تلك القصيدة بالذات ، تمثل لي حالة خاصة ..و كنت أحب إلقاءَها في بعض الندوات العامة ( القصيدة الأصلية ) ، لأنها مُغرية بالأداء الصوتي ..
لقد غرقتُ ( مثل المهتمين بالشِعر من جيلي ) في بحر نزار ، و تتبعتُ كل دواوينه ، و فيها تلك القصيدة ( الأصلية ) التي تفضل بها الأستاذ أبو حسام ، و التى غنتها نجاة بألحان المبدع محمد عبد الوهاب ..
القصيدة تتميز بمشاهدِ ( كونية ) تتبنى تطويع الطبيعة و إخضاع تجلياتها للتعبير عن الشعور الجارف بالعشقِ لهذا ( الرجل )المعشوق الخرافي ، الذي ترتهنُ حبيبته بإشارةٍ منه ، لكى تسكبَ البحرَ في مدى عينيه ، و المعنى البلاغي هنا ، أن عيني الحبيب ، هى مدىً أوسعُ من البحر ، و عُمقاً لا قرار له ، يحتمل انسكابَ بحرٍ ، و ربما لو طاوعَهُ البحر ( البحر الشِعري ) لكان محيطاً !
أما الشمس التي ( لو رغبها الحبيب ) فسترميها في كفيه ، فهو مشهدٌ ( كوني ) يتمطىَ فيه الخيال كما شاء ، و يستدعي تراثاً مستقراً في الوجدان العربي ، عن الشمس أو القمر الذي يوضع في الكفِ ، كناية على السلطة و السطوة و امتلاك ما لا يقدر عليه بشراً ..
نزار قباني ، يعتصرُ الخيال حتى آخرَ قطرةٍ في مداه ، يجرؤ على اقتحام التراث ، و إعادة تشكيله في مشاهدَ يلهثُ وراءها خيال المتلقي ..
الحبيبة هنا ، تخاطب حبيبها خطاباً متطرفاً في العشق ، تقول له اطلب المستحيل ، المُعجِز ، و سوف أحققه لك ، لأثبت جنوني بك ، و ولهي بعشقِك ، أنت ، يا من تجهل كم أحبك !
إني على استعدادٍ ( لبيع الدنيا ) من أجلِك ، و بيع الدنيا هنا ، يحيلنا إلى مقولةٍ رائجةٍ ، تتداولها الألسن للتعبير عن التضحية بكل و أى شييء من أجل مَن نحبهم
نزار ، يرنو إلينا من قمة الكون ، و يسكب بحراً هنا ، و يرمي شمساً هناك ،
و يبيع دنيا هُنا ، و يتحدىَ مُدُناً هناك .. فيأخذنا معه إلى ( أعلى ) ، لنحلقَ في عالمه الذي يفتحُ أفقاً مألوفاً و مدهشاً في آن ..
ثم يأخذنا إلى تفاصيل جديدة ، تتفاعلُ مع مفرداتِ الطبيعة ، بصورٍ خلاقةٍ و مُبدعة :
الكتابة فوق الغيم ، الحكىّ للعصافير و الأشجار ، النقش فوق الماء ، السقىّ للعناقيد و الأقداح .. إنه هنا يقوم بمقام ( الفاعل للفاعل ) ، فالأقداح التي تسقي ، هو الذي يسقيها ، و العصافير و الأشجار التي تحكي ( إستعارة صوتى الأشجار و العصافير التي توحي بالكلام فالحَكىّ ) ، هو الذي يحكيها ، أما الكتابة على الماء ، و النقش على الغيم ، فهو القيام حتى بالأفعال اليائسة المضاعة التي تزول ، لأجل هذا الحب الأسطوري !
و نلاحظ الإصرار على المعنى، بتكرار ( أنا أحبك ) أربع مراتٍ في بداية الأبيات ( صدر البيت ) ، ليصعد بنا صعودا إنفعالياً إيقاعياً ، يحبسنا تماماً في حالة وجدانية ٍآسرةٍ و ساحرة و سنتمنتالية ..
