نيجي بقى للعبة ( إشمعنى ) ..
و آهي فرصة للفلحسة ، لأني أحب ممارسة التفلحُس معك أيها السنيور ( فاكر الأوهام الأربعة )
و ( إشمعنى ) يعني ( لماذا ) التي حيرت الدنيا هى و أختها ( كيف )
تاركاتٍ الأخوات ( أين / كم / من ) للسابلةِ من الناس ..
أتذكـُر قصة ( الأغا التركي ) الشهيرة ، الذي كانت هوايته إصدار الأوامر و التسلط على العباد ، و الذي لمَّا انتهت مدة خدمته في السنجقدارية ، و عانى من الفراغ و الحرمان من السُّلطة ..
قام بشراء عشرين ( قـُلـَّة ) ، و مَلأها بالماء ، و وضعها على قارعة الطريق ، جالسا ً جلسته الفخيمة بجوار القـُلل ، و هو يدخن الأرجيلة ، و كلما تقدم أحد المارة ليروي ظمأه ، ممسكا ً بواحدة من القلل ، نهره الأغا قائلا ً :
سوس خرسيس فلا ّح .. إشمعنى القلة دى بالذات ، و لما كان أخونا العطشان ، ليست لديه إجابة على هذا السؤال ( الوجودي ) ، و هدفه هو أن ( يكربع بُقـَّين مية ) و يروح لحال سبيله ، فقد كان يقف مبهوتا ً أمام هذا الأغا ، شاعرا بالذنب ، فيشنفه الأغا بما لذ و طاب من التقريع و الشتائم ، ثم يأمره قائلا ً :
إشرب من دي .. و سيب دي ( برغم أن القلتين تؤديان الغرض ، ففي كلتيهما ماء ) !
ف ( إشمعنى اخترت الآية دي بالذات ) فلأنها الأقرب إلى يدي
رغم وجود آيات أخرى تؤدى نفس الغرض تقريبا ً ، و لأن مثلا ً واحدا يؤدي الغرض ، يكون بمثابة ( فرض كفاية ) ، يسقط ما دونه من أمثلة !
و لأدلل به على أن لفظة آية ، لا تعني بالضرورة آيات القرآن الكريم
و رغم يقيني أنك – لا مِراءَ - تعرف أن الشِعر لا يفسر من قِبَل الشاعر، و إنما يؤخذ ( علىَ أبوه ) أى على علاته ، و ليس على الشاعر إلا أن ينام ملءَ جفونه عن شواردها ، إلا أن العبد لله أحيانا يتجاوز مبدأ ( بطن الشاعر ) الذي هو من البديهيات ، مُفـَضـِّلا ً الكومبيليموو ( المجاملة ) ، على تجاهل مداخلةٍ ما ، فأتوخَّى أن أبدو جاهلا ً ، على أن أبدو ( جلياطا ً ) .. حلوة جلياطا ً دي
و قد قصدتُ أن أختار أسوأ معنى ورد للفظة ( آية ) ، من باب درأ الشبهات ، مدركا ًأن لكل مقام مقال ، و لكل حادثٍ حديث ، و لكل حَلة ( طنجرة ) غطاها ..
و ممتثلا ً في الوقت ذاته ، بالفرارجي الذي اتُهِـِمَ في جريمة قتل لم يرتكبها ، و حين سأله القاضي : إنت اللي قتلته ؟! ، فأجاب ( بتاع الفراخ )
ً : أقتل إيه يا باشا ؟! .. دا أنا عمري ما دبحت فرخة !!
برغم أنه يذبح يوميا عشرات الدجاجات ، أما القاضي ، فمن حسن الطالع أنه لم يكن ( أحمقا ) بالقدر الكافي ، فيقيم الحجة على الفرارجي باعتباره ( بيدبح فراخ )
الدكتور محمود ..
قديما قال إخواننا البـُعَدَة بتوع الفلسفة ، : إن طرحَ السؤال ، أهم من الإجابة ! ( فلحسة بقى )
دكتور سنيور محمود .. لي و قفة معك في يوم ما ، حول أخونا فريدريش..