رد: ماذا تعرف عن الفن المغاربي؟ أهلا و سهلا بكم....
يا امين يا فل الفل اهنيك على الموضوع الجميل الذي قمت بفتحه و هذه وردة نعبير عن الإعجاب
المشكل يا اصداقائي كما اراه ( وهذا راي فقط ) متعدد الوجه و سأبدا من الموروثات الغنائية المحلية قبل القفز الى القطرية .
اعطي مثالا صارخا - و اتمنى من عمي مختار ان يضيف الى هذا رأيه - عندنا في الجزائر مثلا جهل مركب لدي المسؤولين الإعلاميين في الموروث الموسيقي الجزائري . و الدليل على ذلك انك عندما تفتح الراديو او التلفزيون الوطني تكتشف ان المواد الغنائية المقدمة لا تمثل 5% من ما هو متعارف عليه من موسيقى تراثية عندنا، يعني لا نشاهد او نسمع شيئا عن الموسيقى الصحراوية الا نادرا او موسيقى البدوي او التيندي او الركروكي او (هذه اسماء لبعض انواع الموسيقى الجزائرية )....... و هذا لسبب بسيط ان المشرفين على البرمجة لا يسمعون بها بالمرة و هذا راجع لعدم التكوين و سوء اختيار المشرفين على هذا النوع من المؤسسات.
اذكر في مرة عندما كنت في دولة الإمارات استدعاني تلفزيون الشارقة في سهرة خصصت للموروث الغنائي العربي الشعبي و كان لي ان شرفت بتمثيل الجزائر . غنية موالا من منطقة وادي سوف ثم اغنية محلية من نفس المنطقة و كان تجاوب الحضور جميلا ، وعندما انتهيت من الغناء تقدم المنشط مني - و كان مصريا - قائلا : هل تعلم اني فهمت كل ما كنت تغني ، فقلت له بالتاكيد، فسألني هل هذا راي؟؟( يقصد غناء الراي ) فاجبته : لا هذا غناء من الصحراء الجزائرية من المنطقة التي انا منها . فاطنب سائلا مرة أخرى لماذا لا نسمع بهذا النوع من الغناء ؟؟؟ قلت له : السياسة و أشياء أخرى ارادت ذلك ....
هذا مشهد انا كنت طرفا فيه يعكس جهلنا لثقافاتنا المحلية و القطرية .
مثال آخر التقيت مرة مع فنان موسيقي من دمشق سألته عن أديب الدايخ هذا في سنة 1997 و كنت اعرف أديب الدايخ ساعتها منذ 1984 عندما كانت جلساته تبث عن طريق اذاعة " ميدي 1 " المغربية فقال لي لا اسمع بهكذا اسم هل انت متأكد انه سوري ؟؟؟...
المشكل كما أعتقد متعدد الأسباب منها ماهو مقصود ومنها ما هو غير مقصود . في حوار منذ يومين مع جريدة جزائرية يتكلم أسامة انور عكاشة عن سب بعدم انتشار المسلسلات الجزائرية و المغاربية فيقول ان على الجزائريين ان يختاروا الفصحى لكي تفهم مسلسلاتهم و كأن المصريين او اللبنانيين او السوريين تخلوا عن لهجاتهم لكي تنتشر مسلسلاتهم .......
هناك في بعض الدول العربية نوع من الإنطواء الفكري و الثقافي الذي سبب نوع من الإنكفاء على الذات و نتج عنه تظخيم للانا الاجتماعي ما سبب تقصيرا في الإنفتاح على الشعوب العربية الأخرى و الدليل ان هؤلاء عندما يخرجون خارج بلدانهم يتفاجؤون بالحقيقة الثقافية للشعوب الأخرى (العربية ).
هذا وجه من اوجه التخلف الحضاري الذي نعاني منه بسبب السياسات الثقافية العرجاء و البلهاء التي تقود هذه الأمة فكيف بالله عليكم يكون لنا موطأ قدم في صناعة تاريخ الإنسان و نحن اجهل الناس بانفسنا (و للحديث بقية )..... لكم كل الود
تحياتي
__________________ ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا. عمر بن الخطاب