كمال
من ملّكك مفاتيح وجداني أيها الخاص.. وكيف تلامس أسلاكه العارية؟
آهٍ من انتصاف الطريق والعمر معا.. وآهٍ من حَبَل الروح بحلم لا يولد، ولا تجهضه الأيام.
سوسنة تشرق من شعر جلاتيا الليلي الحالك.. تتهادى تلك البجعة ترمقك بحنين عيون توحي ولا تبوح.
تفوح قرنفلة الحلم من لمسة إصبعها الخوخيّ.. تتدلى الروح (كتفاحةٍ طازجةٍ من سماء الله).. فيشطرها سهم المجهول إلى ظلين يفترقان، ويحترقان بالصمت....
ورجعنا الطريق وحدينا.. من غير كلمة وداع
كل واحد فينا حس.. إن أمله الحلو ضاع
ودعنا الحبايب ..
وفارقنا الحبايب ..
ووصلنا النهاية ..
من قبل النهاية !!
آهٍ يا سمعجي من تلك اللحظات.. وآهٍ من عطر جلاتيا الذي لا يفارق.. وبحَبَل الروح بحلم لا يولد، ولا تجهضه الأيام.
أما عن حالك صاحبي..
فـ"وشوش" نجمتك البحرية بكامل أوراد العشق.. وامنحها السر لتطلقها أيقونة نور تغسل حدقات البحر وتطلق أسراب طيور اليود، فتنسى الزحام و عفن الموتِ و اللحظةِ الراهنة ..
إنها هي.. واللهِ هي.. نجمة الشمال التي غابت.. وتعود الآن لتغسل روحك في زرقة سماواتها المطلقة
وتلامس قلبك كي لا تنسى أنك سيد هذا المشهد، حين تداعب روحك ظلال حبيبتك الرمادية من خلف زجاج شرفتها، وأنت تناجي ليل الأسكندرية، ليناجيها، فيخبرها، فتطل عليك مصادفة، كي تلقي بسمتها الشهد، من ثغر شهد، ونظرة شوق ودلال من وجه شاحب، وملابس نوم عذرية، ودفء القبلة حين تودعها بحرص داخل منديل، فتلقي به من شرفتها، يتهاوى كنجم مسحور براق، ليحول كل الأصوات إلى همس، وكل الأشياء إلى هلام..