تلك البـِنية التصعيدية ، يفعلها نزار في قصائد كثيرة .. فلديه تلك الحاسة النفسية و الصوتية الرهيفة ، التي تعرف مفاتيحَ الإنفعال عند المتلقي ..
أما البـِنية ُ الموسيقية للقصيدة ( البحر الشِعري ) ، فهي تتناسب تماما مع المضمون ( الكوني ) للمشاهد ، فالقصيدة على بحر ( البسيط ) ، و هذا البحر المُرَكب ، له تأثيرٌ ساحرٌ على الأذن ، و سُلطة ٌ طاغية ٌ على النفس ..
هذا البحر تفعيلاته : مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن في الشطرة الواحدة ..
و بتبسيطٍ أتمنى ألا يكونَ مُخِلاً ، فإيقاعُ تفعيلات هذا البحر ، تشبه موجة البحرِ ، الأولى : المتوسطة الإرتفاع ( مستفعلن ) ، ثم الثانية :المرتفعة ( فاعِلن ) ، ثم الثالثة : المتوسطة الإرتفاع ( مستفعلن ) ، ثم الرابعة : الهادئة ُ كالتي تتكسرُ على الشاطيء ( فعلن ) .. فالإنفعالات التي يحدثها هذا البحر ،تتناسب مع المضمون الذي تفرزه القصيدة
..
و الإيقاع الموسيقي للبحر الشِعري ، له تأثيرٌ وجدانيٌ عميق على المتلقي ، حتى لو لم يكن يفقه شيئاً في موسيقى الشِعر ، و نزار يتعامل مع بحور الشِعر ، باعتبارها غلاف ( حريري ) يَرفُ على المعني ، و تكون بمثابة خلفيةٍ ، تتمم مشهد الإبهار !
و دعوني أتوقف عند هذا المشهدِ الكوني ، الذي قيَّدَ فيه نزار الأوابد !
إرجع إلىَّ فإنَ الأرضَ واقفة ٌ ...... كأنما الأرضُ فرَّت من ثوانيها
قفوا هنا ، و تأملوا .. نعرفُ أن الإيقاع ، هو حركة ٌ في الزمن ، و الكرة الأرضية تدور ( حركة ) ، في ميقاتٍ دقيقٍ و معلوم ( زمن )
و فرارُ الأرض من ثوانيها ، يعني توقفها ..
و المعنى : إن الحياة تتوقف ، تنتفي ، أى أن الأشياء تفقد قيمتها و تموت ، في حالة عدم رجوع الحبيب ..
و نلاحظ تكرار فعل الأمر ( إرجع ) في ثلاثة أبيات ، ليفعل بنا فِعلته الوجدانية السابقة في ( أنا أحبَكَ ) ..
القصيدة تحتمل الرؤية من عدة زوايا بنيوية ، و ما كتبته ، مجردَ مرورٍ عابرٍ على عالم نزار المتخم بالدهشة و الجمال .. فقد حباهُ الله بخيالٍ ، إقتاتَ منه القراء و الشعراء و العشاق بطول الوطنِ و عرضه !
