كلماتك الرقيقة بمثابة قصيدة شِعر ، و ليست مجرد تعليق على عمل متواضع
أما أن تري في هذا العمل ، صورا ً شديدة التكثيف ، نابضة بالحياة ، تكاد شخوصها تقفز من الصفحة
فهى شهادة ( ناقد ) ، لا يقول كلمته جُزافا ً ..
أستاذي الفاضل ..
هذا العمل حاولتُ أن أ ُضَمِّنه رسالة ً مؤدَّاها ، إستنكار غثاثة الذوق ، و تسليط الضوء على التلوث السمعي الذي يحاصرنا في كل صوب و حدب ، و على حد قناعاتي ، فالعمل الأدبي ، يجب أن يلمس سخونة الواقع ، فيجعل من ( شخوصه ) كيانات ٍ حقيقية ، نقابلها و نتعامل معها يوميا ً ..
و من البداهةِ ، أن الرسالة يجب ألا تبرز برأسها ، حتى لا يسقط العمل في المبَاشرة ، كما أن عناصر ( السرد ) ، بدءا ً من تماسكِ سياق الشخصيات ، و تماهي الخِطاب السردي ، و الذي يعتمد على التهكم و تفجير المواقف الساخرة ، و بساطة الحدث و تلقائيته ،
تكمن صعوبة معادلته ، في عدم الإخلال بالإيقاع الذي يصهر تلك العناصر ، لتكون لها ملامحها الواحدة ، و المميزة ، و التي تترك انطباعا ً لدى المتلقي ..
تبقى كلماتك يا أستاذنا ، كالأحجار الكريمة ، جديرة بأن نحفظها في مشاعرنا ، لتسمو بنا ، و نستعين بها ، حين تحاصرنا العقول الضيِّقة ، و ما أكثرها !