أخي الحبيب ، الأستاذ علي عبد اللا
  
أشكر لك الإهتمام بالرد على كلامي (بكلام أحسن منه)
 
مما زادني يقيناً بأنني كنت مُحقاً حين أخلصت لك النصيحة ،
فشكراً تالياً لأنك لم تخيّب ظني في أصالة موهبتك و اتساع أفقك 
 
،
 
يا عم علي ، لا يوجد لصنعة الأدب دولة (بالمفهوم المؤسساتي)
يعني ماحدش يقدر يقول: أنا وزير الشِعر ! ،
ليكون له حق منح التراخيص لممارسة الكتابة ،
 
إنما الحكاية ، إن حد بيتذوق الشعر و بيغير عليه ، 
لما يشوف مشروع شاعر حقيقي (زي علي عبد اللا) ،
يجد إنه من "خيانة الشِعر" إنه يخبّي النصيحة عنه ،
 
و اخوك سيد (لا يزعم) بل متأكد إنه قارئ جيد للشِعر ، و لذلك كان فرحي بقصيدتك "و كان نفسي" هو دافعي لأول مرور على أعمالك ، و توقعت إنك تاخد بالنصيحة ، فتركز شوية عند الكتابة و لا تترك نفسك لغواية الإستطراد ،  
فالشِعر ، يا علي ، هو مالم نقله بعد ، 
أمال إيه الفرق بين الشِعر و الكلام العادي ؟
 
صحيح مفردات الشِعر من قواميسنا اليوميّة (مش من كوكب تاني)
لكن يبقى الفرق في طريقة الصياغة (من حيث الشكل) 
و طريقة التناول (من حيث المضمون)
 
،
 
فاكر المثال اللي كنت قلته في "تجارب الأعضاء" زمان ؟
عن تشبيه الشعراء (عبر العصور) وجه الحبيبة بالنهار ، 
و شعرها بالليل ، 
قلت لك يومها إنه تشبيه مُلقى على الأرصفة لمن شاء أن يلتقطه ، 
لكن أنظر كيف تناوله شوقي بك (أعظم شعراء العربية على مر الأزمان) :
 
(أعظم شعراء العربية على مر الأزمان) :  
و دخلت ليلين : فرعك و الدجى ، و لثمت كالصبح المنور فاكِ 
،
 
أكرر ، يا علي ، مؤكداً على حقيقتين :
 
لولا أني لمست فيك موهبة حقيقية تبشر بشاعِر قادم ، ما كتبت لك حرفاً من هذه الثرثرة (الخلاقة!)
 
و الثانية ، أن رأيي مُجرد رأي استشاري ، يمكنك الاخذ به أو رميّه بثقب الأوزون 
(على أساس إن حديثنا فضائي ، يعني)
 
،
 
و مادمت تنعم بالإقامة في مصر المحروسة ، فعليك التردد على الصالونات الأدبية و قصور الثقافة للتعرف على أهل الشعر و خدامه ....
 
 
قبل ما اسافر كان عمّنا سيد حجاب يدير صالون مصغر في لاباس (بشارع قصر النيل ، مقابل ممر بهلر)
 
كما كان عمنا "الدكاترة" عبد القادر القط
 يدير صالون مصغر في لاباس (بشارع قصر النيل ، مقابل ممر بهلر)
 
كما كان عمنا "الدكاترة" عبد القادر القط ، يدير "ندوة الفجر" بكازينو الحمام بكورنيش المنيل - طوال نهار الثلاثاء ،
 ، يدير "ندوة الفجر" بكازينو الحمام بكورنيش المنيل - طوال نهار الثلاثاء ،   
و لا أدري إن كانت الحكاية لسة مستمرة ولا لأ ،
 
لكن أكيد فيه ناس مخلصة للأدب بتجتمع في قصور الثقافة و الأحزاب و غيرهما 
 
ثم لا أخفيك سراً ، أن من اختار لنفسه درب الأدب طريقاً ..
عليه القراءة في كل نتاجات الفكر الإنساني 
،
 
ولا أنصحك بإرسال أعمالك للصحف و المجلات ، لتراكم البريد عندهم ، فيكون عدم النشر أو الرد مُحبطاً لك
 
،
 
لاحظ إن كلامي كله من منطلق إني بكلم شاعر هيكون له مشروعه و لغته و إسمه ،
 
أما نظم الكلام و رصه جنب بعضه ، و ليُّه للسجع و القافية ، فهو طريق سهل و لذيذ و بيجيب فلوس و شهرة 
 
و أكيد انت سمعت عن "الشاعر العظيم" علي سلامه و الشاعر المستعظم إسلام خليل .....
 
هذا النوع من الشعراء العظام ، لم يأت ذكرهم في القائمة التي ناشدتك القراءة لأصحابها ، 
لأسباب تتعلق بالنظافة
،
 
إستمر يا علي ، في الكتابة ولا تغيب عن أحبابك (وانا أولهم)
		 
		
		
		
		
		
		
			
				__________________
				أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم