أشكرك جزيلا على كلماتك التي تخجلني و تتجاوز حجمي بكثير ..
و الرقىُّ هو في كلماتك أولا ً ..
أما عن مسألة النسبية ، ( نسبية التذوق ) و ليس نسبية الإبداع أو النقد ،
فأنا أتماهىَ تماما مع ما تفضل به أستاذنا سامح الأسواني ، و الذي أوضح المسألة بوعى حاد ، و باختصار ، فالمتلقي لابد أن يكون على درجة من
من الوعى و الإدراك ، تعينه علي تلقي الإبداع .. و بعيدا ً عن الشعر ..
ففي عالم الفنون التشكيلية مثلا ً ، ألا تحتاج أعمال سلفادور دالي مثلا ً،
إلى عين ( مثقفة ) تستطيع سبر أغوار دلالات لوحاته ؟
أليس بيكاسو غامضا ً و مبهما ، و يحتاج متذوقه إلى استيعاب ما للتكعيبية من خصائص ، و ما للمرحلة الزرقاء من أثر على ألوانه ؟
أتـُرى لو عـُرضت واحدة من لوحات موديلياني التي تتميز بالبساطة مثل رسوم الأطفال ، و تبدو فيها الوجوه النسائية ُ البيضاوية برقابهن الطويلة شائهة ً ، كلوحة العاريات أو جان يوترن أو حتى بورتريه جاكوب أو غيرها ، و التي تثمن بملايين الدولارات ، لو عرضت في أحد محلات ( الصيني ) التي تبيع الأكواب و أطقم الحلل ، باعتبارها مكملة ( للشوار ) ، و يمكن تعليقها في غرفة النوم ، ألن تكون باهظة الثمن إذا عرضت بسعر ( 50 جنيها ) !! .. هل لدى من يراها في حالتها تلك ( ذائقة ) ؟!.. نعم له ذائقة .. إنه يتساوى مع مثمنها بالملايين ، في وجود ذائقة ..
غير أن الفارق بين الذائقتين ، كالفارق بين ضوءين ، ضوء الشمس ، و ضوء شمعة .. كلاهما ضوء ..
أشكرك أخي إيهاب ، المتعقل دائما ً ، على إضفاء صفة المبدع علىّ ..
ليتني .. فبيني و بين الإبداع محيط من المعارف ، ما زلت أحبو على
شواطئها .. و لك كل حبي و احترامي