* : زهيرة سالم- 7 مارس 1942 - 27 ديسمبر 2020 (الكاتـب : jamal67 - آخر مشاركة : عطية لزهر - - الوقت: 17h14 - التاريخ: 06/09/2025)           »          موفق بهجت- 17 مارس 1938 (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 16h10 - التاريخ: 06/09/2025)           »          المطربة سحر (الكاتـب : ADEEBZI - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 15h44 - التاريخ: 06/09/2025)           »          اصوات منسية (الكاتـب : هادي العمارتلي - آخر مشاركة : fehersaad - - الوقت: 14h50 - التاريخ: 06/09/2025)           »          نهاد طربيّه (الكاتـب : Edriss - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 10h05 - التاريخ: 06/09/2025)           »          كارم محمود- 16 مارس 1922 - 15 يناير 1995 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : أحمد شهاب - - الوقت: 08h54 - التاريخ: 06/09/2025)           »          فى انتظار حفل اذاعة الاغانى الخميس الاول من شهر بتمبر 2025 (الكاتـب : EgyLoveR1980 - آخر مشاركة : محمد حسام محمود - - الوقت: 07h37 - التاريخ: 06/09/2025)           »          عبادي الجوهر (الكاتـب : ابوحمد - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 07h28 - التاريخ: 06/09/2025)           »          سليم الطبَّاع (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 04h39 - التاريخ: 06/09/2025)           »          فريد الأطرش فتى غلاف في مجلات قديمة (الكاتـب : el kabbaj - آخر مشاركة : أبوإلياس - - الوقت: 23h30 - التاريخ: 05/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > المغرب العربي الكبير > المغرب الأقصى > الدراسات والبحوث في الموسيقى المغربية

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 21/07/2007, 18h47
الصورة الرمزية wahdani
wahdani wahdani غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:4214
 
تاريخ التسجيل: August 2006
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
العمر: 73
المشاركات: 53
افتراضي ذاكرة إذاعة طنجة تنفتح على المشوار الفني للراحل اسماعيل أحمد

ذاكرة إذاعة طنجة تنفتح على المشوار الفني للراحل اسماعيل أحمد بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله

مرة أخرى ا نفتحت ذاكرة إذاعة طنجة على اسم آخر من رموز الفن الغنائي بالمغرب ممن تركوا بصمات مميزة في المشهد الفني : الفنان الراحل اسماعيل أحمد، الذي حلت الذكرى العاشرة لوفاته في الفاتح من أبريل الجاري.

وعلى مدار ساعتين تقريبا استعرض الزميل حميد النقراشي في برنامج خاص أهم المراحل في مشوار الفنان اسماعيل أحمد، الذي جمع بامتياز بين الموهبة والدراسة والتعبير الفني والوجداني وبين صفات النبل والأخلاق.

وخلال هذا اللقاء تحدث الملحن أحمد العلوي عن المميزات والخصوصيات التي اقترنت بتجربة الفنان اسماعيل أحمد وبالأساس تشبعه بالأنغام المغربية ومساهماته القيمة في تشكيل النواة الأولى للأغنية في المغرب، إلى جانب دوره في إثراء الأغنية ذات الطابع الصوفي واعتماده أسلوب البساطة والتلقائية في جل الإبداعات التي قدمها، وعلاقاته برموز الفن كأحمد البيضاوي وعبد القادر الراشدي وغيرهما.

ومن جانبه تطرق الفنان والإعلامي سعيد الإمام لأبرز محطات التألق في مسار الفنان الراحل اسماعيل أحمد فأشار، إلى أنه في بداياته تتلمذ بمعهد المامونية في الرباط على يد عازف الكمان الألماني قبل أن يلتحق عام 1952 بالمجموعة الموسيقية التابعة لراديو ماروك. كما ذكر برحلته نحو المشرق، وتحديدا باتجاه القاهرة سنة 1954 ضمن بعثة فنية استثمر أثناءها ذلك التواجد بمصر للدراسة وتعميق المدارك في المجال الموسيقي. إذ تمكن في ظرف ثمانية أشهر من الحصول على دبلوم تقدير من أكاديمية القاهرة. ومن جهته ركز سعيد الإمام كذلك على تجربة اسماعيل أحمد كعازف على آلة الكمان بإحدى الفرق الموسيقية الشهيرة بسوريا وتألقه وسط كوكبة العازفين الذين عملوا بفرقة كوكب الشرق أم كلثوم إلى جانب الراحل أحمد الحفناوي قبل عودته إلى المغرب والتي دشنها بتقليد أغنية " توبة" لعبد الحليم حافظ، التي فسحت له فرصة معانقة الغناء بنكهة مغربية خالصة والمضي بنجاح في تقديم أجمل الإبداعات الغنائية التي أحبها وارتبط بها الجمهور المغربي.

