* : عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : samir78 - - الوقت: 13h10 - التاريخ: 23/12/2025)           »          لينا (نجاة فغالي) (الكاتـب : بديعه أحمد على - آخر مشاركة : azizan - - الوقت: 08h36 - التاريخ: 23/12/2025)           »          عبد الفتاح منسي - قانون (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 07h17 - التاريخ: 23/12/2025)           »          محمد الجراري(مونولوجيست) 3 أفريل 1925 - 14 جوان 1997 (الكاتـب : Karim Samaali - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 07h08 - التاريخ: 23/12/2025)           »          عبد الغني السيد- 16 يونيو 1908 - 9 ديسمبر 1962 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 07h03 - التاريخ: 23/12/2025)           »          صور الفنانين / تلوين (حديث) لأبو برهان .. (الكاتـب : أبو برهان - - الوقت: 01h45 - التاريخ: 23/12/2025)           »          طلبات نوتة أ / عادل صموئيل الجزء الثانى (الكاتـب : عادل صموئيل - آخر مشاركة : عمرو الهنداوي - - الوقت: 00h35 - التاريخ: 23/12/2025)           »          خالد سعيد (الكاتـب : نوسة الفرجانى - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 21h39 - التاريخ: 22/12/2025)           »          محاولات في تحسين ملفات الرواد (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : د أنس البن - - الوقت: 12h40 - التاريخ: 22/12/2025)           »          مساهمات اختيارية من الأعضاء لسماعي لعام 2026 (الكاتـب : سماعي 2 - آخر مشاركة : خليـل زيـدان - - الوقت: 22h52 - التاريخ: 21/12/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > الاغنية البغدادية و المنلوجات

الاغنية البغدادية و المنلوجات تطورها من من العشرينيات و حتى الثمانينيات و المربع البغدادي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 23/03/2011, 04h03
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 768
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

اخوتي الاحبة من اعضاء المنتدى وزواره

باسم منتدى سماعي للطرب العربي الاصيل وباسمي وباسم لجنة احتفالية مئوية ميلاد الفنان عزيز علي اشكركم جميعا على ما ترفعونه من مساهمات ومشاركات وتعقيبات .

نحن مدعوين جميعا لكي نرفع كل ما يتوفر تحت ايدينا من

كلمات او مقالات او صور او تسجيلات او افلام

عن فنان الشعب الساخر

عزيز علي

لكي نحول هذه الاحتفالية الى شيئين , الاول هو جعلها مناسبة لتخليد ذكرى هذه الفنان في مئوية ميلاده , والثاني ان نجعل من هذه الاحتفالية موسوعة تضم كل ما يراد ان يعرف عن هذا الفنان . ارجو عدم الاكتراث اذا تكررت المشاركات من دون قصد لاننا لن نتجه الى حذفها أبدا خلال ايام الاحتفالية , اما بعدها فسنقوم نحن كمشرفين باعادة ترتيبها وتنسيقها لكي تتحول بالفعل الى تسمية

(موسوعة الفنان عزيز علي في ذكرى ميلاده المئوية)

اشكركم مرة اخرى , ودمتم للمنتدى ولنا ولوطنكم العزيز

(العراق)
__________________
  #2  
قديم 23/03/2011, 04h07
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 768
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

قالوا في الفنان عزيز علي


______________________________

تراث فني : عزيز علي كما عرفته ـ لقطات وآراء (1ــ 3 )

( في 26 تشرين الاول ـــ أكتوبر ــ من عام 2010 تمر الذكرى الخامسة عشرة على رحيل الفنان والشاعر والملحن العراقي البارز المرحوم عزيز علي ؛ وما هذه الاسطر الا باقة ورد عطرة يفوح شذاها على قبره اعتزازا وتكريما )

* لوحة قلمية :
شعررأسه ناعم الملمس يفرق ما بين جانبيه خط مستقيم بالتساوي ؛ وجبهة عريضة صافية الا من بعض التجاعيد المتواضعة ؛وحجبان سوداوان كثان يضفيان على عينيه العميقتين شيئا من الجدية والاصرار ؛
وجه طوال سمح يتوسطه أنف روماني يطل على شارب خفيف منسق ؛ وفم مستقيم الطرفين اذا افتر عن ابتسامة ؛ بدت ملامح صاحبها أكثر تسامحا وتلقائية . طويل القامة رقيق الجوانب ؛ هو ولاناقة المحتشمة صنوان لا يفترقان ابدا حتى في اشد حالات البؤس والفاقة التي تعرض لها في حياته . صراحته التي لا حدود لها ومجابهته الحادة اوصلته في كثير من الاحيان الى مشاكل شخصية في غاية العنف والتعقيد ،
شاعر وملحن ومنشد من الطراز المتميز الذي لايجاريه في اسلوبه احد ؛ كتب بالفصحى واللهجة الشعبية العراقية ؛ فاجاد في الاثنين اجادة ذات مستوى رفيع .لهذا كانت الاغلبية الساحقة من الشعب العراقي تنتظر مساء الاربعاء من كل اسبوع لتستمتع باقواله والحانه ودقة تعابيره في الاداء .قدم اغماله المبهرة في السياسة والاجتماع والتربية العامة ؛ فكان صوتا مدويا ينبه على الاخطاء والاخطار والافات التي تنخر في جسد المجتمع . لهذا بقيت اقوله تلك و بالصيغة التي قدمها خالدة تسمع وتستوعب وكأنها كتبت ولحنت هذه الايام .

* لقطــات :

*الاولى :
كان من عادة احد ابناء عمومتي الاكبر مني سنا ان يصطحبني وشقيقي (المرحوم ) طارق عزمي الى احدى دور السينما لمشاهدة احد الافلام التي تتناسب واعمارنا ؛ وكان اغلبها من تلك التي تبرز فيها معالم البطولة والشهامة واعمال الخير ؛ وكان لابد لنا ونحن نتوجه من بيتنا في محلة جامع عطا عصرا الى جسر (الشهداء ) ؛ ان نمر على محلة الشيخ بشار ؛ حيث ينظم الينا زميلنا في الدراسة الابتدائية والمتوسطة ( المرحوم ) هاتف حمودي الجلــيل
؛ وكان من الصدف المحببة التي لا تنسى ان نلتقي بشخص طويل القامة ؛ صبوح الوجه ؛ انيق الملبس بشكل ملفت للنظر وهو يقف امام بيته في تلك المحلة ؛ وحينما سألنا صديقنا هاتف عنه ؛ قال ( انه المنولجست المشهور عزيز علي )؛وكنا قد سمعنا به وطالما استمتعنا ببعض مونولوجاته الاجتماعية من اذاعة بغداد ومنها ( دكتور ؛ والقبول ؛ وشوباش ... الخ ) لقد بقي ذلك اللقاء الاول العابر محفزا لملاحقة ما كان يقدمه من الاذاعة ؛ او ما تنشره الصحف عنه من لقاءات واخبار فنية

* الثانية :
في عام 1944 ؛ كان والدي المرحوم ( خليل عزمي ) قد عين رئيسا لتسوية حقوق الاراضي في كربلا ء
( وهي محكمة تختص بحل المنازعات المتعلقة بالاراضي الزراعية والبساتين ) ؛ وتبعا لذلك فقد التحقت الاسرة به وحللنا في بيت مرفه يجاور دار زميلي في الدراسة الممثل الكبير بدري حسون فريد .
وفي احد الايام و كان العيد على الابواب طلب والدي من الفراش الحاج هادي ان يصطحبني وشقيقي ليشتري لنا احذية جديدة بتلك المناسبة السعيدة بعد ان وصف له موقع المحل . سرنا في الشارع الرئيس ؛ ثم توقف الحاج هادي ليدخلنا الى معرض انيق ونظيف له واجهة زجاجية صفت على رفوفها مجموعة من الاحذية البراقة ؛ وحينما وقف صاحب المحل امامنا مرحبا ؛ فوجئت بانه ذات الشخص الذي التقيناه في محلة الشيخ بشار ؛ انه الفنان ( عزيز علي ) ؛ كرر الترحاب وقدم الينا مجموعة من الاحذية بعد ان لمعها ( ونحن في غاية الاستغراب ) بمنديل ناصع البياض: فاخترنا ما راق لنا منها ؛ سألنا الفنان عزيز علي عن دراستنا لإاجبناه بشيء من التفصيل ثم طلب منا الجلوس لنتمتع بأستكانات من شاي النومي حامض ؛ وتبسط معنا بالحديث مؤكدالنا بين الفينة والاخرى على حبه العميق لمدينته بغداد التي ابعد عنها قسرا . كان حديثه ممتعا بخاصة و ان طريقته بالكلام كانت تتسم باللباقة وحسن انتقاء التعابير. خرجنا من عنده وقدرسخ عندي الاعتقاد بسعة ثقافتهذات الجوانب المتعددة .

* الثالثة :
في عام 1954 تخرجت في كلية الحقوق وفتحت مكتبا لي لممارسة المحاماة في مدخل زقاق العاقولية كما واصلت نشر نتاجي الادبي في الصحافةوالقاء بعض الاحاديث من الاذاعة العراقية وكنت في تلك الفترة التقي الفنان عزيز علي بين الحين والاخر ( قبل هذا التاريخ ايضا ) في اروقة الاذاعة او في نادي الكمرك الذي كنت اتردد عليه في بعض الاماسي و الذي كان هو من اعضائه المعروفين باعتباره من موظفي الكمارك القدامى حيث يتصدر مائدةكان من الفنانين أذكر منهم ( سلمان شكر ومحمد كريم ورضا علي ويحيى حمدي ... الخ ).
وذات يوم وبينما كنت اسير عصرا في شارع الرشيد متوجها نحو ساحة حافظ القاضي ومن هناك الى مقهى البرازيلية لالتقي صفوة الاصدقاء ( عبد الملك نوري ؛ عبد الوهاب البياتي ؛ فؤاد التكرلي ؛...الخ ) لاح لي الفنان عزيز علي وهو يجلس في معرض للمصنوعات الجلدية يقع في ركن ( عكد النصارى ) القريب من الشورجة : فوجدنها فرصة لتحيته تقديرا واعجابا ؛ وما كدت ادخل ؛ حتى قام مرحبا ومقدما لي صاحب المحل وهو يقول
( قريبي عبد الامير الصايغ / لابد وان سمعت به عن طريق الاذاعة ) كان الفنان الصائغ قريب الشبه بالفنان عزيز علي ؛ وكان مطربا ؛ توقف عن الغناء مع ان له موهبة متميزة بالاداء واللحن ؛ : الح علي عزيز علي بالجلوس ؛ فجلست لفترة استمع فيها لحديث فناننا الكبير وهو يتكلم عن اسلوبه في طرح المشاكل ؛ فأهتبلتها فرصة للاستفسار منه عن السبب الذي دفعه لاتخاذ هذى المنحى الفريد في التعبير عن نقده الصريح والمباشرلمختلف ما يعانيه الشعب من العلل السياسية والاحتماعية وغيرها ؛نظر الي مليا وقال وهو يبتسم : سأروي لك واقعة شخصية صغيرة قد تشيرك الى الدافع الذي يجعلني الاحق العيوب وأنقدها نقدا لاذاعا دونما اعتبارلاية نتائج قد تسبب لي متاعب جمة :
حينما نجحت في امتحان البكلوريا في امتحانات الصف السادس الابتدائي فرح والدي فرحا جما و قرر الترفيه عنا بارسالي و العائلة الى اقاربنا في كربلاء وقضاء اسبوعين فيها للتمع والاستجمام :وهكذا سافرنا فسنحت الفرصة امام والدي لكي يطلي البيت بألوان مشرقة بهيجة ؛ وقد بدى لي بعدئذ انه اهتم على وجه التخصيص بغرفتي التي اضحت خاصة بي لوحدي بعد ان انتقلت الى الدراسة المتوسطة والتي كانت بنظر الاسرة مرحلة ثقافية متقدمة تستوجب ذلك الامتياز
كان والدي و الصباغ قد بذلا المستحيل من اجل انجاز كل العمل قبل موعد عودتنا لتصبح المفاجئة بمثابة هدية ثمينة للنجاح الذي احرزته ؛ وقد نجحا في ذلك فعلا .
عدنا الى البيت و بهرنا حقا بمظهره الخارجي وحينما دخلناه هللت العائلة لهذا الانجاز الذي حول البيت الغامق الى لون ناصع مفرح ؛ ومع ان والدي كان يبدو منهكا الا انه أخذني بيده الى غرفتي وهو في غاية الفرح قائلا ( بابا عزيز من هذا اليوم هاي غرفتك وحدك ... ها انت فرحان ؟ شلون دتشوفها سويناها الك ا مثل المراية ) نظرت الى الغرفة وجلت فيها اتطلع الى اجزائها ؛ وفجأت تسمرت امام ركن منها فقال ابي ( ها عزيز خير ) قلت ( يابا دتشوف ذيك الزوية اليم السكف ؛ اني دا أشوف فد نقطة سوده هناك ... هي صغيرة مثل الذبانة يمكن انتو ما شفتوها حتى تصبغوها ) عندها مسك ابي بأذني وفركها وهو يصرخ وقد غدا وجهه اشبه بالطماطه ( ولك كل هذا الشغل و الصبغ الجميل ما شفته ؛ بس شفت نقطة سوده أصغر من راس عود الشخاط ) ؛
هنا ضحك فناننا الكبير وهو يقول ( عرفت استاذ خالص الان :لماذا اصبحت ناقدا ؛ انها موهبة سارت مسرى الدم في عروقي مبكرا وجعلتني اراقب المجتمع والجو العام و أكتشف العيوب وانقدها بشعري والحاني وأدائي !!)

* الرابعة :
كنت اعرف عن الراحل عزيز علي اعجابه الكبير بالشاعر احمد شوقي ؛ وحينما بدأ عمله في المسرح في فرقة الرائد الكبير حقي الشبلي ؛ كان يهوى تمثيل مسرحيات شوقي. الا ان الفرصة لم تتح له لانقطاعه عن التمثيل .
ذات صباح جمعة كنت امر مبكرا على مكتبة بشار في المنصور لصاحبها الاديب الباحث الاستاذ عامر رشيد السامرائي ؛ ؛ فوجدت عنده مجموعة كاملة ؛ انيقة و جديدة من مسرحيات شوقي ( طبعة دار المعارف بمصر ) ؛ فأبتعتها وغلفتها ؛ واخذتها هدية الى عزيز علي ,جلسنا بالهول كالعادة ؛ وشربنا الشاي وتناولنا الكيك الذي تجيد عمله ابنته الكريمة ( مي ) . راح اثناء ذلك يقلب المسرحيات ويبدي اعجابه بطبعهتا الراقية ؛ ويكرر شكره على الهدية أكثر من مرة
في الاسبوع الذي تلاه ؛ زرته يوم الجمعة ايضا فرحب بي وذهب الى غرفتهوعاد بعد لحظات وهو يحمل كتابا ؛ قدمه لي واذا به احدى المسرحبات التي اهديتها اليه في الاسبوع الماضي الا هي ( مصرع كيلوباتر) وقد وضع بين بعض صفحاتها ورقة صغيرة تشيرا لى شيء ما ؛ لما فتحت الكتاب عند موضع تلك الاشارة ؛ فوجئت ببعض الصفحات وقد خطها بقلمه المرتعش خطا جميلا وواضحا ؛ لم استفسر منه عن السبب وانما أدركت مما بين يدي ان تلك الصفحات كانت بيضاء لم تطبع سهوا؛ لذا فقد وجد من اللائق ان يكملهااعتمادا على حافظته .
عندما فرغت من القراءة التفت اليه وابديت اعجابي بذاكرته القوية وبخطه الجميل ؛ فرد علي قائلا ( اخوي خالص : آني موبس حافظها لكن هم اكدر امثلها لك رغم تقدمي بالسن ) وفعلا راح يمثل ذلك المشهد ليختتمه واقفا
( بدشداشه البيضاء ) في وسط الغرفة مشيرا الى الجمهور المفترض وهو يقول :
أسمع الشعب ( ديون) كيف يوحون إليه
ملأ الجو هتافا بحــياة قاتــليه
أثر البهـتان فيه وانطلى الـــزور عليه
يالــه من ببـغاء عقله فى أذنيــه!!
حينما فرغ من تمثيله القصير قال : ليس اعجابي بامير الشعراء مجرد انبهار واكبار ؛ بل لانه مدرسة تعليمية ضخمة في اللغة والاوزان والابتكار وحسن انتقاء المواضيع ؛لقد تعلمت من شوقي مثلا كيف يستخدم معجمه الواسع في التعبير عما يريد ان ينظمه شعرا ؛ ففي مسرحية مجنون ليلى استخدم الفاظ البداوة والصحراء والعشق العف ؛ وفي مصرع كليو باترا استخدم لغة الرقة و المدينة المتحضرة والحكم والتسلط ...وهكذا وقد جاريته في ذلك منذ الثلاثينات ؛ ارجع الى ( اقوالي ) جميعا ....ستجدني قد استعملت ما يناسبها من معاني والفاظ وامثال شعبية : فتعابيري في ( البستان ) ؛ هي غــــيرها في (السفينة ) ؛ وفي ( دكتور ) هي غيرها في ( تهنا بهالبيده )؛ وفي ( طنطل ) هي غيرها في ( بغداد ) وهكذ اتراني قد استخدمت صيغا والفاظا تتناسب تماما والحالة التي أنظم في صميمها .... من حيث المكان والزمان ولغة الناس في الحقبة التي يدور في جوها الموضوع مؤسسا كل ذلك على قاعدة ( لكل مقام مقال ).

( يتبع )

خالص عزمي
اديب وأعلامي ومؤرخ عراقي


مقال منشور في موقع (الجيران)


(المقال وكل ما ورد فيه يعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط وليس رأي المنتدى او لجنة الاحتفالية)
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 27/03/2011 الساعة 17h08
  #3  
قديم 23/03/2011, 04h16
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 768
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

قالوا في الفنان عزيز علي

___________________________

آه.. لو يبعث ( عزيز علي ) حيا

من قلم : صبري الربيعي

لمن لا يعرف من قراء (عرب تايمز) المنلوجست عزيز علي نقول أن هذا الفنان كان قد برز في أواخر ثلاثينات القرن الماضي. وكانت منلوجاته تذاع من ( دار الإذاعة اللاسلكية ) كما كانت تسمي نفسها.. وكان عزيز علي يضع كلمات أغنياته بنفسه متخذا اسلوبا بسيطا في اختيار المفردات ذات جمل قصيرة لكنها معبره عن الواقع العراقي المعاش ..

ولقد كانت الحكومة الملكية تشجع عزيز علي على أغنياته كنوع من ( التنفيس) الذي تلجاْ إليه بعض الحكومات . ولكن الأمر المثير للاهتمام أن عزيز علي كان يتلمس في اغنياته جروحا نازفة في حياة الناس . فقد تناول موضوعة الاستعمار الأجنبي المتسلط على رقاب الشعب . كما تناول الرشوة والفساد الإداري بين المسوءولين .. والطريف في موضوع هذا الفنان الرائد في زمانه انه قد غنى عن الراديو ودوره في وعي الإنسان ونقل الأخبار كما تغزل بجمال البنت العراقية وبشمائل العراقيين .. ولقد انقرضت أغاني عزيز علي إلا من المبادرة الطيبة التي دأبت عليها قناة ( الشرقية ) .

رغم أن موضوعنا هذا اليوم لا يتحدد بالفنان عزيز علي إلا أننا سنمضي في رواية ما تيسر لنا حول مصير فناننا الثلاثيني. بعيد ثورة 14 تموز 1958 انتقل عزيز علي إلى لبنان إلا انه عاد إلى بغداد في أعقاب 8 شباط وحدث أن اكتشفت السلطات عن طريق الصدفة آنذاك الشبكة العراقية العاملة ضمن ( محفل الشرق) للحركة الماسونية في البصرة عندما جرفت جرافة مبنى بريد البصرة القديم وبالذات موقع صناديق البريد المتروكة وتناثرت الأوراق الكثيرة ومن بينها قوائم بأسماء أعضاء الحركة الماسونية من بينهم عزيز علي وفاضل الجمالي وتوفيق السويدي وكان الثاني وزيرا للخارجية والثالث رئيسا للوزراء ومجموع كبيرة من الشخصيات المعروفة .. تلك كانت الرواية التي أشاعتها السلطة آنذاك ..

وقد سيقت هذه المجموعة من الشخصيات الموجودة داخل العراق إلى الإعدام وانتهت بذلك حياة احد ابرز الفنانين المعبرين عن هموم الشعب العراقي الرافض السيطرة الأجنبية ووجود المؤسسات التابعة للمستعمر التي لم تفعل شيئا للشعب وكذلك فساد السلطة وعجز المواطن عن الإفادة من أية أنشطة على صعيد تطوير أحوال الشعب نحو الأفضل .

والآن نصل إلى ( رباط الحجي) .. عندما نستمع إلى أغنيات المرحوم عزيز علي ونحاول مقارنتها بالواقع العراقي الآن نجد في ذلك كبير فرو قات وكأن هذا الفنان الذي عاش وغنى منذ الثلاثينات وحتى ثورة 14 تموز 1958 يعبر بصدق عن ذات المشكلات والنوائب النازلة بالعراق .. ولكنه بالطبع لم يكن قد أورد في أغنياته ( الشيعة ) و ( السنة ) وما تفعله ميليشيات الأحزاب العاملة في العراق سنية كانت أم شيعية أم موسادية أم سورية أم إيرانية وربما بوركو فاسونية والآخرين الذين يذيقون العراقيين الأبرياء الموت اليومي .. كما لم يكن ليعلم إن جريمة تهجير العائلات مبررة من قبل البعض لأهدافها في إحداث التقسيم الطائفي حيث يرحل الناس من مناطق سكناهم إلى مناطق أخرى تنسجم ومذهبهم وطائفتهم وان لم يتوفر لهم ذلك يهجرون إلى العراء ولا شيء غير خيمة . كما لم يكن عزيز علي ليعلم أن المدارس في العراق الأمريكي قد أصبحت موزعة ومحددة بالمذاهب فهذه مدرسة سنية لا يجوز لطالب شيعي الدراسة فيها وتلك شيعية لا يجوز لطالب سني الدراسة فيها وربما نسمع بعد حين تسميات لمدارس حسب مدارس المذاهب كما لم ير فناننا الذي ابتليناه اليوم بكل مآسينا وكأن مأساته الخاصة لا تكفيه ..

نقول لم ير أن جدرانا من الاسمنت المسلح قد انتصبت لتشطر أحياء بغداد إلى ( كانتونات ) لدواعي ومتطلبات أمنية .. كما انه لم يكن ليتوقع أن يتحول شار ع المتنبي إلى محرقة لأمهات الكتب والمخطوطات التي مثلت فاجعة لمصادر الفكر والثقافة العربية وربما لم ير سوق الصدرية حيث اختلطت أجساد الأبرياء بلحوم القصابين . ولكنه في الوقت نفسه سيكون جد سعيد لاْ ن أغنياته يمكن أن تذاع في ثلاثين فضائية عراقية وعشرين إذاعة ولقد احترت فعلا في أمر واحد .. كيف سيطرح عزيز علي نفسه .. ا شيعيا أم سنيا .. عربيا أم كرديا و أميل إلى انه كان (سيضحك) على الجميع فاسمه لا يدل على قوميته أو مذهبه وسوف يبقى لاعبا على هذه ( التورية ) الواردة في اسمه .. رحم الله عزيزا .. ورحم الله كل من أوقد ويوقد شمعه في دروب العراقيين المظلومين ولعن الله من قتل نفسا من غير ذنب


مقال منشور في موقع (عرب تايمز)


(المقال وكل ما ورد فيه يعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط وليس رأي المنتدى او لجنة الاحتفالية)



_______________________________
كتصحيح للمعلومات الواردة في المقال نود ان ننوه بان الفنان عاد للوظيفة بعد 8 شباط عام 1963 بعد الغاء امر فصله , كما ان اتهامه بالماسونية جرى عام 1975 بعد فتح احد صناديق البنك المتروكة لمدة ثلاثين عاما .
وسام
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 27/03/2011 الساعة 17h08
  #4  
قديم 23/03/2011, 04h25
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 768
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

قالوا في الفنان عزيز علي

______________________________


محطات في حياة الفنان عزيز علي
آراء الكاتب
مازن لطيف

18/12/2008

ربما لانغالي إذا صنفنا عزيز علي ضمن رعيل عراقي أسس لمشروع نهضوي ذاتي متعدد الإختصاصات والمواهب ، وكانه شكل رد فعل معاكس لقرون الدعة وحرك نزعة للإنعتاق العراقي، فكان من جرائها ان تتجدد حضاراته في الجغرافية رغم متغير التاريخ . وتجسد هذا الطموح في كل مناكب الإبداع من فنون وأداب وعلوم، وكاد ان يعيد للعراق مقامه الأزلي . بيد أن المؤامرة كانت أقوى وأن أصحاب الشأن ، شان عليهم الأمر فأجهض المشروع وشتت أو أهمل أهله .

لم يكن العراقي يعير مصدر الإعارة أهمية ، تماشيا مع قدراته في موائمة القادم والجديد مع واقعه وخصوصيته. فالمونولوج طرق غربي للغناء،أقتبسه العراقي عزيز علي ، ويمكن أن يكون مشرأب الى الجذر الشرقي الذي دعي عند الأسبان (طروبادور) الواردة من كلمة (طرب) العربية ، او المطرب الذي ينقل هموم الناس ملحونا ودون قيود شعرية قسرية ،وهو ما يدعى لدى المغاربة اليوم غناء (الراي) . وكلمة (مونولوك monolog) تعني حوار مع الذات أو الخطاب الفردي أو بمعنى (الهذير) . والكلمة معاكسة لكلمة (ديالوك dialog) التي تعني الحوار مع الآخر . وبالرغم من أن الكلمة وردت من مصر الثلاثينات ويذهب البعض الى أنها تعود الى الفنان الشيخ سلامة حجازي، لكن فحواها يمكث حوار القلب للقلب، ومواساة هموم الناس وطرح عفوي وتبسيط دون تسطيح لمفاهيم عميقة. وهنا نشدد على تلك الموهبة الفذة التي جمعت بين الشعر والتلحين والأداء لدى عزيز علي ، والتي لم تتوفر إلا ما ندر لدى أصحاب المواهب . وطرقت الأهزوجة والمثل الشعبي والقصة والطرفة في حبكة شعرية مبسطة مفهومة وجميلة من كل طبقات المجتمع، وكل يفهمه بحسب مستوى إدراكه .

وما تزال قصائد هذا الفنان المغناة حاضرة في الوعي العراقي بما ألتزمته من موقف للمكارم وحملت في طياتها هموم الناس وآهاتهم اليومية . وتميَز عزيز علي بنقده اللاذع حد التهكم لسلبيات الواقع المرير الذي عاشه العراقيون ، ولم يدخر جرأة ولا مبادرة في نقد الأفكار والعادات المتخلفة وهاجم دون خشية مظاهر الدجل والشعوذة والإفتعال الزائف والتصنع، ولم يدخر وعيا لغويا ونفسيا إلا وجسده في تناول الامثال والجمل الشعبية البغدادية. لقد كان له موقف سياسي نقد فيه جميع الحكومات المتعاقبة على العراق ، ولم يتزلف أو يحابي كسبا للإمتيازات التي شاعت إبان العقود المتأخرة وسرى مفعولها اليوم، ودافع عن حق المواطن بالوجود وأرجع الأمر الى السمتعمر وأذنابه ، وكأن الحياة تدور دورتها كل مرة، بمهزلة أو تراجيديا كما قال أحد الحكماء .

كانت ميزة مونولوجات عزيز علي التجديد، والعضوية التي جعلها نافذة لكل زمان ومكان . ومن يسمعها أول مرة يضنها نقد لأيامنا الحاضرة، حتى تفاجأت الأجيال الصاعدة من قوة الرمزية و_(الحسكة) الشعبية في جنباتها ، بالرغم من تقادم الزمان عليها وإختلاف المفردات وإختلال المعايير الجمالية أو حتى زوغان المفاهيم الأخلاقية عن سالف عهدها . كل ذلك جعلها تسمع بشغف من طبقات الوعي العراقي بعد سقوط الصنم ، و تناقلتها الفضائيات والإذاعات بما لمسته فيها من حمل للهم و متنفس للتضامن مع من يشعر بالغبن بعد عقود الطغيان . وهكذا شعر الناس بالسليقة ، مبدئية عزيز علي ، بما زاده أحتراما وشغفا بفنه .

تذكر أخبار العقود الخوالي بان اول مونولوج غناه عزيز علي كان ذو مغزى اجتماعي وموضوعه بسيط ولم يثر في حينها لغط عن فحواها ، الذي تناولت موضوعة عادة "القبول" المنتشرة في المجتمع المخملي لتلك الأيام، حيث كان النسوة العراقيات يخصصن يوم واحد في الاسبوع لاستقبال الضيوف ، وأمسى طقس "القبول" عبارة عن جلسة نسائية تجمع خليطاً من الباكر والثيب، المتزوجات والمطلقات .. الخ، بما جعلها مناسبة للتفريغ عن هموم النفس وتنفيس للخواطر التي أملتها عزلة البيوت وكثرة المشاغل والهموم .

ولد عزيز علي في بغداد محلة الشيخ بشار عام 1911 ودرس في المدرسة الثانوية المركزية ودار المعلمين الابتدائية وعين كاتباً في دائرة الكمرك والمكوس عام 1927 قدم عزيز علي منولوجاته عند تأسيس اذاعة بغداد عام 1936 حيث نظمها بالعامية ولاقت نجاحاً كبيراً لتناولها قضايا ومواضيع اجتماعية ووطنية بصورة لاذعة .. ونقلت خدماته بدعها الى وزارة الاعمار والى مديرية الاذاعة عام 1957 ةعاد مرة اخر ى الى وزار ة الاعمار ثم عين ملاحظاً في السفارة العراقية في براغ عام 1960 ونقل بعدها الى تونس بعد سنتين وأنهيت خدمته لكنه عاد الى الخدمة بعد انقلاب 8 شباط عام 1963 حيث عين في وزارة الثقافة الارشاد وفي عام 1968 عهد إليه تأسيس مدرسة الاطفال الموسيقية ، سجن عزيز علي في عام 1977 بتهم انتماءه الى الماسونية ..

لقد أرخ عزيز علي فترة تاريخ العراق المعاصر بمونولوجاته التي تؤرخ للقضايا الوطنية وحراك الحرية من الاستعمار واذنابه، ونجد في مونولوجه "البستان" مثلا تشبيه العراق رامزا له ببستان يقطف ويجني ثمار هذا البستان الانكليز واتباعه، وقد هاجم مجلس الاعمار عندما اراد بناء اوبرا في وقت تعاني مدن العراق من الفقر والتخلف في مونولوجه الذي يقول:


الله من ينطي يغطي بلادنا عمرت ترى

ونبني فندق هلتون ماكومنه بالكون

على عناد العاندونا كلفته جم مليون!


ونقدت مونولوجاته شخوص وجهات منها السفير البريطاني في بغداد في "صلي عالنبي" الذي اذاعته على الهواء دار الاذاعة العراقية في بغداد .
وبعد انهيار النظام الملكي عام 1958 انفجر بمونولوجه الشهير " كل حال يزول "بقوله :


كل حال يزول ...

ماتظل الدنيا بفد حال

تتحول من حال لحال

هذا دوام الحال محال

كل حال يزول

هالعالم مليان اسرار اسرار تحير الأفكار

دولاب الدنيا الدوار صاعد نازل باستمرار
مايتوقف ليل نهار يقبل ويودع زوار
زغار كبار
اطفال يصيرون رجال ورجال يصيرون ابطال
ورجال يظلون اطفال ورجال انصاف رجال
وعلى هالمنوال تمر الاجيال
وكل جيل يكول
كل حال يزول




وفي قصيدته "عيش وشوف" ينتقد النظام السياسي والحكومة البرطانية وخاصة سفارتها لكن ميزة قصائد عزيز على انها لاتذكر فيها الاسماء خوفاً من بطش الحكومات بمعنى انه ينتقدها بصورة غير مباشرة :


عشنا وشفنا وبعد انشوف قرينا الممحي والمكشوف

ماظل فد شي مو معروف عيش وشوف عيش وشوف

عشنا وشفنا بها الدنية كل الادوار

وزين فهمنا الوضعية من احنا زغار


يذكر حسن العلوي في كتابه "عزيز علي اللحن الساخر" أنه فنان اجتمعت فيه ثلاث مواهب، شعرية، موسيقية، صوتية، سخرها لقضية شعبه فعانى الجوع والحرمان ، وعاش السجن والاضطهاد ، كأي مبدئي ملتزم ، حيث أنه سجن لمشاركته في ثورة مايس عام 1941 وقبلها فصل مع طلاب المدارس لنشاطه في التظاهرة التي قامت في بغداد احتجاجاُ على مجيء سير الفريد موند الى العراق عام 1927.

ولم يتخذ عزيز علي من مونولوجاته دعاية ووسيلة للتزلف أو المداهنة، ولم يتصعلك أو يبتذل بل تمتع بشخصية متزنة وقورة أكسبت فنه الإحترام . و توفي في 24 تشرين الاول عام 1995بعد أن همشته السلطة البعثية ، مثله مثل كل رموزنا الفكرية والإبداعية التي كان مصيرها النسيان أو النفي ومن ثم النسيان . ولم يظهر بعده من يقلده أو يحاكي اسلوبه بما يعني أنه رحمه الله كان ذاتا شكل مدرسة قائمة بذاتها .



(المقال وكل ما ورد فيه يعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط وليس رأي المنتدى او لجنة الاحتفالية)
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 27/03/2011 الساعة 17h11
  #5  
قديم 23/03/2011, 05h27
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 768
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

كاريكاتيرات تصور مونولوجات الفنان
عزيز علي


الصور المرفقة
نوع الملف: jpg منلوج البستان.jpg‏ (91.6 كيلوبايت, المشاهدات 166)
__________________
  #6  
قديم 23/03/2011, 07h42
الصورة الرمزية نهاد عسكر
نهاد عسكر نهاد عسكر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:550503
 
تاريخ التسجيل: October 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 303
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

مقالات وأقوال
عن عزيز علي في ذكراه المئوية





سعاد الهرمزي:
-منذ عرفته في عام 1948 وهو فنان مختلف في فنه ومخالف في طريقة ادائه و(متخلف) في نظر الطغمةالحاكمة في ذلك الوقت طويل القامة. مليح الطلعة، ذو حاجبين كثين يتهدلان على عينين شديدتي الذكاء، تزين عنقه وردة سوداء لم يتخل عنها قط فهي علامته الفارقة وشارته المميزة مبتسم دائما ضاحك احيانا، ساخر من كل شيء حوله،ولم يستثني حتى نفسه من تلك السخرية وكأن لسانه يقول عليّ وعلى اعدائي يارب وكان عدوه –المفضل- الذي يشنع عليه ليل نهار هو الاستعمار البريطاني صاحب اللقب المعروف – ابو ناجي- بين اوساط العامة. وعزيز علي ودود عندما تكون ودودا معه، ومشاكس عندما يحس انك لاتضمر له الخير، احبك ان احببته وكرهك ان كرهته، يقترب منك اذا اقتربت منه، ويبتعدعنك اذا ابتعدت عنه. واناقة عزيز علي متطورة على قامته الممشوقة وشعره الاسودالمصقول مرسل الى الخلف ولا يمكن ان يتهدل ولو مرة واحدة.. اما حركات يديه وتعبيرات وجهه وايماءات نظراته فهي تتوافق تماما مع لون المونولوج الذي كان يغنيه.. عزيز علي متفرد في انتزاع البسمة من الشفاه. كان بعض الحاقدين على عزيز علي يقولون ان اقواله ليست من تأليفه وان البعض يؤلف له منولوجاته والبعض الاخر يلحنها له ولكن هؤلاء لم يقدموا لنا من كان يضع له اداءه.. وسواء صحت هذه الاقوال ام لم تصح فقد كان عزيز علي متفردا في انتزاع البسمة من الشفاه والفرحة من القلب والبهجة من الفؤاد. اختلف معها الكثيرون في طريقة تفكيره في فهم الفن واساليبه وان –بالقوة- على الاجهزة الفنية وفي مقدمتها الاذاعة وكان مخالفا للكثير من مطربي المقامات ذوي السمعة والشهرة. اماشعاره الدائم فهو – الفن للحياة لا الفن للفن- كما كان يحمل افكارا جديدة في تطويرالعمل الاذاعي بشكل عام في تطوير الموسيقى بشكل خاص. معان سياسية في اغنياته كان عزيز علي يغني غير ما يغني الاخرون ويكتب اغانيه بنفسه بمعان تخرج عن اطار الاغنية العاطفية الى معان سياسية لاذعة لا تخفي على من يستمع اليها. كان عزيز علي يؤدي أغانيه مباشرة على الهواء قبل ان تعرف اجهزة التسجيل الصوتية وكان المسؤولون في الاذاعة يتابعون اذاعتها وايديهم على قلوبهم خشية ان يخرج عزيز عن النص ويدخل فيها كلمات لم ترد فيها قد تطول احد المسؤولين في ذلك العهد وقد شهدت بحكم عملي في الاذاعة في ذلك الوقت ان مسؤولا قد وقع على مونولوج كان سيغنيه عزيز في احدى حفلاته الغنائية وهو يقول له (اوقع على هذا المونولوج على مسؤوليتي وانا غير مقتنع به ولكن اياك ياعزيز ان تضيف اليه شيئا آخر) ولم يكن عزيز علي بحاجة الى تغيير اي من مونولوجاته، فقد كانت جميعها حافلة بالغمز واللمز ذات المعنى ونقد الاوضاع التي كانت سائدة في ذلك العهد. وهكذا فان هذا الفنان المخالف ظل مخالفا فترة طويلة قبل ان ينتهي دوره في المونولوج الانتقادي. كان لعزيز علي كثير من الخصوم في ذلك العهدوكان لايهمه ان رضي فلان او لم يرض.. ودائما يرفع شعاره الذي لم يتنازل عنه في يوما ما –خالف تعرف - وان كان المعنى هنا يختلف، فهو يخالف لا ليعرف بل ليعرف الناس. بمن تأثر عزيز علي؟ عزيز علي تأثر باثنين من كبار المنولوجست او (القوالين) احدهماالسوري (سلامة الاغواني) والثاني (عمر الزعني) وكانا في الثلاثينيات من هذا القرن يثيران ضجة كبيرة في الاوساط السياسية والفنية في الاقطار العربية وعلى نهج هذين(القوالين) في الانتقاد الحر والسخرية اللاذعة نهج عزيز علي وطار صيته في بلده عاجزا عن تخطي الحدود الى الاقطار العربية الاخرى بسبب ان الفن العراقي كان اقليميا بحتا في الوقت الذي خرجت الاغنية العربية في مصر وسوريا ولبنان وفلسطين الى آفاق ارحب بما لديها من وسائل الانتشار كالراديو والاسطوانة والسينما. ان عزيز علي واحد من اعاظم المونولوجست في الوطن العربي، وهو الى جانب الاغواني والذعني رائد من رواد المونولوج الفكاهي الملتزم، والافضل لهما عليه الا في جانب التحريض على ان ينحوالمنحى الذي نحاه في حياته الفنية.. وعزيز علي بعد ذلك- تاريخ في سفر الفن العراقي وسيبقى هذا التاريخ محفوظا له في درج الذكريات والمذكرات. ظاهرة لم تدرس بعدالظاهرة التي يمثلها الفنان عزيز علي في الاغنية العراقية ، ولم يتح لها ان تمتلك ابعادها الحقيقية في المناحي النظرية والعملية والفنية والاجتماعية والنفسية لان عزيز علي لم يكن يحمل اسما له مواصفات فنية معينة، انما كان ومازال يشكل تيارا لم يتح للغناء العراقي قديمه وحديثه، ان يحتضن مثل هذاالتيار، الذي كان ولاشك وليد عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية وفلسفية. واجد من الواجب تحديد معنى كلمة (مونولوج) في فن عزيز علي، فنظرة تاريخية بسيطة تؤكد ان فن المونولوج انتقل الى لبنان وسوريا عن طريق الاغنية الفرنسية المتعددة الاغراضوالمتنوعة النوايا، مع اسم الفنان اللبناني (عمر الزعني) والفنان السوري (سلامةالاغواني) كظاهرتين اجتماعيتين انتقاديتين الى جانب خطهما السياسي الواضح القسمات،من خلال ما قدماه من منولوجات انتقادية ووطنية كانت الاثر المباشر في سجنهما وتشريدهما من قبل سلطات الانتداب الفرنسي، ذلك ان فن المونولوج في سوريا ولبنان وفلسطين والاردن لم يتخذ الطابع الرومانسي الذي شاع في مصر على يد اقطابها الكبارسيد درويش ومحمد القصبجي ومحمد عبدالوهاب وزكريا احمد ورياض السنباطي والاطرش، بل اتخذ طابعا وطنيا، اجتماعيا، انتقاديا، شأنه شأن المونولوج في العراق الذي نهض بافاقه الفنية الراسخة على يد الفنان عزيز علي الى جانب ذلك فان اعمال عزيز اقترنت بحركة واسعة من الاغاني الوطنية الحماسية، التي تحيي الوطن وتؤجد اتجاهات التعبيرعنه في الولاء والحب والتضحية كما في اعمال اكرم رؤوف وحنا بطرس وسعيد شابووغيرهم.. انطلق الفنان عزيز تحت رعاية الالتصاق بالتراث والتأليف على قوالبه الفنية، الى جانب التكلم بلغة العصر الذي عاش فيه، فكانت اغانيه رسائل الهام وتعبيرعن الوجع الروحي مما آل اليه مصير الوطن، استطاع من خلالها بسليقته الفنية وعفويته البالغة ان يكرس ازجاله لخدمة قضايا وطنه الكبرى. تحليل علمي للمونولوج ونظرة علمية للمونولوج الذي ابتدعه عزيز علي نلحظ انه كان يتألف من المقطع الغنائي الاول وهو مايعرف – بالمذهب- وهو يتكرر دائما بعد الانتهاء من كل مقطع من مقاطعه (اغصانه) التي تسمى ايضا بالادوار، وهي على هذا الاساس تتشكل من النحو الآتي. اللازمة الموسيقية،المذهب، الدور الاول، المذهب، الدور الثاني، المذهب، الدور الثالث، المذهب، وهكذا،اما القفل فيكون بترديد المذهب من قبل المغني الانفرادي وحده. انتشرت اغاني عزيزعلي انتشارا طغى على كل انتشار لاي لون غنائي، بل ان اسمه غدا كيانا فنيا قائما بذاته، وقد اسهم الكثير من العوامل في دفع عزيز علي الى هذه المكانة المتفردة منها العوامل السياسية والوضع السياسي الذي كان قائما انذاك في العراق ومنها تعاطفه مع اوسع شرائح المجتمع العراقي ومنها تأليفه الزجلية التي انتظمت فيها الكثير من ملامح الاتقان في السبك والصياغة والتعبير الى جانب ذلك صوته العميق الوقع في الاذن العراقية لما فيه من رجولة وقوة وتمكن عجيب في الاداء البعيد عن الميوعة العاطفية وكان صوته ينطلق من القرار الى الجواب في اقتدار وعمق وتأثير في حدود الدرجات الصوتية التي تمتلكها حنجرته، ولم يكن في صوته اي وجع او ترنح عاطفي،، بل كان مقدرة ساطعة على طرح الهموم الاجتماعية والانسانية والسياسية باسلوب فني متماسك، قل نظيره في تاريخ الغناء العراقي ولم يحدث في تاريخ غنائنا ان تحلقت حول صوته الرجولي البعيد عن الالتواءات والزخرف الغنائي مثل هذه الجماهير الغفيرة من الاسماع تطرب له وتنصت اليه في اصغاء نادر المثال وفي استمتاع كامل وتعلق عميق، لذلك لم يكن عزيزعلي صوتا واداءا فحسب، بل كان احساسا حيا بكل كلمة ينطقها وحرف يتفوه به، وكان لسانه الغنائي من الوضوح والابانة ما جعله يشكل معمارا فنيا وحده، هذا المعمار بقي اثرا واتجاها واسلوبا ومن حسنات الظاهرة التي شكلها عزيز علي انه بقي تعبيرا اصيلا عن اغنى فترة نضالية في حياة شعبنا.





مجلة الفنون 1995





المقالة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أن تعبرعن رأي المنتدى أو اللجنة الاحتفالية .

التعديل الأخير تم بواسطة : نهاد عسكر بتاريخ 23/03/2011 الساعة 08h15 السبب: تعديلات
  #7  
قديم 23/03/2011, 09h13
الصورة الرمزية نهاد عسكر
نهاد عسكر نهاد عسكر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:550503
 
تاريخ التسجيل: October 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 303
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

وثيقة براءة عزيز علي من تهمة الماسونية

أخوتنا وأحبتنا في المنتدى
قبل قليل رفعت مقالة للمرحوم الاذاعي سعاد الهرمزي كتبها عام 1995 في مجلة فنون . والذي مرّ على الموضوع سيجد انصافا ودفاعا عن فنه و وطنيته , بالطبع المقال كتب في العهد السابق الذي كان سببا وراء ادانة فنان الشعب الخالد الذكر عزيز علي . وهذا يعني أن الهرمزي ما كان ليجرأ على كتابة مقاله في مجلة رسمية حكومية لو لم يأخذ الاذن بها . مما يعني أنه اعتراف من السلطة الحاكمة بوطنيته وعروبته وان تهمة الماسونية أبعد ما تكون عنه . حيث من غير الطبيعي والعقلاني أن تسمح السلطة بكتابة هكذا موضوع عنه وهو يفترض من المدانين بنظرها ؟
وثيقة أخرى تضاف الى سجله الوطني النظيف وبرائته ... هو اللقاء الاذاعي الذي رفعه لنا الاخ العزيز أبو هيثم مشكورا بموافقة الاخ الرائع زهير بدر . فمن هذا اللقاء نستشف أيضا أن عزيزنا الانسان الانيق بمظهره وملبسه وحتى في اختيار كلماته الخطابية المؤثرة والجميلة هو بغدادي عراقي عربي و وطني حد النخاع . ولايمكن التفكير لحظة بماسونبته .
سيبقى فنانا للشعب والاجيال وأن نحث الخطى من أجل احياء هذا الفن وجعله من ضمن المواد التي تدرس في المعاهد الموسيقية وأن يصار الى تثبيت يوم في كل عام للاحتفال به رسميا لاننا نعلم امكانات الدولة غير الافراد والمنظمات والمنتديات وهنا يبرز دور وزارة الثقافة . ونوجه دعوة الى محافظة بغداد باطلاق أسمه على أحد الساحات أو الشوارع الرئيسية في بغداد لاننا بذلك سنخلده على مر الزمان ويبقى حيا تنهل الاجيال من مدرسته .

نهاد عسكر / أبو ياسر

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 13h40.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd