حيث المستحيل ، عندك ، صفة التشبث (و ليس المُتَشَبَّثُ بهِ)
 
فلم تقل: التشبث بالمستحيل ، مُرجئاً معرفة المُتَشَبَّثُ بهِ إلى نهاية القصيدة ... مَنْ يُعِـيدُ طُـفُـولَتِي لِمَرابِـعِـي؟
 
و آهـ ، سيّدي ، من علامة الإستفهام ، بل ، أوَّاهُ يا علامة الحيرة
 
،
 
،
 
 
حَيثُ انتحارِ الشمسِ بَاتـَتْ أشْرُعِي 
 
 
شَـفَـقـاً تـَسِيلُ دِمَاؤُهُ مِنْ أدْمُعِي
 
 
 
أشرعٌ ذاهبة ٌ كأنها الشفق و الله ما قرأت للعمر وصفاً جمع بين الإصابة بالتكثيف و الرحابة في الصورة ، كمثل هذا
 
الشمس تنتحر غروباً (نعم ! أوليس الشروقُ ميلاد؟)
 
 
ثم هذا الشفق الذي يسكب الإحمرارَ على نصف الدنيا ، قد أخذ حمرته مِنْ أدْمُعِي (لا يليق البكاء على العمر بغير دموعٍ من دم) 
 
 
 
فُـلْـكٌِ تَـنَاهَى حَيث لامَـنْـدُوحةً 
 
 
سَـيراً حَـثِِـيثـاً لِلْـمَصِيرِ الأرْوَعِ
 
 
 
 
نعم ليس لأشرعنا الغاربة من مهرب ، بل هي مبحرة في غيّها المحتوم كغَرٍ يحث السيرَ إلى حيث غروبه الحتوم (عجبتني الأرْوَعِ)
 
 
رُبَّـانـُهُ خَـاضَ الْـمَهَامَةَ طـَامِحاً 
 
 
لِـجَـزيرةٍ جَـنـَّاتُـهَا فِي أضْـلُعِي
 
 
 
 
بل خاض المفازةَ ينتظر الإجتياز ، طامحاً في "لا شاطئ" 
 
المفازات بحار اليابسة ليس بها من جُزرٍ إلاّ تلك التي نخبئها في أضلعنا
 
 
فـَإذا الْـفَـوَاتِـكُ والمهالكُ دُونـَها 
 
 
هَـلْ فِي رُبَـاهَا الخُضْـرِ غَيْرَ بَلاقِعِ
 
 
 
 
رباها قفار ، و نحن نعدو إليها مُهطعين ، تارة ، و تارة نتمطى !
 
 
نفرُّ من المهالك أو نكِرُّ على الفواتك (مع إنها بَلاقِعُ!)
 
 
 
وإذا النِّـسِـيمُ وإن بَدا مُـتـَضَوِّعاً
 
ريحٌ سَـمُـومٌ فِي ضَـمِـيرٍ جَـازِعِ
 
 
تَـغْـتَـالُـهُ الأمْوَاجُ غَـيرَ أسِـيفَةٍ 
 
 
فـَهَـفَا إلى حَـدَبٍ وذِي قَـلبٍ يَعِي
 
 
 
 
و هل لتلك العادياتِ! تتابعاً (الأمْوَاج) من ترفِ! التوقف للتأسفِ ؟
 
 
( لا أدري هل قصدت حدَب – إحدوداب الظهر – كناية عن الهرم؟ ، أم حدْب : مكان مرتفع من الأرض ؟ كـ حدبٍ و صوْب)
 
 
وتَـقَـاذَفَـتهُ الريحُ عَـاصفـةً فـَلا 
 
 
فَـوْتٌ ولا قَـوْدٌ لِـدَرْبٍ مَـهْـيــع
 
 
 
 
ذكرني هذا البيت بسيّد أبيات التعبير عن الحيرة ، للمرحوم نِزار:
 
 
 
يامن يفكر في صمت ويتركني في البحر أرفع مرساتي وألقيها
 
 
لكنك زدته عمقاً بتعريف الدرب ، فهي تُشبه المفازة أيضاً ، من حيث انبساطها و اتساعِها من جهة ، و من أخرى بعجز مرتادها عن الفرار أو القيادة
 
 
 
واسْـتَـنْـكَـرَتهُ نجُومُ الليلِ مُعرضَة
 
 
واسْـتـَعْـبَـرت بدموع هُطــلٍ خُدَع 
 
 
ياااسـااااتر يااااارب ! ، حتى النجوم التي صيّرها اللهُ دليلَ التائهين ، إستنكرته ! 
 
 
 
واسْـتـَعْـبَـرت بدموع، لم تُمهل فرحي ببكائها ، عندما قلت: بدموع هُطـلٍ خُدَع
 
 
يقول علماء الأحياء أن التماسيح كلما لاكت ضحيّة ضغطت عضلة فكّها على الغدد الدمعيّة ، فتبدو و كأنها تبكي على الضحيّة (!)
 
 
 
 
رفْـقـــــــاً دليلا إنني ذقـتُ الهَـــوى 
ونَـصَـاعةُ الأحْـلامِ قَـد عاشت معي 
 
 
 
تساءلت هنا ، لماذا كان التغيّر الدرامي (للراوي) هو البدء بطلب الترفق من الدليل : النجوم ؟
 
 
 
ثم بعد هذا الطلب رفْـقـاً دليلا المِفصَلي في استدارة الصوت (الراوي) من وصفٍ للحال ، و الذي مع ضجرهِ لا يصرح بشكوى ،
 
إلى التداعي – البَوح: إنني ذقـتُ الهَـــوى
 
 
كَمْ ذا لـَهَـوْتُ مَعَ الطـُّيورِ مُلاعِـباً 
 
 
حِـينـاً أسَـابـِقـُـهَـا وحِـيناً أدَّعِـــي 
 
 
 
 
و هل يبوح إلاّ الطفل فينا ، سيّدي ؟!
 
،
 
 
أمّا
 
 
 
حِـينـاً أسَـابـِقُـهَـا وحِـيناً أدَّعِي
 
فو الله الذي لا إله إلا هو ، وددت لو أنني أمضيتُ عمراً في وصف ارتجافتي لها ، و لولا مخافة تهمة المبالغة لكتبت لك من عصارات البديع ما ينقل لك وجدي بها
 
 
 
نَـغْـدُوا مَعـاً في طلعةِ الصبحِ الندِي 
 
ونعُـودُ نَـرتـَعُ فِي مَـسَـاءٍ رائِـع 
 
 
هذا هو طفلنا ، قبل أن تلوثه التجارب 
 
يبقى صِدقـُنا بقدر ما نستبقيه من طفلِنا ، 
 
 
نَـغْـدُوا مَعـاً في طلعةِ الصبحِ الندِي بل هو ندى الصبح ، سيّدي
 
 
 
و هو روعة المساء
 
 
حَـتَّـى مَـضَـتْ أيامُنا في غَـفْـلَةٍ 
 
مِـنَّـا فـَبـِتْـنا في القَبـِيلِ الراجعِ 
 
 
 
 
 
لما لا تهدي الطفلَ مرتعاً من الأبيات ، سيّدي ؟
 
لماذا لم تسلم قلمك الساحِر لغواية البوح؟
 
أنظرت إلى الدليل : النجوم ، ثانيةً ؟!
 
 
وَكَـدَأبِـهَـا ألقَـتْ بِـنَـا في هُـوَّةٍ 
 
 
سَـوْدَاء لا تُـرثِي لِـدَوْحِ ضَـائِــعِ
 
 
 
 
هَـلْ مِنْ سَـبـِيلٍ يَـتَّـقِي صَوْلاتـها
 
وزوال أحْــلامٍ وأمْـسٍ سَـــاطِـع
 
 
 
إحترتُ في سَـــاطِـع ، ولولا استنادي إلى حرف الروي (العين المجرورة بالكسرة) لنصبتها (بالفتحة) ! إذ فهمتها حالاً لـ أمْـسٍ
 
 
وأمْـسٍ (صاحبها) معطوفٌ على "مفعولين بهما" : صَوْلاتـها و وزوال أحْــلامٍ
 
 
،
 
 
لذلك ! ، لاسبيل من اتقاء صولاتها 
 
 
 
أدعُـو وأصْـرُخُ آسِـياً مُـتَحَسِّـساً 
 
 
أوْبَ النَّصِـيرِ بِـحَدْبَةِ المُـتَـدَافِــعِ
 
 
 
 
ما انتَ عارف النصير يا سِيدنا (معلش خليها بالعاميّة دي ) و عارف إنه لا غاب ولا آب ، علشان هوّ مُقيمٌ ، أرسله القيُّوم
) و عارف إنه لا غاب ولا آب ، علشان هوّ مُقيمٌ ، أرسله القيُّوم 
 
أسْـتَـصْرِخُ الأطْـيَارَ فِي وكـنـاتِها 
 
فَـنَـأت ولاذت للفَـضاءِ الأشْـسَـع 
 
 
 
الأطْـيَار تضامنت مع النجوم في إعراضها عن الإغاثة !
 
 
و الله يا سيّدي ، لولا أنني أعلم أنك أستاذ تاريخ ، لظننت أنك بَحّار (..)
 
 
فلا يعرف قدر الطيور إلاّ مُبحرٌ طال إبحاره ، حتى بات شاخص البَصرِ إلى السماء يتمنى رؤية طيّر ينبئ بقرب اليابسة
 
 
هنا تنوب الأطْـيَار عن النجوم
 
(و أسجل إعجابي بـ:الأشْـسَـع )
 
 
 
أوَّاهُ قـَدْ شِـبْـنَـا وأقْـفَـرَعُمرُنا 
 
 
وتَـبَـاعَـدَت عَـنَّا سُـعُودُ طَـوَالِع
 
 
 
سُـعُودُ طَـوَالِع(؟!) في حديث النجوم(؟!)
 
 
كم هو قاصرٌ هذا الإنترنت ! ، لماذا يعجز عن توصيل صرختي هنا ؟
،
 
أقْـفَـرَعُمرُنا (؟!) أي عمرٍ عنه تتحدث ، سيّدي ؟!
 
و أمثالكم قد عاشوا "الأعمار المتوازيّة" 
 
(؟!)
 
 
 
 
هَـلْ مَنْ يُعِـيدُ لرحلَـتِي عُـنْـوانَها
 
 
أوْ مَنْ يُعِـيدُ طُـفُـولَتِي لِمَرابِـعِـي 
 
و آهـ ،  سيّدي
سيّدي ، من علامة الإستفهام ، بل ، أوَّاهُ يا علامة الحيرة
 ، من علامة الإستفهام ، بل ، أوَّاهُ يا علامة الحيرة