ولقد مررت على الرياض
أطوف في هذي الحقولْ
أَشْتَمُّ من زهراتها
طِيبَ البيان من العقولْ
حتى قرأت مقالة
فاسمع لحِبِّكَ ما يقول ْ
إن المُحِبَّ إذا أحبَّ
وَصَدَّهُ الجَفْنُ الذَّبُولْ
عَدَّ النُّجُومَ السَّاهِرَاتِ
من الطُّلُوعِ إلى الُأفُولْ
مُتَضَرِّجٌ بدموعِهِ
والجسم يأكُلُه النُّحُولْ
وإذا أحب فليس يُصْغِي
في الغرام إلى عَذُولْ
وإذا تلعثمت الشِّفاه
تكلم الدمع الهطول
فعجبت كيف الحب صيَّر
ماردا عبدا ذلول
وعجبت من سهر الليالي
في الغرام إلى خذول
وعجبت أكثر إن هفا
قلب إلى عشق الطُّبُولْ
يا أمة خدعت زمانا
في هوى غير الرسول
ما عاد يجديكِ التولول
والبكاء على الطلول
فتخيري كحبيبتي
هيفاء لم تَعْيَى بِطُولْ
هي طَفْلةٌ ممشوقة
قلبي تعَلَّقَها غَفُولْ
سمراء في أحشائها
حملت رصاصات خجول
فإذا تكلم ثغرها
أصغت لمنطقه العقول
فليعلم الحكام أنا
لم نعد ذاك الذَّلول
وليعلموا إن كان يغني
العلم أفاكا جهول
إنا إذا نادى المنادي
حَيْعَلَى خير الحلول
قمنا إليهم خالعين
رؤوسهم حتى الأصول