مع تحياتي
عمنا وشاعرنا الكبير / الأستاذ كمال عبد الرحمن ( سمعجى )
إيه يا عم الجمال ده ؟ دا إنت حللت القصيدة بكلام عايز حد يحلله ،،، بسم الله ما شاء الله عليك يا أستاذ ،،،والله يا أستاذنا المفروض بقى زى ما عملنا ( دعوة موسيقية على أغنية ) نعمل ( دعوة لتذوق الشعر عبر قصيدة) بالبلدى كدة ( دعوة للإرتقاء بالذوق والإحساس والعودة إلى الرومانسية الحالمة التى افتقدنها فى هذا العصر )،،، المفروض تعمل زى صاحبك وحبيبك موسيقار المنتدى عمنا محمد الآلاتى ،،، ونسميها ( تحليلات سمعجى الشعرية ) ،،، بجد بجد : ربنا يبارك لنا فيك يا شاعر
__________________
** هنا فى سماعى وجدت من أحب و ما أحب و ما سأحب **
عمنا وشاعرنا الكبير / الأستاذ كمال عبد الرحمن ( سمعجى )
إيه يا عم الجمال ده ؟ دا إنت حللت القصيدة بكلام عايز حد يحلله ،،، بسم الله ما شاء الله عليك يا أستاذ ،،،والله يا أستاذنا المفروض بقى زى ما عملنا ( دعوة موسيقية على أغنية ) نعمل ( دعوة لتذوق الشعر عبر قصيدة) بالبلدى كدة ( دعوة للإرتقاء بالذوق والإحساس والعودة إلى الرومانسية الحالمة التى افتقدنها فى هذا العصر )،،، المفروض تعمل زى صاحبك وحبيبك موسيقار المنتدى عمنا محمد الآلاتى ،،، ونسميها ( تحليلات سمعجى الشعرية ) ،،، بجد بجد : ربنا يبارك لنا فيك يا شاعر
والله عندك حق ا/احمد
ايه الكلام الكبير اوى ده يا استاذ كمال
المفروض فعلا زى ماقال اخونا احمد ان يبقى فيه تحليلات سمعجى الشعريه على غرار تحليلات استاذنا الالاتى الموسيقيه
لك كل الشكر اخى العزيز ا/ كمال
__________________
لـــَـستُ مُجبـــــَــــره أنّ يَفهـَـم الأخـَــرِين مـَن أنــَـــا
أحمد باشا الشوبكي ( زعيم دولة الشوبكية )
أختي العزيزة هالة ( المتحدث الرسمي باسم الذوق الغنائي الرفيع )
شكراً لكما
و القصيدة بصراحة تخللي الحَجَر ينطق
بس طنشوا موضوع ( التحليل ده )
عمنا محمد الآلاتي ( بينتحر ) في سبيل إسعادنا بتحليلاته الموسيقية ،،، لكن أنا لسة صغير على الإنتحار
الجنسية: عوام"ليبي"
الإقامة: أويــــــ عروس البحر tripoli ـــــــا
المشاركات: 2,136
رد: متى ستعرف كم اهواك ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد شوبكى
عمنا وشاعرنا الكبير / الأستاذ كمال عبد الرحمن ( سمعجى )
إيه يا عم الجمال ده ؟ دا إنت حللت القصيدة بكلام عايز حد يحلله ،،، بسم الله ما شاء الله عليك يا أستاذ ،،،والله يا أستاذنا المفروض بقى زى ما عملنا ( دعوة موسيقية على أغنية ) نعمل ( دعوة لتذوق الشعر عبر قصيدة) بالبلدى كدة ( دعوة للإرتقاء بالذوق والإحساس والعودة إلى الرومانسية الحالمة التى افتقدنها فى هذا العصر )،،، المفروض تعمل زى صاحبك وحبيبك موسيقار المنتدى عمنا محمد الآلاتى ،،، ونسميها ( تحليلات سمعجى الشعرية ) ،،، بجد بجد : ربنا يبارك لنا فيك يا شاعر
الاستاذ احمد الشوبكي
اقترحت نفس اقتراحك في هذا الموضوع وان كانت الاسماء التي اخترتها للموضوع اجمل من العنوان الذي اخترته : الموضوع
فياريت يتم انعاشه
