بالنسبة لآيات القرآن الموزونة ، تذكرتُ آية أخرى من سورة الرحمن ،
وهى : ( ألا َّ تطغـَوا في الميزان ) على وزن المتداراك ( فعْلن فعْلن فعْلن فعلْ ) .. أما القول بأن في القرآن شعرا ً ، فالقرآنُ كـَونـُهُ المنظومة اللغوية الأقدس و الأشمل و الأحكم و الأبلغ ، يحوي كل فنون و بلاغة و تجليات اللغة ، أما ما حاولت لمسه بنفسي و جاهدت فيه ، فهو ( إيقاع القرآن ) أو موسيقاه ، تلك الخفية التي تترك أثرها النفسي المُعجز، و ليس لقانون ٍ أو نظريةٍ أن تسبر أغوارها ، إنه إيقاع ساحر و غامض ..
لاحظ مثلا ً الإيقاع الصوتي ، و الذي اختطفني مِنـِّي و لن يردَّني علىّ ( على رأى أخونا الحلاج ) في سورة مريم .., ذكرُ رحمةِ ربِّك عَبدَهُ زكريا , إذ نادى ربَّهُ نداء ً خفيَّا , .. إلى آخر الآيات .. أليس الوقع الصوتي هنا آسر؟! .. و لكنه عَصِّىٌّ على ( حبسه ) في قاعدة أو عِلم أو مفهوم !