ط ر ب
( التـَّطريب ) في الصوت هو مده وتحسينه
و عندما يدعو الذي يحلب معزه فإنه ( يـُطرطِب ) لها
و ( الطـَّرب ) خفة تصيب الإنسان لشدة حزن أو سرور
و ( أطـْرَبه ) أو ( تـَطـَرَّبه ) أي غيره
و في الأداء الصوتي الموسيقي هناك نوعان
الأداء الغنائي
هو الإلتزام بلحن مدون ( موسيقيا ) دون أن ( يُطرب ) أي يُغـَير و يكون فيه إلتزام بكل ما جاء في تدوينه و في هذا النوع تختلف مهارات الأداء فمن الممكن أن لا يستطيع مؤدي أداء لحن مكتوب أو مُلقن لعدم إلمامه بالقواعد الأساسية للأداء الغنائي
و أيضا يكون ذلك في الأداء الجماعي الذي لا يحتمل أي ( تطريب ) و الإلتزام التام بالمدون لعدم حدوث ( مسافات متنافرة ) ناتجه لتصرف ( تطريبي ) من أحد أفراد الجماعة
الأداء الطربي
هو القدرة على ( تـَطريب ) أي تغيير اللحن الأساسي لمدونة أو لحن محفوظ و ذلك من خلال قدرة المؤدي في التصرف ( التطريبي )على أساس مخزونه و إلمامه بقواعد ( التطريب ) أي التغيير و التي لا تكون عشوائية و لكن لها أصول مقامية تختلف البراعة فيها من ( مُطرب ) إلى آخر
فلكل مقام أقرباء ممكن أن يكون القريب من أساس المقام و ممكن أن يكون من بعض درجاته و كلما زاد مخزون المؤدي و إلمامه المقامي زادت قدرته على الذهاب ( التطريبي ) لشتى الأقارب
و الآن يمكن التحدث عن الأداء ( التطريبي ) الحر فكل ما سبق القول عنه يكون في حدود اللحن الأصلي فهناك ( مطربين ) من كثرة إلمامهم دائما يكون الأداء الحر و الوهلي المفضل لديهم و طبعا ذلك يكون على نص أو مقطع ياليل - يا عين - أوف - آمان أو ما إلى ذلك بل و أحيانا تكون
حروف المد في النص مسرحا لإظهار قدرتهم على ( التطريب )
إذا يمكن أن نطلق على هذا الأسلوب الحر ( على قواعد ) كلمة
إرتجال
و التي يقابلها في موسيقى الجاز كلمة
IMPROVISATION
و قد دخل هذا الأسلوب الإرتجالي الصوتي في الغرب على يد عازف الترومبيت الشهير
Louis Armstrong
الذي إبتدع أسلوب ( تطريبي ) قائم على مقاطع مثل
DO - DOBI - TRA - LA
يقوم خلالها باستعراض مخزونه المقامي في ( تطريب ) الأداء من خلال تلك المقاطع
و في نهايات القرن الفائت ظهر و بقوة على الساحة الغربية
Bobby McFerrin
عنده قدرة غريبة في هذا المجال لإلمامه العجيب بقواعد الأداء بل يستطيع إخراج عدة أصوات في وقت واحد و عن قريب أسمعكم أحد أعاجيبه الطربية
إذا أستطيع القول أن
( المطرب ) هو ( المؤدي ) القادر على أداء نص له ( لحن مدون ) أو ( حر ) بأسلوب ( تطريبي ) قائم على قدرته و براعته في التصرف الراجع لمخزونه المقامي
و دائما نسمع تعليقات من المستمعين بل أحيانا تصفيق عندما يقوم المؤدي ( بتحويل ) مقامي أو تكنيكات تلوينية في الأداء عربه - لمس مقام - فيبراتو - تطويل و ما إلى ذلك من أساليب الأداء و التي ترجع لقدرة المؤدي
و منهم من يأتي ( بتحويل ) غير متوقع يحار العقل في كيفية الإتيان به بمعنى
( مش زي ما قال الكتاب )
فلا تستطيع إلا أن تطلق عليه ( أعاجيب ) و لا يستطيع أحد مجاراة ( سيدي عمران ) في ذلك تسمع منه و لا تستطيع إلا أن تقول : و دي تيجي إزاى
و من النساء السيدة : روحية عبد الخالق عندها نفس القدرة العجيبة على ذلك
طبعا لا يكون القدرة على ( التطريب ) أي التغيير هى الأساس في شهرة أو جماهيرية المؤدي
هناك عامل هام هو ( حلاوة الصوت ) فهناك من أنعم عليه الله بحلاوة صوت فقط و ليس عنده القدرة على ( التطريب ) فعندما يحاول لا يستطيع أن يفعلها و يعود سريعا لسياق
( المدون ) و أكبر مثال على ذلك ( عبد الحليم حافظ )
و هناك من أنعم الله عليه بالقدرة على التطريب و حرمه من حلاوة الصوت
و هناك من أنعم الله عليه بحلاوة الصوت و القدرة على التطريب
و هناك من أنعم الله عليه بحلاوة الصوت و القدرة على التطريب و الإتيان بالأعاجيب
__________________
دَعْ عَنكَ تَعنيفي و ذقْ طعمَ الهوَى
فــإذا عَشِـقـتَ فبَـعـدَ ذلــكَ عَـنـِّـفِ