فريد الأطرش الفنان صاحب الجنسيات الأربع
من مظاهر التكريم التي نالها فريد الأطرش في حياته حصوله على أربع جنسيات وحيازته لأربع جوزات سفر بأسماء أربع دول عربية مختلفة .
1- الجنسية الأصلية : السورية
تنحدر أسرة الأطرش من جبل الدروز بمقاطعة السويداء بسوريا ، لذا لم يكن غريبا أن تكون أول جنسية ينالها هي جنسيته الأصلية السورية وحصل على جواز سفر فرنسي أثناء فترة الانتداب الفرنسي بسوريا واحتفظ بجنسيته إلى آخر أيام حياته ، وكان يحل بسوريا باعتباره مواطنا سوريا وابن البلد .
2- جنسية الأم : اللبنانية
حصل فريد الأطرش أيضا على الجنسية اللبنانية ، ولا تذكر المراجع سبب حصوله على هذه الجنسية ، إلا أنني أرجح أن يكون قد حصل عليها بسبب رابطة الدم فأمه علياء المنذر مواطنة لبنانية تنحدر من حاصبيا بلبنان ، وقد أقام فريد بلبنان في الفترة من 1966 إلى 1974 باعتباره مواطنا لبنانيا كامل المواطنة وحاز جواز سفر لبناني ، وتوفي ببيروت يوم الخميس 26 ديسمبر 1974 .
3- الجنسية المكتسبة : المصرية
دخل فريد وعائلته مصر لاجئين في عام 1923 ، وتلقى بها دراسته ومنها صعد سلم النجاح ، وفي البداية كانت إقامته تجدد كأي أجنبي ، إلا أن مصر كانت بالنسبة إليه أكثر من بلد إقامة فقد كانت وطنه الأول لذا قدم طلب التجنيس في الأربعينات وصدر القرار بتمتيعه بالجنسية المصرية عام 1950 ، وقد فرح يوم حصوله على الجنسية المصرية فرحتين الأولى بحصوله على الجنسية المصرية والثانية بحصول صديق عمره الفنان عبد السلام النابلسي على الجنسية المصرية في نفس اليوم ، ورغم حصوله على الجنسية فقد ظل يعامل كما يجري ذلك في جميع بقاع الدنيا على أنه مجنس ؛ ظهر ذلك في الإذاعة وفي وسائل الإعلام عموما وفي انتخابات نقيب المهن الموسيقية ، وكان ينعت في الخفاء بالشامي . كل ذلك لم يمنع من أن يعامل معاملة خاصة ففي الستينات عندما كان السفر إلى الخارج يتطلب استخراج تصريح إداري تدخل الرئيس جمال عبد الناصر لإعفاء فريد من استخراج التصريح رغم أن الإجراء بقي ساريا في مواجهة فنانين مصريين أكثر إشعاعا من فريد ، وقد اختزل فريد كل أشجانه تجاه مصر في أغنيتين خالدتين : يامصر كنت في غربة وحيد عندما حبسته ظروف الحرب العالمية الثانية في لندن ، ثم أغنية سنة وسنتين عندما عاد وغنى لمصر بعد غياب اضطراري لسنوات في لبنان ، وثمة حادثتين أبرزتا حبه الشديد لمصر أولهما عبارته الشهيرة لحم أكتافي من خيرك يامصر والثانية وصيته أن يدفن في مصر بجانب جثمان شقيقته أسمهان .
4- جنسية التكريم : السودانية
في سنة 1974 زارفريد السودان بمناسبة احتفالاتها بثورة جعفر النميري ، وغنى للثورة السودانية آخر أغانيه القومية ياثورة مايو نحيياكي ، وعلى إثرها منح الجنسية السودانية ، الرواية الرسمية السودانية آنذاك كانت تقول أن الجنسية منحت لفريد تكريما لفنه ومشواره الطويل ، أما معارضي النظام السوداني فقد فسروا منحه الجنسية بأنها مكافأة من النميري لفريد على تحوله لبوق دعاية لنظام الحكم ، المهم أن فريد لم يتمتع بجنسيته السودانية إلا شهور قليلة فقد مات في نهاية العام .
رد: فريد الأطرش أسطورة وتراث
العرض الشجري