رد: مدرسة ام كلثوم (الياس سحاب)
اول خميس من كل شهر ((الياس سحاب))
العنصر الثاني البارز في مدرسة ام كلثوم هو التقليد الغنائي المسرحي الذي تحول الى اهم
نشاط غنائي عربي دائم عند اول خميس من كل شهر ...لم يكن هذا اللون غناء مسرحيا بمعنى
الكلمة , غير انه كان لونا بالغ التميز والخصوصية , حيث يعيش الجمهور سواء في المسرح
او وراء المذياع , علاقة ممتعة مع عملية خلق غنائي كبير تمتد احيانا ساعات خمس...
قيل كلام كثير في هذه الظاهرة , قيل انه غناء لا يسمعه الا الحشاشون او السكارى ,
وقيل انه مخدر ادى بالعرب الى البقاء في التخلف , وانه كان احد اسباب هزيمة 1967...
غير ان النظر الى هذه الظاهره بعد توقفها نهائيا , لا بد من ان يزيح كل هذه الغيوم من حولها ,
ويلقي مزيدا من الضوء على قيمة الثروة الغنائية التي تمثلها حفلات ام كلثوم الشهرية المسجلة
اذاعيا وتلفزيونيا .
طبعا ليس معنى هذا ان يبقى تقليد ((الخميس الاول من كل شهر)) بعد ام كلثوم .
فهذا الشكل من العمل الفني كان له مبرر واحد هو وجود صوت واحد له كل هذه المزايا
غير العادية... من هنا يبدو كلاما سطحيا جدا التحدث عن خليفة لام كلثوم ...
فلا يكفي لاحتلال مركز ام كلثوم ان تفرض اغاني وردة على الاذاعات المصرية والعربية
بنفس الكثافة التي كانت تذاع فيها اغاني ام كلثوم , ولا يكفي ايضا اضافة لقب
((كوكب الشرق)) الى اسم فايزة احمد في اعلانات حفلاتها ...
فهذا الشكل من الحفلات الشهرية كان ضروريا لسبب واحد فقط هو افساح المجال امام
الجماهير للتمتع بقدرة الارتجال العظيم الذي تمتعت به ام كلثوم وحدها بين المطربات .
طبعا , يبقى كل هذا الكلام ملاحظات عامة سريعة , ويبقى امامنا بعد ام كلثوم مهمتان رئيسيتان :
1-الانكباب على ابحاث ودراسات فنية علمية دقيقة حول ظاهرة ام كلثوم الفنية, من قبل كل
المختصين , نخرج بفن ام كلثوم من اطار الاسطورة الى اطار التقييم العلمي الدقيق .
2-الانكباب على جمع التراث المعروف لام كلثوم , وذلك الذي فقد واختفى من الاسواق
, واعادة طبع تراثها على اسطوانات واشرطة بشكل منسق ومنظم , وبترتيب زمني للاغاني
والالحان , فمثل هذا العمل هو اقل الواجبات الطبيعية ازاء ظاهرة فنية كام كلثوم ,
شاء لها الزمن اخيرا ان تتوقف , بعد طول تمردها على ارادة الزمن . 11/2/1975
|