ومن الأرشيف الذي تزخر به إذاعة طنجة أدرج ضمن هذا البرنامج الخاص مقتطف من وثيقة صوتية مستقاة من برنامج "سهر فني" كانت استضافت فيه الزميلة فاطمة عيسى الفنان اسماعيل أحمد في غشت سنة 1996، أي قبل أشهر قليلة من رحيله الذي جاء في فاتح أبريل سنة 1997.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25/08/2007, 01h37
الصورة الرمزية chraibi
chraibi chraibi غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:21457
 
تاريخ التسجيل: April 2007
الجنسية: مغربية
الإقامة: مراكش
المشاركات: 31
افتراضي رد: عبد الرحيم السقاط

اقدم لكم بعض من سجل حياة الراحل عبدالرحيم السقاط
المحلن الراحل عبد الرحيم السقاط : مع بداية الخمسينيات حصل عبد الرحيم السقاط على شهادة الباكالوريا وكان جل أصدقائه من أهل الثقافة والفن كالمطرب محمد المزكلدي والشاعر محمد السرغيني حيث كانوا يلتقون في مناخ ثقافي يتبادلون هموم الفن وينهلون من تراث وحد.

سافر عبد الرحيم السقاط إلى القاهرة والتحق بجامعة فؤاد الأول ومنها تردد على بعض المعاهد الموسيقية حيث حصل على شهادات متميزة في العزف والتأليف والموسيقى. ولأنه كان متشبعا بالتعابير الموسيقية الشعبية والتقليدية الغنية التي يزخر بها تراثنا فإن همه الأول بعد دراسة الموسيقى وأصولها أصبح ينصب حول كيفية توظيف كل ما تعلمه بغية الخروج من دائرة تقليد الأغاني الشرقية التي كان يحفظ أجودها عن ظهر قلب.

وبعد رجوعه إلى أرض الوطن، التحق بدار الاذاعة والتلفزة وسجل أول لحن له "علاش يا غزالي" التي أداها المطرب المعطي بنقاسم، ومنذ ذلك الحين بدأت رحلة الثقة في النفس وكان هذا الجهد المتواضع بمثابة الحافز لظهور عدد كبير من الأغاني الخالدة مثل "بلغوه سلامي" و"عيني علاش الدموع" من أداء عبد الوهاب الدكالي و"كأس البلار" و"خسارة فيك غرامي" من غناء فتح الله لمغاري و"شفت الخاتم وعجبني" لنعيمة سميح و"صدقت كلامهم" و"هدى لي صورتو البارح" و"قطار الحياة" من غناء عبد الهادي بلخياط و بارد وسخون للمرحوم الحياني.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17/09/2007, 02h50
الصورة الرمزية b.abdelmalik
b.abdelmalik b.abdelmalik غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:73837
 
تاريخ التسجيل: September 2007
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 182
افتراضي رد: التعريف بالملحنين المغاربة

اغنية بارد وسخون التي غناها المطرب الراحل محمد الحياني ليست من الحان الفنان عبد الرحيم السقاط بل هي من
الحان الفنان حسن القدميري وكلمات علي الحداني.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17/09/2007, 18h08
الصورة الرمزية issam alaoui
issam alaoui issam alaoui غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:13676
 
تاريخ التسجيل: January 2007
الجنسية: مغربي
الإقامة: الأرجنتين
المشاركات: 21
افتراضي رد: التعريف بالملحنين المغاربة

