ـ للقصةِ القصيرة كَفـنٍ من فنون الأدب ، مكوناتها المتعددة ،، و أودُ أن أشيرَ إلى أن العَمَلَ " حين يكونُ ثـَرِيّاً " ، فإن الناقِدَ يتناولُ مُكَوِّناً واحِداً مِن مُكوناتِه " السَّرد / الشخوص / الحَدَث / الحِوار ـ إن وُجـِد ـ / المكان / الزمان / الحَبكة / الرموز و الدلالات إلخ "،
و لا يتناول الناقدُ كل المُكوِّنات ، إلا في حال عَمَل دِراسة وافية ، و ربما امتدَ الأمرُ إلى تأليف عشرات الكتب النقدية ، لتتناوَلَ قصة قصيرة واحدة ! " كما حدثَ مثلاً مع ـ المِعطـَف ـ لجوجول "
ـ هناك بعض الإتجاهات النقدية ، تربِطُ بين خبرة الكاتب ، و ما يُكتب ،، و أخرى تقطعُ العلاقة بين ذات المؤلف و إبداعاتِه ،، و تطرف البعض في تسميتِها ، فسميت " موت المؤلف " ،
و للتوضيح ، فالاتجاه الأول مثلاً ، يستطيع أن يربط بين الواقع المُعاش ، و الأحداث و المكابدات التي لاقاها بيرم التونسي ، و بين كلِّ حرفٍ كتبَه شِعراً .. أو بين عاهةِ أبى العلاء المعري " العَمى " ، و منحَى قصائده المتشائِمةِ و العَدَميّة ، أو بين كبرياءِ و اعتزاز المتنبي بعبقريته ، و صياغة قصائِده ،، و لستُ هُنا في مَعرِضِ تطبيق واحدةٍ من الإتجاهَيُنِ على هذا العمل " الحياة بين زوايا الصَمت " ،، و لكنني اندهشتُ لخبرة الكاتبةِ في طبيعة عمل الفواخرية ، و مراحل تحضير الطين و تخميره .. إلخ
ـ يبدو أن هذه القصة ، قد اقتبسها أحدهم كامِلة ً " منذ ثلاثة أيّامٍ فقط " و عَرَضها في أحد المنتديات ، ناسِباً إيّاها لنفسِه " بعد نشرِها هنا في المنتدى " ، و هو أمرٌ ـ و إن كان غير أخلاقي ، و سَبَق أن حَدَثَ مع غيري و معي مثله ، إلا أنه يؤكدُ على أن العَمَل جذبَ البعض ، لدرجةِ التجرؤِ على نقلِهِ بحذافيره
ـ و أخيراً ،، فالتقدم الملحوظ المُدهِش للقاصّة " أختنا الفاضلة مدام ناهد " ، بمثابة قفزةٍ واسعةٍ في فضاءِ الإبداع ، و العَمَلُ كادَ يتم شروطه الإبداعية كاملة ً ، و لا نكاد نلحظ أخطاء ً لغوية تستحق الاستيقاف ،،