الاخت الغاليه لولو انا خليت رايي فى الاخر عارفه ليه لان القصيده دى كنت اتمنى واحده تانيه غير نجاه تغنيها لانى اشعر ان نجاه لم توفق فى غنائها - وجعلتنى اسمعها وامل من استكمالها بصوت نجاه - هذا احساسى لما بسمعها يمكن شعور يخالف كل الافاضل اللى سبقونى - لكن السمع برضوا ازواق - وممكن يكون زوقى تالف لان اللحن اللى قدمه عبد الوهاب لنجاه ونحن نعرف ان نجاه فى اواخر اغنياتها فقدت الكثير من رونق صوتها واصبح مكتوم شويه - فكتمت الاغنيه معاها وبتؤديها بطريقة اليه مع الموسيقى - يعنى كانت تابعه للموسيقى مع ان المفروض ان نشعر ان الموسيقى تسير خلف صوت المطرب وتسنده يعنى عبد الوهاب كان همه ان تظهر حرفيته فى اللحن و الوقفات اللى كان مشهور بها - فاصبح غناء نجاه مقولب ومثال ذلك فى بداية الاغنية متى ستعرف كم ............ اهواك يااملا ابيع من اجله الدنيا ومافيها لو تطلب البحر ....... فى كفيك اسكبه ..... الخ مع ان المفروض ان حبيبه بتكلم حبيبها .... مش هيكون بالطريقه المقولبه دى لكن بطريقه اكثر تحررا ولا ايه رايكم
الاخت الغاليه
لولو
انا خليت رايي فى الاخر
عارفه ليه
لان القصيده دى كنت اتمنى واحده تانيه غير نجاه تغنيها
لانى اشعر ان نجاه لم توفق فى غنائها - وجعلتنى اسمعها
وامل من استكمالها بصوت نجاه - هذا احساسى لما بسمعها
يمكن شعور يخالف كل الافاضل اللى سبقونى - لكن السمع
برضوا ازواق - وممكن يكون زوقى تالف
لان اللحن اللى قدمه عبد الوهاب لنجاه ونحن نعرف ان نجاه
فى اواخر اغنياتها فقدت الكثير من رونق صوتها واصبح
مكتوم شويه - فكتمت الاغنيه معاها وبتؤديها بطريقة اليه
مع الموسيقى - يعنى كانت تابعه للموسيقى مع ان المفروض
ان نشعر ان الموسيقى تسير خلف صوت المطرب وتسنده
يعنى عبد الوهاب كان همه ان تظهر حرفيته فى اللحن و
الوقفات اللى كان مشهور بها - فاصبح غناء نجاه مقولب
ومثال ذلك فى بداية الاغنية
متى ستعرف كم ............ اهواك يااملا ابيع من اجله الدنيا ومافيها
لو تطلب البحر ....... فى كفيك اسكبه ..... الخ
مع ان المفروض ان حبيبه بتكلم حبيبها .... مش هيكون
بالطريقه المقولبه دى لكن بطريقه اكثر تحررا ولا ايه رايكم
يااهلا بالاستاذ حسن منور والله
وطبعا خليت رايك فى الاخر علشان نحلى مش كده
واكيد اكيد ذوق حضرتك مش تالف ولا حاجه هى مساله اذواق فعلا
ولحضرتك وجهه نظر تحترم فعلا
ده كفايه ان حضرتك شرفت الاغنيه بالتعليق عليها
ولا ليك راى تانى
__________________
لـــَـستُ مُجبـــــَــــره أنّ يَفهـَـم الأخـَــرِين مـَن أنــَـــا
الأستاذ الفاضل / صلاح المفروض ان نجلس في رحاب العلم منصتين وأنا أتعلم الكثير والكثير فعلا بلا ادني مجاملة من مواضيعك وشرحك الدقيق ودروسك الرائعة .. لكن هاتعمل ايه في تلميذ شقي حبتين مقدرش يقعد ساكت ويتعلم في هدوء (اللي هو أنا طبعا) واللي جرجرني من (كيبوردي) وارغمني علي كتابة هذه المشاركة ليس الموضوع والشرح القيم ابدا عمل بالقول (تروح فين يا جرامافون بين الملوك) لكن السبب انك طلعت بلدياتي .. لا ومنين من العجال بحري بندر البداري محافظة اسيوط .. يعني من بلد الاكابر والنوابغ من امثال المستشار الكبير ورجل مصر العظيم ممتاز نصار رحمه الله وغيره .. وبهذه المناسبة .. بعد اذنك اضحكك سمعت من اصدقائي البدراوية الرائعين مثل جميل ربما تعرفه ورغم انه لا يكتب وانما جماله في القاءه مسموعا لكن هذه حيلتي
بيقولك البندقية الهندي (أم روحين) في حوار لطيف بتقول للبندقية الالي (وهي تضرب خرطوش) نستطلح .. نستطلح .. نستطلح فيجيبها الرشاش الالي قائلا وهو (يزغرد) يضرب دفعة زخيرة متتالية لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا