشت معها يومي هذا ,, ولكني في الوقت ذاته أخذني العجب كل العجب في أنها رغم رقتها لم تستطع هذه الرساله أستعطاف أبي الحزم , حتى إني قلت في نفسي : ما اقسى قلبه ؟!
وبدأت أبحث عن الأسباب التي جعلت قلبه يبدو قاسياً , ولا يعبأ بهذه الرساله ولم تحرك له طرف ,فأعدت قراءتها حتى جالت بفكري عدة أمور أو أسباب وراء هذا الجفاء من قبل الأمير تجاه شاعرنا :

وأبرز هذه الأمور , هي لما في هذه الرساله وأسلوبها من تكلف وسجع بشكل كبير , وأيضا قد أكثر فيها من الأسماء التاريخيه والإشارات الأدبيه والقرآنيه ,وهذه الأمور تلهي القارىء , وتجعله يفتش في معانيها وحل رموزها وفهم مقاصدها , ولأن طبيعه الرسائل عاده تستوجب حاله من الرقه والعذوبه الجياشه والعاطفه الصادقه , لكن الرساله من شاعرنا ظهرت فيها الصنعه والمعرفه ,فكانت ضرباً من ضروب الكلام المليء بالأمثال والأشعار والأسماء والأعلام ,حتى اصبحت كأنها ملحمه جمعت تاريخ الإنسانيه جمعاء ,, لا صرخه تفيض بالحسره واللوعه والتلهف والألم الدفين ,,هذه الصرخه الوجدانيه التي تنبع من الأعماق , وما الكلمات حينها سوى خلجه من خلجات الذات وصدى من أهات الفؤاد.


للحديث بقيه...

[منال]

من خلال قراءتي لهذه الرساله ,,وتكمله للحديث كانت لدي بعض الملاحظات الإنطباعيه المتواضعه حول هذه الدره الثمينه , ومن أبرز هذه الملاحظات :

1- اقتباسات كثيره بالقرآن الكريم , كما في : "ما أراني إلا لو أمرت بالسجود لأدم فأبيت واستكبرت , وقال نوح: أركب معنا فقلت " سأوى إلى جبل يعصمني من الماء " وامرت ببناء الصرح لعلي أطلع على أله موسى......"

2- تضمنيات من الحديث النبوي , حيث ذكر العديد من الصفات المحمديه الحميده التي ذكرها رسولنا الكريم ,كالصدق والأمانه والتسامح, وفي الوقت نفسه ذكر أيضا الصفات السيئه التي ذمها الرسول الكريم , كالكذب والخيانه والحسد والوشايه والنميمه .

3- نثر الشعر القديم , حيث ذكر العديد من الأشعار القديمه ,كقول لأبي تمام :

وإذا امرؤ أهدي إليك صنيعه .... من جاهه فكأنما من ماله

4- تزخر بالأمثال , قد ذكر فيها العديد من الأمثال : " بلغ السيل الزبى , ما يوم حليمه بسرّ , خامري أم عامر " .

5- ذكر الأحداث والأعلام التاريخيه , فقد ذكر العديد والكثير منها :
كغزوة أحد والخندق وبيعه أبو بكر , وقضيه الأفك لعائشه وبيعه العقبه ومعركه كربلاء .

6- الصور البديعه :

اشتملت الرساله على الكثير من الصور البديعه منها :
1-هل أنا إلا يد أدماها سوارهها , شبه نفسه بالسوار عندما يدمي اليد .

2- جبين عضه إكليله , شبه نفسه بالجبين الذي يتأذى من التاج .

3- مشرفي ألصقه بالأرض صاقله ,شبه نفسه بالسيف الذي يضعه صاحبه على الأرض .

4- سمهري عرضه على النار مثقفه ,شبه نفسه بالرمح الذي يضعه صانعه وصاقله على النار .

5- واللبيب يحن إلى وطنه حنين النجيب إلى عطنه , شبه حنينه إلى وطنه بحنين كريم الأبل حول الماء .

....وغيرها من الصور البديعه.

7- لاحظت في الرساله أعتداد الشاعر وفخره بنفسه :"
ولما توالت غرر هذا النثر واتسقت درره فهزّ عطف غلوائه ".....حتى يقول " حتى زفت إليك العروس مجلوة في أثوابها منصونه بحليها ملابها ".
وقد يكون هذا الأعتداد والفخر سبباً في عدم تجاوب الأمير معه , وعدم قبول هذا الأستعطاف ,,فالشاعر رغم أنه في السجن لكن هذا لم يمنعه من الفخر بنفسه وأظهار ما يملك من فصاحه وبلاغه وهمه ونفس عاليه .

على العموم كانت تلك محاوله متواضعه للقراءة ,, واتمنى أن لا اكون قد أثقلت عليكم بها وأطلت , وأتمنى أيضا أن أتلقى أرائكم فيما ذكرت وقلت .


دمتم لي معلمين ودامت هذه المدرسه السماعيه
الأصيله...