اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماعي
|
أغاريد من ذكرى هواك وأنغام تعود فهل عادت ليال وأيام
هنا كان لى قلب وفيّ و مرتع رضيّ وآمال حسان وأحلام
وكان صبانا يملأ الكون فرحة يصورها فى خاطر الغيب رسام
تسابق فيك المغرمون وقسّمت حظوظ فمظلوم لديك وظلام
تخلفت دون السّابقين وخانني إلى نبعك المحبوب صبر وإقدام
وفى كل شئ هاهنا منك فكرة وملئ خيالي منك وحى وإلهام
فاغفوا على وهم اللقاء سويعة وأصحوا وما بينى وبينك أعوام
يخيل لي أنى أراك وأنني تطوف بسمعى من حديثك أنسام
هنيئا لك الدنيا فإن خواطرى إذا هبطت آفاق دنياك آثام
وما دام فى بعدي لقلبك راحة فلا خطرت بي فى رحابك أوهام!
وحسبي وقد ولّّى الصّبا وغرامه أغاريد من ذكرى هواك وأنغام

نظمها "أحمد فتحي" وهو أحمد إبراهيم سليمان فتحي شاعر وكاتب مصري ولد بمحافظة الشرقية عام 1913م ، لقب بشاعر الكرنك وغنت الكوكب له "قصة الأمس" أصدر عام (1948م) ديوانا هو ديوانه الوحيد وسماه "قال الشاعر" انتمى في مطلع شبابه إلى جماعة أبولو الشعرية ، فرشحوه للعمل في الإذاعة المصرية ليتعرف هناك على صديق عمره رياض السنباطي، فانكب رياض على تلحين شعر صديقه فكانت باكورة قصائده المغناة في الإذاعة المصرية "همسات" و"فجر " و"شجون" ومنها شق طريقه إلى قلوب محبيه الذي فتنوا بشاعر يدق على أوتار قلوبهم، وعلت شهرته أول مرة لما غنى له محمد عبد الوهاب قصيدته" الكرنك" عام 1941 وكان في الثامنة والعشرين من عمره فأطلق عليه لقب شاعر الكرنك، ولما نشبت الحرب العالمية الثانية وكان يعمل في الإذاعية البريطانية في القاهرة انضم إلى الجيش البريطاني، ولما وضعت الحرب أوزارها انتقل إلى لندن مراسلا للإذاعة المصرية، وهناك تعرف على فتاة إنكليزية اسمها كارول، وسرعان ما تزوجها ورزق منها بوحيدته جوزفين ثم تدهورت علاقته مع زوجته وتلا ذلك أمور أوجبت عدم الموافقة على تجديد إقامته هناك فلجأ إلى الأمير الشاعر عبد الله الفيصل فاصطحبه معه إلى جدة وعمل هناك مراقبا في إذاعة السعودية. وشارك في إنشاء إذاعة طهران وعاد إلى القاهرة فأقام أعواما في أحد فنادقها وتوفي بها تغلب على شعره الرقة والعذوبة وأشهره قصيدة الكرنك غناها له محمد عبد الوهاب وتوفي فيها ليلة الخميس 30/ يونية/ 1960م.