الأخ سيّد عبد الفتاح
أنا مُعجب بدأبك ، كإعجابي بسلامة أذنك ، و لولا ظني أنك مؤهل لأن تكون شاعِراً لديه قدرة على بناء قصيدة ، ما كتبت إليك للمرة الثانية (المرة الأولى كانت بالمحذوفات)
و لعل من أدوات الشاعِر - المخفيّة عن القراء - هي قبوله النصح و حب التعلم ، و أنت تملكهما إذ أخذت بنصح
أستاذنا محمد الألاتي
، فجئت تثير إعجابنا و لا ترد على مشاركاتنا (إوعى تقوللي : مكسوف ! ، أحسن أنهي المشاركة )
* * * *
ذهب أحد الفتيان إلى الشاعر بشار بن بُرد ، فقال له : إني أقرضُ الشِعرَ
فلم يقل له بشار : أسمعني ،
بل قال له : ماذا حفظت من صحيح الشِعر ؟
فتلعثم الفتى
قال له بشار: إذهب فاحفظ عشرة ألافِ بيتٍ من الشِعر ، ثم اْتني
غاب الفتى فترة ثم عاد إليه فرحاً يقول : حفظت عشرة ألافِ بيتٍ من الشِعر
فقال له بشار: فاذهب حتى تنساها ثم اْتني
* * *
أنا معاك إن بشار كان مفتري في الحكاية دي ، لكن علينا أن نأخذ منها درساً في قيمة التعلم بلا تقليد
و كمان أنا معاك في إن البدايات لازم تكون بتعبر عن تجارب شخصيّة ، و لذلك لا تكاد تخرج عن مخاطبة الحبيبة ، لكن حتى مخاطبة الحبيبة يمكن أن تكون أكثر عمقاً من وصف الخدود و الشفايف .
و العمل بنصيحة بشار ، معناه مزيد من التعرف على المزيد من الصور ، يعني - مثلاً - تجد أن سبعتلاف شاعر شبهوا وجه المحبوبة بالنهار ، و شعرها يالليل (تشبيه مُلقى على أرصفة اللغة)
لكن شوف عمّنا شوقي بيه لعبها ازاي ؟
و دخلت في ليلين : فرعك والدجى ولثمت كالصبح المنور فاك
و وجدت في كنه الجوانح نشوة من طيب فيك ومن سلاف لماك
أتمنى أن تواصل ، يا السيد عبد الفتاح
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم