وقتها كان للعالم بقايا ضمير يمكن مخاطبته. اليوم ، لا العالم ولا غير العالم ، الضماير ماتت ، وقصيدتك محاولة لإسماع من في القبور يا عم كمال.
نعم يا دكتور محمود ،،
لا قصائد الشعراء و لا خطب الزعماء ولا مشاهد الجثث الممزقة ، و لا 242 ، و لا ميثاق الأمم المتحدة ، و لا مبدأ عدم جواز الإستيلاء على أراضي الغير بالقوة ، و لا المسيرات ، و لا اشتغال الجماهير ( اليومين دُول ) بالسياسة ( بنفس حماسهم لكرة القدم ) ،
و لا المبادرات و لا المؤتمرات و لا البلح الأَمْهات ، بـِقادرين على إحياء ضمير ( عالمي ) أو القضاء على الكيان الصهيوني ،،
يا سيدي ،
رمز ضمير العالم ( بان كي مون ) القابع في نيويورك ، يتولى منصبه بتوصية من أمريكا و الغرب ،،
يا سيدي ،
مُخ القرارات الصادرة من البيت الأبيض و الكونجرس و مجلس الشيوخ ، هو صهيونيٌ بحت ، يديره ( لوبي ) على رأسه أقوى منظمة سياسية في أمريكا ( الإيباك ) ، و التي لا تتوقف عن تقديم الدعم السياسي و الإعلامي و المعنوي و المادي ، لترسيخ و تقوية و توسيع ما يسمى بدولة إسرائيل ،،
و البيت الأبيض مجرد أداة تتبنى مواقف هذا اللوبي ، بما فيها القرارات السياسية ، بل و الاقتصادية ،،
دعنا من مسيراتٍ تجوب الشوارعَ ، ثم تنفـَضّ ،،
و من مقال أو قصيدة تشعل الحماس ثم تنفـَض ،،
فتلك نارٌ تشتعل في قـَش ّ ،،
و لو توقفّ الصهاينة عن ضرب غزة اليوم ،، فستجد أن الأمور على ما يرام ،، و نعود لنسأل ( هُوَّ الماتش كام كام ؟! )
يا سيدي الفاضل ،،
الشعوب تنتفض ، ثم تنطفيء ، و كلٌ يعود إلى مشاغله اليومية ،، فلا يجب التعويل على حَدَثٍ عارض ، و دمعةٍ مؤقته ،،
بدون ( استراتيجيات ) نبقى محلك سِر ،،
بدون مؤسسة سياسية واحدة واعية و قوية ، تدير ملف ( الصراع ) العربي الصهيوني ، سيظل الجدال قائماً إلى أن يشاء الله ،،
و كلٌ يلقي التهمة على الأخر ، ثم يتحسس كرسيه متوجساً ،
و لايهدأ توجسه إلا باتصال ٍ هاتفي ٍ بالبيت الأبيض !
بدون ( شرفاء مؤمنين بالقضية ) ,
بدون ( لوبي ) عربي يملك أوراقاً حقيقية للضغط على القرارات في الغرب ، فلا قيمة لمسيراتٍ و مَشاهِد تدمي القلوب ،،
لا العالم و لا الصهاينة يفهمون لغة الضمير ،
بدون ( قوة ) ذاتية يملكها العرب ، و تجعل لهم وزناً دولياً ، فسيظل الكيان الصهيوني جاثماً في قلب الأمة ،،
عارف يا كمال ، من يوم السبت وأنا من الصباح وحتى نهاية اليومأجلس أمام تلك الشاشة ليس انتظارا لخبر قد يجيء ، فكل الأخبار مثل بعضها ، ولكنيأستمع مثلما يصيخ أهل بلداننا السمع لصوت النـَعـِِِِِيِّ. استماعي ليس أملا ولكنعجزا وبؤسا وأسى. أحيانا أفكر .. "هو مين اللي غلطان ووصل غزة ووصلنا لما نحنفيه؟؟!!" حماس في غزة؟ أم السلطة في رام الله ؟ أم القادة في بلداننا أم الشعوب أمأمريكا أم ضمير العالم أم ... الولاد والأمهات والشيوخ اللي بيموتوا ؟؟
يا دكتور محمود ،،
إن أكبرَ نجاحٍ للصهيونية ، ليس في مفاعل ديمونة ، أو ترسانة الأسلحة التي تجعل من الكيان الصهيوني ( خامس ) قوة عسكرية في العالم ،،
بل في هذا الصَّدع الذي قام بين قوى ( النضال ) الفلسطينية ،،
فمنذ ( أوسلو ) ، منذ خـَلـَعَ مناضلو فتح / منظمة التحرير الفلسطينة ، الكوفية الفلسطينية ( رمز الصمود ) ، و وضعوا بنادقهم جانباً ،
و ارتدوا ( بـَدلة و كرافتة ) و حملوا شنطة دبلوماسية ،
أدركتُ أن القضية في طريقها للتصفية ، و أن الثوابت ، سيتم حلحلتـُها ، لتنتهي إلى لا شيء ،، فلا حق عودة ، و لا حدود 48 ، أو 67 ، و لا سيادة ، و لا يحزنون !
الحل الصهيوني ، كان في ( تسييس ) القضية ، و الاتفاقيات الجانبية ،
فلما استعصى عليهم ( عرفات ) قتلوه ، على مرأى و مسمع من العالم كله ،،
أثرتَ شجوني ، فأطلتُ عليك ،، و الوَجَع العربي ، يحتاج إلى مجلدات ،
و اسمح لي أن أخرجَ من ( مُود ) العكننة الأبدية ، و أقول لك :
واحشني ،،
و حمدا لله على السلامة
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال