عرض مشاركة واحدة
  #75  
قديم 06/03/2014, 22h32
رضوان حسن عبد الحليم رضوان حسن عبد الحليم غير متصل  
مواطـن مسـاهم
رقم العضوية:502847
 
تاريخ التسجيل: March 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 263
افتراضي روائــــــــــــــــــــــــــــــــع عربيـــــــــــــــــه

الأطلال
عود على بدأ فالأمسية الليله هى أمسية شاعر الحب و الجمال شاعر الأطلال وإذا قلنا الأطلال فالذهن يسترجع الطبيب الشاعر إبراهيم ناجى ذلك العذب الرقيق رفيق الصبا عرفته من خلال شعره فى السبعينيات من القرن الماضى عندما غنت له قيثارة السماء إم كلثوم هذه الرائعة دوما و أبدا الأطلال كنت إذا سمعتها ينساب إلى عيني دمعا رقراقا و أحس وجدا لاينقضى وكنت مرارا وتكرارا أستمع و أ ستمع حتى أصل إلى حالة قلما إستطعت الفكاك منها بسهوله .
يـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى
كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى

اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ
وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً
وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
ولقد استبدلت كوكب الشرق رحم الله بكلمتى لا تسل أين و الإستبدال ألطف فلقد تبادر إلى الذهن أنه كان ماضى عذب فيه الكثير من العذاب فلا تسأل عنه فقد إرتحت منه و إن كنت إحن إليه على الرغم من كونه حبا عظيما بينما رحم الله الهوى تدل على موت هذا الحب و هذا مالا يريدة الشاعر وإنّما يستعجب الشاعر كيف أن كل هذا الحب تحول إلى مجرد خبر و حديث من أحاديث السمر و المناسبات و الإستفهام فى البيت الثانى للتقرير و تأكيد أنه أصبح خبرا ثم أنظر إلى هذا الدمع الجارى و المتجدد دائما من هذه الذكرى وهو الشاهد الوحيد على هذا الحب و هو أنيسى و سميرى آلا وهو دمعى و اترك الراوى و الشاهد الوحيد الذى يروى قصة هذا الحب الخالد يشرب على أطلال هذا الحب الخالد .
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني
بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ


وَيَـدٍ تَمْـتَدُّ نَحْـوي كَـيـَدٍ

مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ


و بريق يظـمَاُ السَّاري لـَهُ
أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ
هى إذا هذه أهم أسباب هذا الحب الخالد فهذا الفم الساحر لطالما أسمعنى دررا عذبه وكان ينادينى بأعذب المنادات الرقيقه الحالمه و تلك اليد التى لا أنساها تلك اليد الحنونه الحانيه و كأنها يد تمتد لتنقذنى أنا ذلك الغريق وأه ثم أه من ذلك البريق فى عينيك الآن أين ذلك البريق .
يَا حَبِيبًا زُرْتُ يَوْمًا أَيْــــكَهُ ....... طَائِرَ ٱلشَّوْقِ أُغَنِّي أَلَمِي
لَكَ إِبْطَاءُ ٱلْمُـــذِلِّ ٱلْمُنْعِـــمِ ......... وَتَجَنِّي ٱلْقَادِرِ ٱلْمُحْتَكِمِ
وَحَنِينِي لَكَ يَكْوِي أَضْـلُعِي ..... وَٱلثَّــوَانِي جَمَرَاتٌ فِي دَمِي
أيّها الحبيب الذى زرت يوما عشّـه ( و العش كأنّـهما عصفورين رقيقين )طائرا من الشوق إليك أو كأنّى طائرا أحمل الشوق فى قلبى و الدّمع فى عينى أغنى من فرط شوقى إليك وخوفى من ضياعك منّى أغنّى من الألم ومع إبطاءك علىّ كتمهل المذلّ لقلبى المتحكّم فيه و تحكم القادر مع أن حنينى لك يكوى أضلعى من الداخل ومرور الثوانى و أنت تبطأ فى ردّك على كأنها جمرات تلسعنى فى دمى
أَعْطِنِي حُرِّيَّتِي أَطْلِقْ يَدَيَّــا ...... إِنَّنِي أَعْطَيْتُ مَا ٱسْتَبْقَيْتُ شَيَّا
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمِي ....... لِمَ أُبْـقـِـيهِ وَمَا أَبــْقَى عَـلـَـيَّـا
مَا ٱحْتِفَاظِي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا ..... وَإِلاَمَ ٱلْأَسْــرُ وَٱلدُّنـْيـَا لـَدَيَّــا
الآن إعطنى حريتى و أطلق يدى من هذا الحب فإننى قد أعطيت كل ما أستطيع ولم يبقى لدىّ ما أعطيه ثم هذا الحب هذا القيد الذى من شدته أدمى معصمى لماذا أبقى عليه و هو لم يبقى علىّ ولماذا أحتفظ بهذه العهود الباليه و التى لم تصنها انت ولماذا أبقى فى اسرك وهذه الدنيا كله أمامى و التى كنت تركتها من أجلك .
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ
فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ

وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً
ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ

عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى
سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
و قد إستبدلت كوكب الشرق بالنبل العز و قد أضعف المعنى فالنبل أشمل و أعم من العز ونعود لتلك الصفات أو الهبات التى منحها لك الله و التى كانت سببا لكل هذا الحب و التى عندما ذهبت ذهب الحب معها كنت ساحرا فيك نبل وجلال وحياء و أه ثم أه من الحياء أحد أجمل صفات المرأه فلقد تذكرت قول الرائع عزيز أباظه فى رائعته آنًّــة حـائـره و التى غناها عبد الوهاب
نـبـدى حـيـاءا و نـبـدى عــفّـّة وتــقــى
إن الـحـيـاء سـيـاج الـحـبّ مــذ كــانـا
و قد كنت ملكا حتى عندما تمشى وكنت لك رائحة عبقه ذكيه كأنها أنفاس الربا (تشبيه رائع جميل فأنفاس حبيبته كأنها أنفاس تلك الروابى الخضر الفيحاء الغناء )وهوساهم اللحظ جميلا كأحلام المساء ولكن يأخذ على ناجى وصفه الحسن و الجمال على شدته بالظلم .
أين مني مجلس أنت به .... فـتـنـة تمت سناء وســـــــــــــنى

وأنـا حـــب وقــلب ودم .... وفـــراش حائــر مــنك دنـــــــــا
ومن الشوق رسول بيننا ... ونــديـم قـدم الكـأس لـنـــــــــــا




و قد استبدلت أم كلثوم كلمة دم فى الشطر الأول من البيت الثانى بكلمة هائم وقد أفاد المعنى وقربه ثم انظر إلى وصفة هذا المجلس الذى يجمعهما بالفتنة التامة التى تمتلأ سناء و بهاء و ضياء ثم انظر إلى هذا التشبيه الذى لايمل ناجى من ترديده فى أغلب قصائدة فهو ذاك الفراش الحائر الطائر الذى يقترب من النار أو الضوء وهو يعرف أن بقربة من هذا النور أو النار (حبيبته)يحترق أو يموت كما فى قصيدته ظلام

كنتِ في برجٍ من النور على ... قمة شاهقة تغزو السحـــــــابا

فَرِحٌ بالنورِ والنارِ معـــــــاً ... طـار للقــمَّةِ محـمـوماً وآبـــــــــا فحبيبته دائما هى النور أو النار و هو أبدا الفراش الحائر الطائر الذى يعلم أنه بقربه منها و تحليقه اليها إنما يندفع نحو هلاكة و لكنه يندفع سعيدا مغتبطا ثم ارجع النظر إلى هذا الشوق الذى يرسل الرسول إلى المحب أه ما أجملها من استعارة ثم هذا الشوق الذى سيصبح عما قليل نديما لهما يقدم اليهما الكاس فهل رأيت حبا كهذا أو شوقا مثل هذا لعمرى انه لحب نادر
هل رأى الحب سكارى مثلنا ... كم بـنـينا من خيال حــــــولنا
ومشــيـنا فى طـريق مقـمر ... تـثـب الفــرحة فـيه قــــبلنـــا
وضحكنا ضحك طفلين معا ... وعــدونا فـسبـقـــــنا ظــلـنـــا
الله ماأجمل هذا الحب الذى ينتشى المحب فيه من يد الشوق نديمة فلا ترى سكارى مثلهم يبنون من الخيالات الجميله حولهم ثم هل رأيت هذا الخيال الذى يبنى وهذا الطريق المقمر الجميل الذى تثب فيه الفرحة تجرى امامهم فرحة بلقائهم على هذا الطريق المقمر الجميل ثم ضحك الأطفال ومرحهم وعندما نعدوا يسبقنا ظلنا فرحا مختالا.
وَٱنْتَبَهْنَا بَعْدَمَا زَالَ ٱلرَّحِيقْ ...... وأَفَـقـْـنَا لـَــيْتَ أنَّـا لَا نـُـفـِيـقْ
يَقْظَةٌ طَاحَتْ بِأَحْلَامِ ٱلْكَرَى ...... وَتَــوَلَّى ٱللــَّيْلُ وَٱللَـّيْلُ صَدِيقْ
وَإِذَا ٱلنُّــورُ نـَذِيــرٌ طَـالـِعٌ ....... وَإِذَا ٱلْفَـجْـرُ مُطِــلٌّ كَٱلْحَــرِيقْ
وَإِذَا ٱلدُّنْيَا كَمَا نَعْرِفُهَا ......... وَإِذَا ٱلْأَحْــبَابُ كُــلٌ فِـي طَـرِيقْ

الآن راحت النشوه و انتبهنا وزال أثر السُـكر الذى تحدّث عنه فى المقطع السابق وقد كان هذا المسكر كالرحيق الذى يمتصه النحل ليعطى عسلا شهيا وأفـقـنا على هذا الفراق ليتنا لم نفيق صحوة أطاحت بتلك الأحلام الجميله و ذهب الليل عنا وقد كان صديقنا ففيه لقاءنا و فيه أحلامنا و إذا بنور الفجر( نور الحقيقه )يغشانا كأنّما كان نذير الفراق و إذا بفجر الفراق يخبرنا بالنهايه ووقتها عرفت أن الدنيا لا تتغير لأن الأحباب دائما ما يفترقون .
أَيُّهَا ٱلسَّاهِرُ تَغْــفُـو ............. تـَذْكُــرُ ٱلْعَـهْـدَ وَتَصْــحُــو
وَإِذَا مَا ٱلْتَامَ جُـرْحٌ ............. جَـــدَّ بِٱلتِـــّذْكَــارِ جُــــرْحٌ
فَـتَعَـلَّمْ كَيْفَ تَنْسَى ............. وَتَـعَــلَّمْ كَــيــْفَ تــَمــْحُــو
أيها الحبيب الساهر دائما و أبدا ومن طول سهرك تغــفو تـتـذكر تلك العهـود القديمة وتصحو على ذكراها حتّى إذا ما إلتأمت تلك الجراح القديمة جدّدتها الذكريات فانفتحت تلك الجــراح مرّة أخرى فالان إنسى هذا الماضى و تعلم كيف تصفح و تغفر.
يَا حَبِيبِي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاء ........ مَا بِأَيْــدِينَا خُـلـِقـْنَا تُعَــسَاءْ
رُبَّــمَا تَجـْمَـــعُـنَا أَقْـــدَارُنَا ......... ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَــزَّ ٱللِّقَاءْ
فَإِذَا أَنْــكَــرَ خِــلٌّ خِــلَّـــــهُ ............ وَتَلَاقَــيْـنَا لِقَـاءَ ٱلْغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَـــتــــِهِ ... لَا تَـقــُلْ شِــئْــنَا! فَإِنَّ ٱلْحَـظَّ شَاءْ
هذا المقطع الأخير من الأطلال هو سبب حبى و تعلّقى الشّديد بهذه القصيدة فـقـد كنت بالثانويّه العامة عام 1977 ووجدت تلك الأبيات مكتوبه على أخر ورقة بكتاب الجداول الرياضيه (التى كانت توزع فى حصص الرياضيات لتحسب منها قيم الجيوب و جيوب التمام و الظل للزوايا المختلفة ثم تلمّ أخر الحصه ) و كانت هناك دموع ظاهره على هذة الورقه بها اثر من الكحل التى تضعه البنات الريفيات فى أعينهم فى تلك الحقبه فلم نكن نعرف من فن التواليت غيره و علمت بعدها بأن قصة حب مشبوبه بين صديقنا أغنى طالب بالمدرسه فى ذلك الوقت و بين طالبة متوسطة الحال عفيفة النفس قد أضرمت نيرانها فى قلبيهما و أن الفراق لا محالة قادم بعد إنتهاء الدراسة و عدم تمكن البنت الريفيه فى ذلك الوقت من رؤية حبيبها فلم يكن هناك تليفونات أو موبيلات أو تستطيع البنت ان تخرج من بيت أبيها إلا لضروره ومع محرم كبير بالسن فى ذلك الوقت و تابعت قصة الحب تلك و التى إنتهت كما تنتهى عادة قصص الحب العذرى بالفراق فإذددت تعلقا بالأطلال .

رد مع اقتباس