رد: من روائع الشعر الصوفي لكم هذه القصيدة من ألحاني و أدائي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رائد عبد السلام
شرفتني الأستاذة أم فتحي
بأن (أوضح ) بعض جماليات القصائد المغناة
ووجدتها فكرة مستنيرة نظراً لأن القصائد أو
الأغنيات بناء متكامل لكل وحدة جمالها
وسأعرض لـــ(بعض ) جماليات القصيدة السابقة
رغم أن هذه البداية تبدوصعبة نظراً لكثرة المصطلحات الصوفية بها مما سيصعب معه الشرح:
بدايةً فإن هذه الأبيات للعارف الكامل شهاب الدين السهروردى وكان رضوان الله تعالى عليه أعجوبة عصره وكان معاصراً لصلاح الدين الأيوبى فكاد له بعض المشائخ لعلو منزلة السهروردى وتفوقه عليهم ومحبة ابن صلاح الدين له فأخبروا صلاح الدين بأنه كافر وسيفسد ابنك فأمر بقتله رحمه الله
وللصوفية مصطلحات غير التي نعرفها ونألفها
فمثلاً:
الصمت هو ترك الكلام بغير ذكر الله
و المعني الصوفي هو صمت الضمير عن جميع التفاصيل السهر هو عدم النوم
السهر عندهم هو عدم الغفلة العزلة هي عدم مخالطة الناس
عندهم هو اشغل قلبك بالله
اجعل قلبك مع الحق
و جسدك مع الخلق الجوع جوع الابرار لكمال السلوك
و الجوع عندهم هو جوع المقربين لموارد الأنس
فالأنس يجعل المريد متغيبا فتتوقف
إدراكاته الحسية و هذا من رحمة الله و إلا فقد عقله. الابتلاء عندهم و الاختبار بمعنى
أنه مجموعة التنزلات على العبد إما بالخير
و إما بالشر و يرى الصوفية انه استخلاص للعبد صدقا
و إخلاصا و توكلاً و توجهاً- فيرون فيه النعمة
لأنه يرقى هممهم فينالون الدرجات العلا
وهكذا ....
فالقصيدة هي مناجاة لا للحبيب الحسي وإنما للحبيب الأكبر
جل علاه...ولو قرأنا القصيدة بهذا المنظور الجديد لاستطعنا فك طلاسمها وأدركنا جمالها الكامن في معانيها من تقرب لله وذوبان الروح والجسد في ذاته العلية لذا فقد قمت بتفسير بعض المعاني الظاهرية دون الدخول في تفسير رموز الصوفية ... فهذا يحتاج إلي مجال أكبر وأرحب قد لا يحتمله المقام...وهنا كتبت شرحاً مبسطاً لكل بيت باللون الأحمر :
إن القلوب تحن وتشتاق إليكم وقربكم هو عطرها وشرابها
وقلـوب أهل ودادكـم تشتاقكـم ***وإلى لـذيذ لقائكــــــم ترتــــــاح
وقلوب أحبابكم تهفو وتميل إليكم وترتاح إلي لقائكم العذب وارحمة للعاشــــــــــقين تكلفوا***ستر المحبة والهوى فضّاح يارحمة الله تتنزل علي العاشقين الذين يعانون كتمان المحبة رغم أن الهوي يفضح صاحبه أهل الهوى قسمان قسم منهم*** كتموا وقسم بالمحبة باحوا وأهل المحبة قسمان : قسم يكتم ما به وآخر يفصح عن حبه والكتمان ألزم وأجمل لذا فقد بدأ به الشاعر فالكاتمون لسرهم شربوا الهوى ***ممزوجة فحمتهم الأقداح فالذين كتموا سرهم نجوا لأنهم احتاطوا لأنفسهم والبائحون بسرهم شربوا الهوى *** صرفا فهزهم الغرام فباحوا أما الذين باحوا بحبهم فقد ثقل الشراب عليهم فأعلنوا عن حبهم لا يـــــــــــطربون لغير ذكر حبيبهم**** أبدا فكل زمانهم أفراح فهم لا يسعدون إلا بذكر المحبوب ...وهم دائما يذكرونه لذا فهم في فرح دائم ولعلنا ندرك الاقتباس من قوله تعالي : ألا بذكر الله تطمئن القلوب صافاهم فصفوا له فقلوبهم***من نوره المشكاة و المصباح والمحبة بينهم صافية فهو اصطفاهم وهم صافون له فأصبحوا قريبين كالمصباح والضوء والله ما طلبواالوقوف ببابه***حتى دعوا و أتاهم المفتاح وقد استجاب لهم مولاهم بمجرد الدعاء حضروا وقد غابت شواهد ذاتهــم*** فتهتكوا لما رأوه وصاحـــوا لم يتحملوا نوره عندما رأوه فأعلنوا سرورهم فتشبـــــــــــــــهوا إن لم تكونوا مثلهم ***ان التشبه بالكرام فلاح فعليكم التشبه بهؤلاء المريدين فالاقتداء بالكرام فيه فلاح ونجاح
وتقبلوا خالص حبي
وعذراً للإطالة
شاعرنا الملهم والرائد دائما باذن الله .
اشكرك جدا على هذا الشرح المستفيض لهذه القصيده المليئه بالروحانيات فلقد وضعتنا في قلب المعاني السامية التي تفيض محبة للخالق عز جلاله كما اعطيتنا فكرة موجزه عن المعاني الكامنه خلف الكلمات الشعرية للمتصوفه .
وقد احببت ان نمزج بين اللحن الرائع والكلمات الجميله ليتبين للاخوه الزملاء المعجبين بهذا اللون من الفن كم هو تاثير وزن الكلمه والمعاني الكامنه فيها على اللحن الذي سيكسو هذه الكلمه , وثق بانك لو اعطيت هذه الكلمات لعدة ملحنين متشابهين بثقافتهم وانتمائهم الفني لوجدت الحانهم متقاربه الى حد بعيد .
هذا ماقصدته وهو الحصول على موضوع متكامل للاغنية ..
والكلمه كما لاحظنا هي الاساس ليس فقط بتحديد اوزان اللحن الايقاعية بل في خلق المحيط الموسيقى المناسب لحياة هذه الكلمات باختلاف معانيها .
لك شكري ثانية .
والله ولي التوفيق .