فتحية خيري- 17 أفريل 1918 - 6 جويلية 1986

[صالح الحرباوي]

سلام و احترام،

أشكر شيخنا العزيز سي امحمد شعبان و أخونا العزيز الاستاذ عادل باي على هذه الحوارات الشيقة و الثرية عن صفحات هامة من تاريخ تونس العريق.

و عن تسمية باي أو ملك، و لمزيد من التوضيح و الإستفادة، انقل بعض ما قراته و فهمته في العديد من المراجع التاريخية عن ملك العائلة الحسينة و تطور علاقتها مع الخلافة العثمانية ...

في البداية بعد ان حررها العثمانيون من أيدي الأسبان في سنة 1574م كانت البلاد التونسية ولاية و تسمى ( وجقا أو سنجقا) و كانت السلطة ذات رأسين أحدهما مدني و هو باي و الثاني عسكري و هو داي و هما عادة من الأتراك ... و تجب الاشارة الى ان نفوذ الدايات كان أقوى من البايات و كانوا يتدخلون كثيرا في الحياة السياسية للبلاد و يؤثرون على مسار الأمور.

ثم تغير الأمر عندما تسلم الحسين بن علي مقاليد الحكم سنة 1705م و استطاع ان يجمع بين السلطتين المدنية و العسكرية. و كانت هذه أول أسرة مالكة قومية حيث أن مؤسسها الحسين بن علي كان (كرغلو أو كردغلو) أي من أب تركي و أم تونسية و أصبحت البلاد أكثر استقلالية تحت حكم الحسينيين لكنها ظلت مرتبطة بالخلافة العثمانية التي احتفظت بنفوذها السياسي و العسكري إن بطريقة مباشرة أو عبر دايات الجزائر التي كانت دوما على ارتباط وثيق بالخلافة في اسطمبول ...

و استمر هذا الوضع الى أن اعتلا حمودة باشا باي سدّة الحكم من 1756م الى 1814م ، حيث أصبحت البلاد بمثابة مملكة بأتم معنى الكلمة ... ذات سيادة و نفوذا كبيرين في وجه الدول الأوروبية أو الخلافة العثمانية الى ان وصل الأمر لمجابهة عسكرية عندما بادرت اسطمبول باحتلال جزيرة جربة سنة 1793م كبداية للتضييق على الدولة الحسينية المتنامية القوة و استرجاع نفوذها على البلاد... فما كان من حمودة باشا باي الا أن تصدى عسكريا للعثمانيين و طردهم من جزيرة جربة بل واصل ملاحقتهم الى ان طردهم ايضا من طرابلس في ليبيا و أعاد الحكم لعائلة القرمانلي المسالمة التي أقصاها العثمانيون عن الحكم ..... و بعد هذه التطورات الحاسمة، أصبحت الدولة الحسينية في وضع مملكة كاملة السيادة سياسيا و عسكريا و اقتصاديا مع تواصل الروابط المعنوية و التاريخية باسطمبول.... و لكن لقب باي ظل لقب ملك البلاد حتى تحولها دستوريا الى جمهورية، سنة 1957...

[khallouda]

كم جميلة هذه المعلومات عن تونسنا الرائعة والخالدة على مر التاريخ... شكرا للاب الصادق السماوي... وللاعلامي المؤرخ التونسي "عبد الستار عمامو" اللذي يملك في قريحته عن ذاكرة تونس ما يندر وجوده عند فطاحل اساتذة التاريخ وهو كما قال" اهتممت بالجوانب المجهولة و المسكوت عنها التي اهملها المؤرخون عن تونس الحديثة"...
شكرا للاخ الجديد "محمد بوريقة" اللذي اتحفنا بما انتظرناه منذ سنين من النوادر الموسيقية الخالدة.
ارجو منه تتمة اغاني فتحية خيري مثل

• لمتى نرجى فيك
• بالله يا حمد يا خويا
• بالشوية على قلبي " اغنية لعلي الرياحي"
• ما تقولشي كنا و كان " أغنية ل نازك تلحين فريد الأطرش"

[ADEL bey]

الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على خير من اصطفى
و بعد،
أقل ما يمكننا قوله في هذا المنتدى أنه رائع و إننا ننتهزه هذه الفرصة لشكر السيد صالح الحرباوي على المعلومات القيمة التي أتحفا بها في رده على مقالتنا البسيطة حول لقب الملك في تونس الحسينية غير أنا نرى من واجبنا إصلاح خطء تأريخي حول فترة ملك الأمير حمودة باشا للبلاد إذ كان ذلك بين سنتي 1782 تاريخ وفاة والده المبرور سيدي علي باي الثاني و تاريخ وفاته هو أي حمودة باشا ليلة عيد الفطر من سنة 1814 أم سنة 1756 التي قدمها السيد صالح مشكورا فتوافق تارخ رجوع أبناء حسين باي بن علي للوطن و هو نفس تاريخ اعتلاء الملك محمد الرشيد باشاباي عرش والده حسين و تواصل ملكه إلى سنة 1759 و بوفاته إنتقل العرش إلى شقيقه علي باي الثاني المذكور إلى سنة وفاته 1782 فتولى من بعده إبنه حمودة باشا الشهير.
و بهذه المتاسبة أيضا فيسعدنا أن نقدم لكم بعض ما بلغنا من علم حول المطربة الكبيرة السيدة فتحية خيري توحة العظيمة:
لقد ملأت السيدة فتحية الدنيا و شغلت الناس و هام الجميع بها حبا و من علامات هذا الحب أن المرحوم سي أحمد الغربي صاحب روضة الأنس و هي عبارة على مقهى و قاعة طرب كائنة بباب سويقة نهج حمام الرميمي قدم مطلبا لبلدية تونس الحاضرة بقصد احداث فضاء جديد بنهج الكبد بباب سويقة أيضا غير أن طلبه هذا رفض في زمن كان فيه المستعمر يقف لصد كل مشروع وطني فالتجأة سي أحمد الغربي إلى الأمير محمد المنصف باي، قبل توليه العرش الحسيني، ليساعده في الحصول على التراخيص الإدارية و كان له ذلك إذ ان الأمير تتدخل لصالحه غير أنه اشترط عليه أمرا وهو أن يطلق إسم السيدة فتحية خيري على القاعة لشغف الأمير بها كأغلب التونسيين في عهده و رضخ سي أحمد الغربي للأمر و ظهرت للوجود [صالة الفتح] الشهيرة نسبة للسيدة فتحية خيري.
هذا ما بلغنا من العلم و فوق كل ذي علم عليم
أخوكم العادل باي

[أبو بيرم]

المرحوم سي أحمد الغربي صاحب روضة الأنس و هي عبارة على مقهى و قاعة طرب كائنة بباب سويقة نهج حمام الرميمي قدم مطلبا لبلدية تونس الحاضرة بقصد احداث فضاء جديد بنهج الكبد بباب سويقة أيضا غير أن طلبه هذا رفض في زمن كان فيه المستعمر يقف لصد كل مشروع وطني فالتجأة سي أحمد الغربي إلى الأمير محمد المنصف باي، قبل توليه العرش الحسيني، ليساعده في الحصول على التراخيص الإدارية و كان له ذلك إذ ان الأمير تتدخل لصالحه غير أنه اشترط عليه أمرا وهو أن يطلق إسم السيدة فتحية خيري على القاعة لشغف الأمير بها كأغلب التونسيين في عهده و رضخ سي أحمد الغربي للأمر و ظهرت للوجود [صالة الفتح] الشهيرة نسبة للسيدة فتحية خيري.
هذا ما بلغنا من العلم و فوق كل ذي علم عليم
أخوكم العادل باي

يمسّيك سيدي العادل
أُقدّر أن معلوماتك صحيحة بخصوص سرّ إطلاق إسم صالة الفتح على هذا المعقل الفنّي و كنت أجهل أنّ سيدي المنصف تدخّل شخصيا في هذا الموضوع و الVERSION اللّتي أوردها سي الطّاهر المليجي في برنامج تلفزيوني ( فنّان له تاريخ) تقول أن شيخ المدينة رفض إسناد رخصة الصالة لسيد أحمد الغربي فلجأ لطلب واسطة المرحومة فتحية خيري اللتي كانت ذات مكانة في القصر الحسيني كيف لا وهي من ألمع مطربات البلاط و بعد الحصول على الرّخصة أطلق سي حمد إسمها على الصالة إعترافا لها بالجميل و تلبية لرغبة الباي الوطني سيدي المنصف حسب إفادة حضرتك سيدي العادل .
رحمة الله عليهم جميعا .

[محمد بالغ]

فتحية خيري
خاتم حبيبتي
تسجيل يرجع لسنة 1945