ما كان لي أن أضيف حرفا ً ، بعد فيض الأستاذ يوسف ، و الذي يتخطى في تعليقاته حَيِّزَ النقدِ ، إلى آفاق الشِعر و تجلياته ..
غير أن ملامح الموهبة الواضحة ، في قصيدة الأستاذ حديث الروح ، هى دافعي للإدلاء بدلوي ، في مسألة ٍ تخص الشكل ، بعيدا عن بِنية القصيدة الجمالية ، أو آفاق الخيال ، أو الحالة الشعورية ، أو
فضاءات المجاز ، إلى آخره
( برغم أن الشكل في نهاية الأمر ، لا يمكن فصله تعسفا ً عن بـِنية القصيدة ، إلا أنه قد يُشارُ إليه فيما يسمى بمرحلة التقويم )
برغم أن القصيدة كتبت على الشكل الحُر ، إلا أن بروز القافية و حضورها ( السلطوي ) ، جعلها أقرب إلى العمودية ، منها إلى الحُرة .. و هو أمرٌ لا يعيب النصَّ بالمرَّة ، طالما سيُفضي إلى
( إبداع ) .. إلا أنه في هذه الحالة ، يستحضرُ أحكام القافية ..
في القصيدةِ ، تعلن القافية ُ حضورها بقوة ، ترقى إلى حَد السيطرة
و الاستحواذ الشكلي ، حتى أن الموسيقى ( البحر ) ، ينحصر دوره في التمهيد لتلك النهاية ( القافياوية ) ، و هو ما قد يمنح للقصيدةِ حضورا ً صوتيا ً ..
إلا أن القافية ( العمود الفِقـَريُّ لهذه القصيدة ) ، قد شابها أخطاء
تخص أحكام القافية ..
فالقصيدة ( عينية ) ، أى مبنية على حرف ( العين ) ، و ليست ( كافِيَّة ) ، أى مبنية ً على حرف ( الكاف ) ، لأن القافية لا تقومُ على حرفٍ زائد
و الكاف الملحقة على القافية ، هى حرف زائد ( كاف المخاطـَب
أو المخاطـَبة
فهى في :أسمعك ، أتبعك ، أرضعك ، أبدعك ( إلخ ) تكون في محل نصبٍ مفعول به لاتصالها بالفعل
و قد تكون في محل جر بالإضافة ، إذا اتصلت بالإسم ، مثل :
مسمعك ، أضلعك ، أفرعك
و القافية التي أنهى بها القصيدة ( أتعسك ) إعتمدت ( السين ) كحرفٍ للقافية ، و ليس العين ..
و القافية : في أضلعِك ، بجر العين و ليس بنصبها كما ورد في القصيدة ، لا تتماشى مع القافية العينية ، لكون تشكيل حرف القافية مُلزمٌ و ليس له استثناء ، و هو ربما ما دفع شاعرنا إلى كتابتِها منصوبة ً ، كى يستقيمَ وَقعُ القافية ..
يبقى أن تكرار اللفظة ( معك ) خمسَ مراتٍ ، في قصيدةٍ تتكون ُ
من أسطر ٍ شعرية ٍ لا يربو عددها على 17 أو 18 سطرا ً ، هو أمرٌ يُضـَيِّقُ الخِناقَ على بَراح الخيال ِ ِ في القصيدة ، و يفقدها طاقتها الشِعرية ، و يُحَجم من الزخم المفترض بها ..
و لولا أن القصيدة جديرة بالإهتمام ، و أن الموهبة واضحة في كاتبها ، لنحيتُ مداخلتي جانبا ً ..