من الأهميةِ بمكان ،، أن يتعرَّف محبو الشِعر و عشاقه ، على موسيقاه ،،
فالشِعر سواء كان بالفصحى أو باللهجةِ الدارجة ، هو لغة تحمل طاقة انفعالية مكثفة ، يريدُ بها الشاعر أن تعبر عما يحسه و يجيش في صدره من شعور ،، مستهدفاً التأثيرَ على المُتلقي إستماعاً أو قراءة ،، فيصطفي المعاني و التعبيرات ، مستخدماً بعفويةٍ ، جماليات البلاغة ، و دِلالات المعاني و الألفاظ ، بعيداً عن المعاني المباشرة ،، متوخياً الصِدق و التجديد في خِطابه الشعري ،،
و موسيقى الشِعر ،، هي ( قالبٌ ) يحتوي تلك المعاني ، و يمنحُ لها بُعداً جمالياً جديداً ،، يقوي المعنى ،، و يساعد على إبرازه ،، و يمنحُ للقصيدةِ أجواءها المُلائمة ،، بل و يسيطرُ على ( أذن ) المتلقي ، فيهتز وجدانه مع اهتزازات الإيقاع الموسيقي ،، حتى لو لم يكن يفقه في موسيقى الشِعر ، كما نهتز طرباً لأغنيةٍ لا ندري على أىِّ مقامٍ موسيقي كانت .
غير أن المتعةَ تتضاعفُ ، بمعرفة موسيقى الشِعر من بحورٍ و أوزان ،، و هي متعة جمالية ٌ لا يعرفها إلا هؤلاء الذين نالوا حظوة القدرةِ على تمييز البحور و الأوزان ،
و ما لها من تأثير يختلفُ باختلاف البحر ، بل و باختلافِ ما يطرأ على البحر من تغييرات ،،
و النفس البشرية ، تطربُ بالفِطرةِ إلى الإيقاع الموسيقي ، الذي ينسربُُ إلى الوجدان مباشرةً ، دون أن يمُرَّ بحاجزىّ ( الوعى و الإدراك ) !!
و منتدانا ( سماعي ) يُعنى بالغناءِ و الموسيقى ،، و موسيقى الشِعر ، تصبُّ في نفس الإتجاه ، فيا مريدي النشوةِ و الطرب ، أيها ( المتسلطنون ) بأصيل الفنون و عذب الغناء ،، أدعوكم إلى أفقٍ جديدٍ من المتعةِ و الدهشةِ و الجمال ،، لا يعرفُ حلاوته إلا من ذاقـَهُ و انتشى به ،، فاطلقوا حواسكم طيوراً تجاه هذا الفن الذي يجعلُ من مُحِبي الشِعر عُشاقاً ،، و من العشاقِ مُتيَّمين ..
أدركُ مُسبقاً أن بعضَ المصطلحاتِ قد تكون جافةً و مُجَرَّدة ،، و أن بعضَ البحور قد تتداخلُ إيقاعاتها ،، و لذا ،، فسأتوخىَ بقدر المستطاع ،، تبسيط الدروس ،، و استخدام لغةٍ سلسة غير جامدة ،، مع البدءِ بالبحور البسيطة ذات التفعيلة الواحدة ،،
و لكم أن تستفسروا ما شئتم ،، وأتمنى من الله أن يعينني على التوضيح ..