تَقَضَّى ربيعُ العمر في لوعة القهر
وجفَّتْ مآقي الدَّمع مِنْ شدّةِ الأمرِ
وإنّي إذا ما الليلُ (أرخى سدولَه)
لَكَالزَّوْرَقِ المخروق في لُجّةِ البحر
أنادي بلا صوتٍ شراعا مرقَّعا
وأحسُو بلا سكرٍ دنانا مِّنَ الخمر
وأهذي كما يهذي مصابٌ بنافضٍ
خلا أنّني لم أعرفِ النومَ منْ دهر
وقد شَطَّ شطُّ البحر حتّى تحطّمتْ
مجاديفُ آمالي على صخرة الصبر
وأطيافُ حلمِي فرَّق اليأسُ شملها
كما بدّدتْ ريحٌ غماما بلا قَطْر
زجاجُ المرايا قابعٌ بين أضلعي
يغذِّي عروقي منْ ينابيعَ كالجمر
وقوسُ الرزايا اسْتمرأتْ رميَ مهجتي
بنبلٍ لها تَتْرَى وقدْ راقها نحري
تعاطي قريضِ الشعر جمرٌ ألوكه
كما لاك طيرٌ رزقَ أفراخِه الغُبْرِ
مقاليدُه دانت وباتت بقبضتي
فبايعْتُهُ بالعدل في النَّهيِ والأمر
وأطعَمْتُهُ قلبي وأَسْقَيْتُهُ دمي
وأرسلتُه شمساً أضاءت مع الفجر
فما آب إلاّ باكيا بُحَّ صوتُه
بآهٍ على ما فات من قيمة الشعر
كأنِّي بحِبْري بعدما كان مخلصا
يُرَجِّي فراقي شاكيا شدّةَ العسر
فطمأنتُه أنّي سأهريقُ غُبْرَهُ
عسى أنْ يَرى رَوْحاً على البُعد والهجر
أيا حبرُ لا تجزعْ فقد آنَ بينُنا
فلا خيرَ في شعرٍ ولا خيرَ في النّثر
فهذا زمانٌ أنْكَرَ الحرفَ أهلُه
وعدُّوا اكْتِسابَ المجد في وَفْرةِ الوَفْر
الشاعر المتألق
((( جلال صقر )))
تحية بعبق الورد وأريج الياسمين
فى البداية وقبل أن أتطرق لسبر أغوار هذه الخريدة
الرائعة والفريدة أرجو ألا تستاء أخى من كون قصيدك هُنا بتجارب
أدبية ( شِعر فصحى ) فهذا القسم والله كان أساسه
هذا العنوان وما جاء هذا التقسيم إلا للفصل بين
شِعر العامية والفصحى، وبين القصص وكلام فى الأدب كما ذكر شاعرنا الجليل ( سمعجى )بمثبته
حتى إن كِبار الشعراء والأدباء أدرجواأعمالهم هُنا
ولا يعدأن كون قصيدك هُناإنتقاص من قلمِكَ أو
مقامك أو قصيدك، وإذا كان هُناك نوع من الحساسية
إتجاه الإسم ( تجارب أدبية ) فليس بفرق عندى بين
التجربه والإبداع وإنماالقيمةالحقيقية فيما يحمله
العمل من رسالة هادفة وقيمة فنية راقية تسعد
بها قراءك ..
اقتباس:
فإن كان هذا مكانها فليتها حظيت بنقد الأساتذة الكرام وتوجيهاتهم
هل تدرك معنى أن تُطالب بنقد القصيدةأى إنك تقبل الهــدم إذن أحييك على هذه الرحابة الطيبة التى إستفذت قريحتى لأكون هُنا ،
فقليلون هم اللذين يتقبلون
النقد برحابة صدر
نأتى إلى هذا المِعمار السامق الذى عنوانه
(أطعَمْتُهُ قلبي وأَسْقَيْتُهُ دمي )
ديباجة مُحكمةالنسج قد سحرتنى بجمالهاالآسر وبوحها
النادرالساطع ،والشجن الصارخ بين سطورها بريشة
ثابته الخطو ونزف القلم عِند كل مقطع منها كون
لنا ترنيمة باكية
حزينة عبر أنسام الحرفِ الصارخ بالآلم فملأنا بشجن عميق
قصيدة على غِرار الشِعر الجاهلى وعصوره الآولى لجزالة