لااعتقد ان اغنية بارد وسخون من الحان القدميري بل هي من الحان عبد الرحيم السقاط وارجو من الاخ اثباب ماقاله.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18/09/2007, 23h59
الصورة الرمزية b.abdelmalik
b.abdelmalik b.abdelmalik غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:73837
 
تاريخ التسجيل: September 2007
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 182
افتراضي رد: التعريف بالملحنين المغاربة

أؤكد للأخ المحترم بأن اغنية بارد وسخون هي من ألحان حسن القدميري وهي من انتاج سنة 1972 وهي من بين سلسلة الاغاني التي تعاون فيها الثلاثي محمد الحياني وحسن القدميري وعلي الحداني وهي كثيرة اخص بالذكر منها:ياك الجرح
برا- ياسيدي انا حر- يادموعي يااغلى ماعندي- لا سماحة ياهوى.اما قضية الاثبات فيعلم الاخ العزيزأنه لا وجود لمراجع مدونة في هذا الميدان لكي أحيلك عليها ولكن يمكنك أن تسأل وتبحث لتتأكد وشكرا.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04/10/2007, 21h50
الصورة الرمزية صلاح السويفي
صلاح السويفي صلاح السويفي غير متصل  
رحمة الله عليه
رقم العضوية:38061
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصـري - مغربي
الإقامة: مصر ولي روح بالمغرب
العمر: 79
المشاركات: 582
افتراضي رد: التعريف بالملحنين المغاربة

ياريت ياأستاذ حليم لو أكملت جميلك

اخترت العنوان ..شامل....ولكن عفوا لم لم تكمـل ياصديقي

آسف ليس بنقد بل العكس..أحاول حثك على تكملة الموضوع...وايفاءه حقه

فالطرب المعربي ..ينقصه التعريف به لدى البعض...رغم أنه يحمل بين طياته

طربا حقيقيا وأصيلا..والأكثر من هذا تنوعه..

أخي أين ذكرك لشيخ الملحنين المغاربة بل عميدهم..وباعتراف فطاحل الطرب المعربي ..من أمثال الدوكالي وبالخياط


أقصد بشيخ الملحنين المعاربة وعميدهم

الأستاذ أحمد البيضاوي رحمه الله...طبعــا وكثيرين غيره

تابع ياأخي حليم ..فكلنا عــــــيون "صاغيــة "
__________________
مع تحــــــيات
صلاح الســويفي

"يا ايتها النفس المطمئنه ارجعي الي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي."
(إن نظرت من الدنيا إلى حسن منذ غبتِ زوجتي عني فلا مُتعتُ بالنظر)
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04/10/2007, 23h12
الصورة الرمزية رضا المحمدي
رضا المحمدي رضا المحمدي غير متصل  
مؤسس رابطة العندليب
رقم العضوية:3694
 
تاريخ التسجيل: July 2006
الجنسية: مغربي
الإقامة: المملكة المغربية
العمر: 40
المشاركات: 2,693
افتراضي رد: التعريف بالملحنين المغاربة

حاضر يا أستاد السويفي
على الرغم أن هناك من هم اكفأ
مني في هدا الموضوع
لكن سأحاول أن اكمل
شكرا لك
__________________
رابطة العندليب..عش الأسطورة
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21/07/2008, 12h14
عبد الرحيم عبد الرحيم غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:188602
 
تاريخ التسجيل: March 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 1
افتراضي رد: التعريف بالملحنين المغاربة

ان اغنية بارد وسخون من الحان القدميري وهدا سمعناه من الاستاد القدميري في برنامج نغموتاي وكان العمل الثاني الدي جمعه مع المطرب الراحل محمد الحياني
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01/09/2008, 13h37
الصورة الرمزية رضا المحمدي
رضا المحمدي رضا المحمدي غير متصل  
مؤسس رابطة العندليب
رقم العضوية:3694
 
تاريخ التسجيل: July 2006
الجنسية: مغربي
الإقامة: المملكة المغربية
العمر: 40
المشاركات: 2,693
افتراضي رد: التعريف بالملحنين المغاربة

الملحن عبد النبي الجراري

يعتبر عبد النبي الجيراري، الأب الروحي الحقيقي للعديد من الأسماء والنجوم اللامعة التي تتلألأ حاليا في سماء الأغنية المغربية داخل البلاد وخارجها على السواء. فهو الذي اكتشفها بعد أن كانت مجهولة، لا يعرفها أحد، ومهد لها الطريق نحو مشارف الشهرة والانتشار الفني، في وقت لم تكن فيه الإمكانات متاحة مثلما هو عليه الحال اليوم، في برامج مسابقات الغناء التلفزيونية من المحيط إلى الخليج.


ولم يأت اسم الجيراري، من فراغ، بل بناه صاحبه بعزيمة لا تكل، وإرادة لا تمل. فقد فتح عينيه وسط محيط عائلي، يتسم بالعلم والتثقيف.



وحده عبد النبي من دون سائر أفراد أسرته، اتجه نحو الفن. فقد تفتقت موهبته مبكراً، ورعاها بالتثقيف والصقل اعتماداً على نفسه وعصاميته، إذ كان منذ صغره محباً للموسيقى، متردداً مساء كل جمعة على ساحة المشور السعيد بالرباط، حيث كانت فرقة الخمسة والخمسين الموسيقية التابعة للقصر الملكي تعزف لسكان العاصمة مقطوعات من الموسيقى، في عهد الملك الراحل محمد الخامس، في عقد الأربعينات من القرن الماضي، وكان المغرب آنذاك يرزح تحت نير الاستعمار الفرنسي.



وبالفعل، قادته خطواته ليتعلم قواعد الموسيقى في معهد موسيقي صغير وبسيط، مفتقرا إلى ابسط التجهيزات، حيث كان يجلس على الحصير في غياب المقاعد، في تلك الفترة. ولم يكن المستعمر الفرنسي ينظر بعين الرضا إلى إقبال شباب العاصمة السياسية للبلاد على صقل مواهبهم الفنية.



وكأي طالب متحمس مفعم بالروح الوطنية، شارك الجيراري في المظاهرات الوطنية التي كانت تقام ضد الاحتلال. وفي إحدى المرات كاد يلقى حتفه في «مظاهرة الجامع الكبير» بالرباط، بعد إصابته بجروح وإلقاء القبض عليه. ويسجل له التاريخ الفني أنه أول من أنشأ جوقا موسيقيا عصرياً، أطلق عليه «جوق الاتحاد الفني الرباطي» عام 1945، بمعية رفيق دربه الفنان الراحل عبد القادر الراشدي، الذي سرعان ما انفصل عنه، وأسس هو الآخر، جوق «التقدم»، لتتوالد بعد ذلك أجواق ومجموعات موسيقية أخرى في مختلف المدن المغربية، حتى كاد أن يصبح لكل ملحن مغربي جوقه الخاص.



وكان ضمن الأسماء الفتية التي عايشت لحظة ميلاد جوق «الاتحاد الفني الرباطي» شاب ناشئ اسمه إسماعيل الخطابي، يتردد كثيرا على بيت الجيراري، لتعلم العزف على الكمان، هو الذي أصبح في ما بعد إسماعيل أحمد، المطرب المشهور الذي ولد من رحم المعاناة، بعد أن عاش فترة صعبة في بداية بناء شخصيته الفنية.



أخذ «جوق الاتحاد الفني الرباطي» يحيي سلسلة من السهرات والحفلات الفنية، كان عنوانها البارز والأكبر، هو ترديد الأناشيد الوطنية لبث الحماس في النفوس، وذلك بتنسيق مع رجال الحركة الوطنية في المغرب، كما يقول الجيراري، حيث كان للفن مفهوم واحد ودور واحد، هو النضال ضد الاحتلال.



وانطلاقا من إذاعة «راديو ماروك»، بدأت معزوفات ونغمات جوق الجيراري مثل «سلوى» و«بشرى» و«جمال الريف» تصل إلى المستمعين، فتثير انتباههم بنفَسِها العصري في انصهارها مع مقامات الموسيقى العربية، وخصائص الهوية التراثية المغربية في أصالتها وتنوع إيقاعاتها وزخم تنوعها.



وبموازاة مع ذلك المسار الفني بدأت رحلة عبد النبي الجيراري في البحث عن أصوات جديدة، حتى لا يبقى الغناء وقفا فقط على الملحنين الذين كانوا يكتفون بأداء ألحانهم بسبب ندرة المطربين في ذلك الوقت. ويحسب للجيراري الذي يجيد العزف على العديد من الآلات الموسيقية، أنه أول مَن جدد شباب الأغنية المغربية، وأول مَن أدخل آلة البيانو ضمن معمارها الفني، مما منحها نكهة أخرى ومذاقا فنيا آخر.



وربما سبق الجيراري عصره بانفتاحه على تركيبات وتعبيرات موسيقية لم تكن مألوفة آنذاك في الإذن المغربية، غير أنها سرعان ما فرضت نفسها وأثبتت صواب اختياره الفني وسعيه للتحديث والعصرنة عوض الارتكان للقوالب القديمة. إن ألحانه مثل «ابتسم يا غزال» و«اذكرى» لإسماعيل أحمد، و«رفيقتي» لمحمد علي، و«يا حبيب القلب» و«حسبتك» لعبد الهادي بلخياط، و«كان قلبي هاني» للراحل المعطي بنقاسم، ما زالت محتفظة بقيمتها الفنية المتجددة، وكأنها سجلت بالأمس فقط، وفي كل أغنية من هذه الأغاني التي شاعت وذاعت وانتشرت على الشفاه، وتردد صداها في كل أنحاء المغرب، يبرز وجه الجيراري الحداثي، وإضافته الفنية الواضحة التي تعطي للعمل الغنائي عمقه الأصيل.



وبلغ هذا التجديد ذروته في مسيرته الفنية باختياره لمقاطع من قصيدة «صلوات في هيكل الحب» المطولة لشاعر تونس أبي القاسم الشابي، وصاغها في أغنية سماها «أنت»، واسند غناءها للفنان عبد الوهاب الدكالي، فكانت محطة رائدة في طريق الأغنية المغربية العاطفية المستندة إلى متن القصيد.



ورغم أن للجيراري كل هذا الرصيد الهائل من الألحان التي نالت حظها من النجاح، فإن الصفة التي بقيت راسخة أكثر في أذهان الجمهور، هي صفة مكتشف المواهب وصانع النجوم، من خلال برنامجه التلفزيوني الذائع الصيت في المغرب «مواهب» انطلاقا من سنة 1967.



بحاسته الفنية التي لا تخطئ كان الجيراري يكرس وقته تقريبا كله للبحث عن الأصوات الناشئة، ليتبناها فنيا، ويصقلها بالرعاية والتشذيب بنوع من الأبوة الحانية، قبل أن يفتح أمامها الأبواب والنوافذ بالوقوف أمام الميكروفون، لتنال فرصتها للتألق. فكان يمد يد العون والمساعدة لكل من يشم فيه رائحة الموهبة، ولا يتوقف الأمر عند العطاء الفني، بل انه أحيانا يشمل إيواء صاحب الموهبة في بيته، خاصة إذا كان شابا قادما من نقطة قصية، أو من قرية أو مدينة بعيدة عن الرباط، ولا تسمح إمكانيته بالإقامة في الفندق.



كانت داره بمثابة ناد ثقافي وفني مفتوح في وجه الجميع، من عازفين وموسيقيين وشعراء وأدباء وكتاب كلمات وإعلاميين. كلهم كانوا يلتقون عند الجيراري، فيكرم وفادتهم.



إن أغلب المغنين والمغنيات الذين لمعوا في عقود الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي،كلهم تخرجوا من تحت جلبابه الذي اتسع للعديد من الأصوات التي يطول حصر أسمائها، بعد أن غدت نجوماً لامعة تحيط بها هالة الشهرة.



لقد كان برنامج «مواهب» أول برنامج في تاريخ التلفزيون المغربي يُعنى باكتشاف الأصوات، ويتبناها ويتعهدها بالرعاية والتوجيه إلى أن يشتد عودها. وعلى امتداد عقدين من الزمن، وبصفة مسترسلة ظل البرنامج فضاء حقيقيا ومشتلا لتفريخ أجيال جديدة من المغنين والمغنيات، تخرجوا في هذه المدرسة التي مدت الأغنية المغربية بحناجر أثبتت جدارتها وقوتها وكفاءتها.



أول خريجة من برنامج «مواهب» هي سميرة بن سعيد، التي احتضنها معد ومقدم البرنامج الجيراري، وهي يومئذ طفلة في ربيعها التاسع. وما زال المشاهدون المغاربة القدامى يتذكرونها من دون شك، وهي في إطلالتها الأولى، تردد مقاطع من أغنية «الأطلال» لأم كلثوم، بعد أن بلغت الحادية عشرة من سنها. وحين كبرت قامتها الفنية أسند إليها غناء موشح من توقيعه، قبل أن يتهافت عليها الملحنون الكبار في المغرب، فغنت لعبد الله عصامي أغنية «كيفاش تلاقينا؟»، فنالت نجاحا منقطع النظير، ولحسن القدميري «وعدي»، ولعبد القادر الراشدي «يا لحن جميل عربي أصيل»، ولعبد العاطي أمنا «رسالة إلى أطفال العالم» في مهرجان الأوروفيزيون بإيطاليا، قبل أن تحلق مهاجرة إلى أرض الكنانة.



أما عزيزة جلال فكانت يوم قدومها إلى التلفزيون سنة 1975، للمشاركة في ذات البرنامج، تلميذة في إحدى المدارس الثانوية بمدينة مكناس، حيث حضرت برفقة أمها وأبيها إلى تلفزيون الرباط، تتعثر في خطواتها، يسبق الخجل نظرات عينيها، لكنها خطفت انتباه الجميع بسرعة، حين وقفت أمام الميكروفون تغني أولا أغنية شريفة فاضل «الليل موال العشاق»، أعقبتها بأداء أغنية أسمهان «ليالي الأنس في فيينا»، باقتراح من الجيراري الذي لمس في حنجرتها كنزا كامنا بين النبرات.



منذ اللحظة الأولى لمشاركتها في البرنامج كان واضحا أنها مطربة حقيقية بكل المقاييس، وهو ما تأكد بالفعل يوم أنشدت لحنا من توقيع مكتشفها الجيراري وكلمات الشاعر المهدي زريوح أغنية «نقلت عيوني هنا وهناك.. شفت الشرق.. وشفت الغرب».



وبنفس الإحساس والاندماج في الأداء، غنت عزيزة جلال لمشاهير الملحنين في المشرق العربي، قبل أن تعتزل الفن، وتتفرغ لحياتها العائلية الخاصة، مخلفة وراءها باقة من الأغنيات العطرة «مستنياك» و«الأول ما تقابلنا» وغيرهما.



كذلك الحال مع المطربة الراحلة رجاء بلمليح، التي حضرت أول مرة إلى استوديو «مواهب» مرفوقة بوالدها، سنة 1978، وشاركت بأغنية «أعطني الناي» للفنانة فيروز من شعر جبران خليل جبران، فأبانت عن وعي وإلمام بقواعد الإلقاء الفني السامي.



كما أن نعيمة سميح أيضا صديقة للبرنامج، ومحمود الإدريسي كذلك من اكتشاف عبد النبي الجيراري أيضا، والملحن محمد بلخياط، ومحمد الإشراقي، وجمال أمجد، ومحمد الحياني ـ يرحمه الله، والمطرب عماد عبد الكبير ـ يرحمه الله، والملحن عبد القادر وهبي، صاحب لحن «ياك اجرحي»، وعز الدين منتصر، وفوزية صفاء، وآمال عبد القادر، ونادية أيوب، وعبد المنعم الجامعي، والبشير عبده، ومحمد الغاوي، الذي شغل في البرنامج في البداية وظيفة المكلف بالتوثيق، والمطرب أنور حكيم، الذي كان مشرفا في البرنامج على فقرة الرسم.



لقد امتد نشاط البرنامج وتوسع ليشمل مختلف أشكال التعبير الأدبي والفني، فكانت هناك فقرة خاصة بالشعر والزجل تحت إشراف الشاعر المعروف المهدي زريوح، بينما كان الشاب أنس نجل الجيراري معداً لفقرة الخط، ومنها انطلق خطاط التلفزيون محمد قرماد. كذلك سعيد الزياني المذيع الإذاعي والتلفزيوني الذي جرب حظه مع الغناء قبل أن يعتزل الفن والإعلام معا.



والصناع التقليديون كانت لهم أيضا فقرة يستعرضون فيها إبداعاتهم على الشاشة الصغيرة. فظهر في البرنامج مخرجون، ومنهم المخرج التلفزيوني شكيب بنعمر، الذي سبق أن ساهم بفقرة فنية قبل أن يتخصص في فن الإخراج، ويبرع فيه.



وتردد أيضا على البرنامج في البداية زجالون وشعراء شباب، منهم الشاعر الغنائي عمر التلباني، كاتب كلمات أغنية «سوق البشرية» لعبد الوهاب الدكالي، الفائزة بالجائزة الأولى في إحدى دورات مهرجان الأغنية العربية بالقاهرة، واللائحة طويلة.



المساهمة في التباري ضمن برنامج «مواهب» كانت تقتضي بعث طلبات خطية لضبط وترتيب المشاركة وفق جدول زمني محدد. وفي حوزة الجيراري الآن كميات من تلك الرسائل التي كتبها إليه أصحابها بخطوط مرتعشة، يلتمسون منه فيها فرصة للظهور وتجريب حظوظهم، وقد وضع كل تلك الرسائل في وثائق منظمة ومرتبة بشكل بديع ضمن أرشيف خاص، يحمل بين ثناياه خفقات الدهشة الأولى، موقعة بالأسماء الحقيقية التي تحولت في ما بعد إلى ألقاب فنية مستعارة. وفي الحقيقة فإن بيت الجيراري متحف حقيقي بكل ما في الكلمة من معنى، يؤرخ لفترة مهمة من تاريخ المغرب الفني.



وثمة ركن خاص بالمواهب، ويتضمن صوراً لمشاهير الفنانين من رفاق الدرب، كما أفسح مكانا للآلات الموسيقية واللوحات والملفات الفنية.



ما أكثر ما أنجزه الجيراري من أعمال فنية واكتشافات صوتية في مسلسل طويل من سماته الأساسية: التضحية والإيثار، والمكوث في الظل بعيداً عن الأضواء ليلمع الآخرون في عوالم الشهرة، حتى ألحانه التي قدمها لهم بالمجان تقديراً لظروفهم المادية في بداية حياتهم الفنية يحجمون الآن عن غنائها في السهرات الغنائية، تنكراً للأيدي البيضاء التي امتدت إليهم، يوم كانوا في أمس الحاجة لمن يتكئون عليه في أول المشوار.



والجيراري نموذج فني نادر في الجدية والاتزان وعفة اللسان وعزة النفس. ورغم قلة الوفاء لدى بعض الفنانين الذين صنع نجوميتهم، ولم يلمس منهم مقابل ذلك سوى الجحود والعقوق والتقصير ونكران الجميل، فإنه يظل محتفظا بكبريائه ونخوته وشهامته، لا يعاتب أحداً، ولا يحقد على أحد منهم، بل انه في قرارة نفسه، كما يقول دائما، يشعر بالفرح، وهو يتابع نجاحهم، إحساسا منه بأن الجهد الذي بذله في صالحهم لم يذهب سدى، فالمواهب بالنسبة إليه، كما يقول أيضا، مثل البذور لا بد من رعايتها لتعطي ثمارها المرغوبة، وها هي البراعم التي كانت صغيرة غدت كبيرة بفضل دعمه وتشجيعه لها ماديا ومعنويا.



لقد أنفق ثروة أهله في سبيل الفن، لذلك يحلو للجيراري أن يصرح أنه دخل التلفزيون بجيب ممتلئ وخرج منه خاوي الوفاض، وعزاؤه الوحيد هو هذا الرصيد المتنامي من المحبة التي يلمسها في عيون الناس لدى لقائهم به.



أحيانا ينتابه الحنين إلى تلك الفترة التي كان يأتي فيها إلى الاستوديو متأبطا دفتر تسجيل الملاحظات وتنقيط المساهمين من أصحاب الأصوات الناشئة لمتابعة مراحل تطورهم الفني، ومدى تجاوبهم مع توجيهاته وإرشاداته، حين كانوا يقصدونه من جميع أقاليم المملكة المغربية، بغية التباري في ما بينهم في إطار من التنافس الفني الشريف.



ووعيا منه بمعاناة وظروف هؤلاء الوافدين من الأقاصي البعيدة، ممتطين صهوات أحلامهم، أصبح البرنامج، بقيادة الجيراري، هو الذي يتوجه إليهم، متنقلا بين المدن والولايات إلى أن وصل إلى عيون الساقية الحمراء في رحاب الصحراء المغربية، لتسجيل حلقات حية من عين المكان.



وفي عز وذروة ذلك النجاح الباهر، صدر فجأة قرار إداري عبثي سنة 1985 في التلفزيون، يقضي بتوقيف البرنامج وإعدامه إلى الأبد، من دون أي مسوغ منطقي أو سبب موضوعي، ومن دون كلمة شكر، لا لشيء سوى لإفساح المجال لبرنامج آخر بالفرنسية في قناة مغربية بعنوان «موزيكا» تذيعه الفرنسية جاكلين، سرعان ما أحجم المشاهدون عن متابعته لفراغه من أي مضمون وخوائه شكلا ومضمونا، بينما ظل برنامج «مواهب» حيا في الذاكرة، من خلال الأصوات التي اكتشفها، وما زالت تملأ الأسماع طربا.



ورغم حفلات الاحتفاء التي تقام على شرفه في بعض المهرجانات تقديرا له واعترافا بجميله، فإنه في نظر العديد من متتبعي الحركة الفنية في المغرب لم ينل بعد ما يستحقه من تكريم حقيقي يرقى إلى مستوى ما بذله من تضحيات، وما قدمه من أصوات أغنت حقل الغناء والإنشاد في المغرب. ومن اللحظات التي لا تنسى تلك الأمسية التي أقيمت في يونيو (حزيران) 2000، ضمن الدورة السادسة لمهرجان الرباط، حيث انحنى المطرب المغربي المعروف عبد الهادي بلخياط ليقبل بكل احترام وتقدير، يد عبد النبي الجيراري، تحت أنظار الجمهور في قصر التازي، وسط عاصفة ملتهبة من التصفيق.



ويرتبط الجيراري كثيرا بالأرض. ويبدو أنه ورث عشق الطبيعة من والده. ولعله يجد في امتداد سهولها متنفسا له، ومصدراً لإلهامه الفني. ومن أجوائها صاغ لحنا للمطرب المغربي الشاب البشير عبده، من خلال قصيدة جميلة للشاعر التونسي أبي القاسم الشابي يتغنى فيها بالصباح، ويردد أصداء أغاني الرعاة في الوهاد والسهول: «أفيقي يا خرافي وهلمي يا شياه».



ويحب الجيراري القرية بكل ما فيها من إنسان وحيوان وزرع وشجر وطير، لذلك يتردد بين الحين والآخر على البادية. وأحلى اللحظات لديه هي التي يجلس فيها مع الفلاحين البسطاء الذين يكن لهم محبة خاصة، ويرتاح إلى صحبتهم، لما يرمزون إليه من صدق وصفاء ونقاء، بعيدا عن تلوث أخلاق المدينة.
__________________
رابطة العندليب..عش الأسطورة
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01/11/2011, 12h39
الصورة الرمزية رضا المحمدي
رضا المحمدي رضا المحمدي غير متصل  
مؤسس رابطة العندليب
رقم العضوية:3694
 
تاريخ التسجيل: July 2006
الجنسية: مغربي
الإقامة: المملكة المغربية
العمر: 40
المشاركات: 2,693
افتراضي رد: التعريف بالملحنين المغاربة

بمناسبة ذكرى رحيله التي توافق
فاتح نوفبمر أي اليوم

نسترجع أهم محطات
راحلنا الكبير الموسيقار

عبد الرحيم السقاط
مع فائق احتراماتي

الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 عبد الرحيم السقاط ,سماعي.mp3‏ (662.6 كيلوبايت, المشاهدات 58)
__________________
رابطة العندليب..عش الأسطورة
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 17h33.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd