شاعرنا المحبوب : كمال عبد الرحمن
على مدار اسبوع كامل وانا تأمل تلك القطعه الموسيقيه الموشاة بكلماتك الشعريه التي قدمتها لي ورسمتها بريشه فنان بارع عاشق للجمال ..هذه الريشه التي اخذت واستقت مدادها من عبير وجدانك الفذ الذي طالما امتعنا بمعزوفاته الموحيه والملهمه بالخيال المتدفق في بحار العشق والوله....ولطالما حدثت نفسي عنها بلغه فردانيه وانا استشعر جماليتها وذائقتها الرائعه...
تأملت جمال اسمي وقد صيغ شعرا شامخا موزونا...حاولت الرد لم استطع يا شاعري ,,فكلماتك اصابت اناملي بسبات شتائي قارس ,, وشعرت بجبال جليديه ثلجيه قد احاطت بقلمي حتى بات الحبر ثلجا جامدا..لكني ما برحت أن تأملت تلك الكلمات وسبحت في بحر امواج
حروفك المتدفقه,, حتى تدفق الحبر من قلمي اليوم على ضوء قصيدتك (النورس الأسود) التي ايقظتني من سباتي وسحبتني من لجه الغرق من اعماقي حتى انسابت احرفي وسرت رويداً رويدا..
قرأت القصيده بصوت عال اجج الصدى حولي ... وإذا بالطيور والبلابل واليمامات تشاركني ترنمي بكلماتك وإذا بإطنان من الطيور المختلفه والمتنوعه قد لفت حولي جماعات جماعات. كفرقه من فرقه الاوركسترا الذائبه في عمق الإحساس..
كررت القصيده وإذا بي اسمع صوت البحر الهادر في تلاطم وتدافع
بعد أن اثقله السكون والركون ولكنه تحرك على اصداء قصيدتك..
حتى الزهور تحركت في تمايل وتراقص في طرب وشدو عارم في إحتفال بهيج...
قمت من مكاني استرق السمع من خلال شرفتي العاليه ومعي دفترتي الذي كتبت فيه قصيدتك وانا اقرأ واقرأ وإذا بخرير المياة قد فاض للسقي والرعايه .. وإذا بالأرض قد لبست حلتها الخضراء ويعلوها قوس قزح بارع الألوان...
وانا من كل هذا اتأمل هذا المشهد الكوني في جمال الطبيعه الآخاذه
لطالما يأخدنا الحنين الى اشعارك ونأتي الى هنا ..عندما يئن الفؤاد في انين طويل ..ننجذب نحو إطلاله الكلمات ونكتبها في ذاكره وصفحات الوجدان ..
وعندما توقظ الكلمات الأنا في دواخلنا في اعماق الذات ...
عندما نستمتع بالجرس الموسيقي والتكرار في (مدي يدا) وعندما تحطينا بهاله من الصمت الآسر.. وتسبغ الخيال في الفؤاد..بصور ومشاهد بلا إنقطاع.. نحو افاق خلابه خلاقه الى دنيا الجمال والعذوبه....الى حيث لا إنتهاء ..لا إنتهاء ..لا إنتهاء..
الغالية أختنا منال ..
تتوقفُ الأرضُ عن دورانِها بُرهة ً ، إنبهاراً بموسيقى معانِيكِ الحالمةِ ..
فتلك أنامِلكِ تتحسس الكلمات في تبتل و صدق و أناة ، لتصهرها ،
، وتصير مُهَيَّأةً للتوحُّدِ مع خيالِك الأخـَّاذ ..
لقد أصابني ما أصابكِ .. حين أبْهَرَني بريقُ ماساتِكِ التي توزعت على
شرُفاتِ المساء ،، ففـُتِنتُ مثلما تـَفتـِنُ الفراشة ُ الزهرة َ ، و الفراشة َ الزهرة ُ !
سواءاً ،، أن تأخذينا معكِ ، أو تنسربين إلى عالمنا البراح ( عصفور و أنا )
فالسِّربُ واحدٌ ، و أسطـُحُ النجومِ ترنو لهفي لرفيفِ أجنحتنا المُستـَرَقـَّة
و قصيدتي ليست إلا صدىً يسبحُ في مسارات الشعور ، باحثاً عن أيقوناتِ التوهُّجِ
التي تـُشِعُّ في أفئدةِ الخاصةِ من الناس ..
و أنتِ منهم ،، بل أنتِ مِنـَّا ،، نرى ببصيرةٍ لا ببصر ،،
زيدينا يا شاعرة الكلمات ،، فما موسيقاىَ سوى نسمة شاردة سَرَت
خجلىَ تجاهَ أوديةِ وجدانِكِ البديع