ببساطة شديدة .. عمنا زين العابدين عبد الله .. يريد أن يقدم لنا صورة لما يحدث فى ليالى رمضان ..
يريد أن يلقى الضوء على أهم وأشهر مظاهر الشهر الكريم .. فماذا فعل ؟
قدم لنا أربع أو خمس فقرات يفصل بينها مقطع تمهيدى وتقديمى من ( الست المذيعة )
بدأ بسهرة بين شلة من الأصدقاء يغنون ويمرحون .. ثم مجموعة من الأطفال وفوانيسهم المزخرفة الجميلة
وبعدها قدم لنا المداح ومجموعة المواويل والناى والأرغول .. وأعقبها بسهرة مع الراوى وربابته الشهيرة
وينهى سهرتنا مع المسحراتى وطبلته المعروفة ..
نأتى الأن للموسيقى والألحان ..
ونحن أمام ملحنان وليس ملحن واحد .. عمنا عزت الجاهلى وأستاذنا سيد مصطفى ..
ليس هناك أى إشارة لألحان كل منهما فى العمل .. ولكن هذا لا يهم كثيراً .. فنستطيع بشئ من السمع والإنصات مع بعض الخبرة بأعمال كل منهما .. أن نعرف ألحان كل واحد بالتقريب ..
تبدأ صورتنا الغنائية .. بمقدمة موسيقية من مقام راحة الأرواح .. هو نفسه مقام الهزام مع إختلاف درجة الركوز إلى العراق ..
بعد المقدمة يأتى دور الراوى وتقوم به المذيعة سميرة الكيلانى .. لتقدم لنا أول فقرة ..
ويغنى عمنا محمد قنديل .. ( مرحب مرحب ياللى واحشنا بقاله زمان ) من مقام الراست ..
أغنية كاملة متكاملة عبارة عن ( كوبليهين وعفشة ميه ) ..
الكوبليه الأول حجاز .. والثانى بياتى .. ويعود للراست فى الحالتين .. عمنا قنديل بقى ولازم نستغل إمكانياته الصوتية والطربية ..
تدخل الست المذيعة لتصف لنا الفقرة التالية .. والتى هى عبارة عن فانوس رمضان والأولاد الصغار ..
وهنا نسمع أولاداً صغاراً بالفعل .. مافيش حد كبير معاهم .. يتزعمهم شكوكو الصغير ..
وبصراحة ماعرفش مين شكوكو الصغير .. هل هو إبن محمود شكوكو الكبير .. أو مجرد تسمية .. مش مشكلتنا ..
المهم إننا نسمع حوار ظريف لطيف .. ونبتسم مع الأداء الطفولى التلقائى ..
سنلاحظ هنا أن الملحن أراد أن يعطينا الجو الطفولى بإستخدامه لألآت الإكسيليفون والبيانو .
المقام هنا بسيط وليس فيه أى تعقيدات .. مقام الحجاز ..
ونأتى للفقرة الشعبية .. فقرة المديح ويقدمها لنا المطرب الشعبى لبيب أحمد ..
ونسمع فى هذه الفقرة لمواويل حرة .. يبدأها المطرب من مقام الراست .. وينهيها مع الراست مروراً بكوكتيل مقامى لازم لمثل هذه النوعية من المولويل ..
وننتقل للفقرة التالية .. وهى فقرة عمنا السيد فرج السيد .. وهو الراوى الحكاء .. صاحب القصص والمواعظ
ونستمتع بالربابة مع مقام النهاوند وتفريعاته .. ومع صوت السيد فرج المميز جداً .. والذى نسمعه فى فيلم ( أمير الإنتقام )
بتاع أنور وجدى ..
المهم .. نأتى لمسك الختام .. والمسحراتى ..
ونسمع عمنا شفيق جلال .. ومع النهاوند أيضاً ولكن من طبقة مناسبة لصوته ..
ولا مانع طبعاً من المرور على الراست والحجاز .. فى الكوبليهات ..
ينهى الملحن العمل بمقطع موسيقى أخير
تعالوا بقى نحلل إللى حصل وإللى سمعناه ..
إحنا قولنا إن الملحن بدأ بمقدمة موسيقية من مقام راحة الأرواح .. إللى هى من مشتقات السيكا ..
وبعدين عمنا قنديل غنى من الراست .. وبعده الأطفال من الحجاز .. وبعدهم لبيب أحمد من الراست والسيد فرج من النهاوند و و .. ألخ
طيب إيه المشكلة ؟
المشكلة ياسادة .. أن الأغنيات المقدمة فى هذا العمل .. تم تلحينها والعمل فيها منفردة .. أى دون النظر لكون العمل واحد ..
درجات الركوز للمقامات مختلف ومتغير بدرجات كبيرة .. أى أن كل أغنية منفصلة بذاتها ..
ولقد عرفنا الأن .. لماذا إستعان المخرج بالمذيعة لتكون الراوى بين الفقرات ..
المسألة ببساطة شديدة .. إنهم جابوا شوية أغانى عن رمضان .. وربطوها بإلقاء شعرى من الست المذيعة ..
وأصبح لدينا صورة غنائية أو أوبريت إذاعى وخلاص .. وهذا يفسر لنا أن هناك ملحنان للعمل .. لأنه ليس عمل متكامل .. ولكنه شوية من الشرق وشوية من الغرب .. و ... تفاريح رمضان ..
بقول لكم إيه .. المهم إننا سمعنا عمنا قنديل وشفيق جلال والسيد فرج .. وإستمتعنا .. مش مهم العمل إتعمل إزاى ..