العيد
والعيد أقبل يرفل في ثيابه
هيّا بنا يا صاح نشدو ببابه
هيّا بنا نلهو مع من قد لها
هيّا نغنّي نرقص برحابه
فيها استراح المعتبون من الضّنى
وتنفّسوا الصُّعداء من أخطابه
قد طلّقوا الأتراح ثمّ تجمّعوا
في العيد حول أكله وشرابه
وتسامح النّاس وفيه تصافحوا
وتعانقوا مثل عناق الحِبِّ من أحبابه
وتقاسموا الخير وجادوا عن رضا
حتّى غدا الجود جواد ركابه
قد وزّع الأفراح منذ صباحه
إذ وافى كلَّ واحد بنصابه
وتملّكت كلّ القلوب محبّةٌ
فيها يغيب البحر من أقطابه
وتسابقت فيه النّفوس طليقةً
نحو السّرور تنطّ في أعقابه
حتّى إذا فيه ومنه ترتوي
تزهو كما يزهو الفتى بشبابه
فالعيد للنّاس سلام شامل
يا أيّها النّاس احتفو بإيّابه
هيّا انهضوا لا تكسلوا في عيدكم
صلّوا الفروض واكرعوا في وطابه
ما العيد إلاّ نفحة من ربّنا
نجتثُّ فيها الحزن من أسبابه
فيه الملائك تنزل من حولنا
ويمدّ ربّي المسلم بثوابه
وينال من نعمائه ما يبتغي
إذ لا يَصدُّ المؤمن عن بابه
هو الجواد فلسنا نرنو لغيره
إذ ليس يُعطي الخير غيرُ جنابه
إناّ، في عيد المسلمين، لإخوةٌ
ما منّا غير المحتفي بصحابه
ما منّا إلاّ ناسك متعبّد
لم يُخل يوما قبّة محرابه
أو منّا من للضّيف يولم دائما
لم تخمد النّيران من أحطابه
أو منّا من هو شديد الوغى
تعب به الأبطال من أترابه
أو منّا من هو للعلم جامع
عدَّ وأحصى المبتغى في كتابه
نحن وربّ النّاس كنّا سادةً
خضع لنا الكون مع أنصابه
في عيدنا كان الزّمان يُزغرد
يهدي لنا ما فاح من أطيابه
قد كان ما فهي لنا متهيّئًا
متدنّيا لا يخفى عن أربابه
الشيخ الأستاذ الإمام: العجمي مصباح
قيلت في عيد الأضحى
ببروكسال
06 ـ 06 ـ 1992
السّاعة 15:00
__________________
مثلما تدين تدان
تحكمـوا فاستطالـوا فـي تحكمـهـم........ وعمـا قليـل كـأن الأمـر لــم يـكـن
لو انصفوا انصفوا لكن بغوا فبغى........ عليهـم الدهـر بالأحـزان والمحـن
فأصبحـوا ولسـان الحـال ينشدهـم........ هذا بـذاك ولا عتـب علـى الزمـن
الإمام الشافعي