عازف آلة السّتار الهندي "رافي شنكر" Ravi Shankar

[The Lion 98]

من أبرع ما يمكن و من أكثر المعزوفات التي يمتزج فيها إحساس الشرق بالاوكسترا الغربية ليعطي مزيجا ساحرا يقتحم الوجدان بدون استئذان خالقا حاة فريدة تجمع بين البهجة و التامل . أول ما سمعت لرافي شنكار كان قد قدمه الموسيقار عمار الشريعي في حلقة من برنامج "غواص في بحر النغم" منذ حوالي 19 عاما بعنوان "ماذا يحدث حولنا الآن" و قدم فيها كونشيرتو السيتار بمصاحبة أوركسترا لندن الفيلهارموني بقيادة المايسترو "أنديه بريفان" . شكرا جزيلا لصاحب هذا الموضوع المتميز و كم نود أن يحذو مؤلفونا الموسيقيين العرب حذو هذا الفنان الهندي المبدع وصولا لأفاق عالمية من المشاهدين و عشاق الموسيقى في العالم أجمع و لعل الموسيقار الكبير "محمد عبد الوهاب" كانت له محاولة في أواخر الستينات بمقطوعتي (حياتي) و (أسوان)

[أبو سالم]

في عالمنا العربي غالبا ما ننبهر بهذه المزاوجة بين التأليف للآلة الموسيقية المحلية بما تحمله من خاصيات الأداء التقليدي مع تقنيات المصاحبة الأركسترالية والتي تضيف تقنيات التوزيع الآلي وما يستتبع ذلك من تمكن من قواعد الهرمنة والكنتربوانت. والإشكال هو أننا قليلا ما نتسائل فيما إذا كان واضع اللّحن هو نفسه من يقوم بهذا التوزيع والذي يتطلب تكوينا خاصا، بينما نعلم أن الكثير من المؤلفين التقليديين ليس لديهم هذا النوع من التكوين وإنما يعتمدون في ذلك على بعض المتخصصين خاصة من الأجانب. والأسوأ في كل هذا أن هذا الجهد الإضافي والذي يعطي العمل بعدا ثانيا يكون مميزا عن غيره من الأعمال التقليدية يقع تهميش ذكر إسم صاحب التوزيع في الألبومات التي نتلقى من خلالها هذه الأعمال أو في العروض الموسيقية وفي وسائل الإعلام، ويُسند العمل بالتالي برمّته إلى مؤلف الخط اللّحني فحسب. وأرى في هذا تدليسا للحقائق وطمسا لها. ونحن بالتالي في حاجة إلى معرفة ما إذا لرافي شنكر أو لغيره من المؤلفين على غرار هذه التجربة دور في هذا التوزيع من عدمه وهو ما أستبعده، وذلك من خلال متابعتنا لسير الكثير من المؤلفين الموسيقيين ومعرفتنا بظروف نشأتهم الموسيقية.